فيينا – «كونا»: رحبت الكويت أمس بقرار الجمعية العامة للامم المتحدة بعقد جلسة خاصة في عام 2016 حول مشكلة المخدرات في العالم. وقال سفير دولة الكويت لدى النمسا وممثلها الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا صادق معرفي في كلمة ألقاها امام جلسة رفيعة المستوى للجنة الامم المتحدة المعنية بمكافحة المخدرات ان دولة الكويت تتطلع الى اعتماد البيان الوزاري المشترك خلال هذا الجزء الرفيع المستوى من الدورة الـ57 للجنة المخدرات لمواجهة هذه الافة.
واكد السفير معرفي مجددا التزام بلاده بميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي والاعلان العالمي لحقوق الانسان بالاضافة الى الاتفاقيات الثلاث الدولية الخاصة بالمخدرات.
واشار الى ان دولة الكويت حريصة جدا على تعزيز تعاونها التام على الصعيدين الاقليمي والدولي في مجال مكافحة المخدرات وكان آخر هذا التعاون في عام 2011 بصدور قرار من وزارة الصحة باضافة «ترامادول» كمادة مجرمة ضمن الجداول الملحقة بقانون المؤثرات العقلية.
وفيما يتعلق بتعاون دولة الكويت على المستوى الدولي لفت معرفي الى ان دولة الكويت طرف في اتفاقيات الامم المتحدة لمكافحة المخدرات وهي اتفاقية المخدرات لسنة 1961 بصيغتها المعدلة ببروتوكول سنة 1972 واتفاقية المؤثرات العقلية لسنة 1971 واتفاقية مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية لسنة 1988. وجدد حرص دولة الكويت على تنفيذ احكام الاتفاقية المذكورة بالتعاون مع الاجهزة الدولية لمكافحة المخدرات وفي مقدمتها اجهزة الامم المتحدة.
اما بالنسبة لمواجهة مشكلة المخدرات على المستوى الاقليمي فأوضح ان اللجنة الوطنية للوقاية من المخدرات في دولة الكويت قامت باطلاق المشروع التوعوي الوطني للوقاية من المخدرات «غراس» لتعزيز القيم عن طريق التوعية والحملات الوطنية والاعلامية كما تم انشاء اول قناة فضائية متخصصة في مجال الوقاية من تلك الافة حيث تم في 2008 توقيع مذكرة تفاهم بين قناة «غراس» الفضائية والمكتب الاقليمي للامم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة للشرق الاوسط وشمال افريقيا بهدف تنفيذ عدد من البرامج والانشطة المعنية بمكافحة المخدرات.
وذكر ان دولة الكويت بقطاعيها العام والخاص تبذل جهودا كبيرة في التصدي لحالات التعاطي والادمان والمساهمة في تسيير علاج المتعاطين والمدمنين ورعايتهم وتأهيلهم ليصبحوا عناصر فاعلة ومنتجة في المجتمع.
وشدد على ان دولة الكويت تفتخر بأنها من الدول التي تخلو اراضيها من زارعة اي نوع من انواع النباتات المنتجة للمواد المخدرة كما لا يوجد فيها اي انتاج او تصنيع لأي نوع من المخدرات او المؤثرات العقلية مشيرا الى ان المشكلة تكمن في تهريب المخدرات والمؤثرات العقلية اليها وترويجها فيها بحيث اصيب مجتمعنا بهذا الداء الخطير.
وفي هذا الصدد اكد السفير معرفي اهمية القوانين والتشريعات الهامة التي سارعت السلطة التشريعية في دولة الكويت بسنها والتي من شأنها الحد من الافة المدمرة وما قامت به الادارة العامة لمكافحة المخدرات وبجانبها الاجهزة الحكومية وغير الحكومية ذات الصلة من اعمال المكافحة ووضع استراتيجية لحماية المجتمع من اخطار واضرار المخدرات والمؤثرات العقلية غير المشروعة التي ترتكز على الحد من العرض والطلب.
ولفت الى ان دولة الكويت لم تسجل في عام 2013 اي قضية تعاط او اتجار ضد اي حدث لم يتجاوز الـ18 عاما.
وتطرق السفير معرفي في كلمته الى الاعلان السياسي لعام 2009 مشيرا الى انه رغم مرور خمس سنوات على اعتماده الا ان مشكلة المخدرات العالمية لا تزال قائمة وتعرقل الجهود المشتركة من اجل تحقيق الاهداف والغايات المبينة في هذا الاعلان.
وأفاد بأن العالم يخوض اليوم معركة امام عدو لا يعترف بالدول الكبيرة مهما عظمت قوتها والصغيرة مهما بلغت من غنى او فقر مشيرا الى ان هذا العدو لا يغدو الا ان يخلف وراءه خسائر كبيرة في الارواح والاموال.
وأضاف ان مثل هذه الجريمة التي تنتج في بلد وتستهلك في بلد ثالث تعد امرا بالغ الخطورة معتبرا ان المجتمع الدولي ملزم اليوم بعقد العزم والتكاتف على مكافحة هذه الافة بالتعاون الاقليمي الجاد والدولي الفعال.
ودعا السفير الكويتي في ختام كلمته المجتمع الدولي الى مواصلة تقديم المساعدة المالية والتقنية وتوفير الموارد الكافية للدول الاعضاء ولا سيما البلدان النامية بهدف تعزيز قدرتها على مكافحة مشكلة المخدرات العالمية.
ويرأس وفد دولة الكويت الى اعمال الاجتماع الرفيع المستوى السفير صادق معرفي ويضم في عضويته كلا من السكرتير الاول في وزارة الخارجية فلاح المطيري والمقدم فهد البدر والمقدم حمد الصباح ونواف الرجيب سكرتير ثالث ولوجين بوعليان الملحق الدبلوماسي في سفارة دولة الكويت بالنمسا.
