
قال سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء انه «مسرور لممارسة الديموقراطية في بلدنا ونعتز بها ولكن يجب ان نأخذ بعين الاعتبار الدستور ومواده ولوائحه وحكم المحكمة الدستورية».
واضاف سموه في رد على سؤال حول الاستجواب المقدم لسموه خلال تصريح للصحافيين على هامش حفل افتتاح الملتقى الاعلامي العربي الـ11 الذي افتتح الليلة قبل الماضية برعاية وحضور سموه «انه يجب ان نراعي ذلك وسنبحثه في مجلس الوزراء ونقرر ما سنقوم فيه».
وردا على سؤال حول حصول بعض النواب على اموال من سموه قال سمو رئيس مجلس الوزراء «اعوذ بالله ولو اتاني سؤال برلماني عن ذلك لأجبت بأن ذلك غير صحيح ولم يحدث».
وكان المبارك افتتح في فندق ريجنسي الكويت مساء أمس الأول الدورة الحادية عشرة للملتقى الاعلامي العربي التي تقام تحت شعار «تحولات وتحديات».
وحضر الحفل عدد من أصحاب الوزراء والشيوخ والمحافظين وعدد من وزراء الاعلام العرب وجمع من الاعلاميين والكتاب والصحافيين ورؤساء ومديري المؤسسات الاعلامية والفضائيات من الكويت ومن الدول العربية الشقيقة والدولة الصديقة.
واكد وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود دعم دولة الكويت لكافة الأنشطة والفعاليات التي من شأنها تقوية أواصر الرباط العربي بين الأشقاء في كافة المجالات والميادين.
وقال الشيخ سلمان خلال كلمته في افتتاح فعاليات الملتقى الاعلامي العربي الحادي عشر الليلة قبل الماضية بعنوان «الاعلام.. تحولات وتحديات» برعاية وحضور سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء ان الكويت هي الحاضنة للفكر والاعلام والثقافة ومنارة اعلامية مشعة في العالم أجمع وستبقى بوابة مفتوحة للأصدقاء والأشقاء حول العالم وبلادا للعرب أجمعين. وأعرب عن السعادة بان تحتضن الكويت هذا التجمع الاعلامي المميز بمشاركة هذه النخب الاعلامية المهمة حيث يعد هذا الملتقى بدورته الحادية عشرة نموذجا لتطوير وتفعيل الاعلام الكويتي الخارجي.
وشدد على ضرورة أن يقوم الاعلام بدوره «الايجابي البناء في خدمة الأمم والشعوب حيث ان الاعلام رسالة سامية ذات تأثير في المجتمع ان لم نحدد أسسه ومعاييره وقواعده وننظم العمل فيه صار معولا للهدم وان أحسنا التعامل معه بكل مخرجاته وتفاصيله وأدواته صار أداة بناء تقود الى رخاء الشعوب ونهضتها وتنميتها».
وأكد الشيخ سلمان ان الكويت منذ تأسيسها قامت بدعم الاعلام والثقافة وكانت لها الريادة في الكثير من المجالات الاعلامية والثقافية والفكرية والفنية وصار المنتج الاعلامي والثقافي الكويتي يجوب العالم ناشرا للعلم والمعرفة.
وبين أن تلك هي سمة لدولة الكويت الحديثة التي تحرص على مد جسور التعاون والترابط مع كافة الدول والشعوب العربية حيث ان الثقافة والفكر والمعرفة رسالة سلام ومحبة وتصالح تنطلق من الكويت الى العالم.
من ناحيتها قالت وزيرة الاعلام في مملكة البحرين سميرة ابراهيم بن رجب ان الملتقى بات محفلا لتبادل الفكر الاعلامي لما للاعلام من أهمية بالغة ولما بات يلفه من تعقيدات وتحديات جديدة وجديرة بالبحث والاطلاع. وقالت رجب «نحن متأكدون من أن هذا الملتقى سيكون فرصة هامة لتبادل الآراء والخبرات بين الاعلاميين العرب ورافدا في عملية تطوير هذا القطاع الهام والحيوي في عصرنا هذا».
واضافت ان أمن واستقرار الشعوب لم يعد يقتصر على تطبيق القوانين والتشريعات وتعزيز الدفاعات العسكرية وابرام الاتفاقيات الأمنية بل بات معروفا أن أهم محرك للأمن والاستقرار في اي مجتمع هو الوعي المجتمعي الذي يمكن تحقيقه عبر آليات متعددة أبرزها الاعلام بمختلف أصنافه وأشكاله.
واشارت الى ان الاعلام أصبح اليوم بتركيبته المعقدة من أهم قنوات زيادة الوعي المجتمعي في علاقته بتشكيل الثقافة وتعديل السلوك وتنمية الفكر في المجتمع مؤكدة ان الإنتاج الإعلامي يعتبر عبر جميع وسائله سلاح التأثير الأول على سلوك الفرد والمجتمع والمصنع الرئيسي لتشكيل الرأي العام.
واكدت ان الدول المتقدمة تهتم بالاعلام وتعطيه الأولوية في برامجها ومشاريعها لما له من تأثير مباشر على زيادة الوعي ودعم الأمن والاستقرار المجتمعي كاحدى اهم أدوات دعم الثقافة وتوجيهها.
واضافت ان صناعة الاعلام يتطلب الاستثمار فيه بامكانات هائلة وموازنات طائلة لا بد من توفيرها لتحقق أهدافها على أكمل وجه مشيرة الى ان الصناعات الاعلامية تعتبر من الصناعات الثقيلة التي لا تقل أهمية عن صناعة البترول وما تحتاجه من كوادر وآليات وتجهيزات وتعقيدات في عمليات الانتاج.
من جهتها قالت وزير الاعلام المصرية الدكتورة درية شرف الدين في كلمة مماثلة ان دولة الكويت «لها وقفات قد بانت في وقت المحن التي تتجلى فيها معاني الأخوة والصداقة والتعاون والتآزر حيث مرت مصر خلال السنوات الأخيرة باختبارات صعبة مازالت تبعاتها تتوالى».
وبينت شرف الدين ان «أجواء العالم العربي وسماءه صارت مفتوحة وان هذه حقيقة بأنه لم يعد بامكان الحكومات او وزارات الاعلام او أي جهة أو أشخاص أن يقفوا ضد عصر تفتحت أجواؤه».
واشارت الى انه «لم يعد بالامكان أن نعود الى زمن مضى تكفلت فيه وسائل الاعلام المحلية والوطنية بالجمهور وحدها دون شريك».
واوضحت ان الدراسات النفسية في مجال الاعلام التي أجريت في العديد من دول العالم أثبتت أن المواطن يلجأ بداية الى وسائل اعلامه المحلية لا يبرحها ولا يفضل عليها غيرها الا اذا حادت عن الصواب وعن الموضوعية وسرعة التناول معتقدة أن هذا هو التحدي الأكبر أمام الاعلاميين العرب بأن يكون الاعلام الوطني بشقيه العام والخاص هو المصدر الأول للمواطن.
بدورها نقلت الأمين العام المساعد لقطاع الاعلام والاتصال بجامعة الدول العربية الدكتورة هيفاء أبو غزالة باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي تحياته وتمنياته للملتقى بالتوفيق والنجاح.
وبينت ان الجهود الكبيرة لانجاح الملتقى ستساهم في تطوير الاعلام العربي ليكون منافسا في العالم وليعطي صورة صحيحة عن الاعلام العربي من ناحيته أكد أمين عام الملتقى ماضي الخميس ان دولة الكويت تسعى دائما الى لم الشمل العربي بمختلف اتجاهاته في ظل حكم أمير الانسانية كما وصفته الأمم المتحدة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه. واضاف الخميس «لقد عملنا طوال السنوات الماضية كي نكون مركزا اعلاميا نسعى الى تطوير الاعلام العربي الهادف بمختلف قطاعاته ونتواصل مع الاعلاميين بمختلف اتجاهاتهم وفئاتهم ونقيم العديد من الأنشطة الاعلامية الفاعلة بمختلف الدول العربية». وبين ان الملتقى تعاون مع كافة قطاعات الاعلام المختلفة ومؤسساته وعلى رأسها قطاع الاعلام في جامعة الدول العربية مثمنا لهم وللأمانة العامة لجامعة الدول دعمهم ومساندتهم الدائمة للملتقى الاعلامي العربي منذ اليوم الأول لانطلاقته.
وتابع «اننا جميعنا اليوم نعيش تحت وطأة وضغط وسائل الإعلام والاتصال المختلفة التي غيرت الصيغة وبدلت المعنى وزادت عمق التأثير» مشيرا الى ان دولا كثيرة أصبحت تترقب وتراقب تطورات وسائل الاتصال المثيرة وكلما تم استيعاب احداها قفزت الى السطح أخرى جديدة وصارت وسائل التواصل والاتصال عالما جديدا في الفضاء الاعلامي الرحب تؤثر وتتأثر بمعطياته وأدواته.
واكد الخميس ان العالم العربي مر خلال الثلاث سنوات الماضية بمنعطفات كبيرة وتغيرات عديدة وتحولات مختلفة خلقت العديد من التحديات المهمة والملهمة على كافة الأصعدة «وهي الركيزة الأساسية التي استندنا اليها في شعار الدورة الحادية عشرة للملتقى الاعلامي العربي» «الاعلام.. تحولات وتحديات».
ورأى ان الاعلام كان في تلك التحولات التي حدثت شريكا أساسيا بل ومحركا رئيسا أحيانا وعنصرا فاعلا في كافة التفاصيل حتى انقسم الرأي العام ما بين متهم للاعلام ومشيد به مضيفا «انه في ظل تلك التحولات واجه الاعلام العربي تحديات كبيرة وكثيرة جعلته أمام محك أساسي لاثبات قدرته على التعامل مع كل تلك التحولات بنتائجها المختلفة». واكد الخميس سعي الملتقى بكل جد وجهد واجتهاد لوضع معايير سليمة للاعلام العربي من خلال توجيه اهتمام الاعلاميين بضرورة العمل على تبني الرسالة الايجابية للاعلام.