الدوحة – «كونا»: وصل قارب «رحلة الامل» الى الدوحة مساء أمس الأول في محطته الثانية من جولته العالمية التي تشمل 19 دولة حول العالم بهدف ابراز الاهتمام الحضاري الكبير الذي توليه دولة الكويت لفئة الاحتياجات الخاصة من ذوي الاعاقة الذهنية.
وكان في استقبال القارب لدى وصوله الى محطته الثانية في الدوحة القائم بالاعمال في سفارة الكويت لدى قطر تركي خالد المكراد واعضاء السفارة وحشد من المهتمين بالرحلة من الشخصيات العامة ووسائل الاعلام.
وقال المكراد لـ«كونا» أمس أن رحلة الامل تحظى برعاية ودعم خاصين من سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله وسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح اضافة الى اهتمام وزارة الخارجية الكويتية وتوجيهاتها بتوفير كل السبل لانجاحها.
وذكر المكراد ان الرحلة البحرية التي تستخدم قاربا صنع بايد كويتية انطلقت الخميس الماضي من دولة الكويت وستمر بعدد من دول مجلس التعاون وبعض الدول العربية والاوروبية وصولا الى الولايات المتحدة الامريكية ثم العودة الى دولة الكويت بنفس المسار.
واشار الى ان الرحلة التي تضم اثنين من ذوي الاعاقات الذهنية واباءهما وفريق عمل متطوع متمرس في الشؤون البحرية تهدف الى ابراز وجه دولة الكويت والدول العربية الحضاري ونقل تجاربها في رعاية ذوي الإعاقات الذهنية الى العالم ولفت انتباه المجتمع الى احتياجات ذوي الاعاقات الذهنية والتآزر المجتمعي معهم.
واضاف ان من اهداف الرحلة ايضا السعي الى دمج هذه الفئات مع المجتمع وتطوير وصقل مواهبها وقدراتها وتسليط الضوء على إنجازات ذوي الاعاقات الذهنية وقدراتهم لتنميتها وزرع الثقة بأنفسهم والتعريف بالجهات التطوعية التي ترعى مصالحهم والحث على التكاتف معها وتشجيعها على الاستمرار.
واعرب المكراد عن الشكر والامتنان للجهات والمؤسسات القطرية التي بذلت جهودا مقدرة في التجهيز والترتيب لاستقبال رحلة الامل وتسهيل مهمتها متمثلة في وزارة الخارجية القطرية ووزارة الداخلية وخفر السواحل والجمعية القطرية لذوي الاحتياجات الخاصة اضافة الى وزارة العمل ومؤسسة قطر للتربية والثقافة ووسائل الاعلام القطرية.
من جهته قال رئيس فريق الابحار في رحلة الامل جاسم الرشيد البدر وهو والد بطل السباحة مشعل البدر من «متلازمة الداون» ومرافقه في الرحلة في تصريح مماثل ان فكرة الرحلة نشأت من مجموعة من اولياء الامور من ذوي الاعاقة الذهنية من فئات متلازمة الداون والتوحد والحالات الذهنية الاخرى.
واوضح البدر ان من اهداف الرحلة اثبات قدرة ذوي الاعاقة الذهنية على تنفيذ اعمال بطولية كبيرة والقضاء على حالات عزل هذه الفئة ومساعدة اولياء امورهم على تجاوز صعوبات التعامل مع ابنائهم.
واضاف ان الرحلة تهدف الى خدمة ذوي الاعاقات الذهنية من جميع الفئات معتبرا ان حقوق تلك الفئات مهضومة وهم مغيبون عن المجتمعات رغم الابداعات التي يملكونها «وهم بشر يجب ان يتواصلوا مع المجتمع».
وبين ان الرحلة تهدف ايضا الى نقل الاهتمام في دول الخليج لذوي الاعاقات الذهنية اذ يحتاجون الى مزيد من هذا الاهتمام عبر نشر قضاياهم مشيرا الى ان الرحلة تعمل على نقل القضايا وابداعات الدول الخليجية والعربية الى العالم واهتمام العالم الاسلامي في جميع الديانات.
واشاد بالدعم المشرف والمعبر عن التضامن الانساني في الكويت ابتداء من سمو امير البلاد لما قدمه من دعم مادي ومعنوي كبير ووزارة الدفاع التي قدمت دعما كبيرا من كباتن ومهندسين ومساعدين لتأمين الرحلة اضافة الى وزارة الاعلام كشريك اساسي حيث وفرت مساحات اعلامية كبيرة كما وفرت بالتنسيق مع فريق العمل اجهزة توضع لاول مرة في العالم تستخدم على جسم متحرك وهي مخصصة لنقل صورة حية مباشرة للرحلة اضافة الى ماقدته مؤسسات الدولة كمؤسسة البترول ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي والقطاع الخاص كاتحاد البنوك.
وافاد ان هذا العمل سيحدث صدى مؤثرا داخل الكويت وخارجها يلفت انتباه العالم الى احتياجات ذوي الاعاقة الذهنية من خلال دمجهم والاستفادة من مواهبهم وقدراتهم واظهار صورة الكويت الحضارية وتجربتها في رعاية المعاقين ذهنيا في جميع انحاء العالم.
وقال البدر ان طول قارب الرحلة يبلغ 27 مترا وعرضه سبعة امتار ويعمل بمحركين وفيه مقطرات للمياه العذبة وتبلغ سرعته القصوى 22 عقدة بحرية.
وذكر ان من المشاركين في الرحلة مشعل الرشيد البدر وخالد بادي الدوسري من ذوي الاعاقة الذهنية فيما يتكون طاقم القارب من 16 شخصا مضيفا ان الرحلة ستستغرق 210 ايام وتقطع مسافة 26 ألف كيلومتر عبر 37 ميناء وتصل الى العاصمة الامريكية واشنطن لتسليم «الاولمبياد الخاص الدولي» رسالة حضارية تتعلق بالعناية بذوي الاعاقات الذهنية.
واضاف ان خط سير الرحلة بدأ من الكويت وينتهي عائدا اليها في الاول من ديسمبر المقبل ويستغرق سبعة اشهر مرورا بكل من البحرين وقطر والامارات وعمان واليمن والسعودية ومصر واليونان ومالطا وتونس والجزائر والمغرب واسبانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.
ومن جهته عبر المدير التنفيذي للجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة امير الملا في تصريح مماثل لـ«كونا» عن سعادته لاستقبال رحلة الامل التي اعتبرها رحلة ثقافية تبين الاهتمام بذوي الاعاقة و الارتقاء بشأنهم.
واكد الملا ان دولة الكويت سباقة دائما في مثل هذه الاحداث «التي هي نقلة نوعية في مجال الاعاقة وقد كان القرار جريئا من مجموعة رحلة الامل ان يجوبوا العالم كله بيخت لاسيما ان ظروف البحر متقلبة دائما».
وقال انه كمواطن خليجي وكناشط في مجال الاعاقه «نقدر الوقفات المساندة لهذه الرحلة من قبل صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بتحمل كافة التكاليف المالية «وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان الكويت كانت مهتمة في السابق ومازالت وستستمر لتكون منارة ذوي الاعاقة في العالم العربي والخليجي».
وبدوره تقدم مؤسس معهد النور للمكفوفين في دولة قطر ومركز الشفلح الدكتور سيف علي الحجري في تصريح مماثل لـ «كونا» بالشكر لسمو امير دولة الكويت على الدعم السخي والمبادرة الانسانية لهذه الرحلة التي يعد انطلاقها من دولة الكويت انطلاقة من الخليج ككل وتعبرا عن كل الاعاقات في دول الخليج والمنطقة.
وقال الحجري ان «رحلة الامل» اصبحت حقيقة حضارية تنقل رسالة مخترقة حدود المنطقة لتصل الى العالم كله حول اهمية ذوي الاعاقة ومكانتهم في المجتمع الانساني والحضاري لما يحملونه من اوجه قوة ومبادرات ويحتاجون الى اعطاء الفرصة والمكانة التي يستحقونها ودمجهم في المجتمع.
واوضح انه تم اختياره منذ بداية هذا المشروع كضيف شرف واحد المستشارين حيث انه بدأ بالعمل منذ بداية الفكرة ومتابعة كل التطورات بداية من بناء المركب الى ان وصل الى ميناء الدوحة مؤكدا ان الرحلة مبادرة كريمة من دولة الكويت وتنم عن الشجاعة واحساس بمسؤولية الدول والمجتمع المدني والقطاع الخاص تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة في اطار دمجهم بالمجتمع عبر المبادرات الانسانية العالمية.
واستقبل «رحلة الامل» مجموعة من الوزارات والمؤسسات القطرية بالورود والدروع حيث قدمت الادارة العامة لخفر السواحل القطرية هدايا تذكارية لاعضاء الرحلة كما قدمت وزارة العمل والشؤون القطرية دروعا تذكارية لطاقم الرحلة كما قدمت الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة درعا مماثلة.
القائم بأعمال سفارة الكويت لدى قطر تدكي خالد المكراد خلال استقبال اعضاء «رحلة الامل».
