أكد عميد كلية العلوم بجامعة الكويت الأستاذ الدكتور جاسم محمد الحسن على أهمية مركز علوم البحار وما يتميز به من موقع بحري استراتيجي يحقق متطلبات كلية العلوم الدراسية والبحثية، مشيراً إلى أنه من أبرز المشاريع الحيوية لما يهتم به من دراسة علوم البحار وما يدخل في نطاقه من دراسة نوعية المياه ومدى سلامة البيئة البحرية والحياة فيها والتي تحقق أكبر قدر من الاستفادة العلمية والتطبيقية وما يتميز به من إمكانيات ومساحات متاحة.
وأعلن أن الدراسة الفعلية في المركز ستبدأ في الفصل الدراسي الأول للعام الأكاديمي 2014/2015 حيث سيتم طرح مقررات التخصص المساند في علوم البحار بالمركز وقام مكتب تنسيق البرامج المشتركة بالكلية بإعداد الجدول الدراسي ليتم بداية طرح مقررات علوم البحار في يومي الاثنين والأربعاء، لتمكين الطلبة من التسجيل في المقررات الأخرى في كلية العلوم لبقية أيام الأسبوع.
وأضاف أ.د. الحسن قائلاً: من هنا أتت أهمية إنشاء مركز يعنى بالشؤون البحرية ويهتم بالأبحاث التي من شأنها حل مشاكل البيئة البحرية وأن مثل هذا المركز يعزز دور الكلية كرائدة في مجال علوم البحار وحماية البيئة.
الأهمية العلمية للمركز
وأوضح أن أهمية المركز تتمثل بأنه الصرح التعليمي والبحثي الوحيد الموجود في دولة الكويت المختص في علوم البحار حيث لا يماثله في التجهيز والبناء أي من المراكز التعليمية والبحثية في الكويت وفي منطقة الخليج، حيث سيقوم المركز بتزويد البلاد بالمتخصصين والفنيين والخبراء في مجال علوم البحار، وإجراء البحوث العلمية وتشجيعها لخدمة المجتمع والبيئة البحرية.
الجدوى التعليمية والبحثية التي يخدمها هذا الصرح العلمي
وبين أن رسالة المركز تتمثل في أنها رسالة شاملة تركز على كل من التدريس والأبحاث لتخريج كوادر علمية مؤهلة في مجال العلوم البحرية والتي تحتاجها الكويت والمنطقة في الوقت الراهن لما تتعرض له بيئتنا البحرية من تعد سافر يشمل إلقاء للملوثات البيتروكيماوية والصناعية وغيرها من التعديات التي أدت إلى تدهور البيئة البحرية وتدني نسبة التنوع الحيوي فيها إلى أسوأ حالاته، مشيراً إلى أن هذه الكوادر المؤهلة على أعلى مستوى والمتسلحة بمختلف أنواع العلوم ستضمن تصحيح الأمر وإعادة تأهيل مناطقنا وثرواتنا البحرية، وعليه فان الرسالة التعليمية للمركز مهمة لإعداد جيل جديد واعي قادر على معالجة المشكلات والحفاظ على ثروات الأجيال القادمة.
أما من الناحية البحثية فان التوصل لأحسن الحلول والسبل للحفاظ على البيئة البحرية وإيقاف التدهور الذي تعاني منه لا يأتي إلا بعد عمل دراسات مستفيضة تغطي جميع العوامل التي من شأنها مساعدة البيئة، ولا يتم هذا إلا من خلال الأبحاث العلمية وإدراج نتائجها في المناهج التعليمية وتوفيرها لمتخذي القرار للاستفادة من نتائجها وتطبيقها على أرض الواقع.
وأردف أ.د. الحسن قائلاً: ان المركز يهدف أيضا إلى خدمة المجتمع من خلال إقامة دورات وورش عمل متخصصة في شتى مجالات علوم البحار بالإضافة إلى عمل سلسلة من المحاضرات العامة لزيادة الوعي البيئي في المجتمع، فضلاً عن أن المركز سيخدم الهيئات الحكومية والخاصة من خلال تدريب وتأهيل كوادرهم للتعامل مع البيئة البحرية.
الكوادر العلمية والفنية التي تخدم العملية التعليمية في المركز
وأشار أ.د. الحسن إلى أن المركز يسعى لتوفير ما تحتاجه العملية التعليمية من كوادر علمية وفنية للعمل في المركز، ونظراً للطبيعة المشتركة للمقررات التي يقدمها المركز والتي تغطي الأحياء البحرية والجيولوجيا البحرية والكيمياء البحرية وغيرها من الأفرع فإن الكوادر التي يضمها المركز مؤهلة لتغطية احتياجات هذا التنوع في التخصصات التي سيتم تدريسها. حيث يحتوي المركز على أعضاء هيئة تدريس وهيئة تدريسية مساندة وفنيين لتدريس مقررات التخصص الرئيسي والمساند في علوم البحار.
مضيف أن كلية العلوم تسعى كذلك لتوفير جميع متطلبات التدريس علماً بأن الكلية قد وفرت خلال المرحلة الأولى من إعداد المركز أجهزة ومعدات علمية لبدء العملية التدريسية، وفي المرحلة الثانية من إعداد المركز سيتم استكمال طلب الأجهزة ليكون المركز قادراً على أداء رسالته بالكفاءة المطلوبة.
أبحاث حالية مستقبلية يخدمها المركز
وبين أ.د. الحسن أن هناك العديد من الأبحاث المختصة بعلوم البحار تدار حالياً في كلية العلوم والتي ستنتقل إلى مبنى المركز خلال الأشهر القادمة، والتي تغطي مجالات مختلفة من ضمنها الأحياء البحرية «الأسماك والقشريات»، الميكروبات البحرية، العوالق والطحالب البحرية، الكيمياء والجيولوجيا البحرية والكيمياء الحيوية لبعض الكائنات البحرية، ومواد صلبة من بعض المخلوقات البحرية السامة.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يقوم المركز مستقبلاً بعمل أبحاث مختلفة ومختصة بالبيئة البحرية بعناصرها الحية وغير الحية، وسيكون هناك تركيز على دراسات الأحياء البحرية وتنوعها وإعادة تأهيل البيئة ودراسات جيولوجية خاصة بالرواسب الشاطئية ودراسات كيميائية فيزيائية مختصة بتغيرات المناخ وتأثيره على البيئة البحرية.
وذكر أن المركز يحتوي على 18 مختبرا بحثي قابلة للزيادة وتغطي التخصصات العامة التالية: الأسماك، البيئة البحرية، النباتات البحرية، الطحالب البحرية، الفقاريات واللافقاريات البحرية، الزراعة البحرية، الميكروبيولوجيا البحرية، الكيمياء البحرية، الجيولوجيا البحرية، الفيزياء البحرية والعمليات الشاطئية وغيرها.
المراكز والجهات التي يتعاون معها المركز العلمي لخدمة هذه الأبحاث
وتابع حديثه قائلاً أن المركز سيعمل على توطيد أواصر التعاون البحثي بينه وبين كليات الجامعة المختلفة والباحثين في مؤسسات الدولة مثل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، معهد الكويت للأبحاث العلمية، الهيئة العامة للبيئة، الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، وزارة الكهرباء والماء، وزارة التربية، وزارة الصحة وغيرها من الجهات الحكومية والخاصة. كما يتطلع المركز للتعاون مع الهيئات والجامعات العربية والعالمية التي تغطي نشاطاتها العلوم البحرية المختلفة.
المرافق العلمية والخدمات التي يحتويها المركز
وذكر أن المركز يتكون من مبنيين رئيسين شمالي وجنوبي، ويحتوي كل منهم على طابقين، حيث يحتوي الطابق الأرضي في الجناح الشمالي على كافتيريا الطلبة والطالبات وأعضاء هيئة التدريس بالإضافة إلى غرف الصلاة. ويحتوي الدور الأول على المكتبة والفصول الدراسية وقاعة المؤتمرات وقاعة السمينار. أما الطابق الثاني فيحتوي على مكتب مدير المركز ومكاتب أعضاء هيئة التدريس والموظفين.
فيما يحتوي الدور الأرضي للجناح الجنوبي على غرفة الأكواريوم وغرف تخصصية أخرى، ويحتوي الدور الأول على مختبرات التدريس والكمبيوتر ومكاتب أعضاء هيئة التدريس المساندة والفنيين وطلبة الدراسات العليا، فيما يحتوي الدور الثاني على مختبرات الأبحاث، ويتصل مبنى المركز بمرسى بحري قادر على استيعاب أكثر من ستة قوارب بحرية ويحتوي أيضا على ورشة لصيانة السفن، ومركز للتزود بالوقود للقوارب، فضلاً عن وجود مواقف للسيارات تتسع لأكثر من 200 سيارة وحدائق خارجية.
الفرص الوظيفية المتاحة لطلبة هذه التخصصات
أما عن الفرص الوظيفية المتاحة لطلبة هذه التخصصات فقد أوضح أن مجالات العمل تتمثل في:
الهيئة العامة للبيئة.
الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثورة السمكية.
القطاع النفطي.
جامعة الكويت – التدريس والبحث العلمي.
معهد الكويت للأبحاث العلمية.
الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب.
المركز العلمي.
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
شرح