وسط حضور دبلوماسي وثقافي واعلامي حاشد تم افتتاح معرض الفنانات الايرانيات الكفيفات تحت عنوان «الجمال في عيوننا» وذلك بدعوة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والمستشارية الثقافية الايرانية بدولة الكويت.
وحضر الافتتاح المهندس علي اليوحة الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والقائم بالاعمال الايراني ود. عباس خامه يار المستشار الثقافي وحشد غفير من الفنانين والمهتمين بالشان الثقافي.
كما حضر الافتتاح د. بدر الدويش نائب الامين العام للمجلس والسفير امباكي عميد السلك الدبلوماسي ومحمد السنعوسي وزير الاعلام السابق وتشارك في المعرض الذي يقام بمناسبة اليوم العالمي للمكفوفين «العصا البيضاء» مجموعة من الفنانات اللاتي يقمن بحياكة السجاد وهن محرومات من نعمة البصر ليؤكدن بأن اعاقتهن لم تكن سبباً في منعهن من الابداع حيث نجحن في تذليل العقبات ليصبحن شريحة منتجة وفاعلة في المجتمع .
وقدمت الفنانات سجادات ثمينة قمن بحياكتها بانفسهن دون مساعدة أحد وعلى الرغم من فقدان البصر متحدّين الاعاقة بنسج قطع رائعة بمنمنماتها الدقيقة والمنسوجة بكل اتقان ومهارة، وتشارك في المعرض اربع سيدات هن: زينب ببري ومعصومه فريدوني وآنيتا سيروس وزهراء همائي برفقة المدربة والمشرفة مجكان تيموري.
كما يحضر المعرض امير سلامي وهو رئيس تحرير صحيفة المكفوفين وهي الصحيفة الاولى والوحيدة للمكفوفين في الشرق الاوسط وتصدر بخط بريل شهرياً.
وعلى هامش المعرض جلست احدى المبدعات خلف النول الخشبي وهي تحمل كباكيب الصوف الملونة لتقيم ورشة تعليمية لحياكة السجاد حيث لم تثنها اعاقتها عن تمييز اللون واختيار الخيوط المناسبة لانجاز السجادة بتصاميمها، وتعد حياكة السجاد من اهم الفنون الايراينة بل هي جزء من الثقافة الفارسية العريقة وتعتبر ايران اكبر مُصّدر للسجاد اليدوي في العالم حيث يتم تصديره سنوياً الى 100 دولة ويمتاز بالنقوش الدقيقة والالوان الزاهية والاشكال الهندسية .
وتشتهر كل مدينة بنوع من الحياكة وتركيب الالوان حيث تختلف نقشة السجاد الكاشاني عن السجاد التبريزي والخراساني والاصفهاني. ومن مميزات السجاد الايراني الاصيل انه يحافظ على جماله ورونقه بل يتضاعف سعره مع مرور الزمن لهذا نجد التهافت على اقتنائه لكونه زينة وخزينة ، وقد اشتهرت ايران بحياكة السجاد منذ آلاف السنين حيث ابتكر الحائكون اشكالاً جميلة والواناًً زاهية جعلت من السجادة لوحة فنية تعيش عشرات بل مئات السنين .
ويصنع السجاد العجمي من خامات اصواف وشعر الاغنام ووبر الجمل والحرير الطبيعي حيث تختص كل مدينة بنقوشها وحريرها واسلوب حياكتها.
وتتكون السجادة من خيوط طولية تسمى «السدى» وهي من الحرير الفاخر او القطن او الصوف وخيوط عرضية وتسمى «اللحمة» ويختلف سمك الخيط وجودته حسب نقوش السجادة وقيمتها .
وفي تصريح للمستشار الثقافي الايراني د. عباس خامه يار حول الهدف من اقامة المعرض قال: في اطار التعاون الثقافي القائم بين بلدينا الجارين الصديقين وبدعوة كريمة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تم افتتاح معرض «الجمال في عيوننا» ليكون نافذة تسلط الضوء على الثقافة الايرانية الثرية والقيمة الجمالية للسجاد الايراني لاسيما وان الاعاقة البصرية لدى هولاء الفنانات ولّدت لديهن الموهبة والابداع حيث اثبتن ان ذوي الاحتياجات الخاصة هم ثروة طبيعية للمجتمع وعلى الرغم من فقدان البصر فقد حولن الاعاقة الى طاقة وحطمن القيود وصنعن الابداع.
واضاف خامه يار بان المعرض يشكل فرصة مهمة للتعرف عن قرب على جمالية هذه الحرفة وجذورها الضاربة في اعماق التاريخ لاسيما وان السجاد العجمي يشتهر بتصاميمه وتنوع الالوان النباتية والزخرفه التشجيرية وعدد العُقد التي تزيد من نعومة السجادة ولهذا اشتهرت سمعة السجاد الايراني كعملة نادرة تراكمت عبر الاجيال.
واضاف خامه يار: كل أمة تكتب تاريخها بأسلوب خاص وطريقة فريدة فهناك امة تنقش تاريخها على جدران الصخور وهناك من يكتبه على الالواح الطينية او يحفره على الخشب لكن سكان ايران كتبوا تاريخهم العريق بملايين الخيوط الملونة والمزركشة فوق أنوال خشبية وبأنامل رقيقة وعلى خامات حريرية، ترسم اسطورة تراثية بديعة.
ويستمر المعرض في قاعة احمد العدواني «ضاحية عبدالله السالم» لاستقبال زواره صباحاً ومساءً لغاية يوم الخميس 6 مارس 2014.