أكد مدير عام نماء للزكاة والخيرات في جمعية الإصلاح الاجتماعي ناصر عبد العزيز الزيد أن الطبيعة الانسانية للمشاريع الصحية دعت جمعية الإصلاح الاجتماعي من خلال نماء للزكاة والخيرات للاهتمام بالمشاريع الخيرية الصحية استجابة لوجود العديد من الحالات الإنسانية التي هي في أمس الحاجة للحصول على الرعاية الطبية اللازمة وتقف قلة ذات اليد عقبة في الحصول على العلاج المناسب.
وأوضح الزيد في مؤتمر صحفي عقده صباح أمس أن الصحة من النعم العظيمة التي يغفل عنها كثير من الناس حيث ورد في صحيح البخاري حديث النبي صلى الله عليه وسلم : "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ " ، كما أن فلسفتنا في العمل الخيري تنطلق من الحديث الشريف : " من أصبح منكم أمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " حيث تسعى نماء للزكاة والخيرات في جمعية الإصلاح الاجتماعي لتحقيق الأمن الاجتماعي والأمن الصحي والأمن المعيشي مما يساهم إيجابا في تعزيز روح التكافل والتعاون على الخير في المجتمع الكويتي، وفي الاستجابة لحاجات الشرائح الفقيرة وذوي الدخول الضعيفة.
وأضاف الزيد أن المشاريع الخيرية في نماء تخضع قبل اعتماد أي مشروع لدراسة تفصيلية مسبقة لتحديد أهمية المشروع وحجم الاحتياج الفعلي له وعدد الحالات في المجتمع ومدى أولوية المشروع بالنسبة للواقع الاجتماعي وحجم الشريحة المتأثرة انطلاقا من المسؤولية الاجتماعية التي تقع على عاتق العمل الخيري في دولة الكويت صاحبة السبق والريادة في هذا المجال.
وبين الزيد أن للمشاريع الصحية الخيرية طبيعة خاصة جدا لأسباب كثيرة منها الطبيعة الانسانية لتلك المشاريع واحتياج بعضها لعلاج سريع لا يحتمل التأخير وتكلفة العلاج الباهضة في أحيان كثيرة خاصة لذوي الدخول الضعيفة مما أوجد الحاجة الماسة لوجود وسيط يقوم بين المتبرع والمستفيد للتأكد من كل حالة مرضية وتقديم الدعم المادي والمشاركة الوجدانية لتلقي العلاج اللازم.
وعدد الزيد المشاريع الخيرية الصحية التي تشرف عليها وتنفذها نماء وفي مقدمتها مشروع رحلة الأمل المخصص لعلاج مرضى السرطان الذين يعتبرون "أمانة اجتماعية" ويستحقون الدعم والمساندة والذي يهدف إلى بث روح الأمل للمرضى غير القادرين على تحمل نفقات العلاج بحيث يساهم المشروع في تحقيق التكيف الاجتماعي للمريض وإزالة العوائق الاجتماعية والنفسية والمادية التي تواجه مريض السرطان ليبدأ رحلة الأمل والعلاج لتحقيق الشفاء بعون الله تعالى ، كما يهدف المشروع إلى إيجاد شراكات مجتمعية مع الجهات المختصة والمؤسسات المعنية لتنظيم آلية ميسرة لمساندة المريض وأهله في مختلف مراحل العلاج.
وكشف الزيد أنه بفضل الله تعالى وتيسيره ثم بمساهمات أهل الخير في المشروع والتنسيق مع مؤسسات الدولة الصحية مشكورة فقد تم في السنوات الماضية علاج أكثر من 400 حالة في مشروع رحلة الأمل بما يزيد قيمتها عن 350 ألف دينارا كويتيا كما نظمت نماء رحلات عمرة سنوية لمرضى السرطان مساهمة في تحسين الوضع النفسي للمريض و تهيئته للعلاج ، حيث نظمت رحلات عمرة لعدد 150 مريضا بمشاركة من نخبة من المرضى المتعافين وكذلك مختصين في الجانب النفسي ، فيما بلغت كلفة المشروع في العام الماضي وحده اكثر من 100 ألف دينارا كويتيا.
وأكد الزيد على جوانب التميز لمشروع رحلة الأمل الحائز على درع التميز لعام 2010 ضمن المشاريع الخيرية الرائدة على مستوى مجلس التعاون لدول الخليج العربية والتي منها تكوين فريق للدعم الإيجابي الذي مارس نشاطه منذ العام 2005 حيث يحرص هذا الفريق المتخصص على العمل بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم في عيادة المريض والتخفيف من الضغوط النفسية والاجتماعية وإعادة التكيف الاجتماعي والنفسي للمريض.
وأضاف الزيد ان نماء للزكاة والخيرات لم تغفل عن النتائج المأساوية التي تسببت بها حوادث الشوارع من إصابات وإعاقات حيث تبنت مشروع تزويد ذوي الاحتياجات الخاصة بالكراسي المتحركة ذات المواصفات القياسية المناسبة والتي تلائم طبيعة كل فرد يحتاج لمثل هذه الكراسي مساهمة منها في تخفيف معاناتهم وممارسة حياتهم بشكل ميسر على الرغم من التكلفة العالية لمثل تلك الأنواع من الكراسي حيث بلغت تكاليف المشروع في عام 2013 م أكثر من 33 ألف دينارا كويتيا.
ولأهمية الطفولة كشريحة معرضة للأمراض وتحتاج للمزيد من الرعاية الصحية بين الزيد فقد خصصت نماء مشروع "من أحياها" الخيري الذي ترأسه فخرياً الدكتورة فايزة الخرافي وبمساندة تطوعية من كفاءات علمية كويتية، والمخصص للأطفال المرضى ويمرون بحالة صحية حرجة وتتوقف حياتهم على فرصة يمنحها المشروع حيث تقدم لهم الخدمة الطبية بغض النظر عن لون أو دين أو جنسية الطفل، حيث قدم المشروع منذ عام 2009 وحتى نهاية عام 2013 أكثر من 207 آلاف دينار كويتيا ، مما يعكس حجم الاهتمام الانساني الذي يوليه أهل الخير في الكويت لمثل هذه المشاريع الهامة.
وقال الزيد لقد بلغ إجمالي المساعدات الخيرية المقدمة في مختلف المشاريع الصحية في نماء للزكاة والخيرات 215 ألف دينارا كويتيا في عام 2013 بما فيها مساعدات المكفوفين التي قاربت 5600 دينارا كويتيا ومساعدات لمرضى آخرين لتلقي العلاج والحصول على الدواء بقيمة 3800 دينارا كويتيا، فيما بلغت المساعدات الصحية للنصف الأول من العام الحالي 2014 أكثر من 72 ألف دينارا كويتيا.
وختم الزيد المؤتمر الصحفي بالدعوة إلى المساهمة في هذه المشاريع الصحية الطيبة التي تسعى لتخفيف آلام المرضى وتزيح عنهم هموم نفقات العلاج المكلفة وإلى تحقيق المزيد من المشاركات المجتمعية المفيدة التي تساعد في تحقيق الأمن الاجتماعي في دولة الخير الكويت، والتي تحظى دوما برعاية سامية من حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الانسانية.
