غادرت باخرة «رحلة الأمل» امس ميناء الجزائر متوجهة نحو المملكة المغربية بعد توقف استمر ثلاثة أيام شهدت العديد من الفعاليات احتفاء بالرحلة الانسانية.
وقال سفير دولة الكويت لدى الجزائر سعود فيصل الدويش ان «رحلة الأمل» الكويتية تعتبر مبادرة حميدة وانسانية راسخة تحت رعاية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
واضاف الدويش في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» على هامش توديعه لطاقم «رحلة الأمل» أن «رحلة الأمل اسم على مسمى وتعد خطوة من خطوات التضامن ورعاية المعاقين في دولة الكويت وتعكس التجربة المتفردة للكويت في احتضان ورعاية هذه الفئة وجعلها فعالة في المجتمع».
وأكد أن «رحلة الأمل» هي «رسالة واضحة من الكويتيين الى العالم أجمع بأن المعاق له امكانات» مشددا على أن الحكومة الكويتية تولي اهتماما منقطع النظير بهذه الفئة وتفعيل مجهوداتها في المجتمع.
وعبر السفير الدويش عن سعادته لوجود مثل هذه المبادرات الانسانية في دولة الكويت التي تطرح تجربتها للعالم كله من أجل الاقتداء بها في كل المجالات.
وودع السفير الدويش طاقم باخرة «رحلة الأمل» رفقة عدد من مسؤولي وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة الجزائرية متمنيا لها التوفيق والنجاح في خطواتها القادمة عبر مختلف المحطات التي ستحط بها.
وستواصل «رحلة الأمل» رحلتها من الجزائر الى العديد من الدول الأخرى لبعث رسائل انسانية للتضامن مع الأشخاص ذوي الاعاقة الذهنية عبر العالم.
يذكر ان الرحلة نشأت بفكرة من مجموعة من اولياء الأمور الذين لديهم تجارب ناجحة مع ابنائهم من ذوي الإعاقة الذهنية من فئات «متلازمة الداون» و«التوحد» والحالات الذهنية الأخرى يمثلهم جاسم الرشيد البدر وهو والد بطل السباحة مشعل البدر ليقوموا برحلة بحرية تجوب العالم لنشر الوعي والتجارب الايجابية لذوي الاعاقة الذهنية.
وصنع قارب الرحلة بأياد كويتية ويصل طوله الى 88 قدما ويضم طاقما مكونا من 16 شخصا منهم تسعة ملاحين من أصحاب الكفاءة من العاملين في البحرية التابعة لوزارة الدفاع الكويتية.
ومن المقرر ان تعبر الرحلة 37 ميناء خلال مدة إبحار تبلغ 210 أيام وتشمل عددا من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودولا عربية وأوروبية وصولا الى الولايات المتحدة الامريكية ثم العودة الى البلاد.
وكان شابان كويتيان من اعضاء «رحلة الأمل» والتي تهدف لتوجيه رسالة للعالم للاهتمام بفئة الاعاقة الذهنية قد غرسا في وقت سابق رفقة شابين جزائريين شجرة اطلق عليها اسم «شجرة الأمل» وسط ساحة مركز نفسي للأطفال المعاقين ذهنيا بمنطقة «عين طاية» التي تبعد 25 كيلومترا شرق العاصمة الجزائرية.
وقال عضو مجلس أمناء قارب «رحلة الأمل» الكويتية ورئيس فريق ابحار القارب جاسم الرشيد البدر لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» غرس الشجرة الصغيرة يعبر عن عمق الشعور بالمحبة والأخوة والصداقة مع الأشقاء الجزائريين.
ووصف الشجرة بأنها «ستكبر مع الأيام وتبقى رابطا بين المعاقين ذهنيا يتذكرها الجميع».
وعلى صعيد متصل أعرب البدر في تصريح صحفي على هامش زيارة طاقم قارب «رحلة الأمل» الى المركز عن تضامنه ودعمه لفكرة المركز الذي يقوم بتدريب ما يزيد على 320 معاقا ذهنيا من مختلف مناطق العاصمة الجزائرية في شتى الحرف والأعمال اليدوية.
كما تفقد الوفد الكويتي الذي يضم أعضاء طاقم «رحلة الأمل» برفقة سفير دولة الكويت لدى الجزائر سعود فيصل الدويش والدبلوماسي يوسف التركيت مختلف ورشات المركز من نجارة وخياطة وورش للصناعات اليدوية حيث أبدى الزوار اعجابهم لما تقدمه ايدي هؤلاء المعاقين.
كما أقام مدير المركز النفسي للأطفال المعاقين ذهنيا في «عين طاية» العيشي محمد حفل استقبال على شرف الوفد الكويتي وتبادل معهم الحديث في شتى المجالات التي تخص المعاقين وأبدى استعداده للتعاون مع الجمعيات الكويتية.
وقال العيشي في تصريح مماثل ل« كونا » انه «معجب بفكرة « «رحلة الأمل» التي تعتبر لفتة «انسانية مهمة تستحق التحية والاشادة لدولة الكويت» داعيا الى ضرورة التعاون بين الأشقاء في الجزائر والكويت للنهوض بفئة ذوي الاعاقة.