خلص المشاركون في جلسة مجلس الحوار الثالث الذي عقدته جائزة سمو الشيخ سالم العلي للمعلوماتية أمس الاول، والذي دار حول صحة الجسم مع استخدام الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية إلى أهمية نشر التوعية بين مستخدمي الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية لتجنب الأضرار الصحية الناجمة عنها، مشيرين إلى عدم وجود أبحاث تتناول الاستخدام الشخصي بالمنزل لتلك الأجهزة، بينما تركزت الأبحاث الغربية على استخدامات الموظفين لها، وتم إدراجها تحت مسمى إصابات عمل، ناصحين بضرورة تنظيم عملية استخدام هذه الأجهزة لتجنب أضرارها.
وفي البداية تحدث رئيس قسم جراحة اليد بمستشفى الرازي الدكتور حسام بشير عن التهاب المفاصل والعضلات وعلاقتها باستخدام الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية ؛ حيث أشار إلى عدم وجود أبحاث خاصة تتناول الاستخدام البيتي لتلك الأجهزة والآثار المترتبة عليها ،بينما أشارت دراسات أجريت في أميركا أن حوالى ثلث أيام الإجازات المرضية كان بسبب الإصابات المترتبة على العمل باستخدام الأجهزة اللوحية وهي تتكلف من 10 إلى 20 مليار دولار من تعويضات العمالة سنوياً معربا عن اعتقاده بأن غالبية دعاوي إصابات العمل الخاصة باستخدام الكمبيوتر مبالغ فيها، ويسعى أصحابها وراء مطالب أخرى.
وأضاف د.حسام بشير «لو تحدثنا عن الأطراف العلوية فهي لا تخلو من الآلام نتيجة الاستعمال المتكرر للعضلات في العديد من الأعمال ومن بينها الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والذكيةالمنتشرة حالياً ، وتبدأ تلك الآلام باحتقان؛ نتيجة لتجمع سوائل ؛مما يؤدي إلى تورم بسبب آلام العضلة ،وتتغير طبيعتها لتصل بها إلى التليف في بعض الحالات.
وتابع د.بشير بأنه لا يوجد في الكويت إصابات مباشرة من استعمال الكمبيوتر المتكرر نتيجة لعدم وجود ضغوط العمل الموجودة في الدول الغربية التي ظهرت بها المشكلة جليا مشيرا في هذا الصدد إلى أنه لا يوجد في الكويت تشريع بخصوص إصابات العمل الناجمة عن استخدام الأجهزة اللوحية والذكية ولذا فإنه لا يستطيع المصاب طلب تعويض من شركات التأمين.
وبدوره أكد أخصائي الأمراض الباطنية في مستشفى الفروانية الدكتورغانم السالم عدم توصل العلم إلى ما يثبت وجود أضرار صحية خطيرة بسبب التعرض للترددات اللاسلكية «4g ، wifi» لافتا إلى أن فكرة رصد أضرار «الواير لس» كانت مطروحة بشدة منذ سنوات، ويتوافر آلاف البحوث الموثوقة في هذا المجال، والتي قامت بها منظمات عالمية موثوق فيها، وأبرزها بحث لمنظمة الصحة العالمية أثبتت من خلاله عدم وجود علاقة مباشرة بين «الواي فاي» ومرض السرطان ،غير أنه نصح بعدم التعرض كثيرا لتلك الموجات ؛لأن العمق والنوعية والتركيز المباشر لها سيؤثر بدون شك على صحة الإنسان، ولو بشكل غير مباشر ناصحاً بإبعاد الأجهزة الذكية عن الرأس والأذن واستخدام السماعات للمحادثات الطويلة بدلا من التعامل مباشرة مع الجهاز، مستشهدا بربط أحد الأبحاث بين انتشار استخدام «الوايف فاي» وبين تفشي سرطان الدم وزيادة نسبة الإصابة به على المستوى العالمي.
واختتم الدكتور غانم حديثه بالتأكيد على عدم توافرالدليل العلمي في الوقت الحالي على وجود علاقة بين موجات «الواي فاي» والهواتف الذكية ، وبين الإصابة بالأمراض الخطيرة مثل السرطان.
وألقى المهندس خالد عيد النصافي منسق الصحة والسلامة والبيئة في شركة البترول الكويتية العالمية الضوء على المعنى اللغوي لمصطلح» ergonomics « والتي تعني بالعربية «القوانين الطبيعية للعمل « وهي تتعلق بدراسة نوع وطبيعة العمل والبيئة المحيطة به علاوة على دراسة الأدوات والآلآت المستخدمة لأداء المهام الوظيفية الملقاة على عاتق العامل.
وأوضح أن ال office ergonomics أو بيئة العمل المكتبية تهدف إلى تهيئة المساحة والأدوات المكتبية لتتناغم وتتناسب مع المتطلبات الوظيفية للعامل ، والفوائد المرجوة من تطبيق بيئة العمل المكتبية هو تقليل إمكانية الإصابة بالصداع وإجهاد العين ، وتخفيف آلام الظهر والرقبة ، و تجنب مشاكل الأربطة والالتهاب الكيسي ، والتي ترتبط بالقيام بنفس العمل أو المهام الوظيفية لمرات متكررة ، وشدد على أن عدم تطبيق بيئة العمل المكتبية تؤدي إلى إصابات متمثلة في الإجهاد والإرهاق للعضلات والأعصاب والأربطة والمفاصل والأوعية الدموية والعمود الفقري.
ونصح النصافي لتجنب تلك الإصابات بوضع الحاسب الآلى أمام العامل مباشرة، وأن يكون مستوى النظر موازياً لأعلى نقطة في الشاشة، والجلوس على الكرسي بشكل عمودي وعدم الانحناء للأمام، وإسناد الظهر كلياُ ، وبالأخص أسفل الظهر، ووضع اليدين بشكل كامل على أذرع الكرسي على أن تكون متساوية مع مستوى سطح المكتب ، والقيام بتمارين مكتبية خفيفة تترواح نسبتها من نصف ساعة إلى ساعة كاملة.
وكانت جلسة مجلس الحوار قد بدأت بكلمة لعضو اللجنة المنظمة العليا المهندس حسن الحمادي أكد من خلالها أن جائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية أصبحت ملتقى للعقول المعرفية و الأذهان المعلوماتية ، و مصدراً للنشاطات و العطاءات الرقمية على المستويات الوطنية و العربية و العالمية ، وأن من أبرز أنشطتها مجلس الحوار الذي انطلق في العام الثاني عشر من مسيرة الجائزة .