بحضور سعادة الشيخة عايدة سالم العلي الصباح رئيس مجلس الأمناء انعقد مجلس الحوار الرابع في رحاب جائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية في صالة سلوى يوم الأربعاء الماضي وذلك عقب انتهاء الحفل الختامي الذي أقامته الجائزة برعاية وحضور حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد في قصر بيان العامر لتكريم الفائزين وشارك في هذا المجلس الفائزون بلقب مدوني العرب على «تويتر»، وأعضاء مجلس تحكيم مسابقة «تدوين» التي أجرتها الجائزة في وقت سابق من هذا العام.
وقد أثنى مسؤولون يمثلون حكومات عربية إلكترونية ، والمدونون العرب الذين شاركوا في هذا المجلس على جهود جائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية في تأصيل مفهوم الحرية المسؤولة على شبكات التواصل الاجتماعي محملين إياها مهمة قيادة المجال التقني العربي للنهوض به ، وإيجاد مكانة متميزة له في عالم الشبكة العنكبوتية بكل مجالاتها.
وخلص المتحدثون في مجلس الحوار الذي ناقش قضية التدوين الهادف ، وأدار الحوار فيه عضو مجلس الأمناء السيد صالح العسعوسي ، إلى عدة توصيات مهمة من بينها وضع ضوابط للتدوين العربي الرقمي وتشجيع التخصص بين المدونين، والتوعية حــول كيفيـــة تحديــد التدوين السلبي و الإيجابي، والتركيز على بعض التخصصات ، وانتقاء نخبة منهـــا، مع إيجــاد مبادرات وطنية و قومية ، واستغلال مؤسسات البحث العلمي في التدوين.
كما خلص الحوار إلى أهمية إصدار كتيب خاص بأخلاقيات التدوين ، وإنشاء مبادرات دعم وتحفيز الكوادر العربية المدونة، و تحويل المدون السلبي إلى إيجابي، وتطوير المعايير التي اعتمدتها الجائزة ، ووضع نظام شبيه بـ «الأيزو» ، واعتماد فكرة الموسوعة الحرة «الوكيبيديا» ، وتبني المبدعين الذين اكتشفتهم الجائزة.
ومن التوصيات أيضاً استخدام «تويتر» في قياس مستوى الوعي و الثقافة لدى أبناء مجتمعاتنا ، وتطوير المناهج التعليمية ، وإشراك مختصين أكثر في اللغة العربية ، والاهتمام بالمدونين الشباب، إضافة إلى التركيز على التوجيه الصحيح للمتابعين، وتنظيم ورش عمل وإنشاء جائزة للمدونين الصغار.
وفي تفاصيل جلسة مجلس الحوار الرابع أكد المدون السعودي د.احمد العضيب أن الجهود التي تبذل بشأن التدوين العربي ليست بالمستوى المطلوب، مضيفا أن العالم العربي فيه الكفاءات من كل الاختصاصات ، لكن موادهم لم تجد الرعاية و التقويم و التشريع، موضحا أن الجائزة من أكبر الجوائز المهتمة بالتدوين العربي الرقمي ، و التي تدعو الجميع لتطوير نفسه في هذا المجال.
وأضاف أنه من أسباب قلة مستوى التدوين العربي خوض الكثير من المدونين في أمور ليس لهم فيها شأن مثل التعصب الديني و القبلي ، وغيرذلك، إضافة إلى عدم التخصص العلمي للمدون، داعياً إلى أن يكون هذا الحوار دافعاً كبيراً إلى تحقيق ما نتطلع إليه في العالم العربي بشأن التدوين.
من جهته قال عضو مجلس تحكيم مسابقة تدوين د.محمد القائد الرئيس التنفيذي لهيئة الحكومة الإلكترونيـة فـي مملكــة البحــــريــن إن التدوين في مجال تويتر ليس له ضوابط محددة ، و كثير منه عبارة عن نقل أي شيء بغض النظر عن صحته ، وجانبه البناء، مضيفاً أن التغريدة باللغة الإنكليزية فيها كثير من السطحية، مثنياً على المجموعة التي تم اختيارها في الجائزة لامتلاكها طرق صياغة ، ولغة مميزة، وعمق في اختيار الكلمات ،وإيصال الرسالة ، وإيجابية روحية تبث للمتابعين.
وأضاف أن المعايير التي وضعتها الجائزة يمكن تعميمها على المدونين العرب لتكون موجهاً لهم للطريق الصحيح في التدوين ، و تكون هذه الوسيلة بناءة.
بدوره قال المدون الكويتي الدكتور جاسم المطوع إن محتوى «تويتر» كشف و فضح و شجع ، حيث كشف الجودة عند بعض المغردين ، وفضح الكثير منهم، مشيراً إلى أهمية تنظيم المبعثر في «تويتر» حتى يتمكن المتابع من التمييز بين الحقيقة و المزيف، موضحا أننا دول غنية بالكتب ، ونستطيع أن نغرد بثروتنا الثقافية العريقة.
ومن جانبه قال عضو مجلس التحكيم د.سامي الشريف عميد كلية الإعلام - الجامعة الحديثة لتكنولوجيا المعلومات- جمهورية مصر العربية إن ملكية التكنولوجيا في العالم العربي أصبحت هدفا بحد ذاته، دون أن نسهم في صناعتها، مبينا أن التدوينات عرفت في المنطقة العربية في منتصف التسعينيات، مؤكدا أن الجائزة تركز على كيفية استخدام هذه التكنولوجيا، و كيفية استخدام التدوينات في خدمة الأمة العربية والإسلامية، كما اهتمت باللغة العربية ، وأن يكون التدوين من إنتاج المدون نفسه ، موضحاً أنه لاقيمة للتدوينات مالم تحترم اللغة العربية ، و تخدم المجتمعات العربية.
وأضاف أن الحضور العربي في المدونات جيد جدا ، لكنه بحاجة إلى إعادة نظر، والتركيز على قضايا مختلفة مثل حقوق المرأة و الأطفال، و غيرها ، لافتا إلى أن استخدام التكنولوجيا في المنطقة العربية يحتاج إلى ترشيد و اهتمام.
أما المدون الدكتور خالد الطيب من الكويت فقد أشار إلى أن التدوين سواء في الكويت أو أي دولة عربية مستواه لايختلف كثيرا عن مستوى التدوين في اي دولة خارج الوطن العربي، مضيفاً أن التدوين يجب أن يكون هادفاً لتثقيف النــاس ، و يبين لهم طريق الخيـــر، و يبث بذور المعرفـــة والنفع.
بينما تحدث عضو مجلس التحكيم د.حسن السريحي أستاذ في قسم المعلومات بجامعة الملك عبد العزيز- المملكة العربية السعودية ، عن المحتوى الرقمي وضرورة التركيز عليه، مبينا أن دعم المحتوى الرقمي العربي مهم جدا ، و يحتاج إلى مبادرات وطنية داخل البلد ، و على المستوى القومي العربي، موضحا أن المدونات أكثر فائدة من التغريدات، لأن المدونات لها توجهات علمية و ثقافية و نخبوية، وتختلف عن التغريد.
ودعا السريحي الجائزة إلى إصدار كتيب عن أخلاقيات التدوين، فالمحتوى الرقمي العربي يحتاج إلى دعم المؤسسات الأكاديمية و الثقافية من جامعات ، و مؤسسات إعلامية ، و دور نشر ، وغيرها ، مؤكدا أهمية النشر باللغة العربية، مضيفاً أننا نحتاج إلى رؤية واضحة للنشر ، و تطوير المحتوى و الوعي المعلوماتي ، و تطوير أخلاقيات التدوين و أخلاقيات التغريد.
ودعا بدوره الفائز المدون الدكتور خالد النمر من السعودية إلى أن يكون للجائزة دور معرفي باعتبار الكويت هي مقر للثقافة العربية، و أن تتبنى الجائزة العقول التي اكتشفتها، من خلال ورش عمل و إنشاء مجالات تثقيف ورسائل في مجالاتهم، مطالبا الجائزة بتبني مدونين مبدعين كل في مجال اختصاصه، بالإضافة إلى مشاركة المجتمع بهذا الشأن من خلال تنظيم مسابقات لتحقيق خدمة اجتماعية، وأن يكون نشاط الجائزة متواصلاً خلال العام.
وأكد المدون الكويتي د.راشد السهل أن تويتر نعمة ، لأنه يسهم في نشر الأخبار التي تخدم الناس بسرعة، كما أن تويتر ينقذ الناس في بعض الأحيان، ويحل لهم مشاكلهم، مضيفاً أن التدوين يؤدي دوراً مهماً في توجيه المتابعين ، فالمتابع لايميز بين المدون المتخصص و غير المتخصص.
وأوضح المدون السعودي د.محمد المقبل أن التدوين الهادف يبتعد عن السطحية و العنصرية والشخصانية والتجريح و الكلام السيّئ، مبينا أن مدونته خاصة بطب الأطفال وصحتهم، والحوار مع المتلقين، والتوجه لطلبة الطب، مقترحا على الجائزة تنظيم ورش عمل تهتم بأخلاقيات المدونين ، و مساعدتهم فنيا و تقنيا، إضافة إلى إنشاء جائزة لصغار المدونين ، وإصدار كتيب عن أخلاقيات التدوين.
و من الجدير بالذكر أن الجائزة عقدت ثلاثة مجالس للحوار سابقاً دار الأول منها حول المواطن الإعلامي ودوره والتشريعات المنظمة لهذا الدور، ودارت الحوارات في المجلس الثاني حول أمن المعلومات، أما مجلس الحوار الثالث فقط ناقش مسألة الصحة والسلامة مع استخدام الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية ، هذا وقد شارك في هذه المجالس كبار الشخصيات المهتمة بالشأن العام من متخصصين و أساتذة جامعيين ومسؤولين.