
قال وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود أن مدينة الحرير أو «مدينة الصبية» في بداية مراحلها التخطيطية والتشريعية متمنيا ان تكون هناك في القريب العاجل خطوات تنفيذية باتجاة انشاء المدينة.
واضاف الحمود في تصريح للصحافيين خلال افتتاحه ملتقى مجلة العربي الـ13 بعنوان «الثقافة العربية على طريق الحرير» ممثلا عن سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء أمس ان انشاء جسر «جابر» يعتبر المرحلة الأولى للبنية التحتية لربط ساحل الصبية مع مدينة الكويت وهو من المشاريع التنموية الرئيسية التي تسعى لها الدولة.
واوضح الشيخ سلمان ان طريق الحرير يعد جزءا من تراث الكويت وتاريخها والاهتمام به خاصة من الجانب الثقافي هو ما يقرب الدول وشعوبها ويحقق التنمية والتواصل المطلوب مبينا ان اهل الكويت عرف عنهم التواصل الثقافي من خلال حرصهم على التبادل التجاري واهتمامهم بالثقافة.
وذكر ان اطلاق مجلة العربي عام 1958 دليل على الاهتمام الثقافي وعلى ايمان المسؤولين في الكويت على أهمية الثقافة وتعزيز دور اللغة العربية.
واعرب عن الشكر الجزيل لسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء على رعايته الكريمة ودعمه للملتقى مرحبا بجميع الضيوف الذين شاركوا في الملتقى من مثقفين وأدباء وشخصيات أدبية.
وثمن الجهود الكبيرة للقائمين على مجلة العربي والمشرف العام على هذا الملتقى الدكتورة ليلى السبعان متمنيا ان يتمخض هذا الملتقى عن تعزيز للثقافة العربية لما يحمله من عنوان.
وقال الحمود أن الكويت تمد يدها دائما للتواصل والحوار وتفتح آفاقا جديدة للفكر والثقافة العربية والعالمية،مؤكدا أن الكويت مؤمنة بأن العلم والمعرفة هما السبيل الأهم لأي تقدم أو تطور منشود.
واكد اهتمام سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بالفكر والثقافة بوصفهما رسالة الكويت الأسمى في محيطها الخليجي والعربي ووصلها بالعالم المتحضر مبلغا الحضور تحيات سمو الشيخ جابر المبارك واعتزازه بانعقاد المؤتمر وصلا بما مر من ملتقيات واتصالا بالمستقبل المؤمل.
وبين ان مجلة العربي منذ انطلاقها عام 1958 لم تكن مطبوعة فكرية ثقافية شهرية فحسب بل هي بمنزلة نهر يتدفق بالمعرفة والفنون يروي عقول قراء العربية من الخليج الى المحيط اضافة الى ما ساهمت به دولة الكويت في وضع «الخطة الشاملة للثقافة العربية» وكذلك الاصدارات والندوات ما يؤكد ايمانها بدور العلم وسعيها المشروع لتكون احدى المنارات الثقافية العربية.
وشدد على ان العيش في عالم فضاء مفتوح وما بات يعرف ب»القرية الكونية» ومحركات البحث على الانترنت «يضعنا أمام مسؤولية تاريخية تجاه اللحظة الراهنة وتجاه حياة الأجيال القادمة وأن نكون شركاء للآخر متحاورين ومتواصلين معه» موضحا ان الكويت تحاول ان تركز على رسائل الفكر والثقافة والحوار بوصفها رسائل بناء وسلام وحياة للانسان والوطن.
وذكر ان العالم يشهد يوميا الدور المحوري الذي ينهض به الشباب المتنور في كتابة تاريخ الأمم الجديد وهذا ما يعمق الايمان بدورهم «ويجعلنا نؤكد ضرورة معالجة قضاياهم بعقل وفكر منفتحين مستشعرا ضرورة تكامل الاعلام والشباب كمجالين وذلك بتوفير فضاءات انسانية رحبة يحققون بها هذا الحضور المتميز». وأكد الشيخ سلمان ان ارادة القيادة السياسية السامية في الكويت بتأكيد دور الثقافة والفكر والفن الهادف تأتي عبر سعيها الحثيث الى بناء وتشييد مؤسسات ثقافية وفنية جديدة مبشرا بأن هناك العديد من الخطط الطموحة والبرامج العلمية والثقافية سترى النور قريبا حيث ستشهد الكويت خلال السنوات القليلة القادمة افتتاح اكثر من مجمع ثقافي عالمي الصبغة.
وقال ان «وجودنا اليوم على طريق الحرير ليس أمرا بلاغيا مجازيا بل حقيقة تاريخية حيث ان موقع الكويت الجغرافي يتوسط خطوط سفر العالم القديمة فجزيرة «فيلكا» مثلت محطة تجارية مهمة على الطريق البحري بين حضارات ما بين النهرين وموانئ وحضارات ساحل الخليج العربي حتى اعتبرت أول المراكز الحضارية في المنطقة منذ حوالي ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد». من جهته قال الدكتور احمد بن محمد الضبيب في كلمة ألقاها باسم الضيوف والمكرمين ان دعوة الكتاب والمفكرين والباحثين والاكاديميين تعتبر «سنة حسنة استنتها مجلة العربي وذلك ليأتوا الى مقرها على أرض الكويت الطيبة من أجل الالتقاء والنقاش والتداول والحوار والتشاور بصدد أحد الموضوعات الثقافية ذات الأهمية».
وبين ان التواجد بين هذه الكوكبة من الكتاب والمفكرين العرب وغير العرب المعنيين بالشأن العربي بدءا من بلاد التتار ووصولا الى بلاد المغرب «يسعدنا بأن نكون شهودا على ما حققته الكويت وعلى ما تتطلع الى تحقيقه».
واعرب الدكتور الضبيب ان من يرى ما حققته دولة الكويت خلال تاريخها حتى الآن من تقدم وازدهار وتنمية وحرية رغم كل ما تعرضت له فانه لا يملك الا ان يشعر بجليل الاحترام للكويت قيادة وشعبا.
واوضح ان من يستشعر حجم طموحات الكويت ازاء المستقبل «كما نراها في بعض صورها الان التي تتمثل في نشاطها الثقافي المشهود له بالنزاهة عبر عقود طويلة فانه سيقدر الجهد الكبير لكل من قام على تخطيط وانجاح مثل هذه البرامج والفعاليات الثقافية».
من جانبها بينت رئيس تحرير مجلة العربي ومقررة الملتقى الدكتورة ليلى خلف السبعان ان مجلة العربي تبدأ بملتقاها هذا العام عهدا جديدا يأخذ من تاريخها المضيء مبادئ التنوير لتضيف اليه في مرحلتها الجديدة قيم الحوار.
وقالت ان مجلة العربي انشغلت خلال 55 سنة بالاكتشاف وهي اليوم معنية بأن تواصل هذا الاكتشاف على نحو جديد حيث «كنا نستكشف أماكن وجغرافيات وعمارات وعادات وآداب وثقافات فإننا اليوم معنيون باكتشاف الانسان صانع ذلك كله ومدون هذه الحضارات».
وذكرت الدكتورة السبعان ان ملتقى هذا العام منفتح على طرح مشروعات ثقافية جديدة جراء الانصات والتباحث والحوار خلال الجلسات النقاشية مثل مشروعات ترجمة النصوص الأدبية الشرقية باللغة العربية وكذلك مشروعات تفعيل التبادل الثقافي بين الخليج العربي ومدن طريق الحرير.
واضافت ان الملتقى سيقدم اضاءة للتجارب التي نجحت في مجال الترجمة والنشر والفن والتصوير من خلال المختصمين من أهل الابداع والعلوم الأكاديمية كما ستركز محاوره على نمط العلاقات التي نشأت على طريق الحرير بين العرب والمجتمعات والحضارات التي اتصلوا بها وتفاعلوا معها. وكشفت عن فكرة لانشاء مجمع للغة العربية في دولة الكويت كهيئة منوط بها كل ما للمجامع اللغوية المرموقة في الدول العربية الرائدة السباقة لانشائه من أدوار وأهداف. وضمن فعاليات ملتقى مجلة العربي الثالث عشر المقام بعنوان «الثقافة العربية على طريق الحرير» في الفترة من 3 حتى 6 مارس الجاري افتتح الشيخ سلمان الحمود معرض الصور الفوتوغرافية الذي يضم العديد من الصور التي تعكس محطات طريق الحرير.