أصدر مركز «اتجاهات» للدرسات والبحوث الذي يرأسه خالد المضاحكة،تقريراً عن ذكرى مرور 14 عاماً على رحيل أحد رجالات الدولة البارزين، البرلماني الأسبق ساميالمنيس»الذي وافته المنية في الثالث والعشرين من شهر أغسطس عام 2000م, عنعمرناهز68 عاماً,ويشير»اتجاهات» في تقريره الى الدور الريادي الذي قام به في خدمة الكويت وأهلها، وايضاً إلى الدور الرقابي والتشريعي،بالاضافة إلى أبرز ملامح وسمات أدائه النيابي، وانجازاته السياسية والنيابية، وهو ما يوضحه التقرير في الاتي
أوضح تقرير «اتجاهات» أنالمنيس انتخب عضواًفي ستةفصول تشريعية من بين تسعةفصول شهدتهاالحياةالنيابية فيحياته،وكان نجاحه في الفصول التشريعية(الأول 1963،والثالث 1971،والرابع 1975،والسادس 1985،والثامن 1996،والتاسع 1999)ويدل ذلك على مشاركته الكثيفة في الدورات البرلمانية مقارنة بأي نائب، وحرصه الدائم علىالتواجد داخل قبة عبدالله السالم،ودفع العملية النيابية الى الأمام من انجازات تشريعية وقوانين ساهمت في نهضة اقتصادية واجتماعية، ويشير ذلك ايضا الى ثقة المواطن الكويتي في المنيس وقدرته على تحقيق آماله ومتطلباته الحياتية والاجتماعية، حيث أعطى ناخب دائرته صوته له في ست دورات نيابية.
ومن أبرز المشاركات النيابية الفعلية دخوله الى قبة عبدالله السالم عام 1963 وحصلعلى 743 صوتوحلبالمركزالثاني،وفازفيانتخابات 1971 وحصلعلى 538 صوتوحلبالمركزالرابع،وشاركفيانتخابات 1975 وحصلعلى 652 صوتوحلبالمركزالخامس،وشاركفيانتخابات 1985 وحصلعلى 739 صوتوحلبالمركزالثاني،وشاركفيانتخابات1996وحصلعلى 1321 صوتوجاءبالمركزالأول،وشاركفيانتخابات 1999وحصلعلى 1163 صوتوحلبالمركزالثاني.
الاداء الرقابي والتشريعي:
واكد تقرير «اتجاهات»أن سامي المنيس شارك في تقديم ثلاثة استجوابات خلال مسيرته النيابية، منها استجوابه الاول في دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث ضد وزير التجارة والصناعة خالد العدساني حول ارتفاع الاسعار، وتطبيق قانون الشركات والتراخيص التجارية، وانتهى الاستجواب بتجديد الثقة في الوزير.
وقدم الاستجواب الثاني في دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي السادس ضد وزير المالية والاقتصاد حينذاك جاسم الخرافي في شأن مخالفات صندوق الضمان لمعاملات الاسهم، لكن لم يناقش الاستجواب وتم حل مجلس الامة. أما الاستجواب الثالث والاخير له قدم في دور الانعقاد الاول من الفصل التشريعي الثامن ضد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية ناصر عبدالله الروضان في شأن تنظيم استغلال الاراضي الفضاء واستغلال املاك الدولة، ونوقش الاستجواب ثم قدم اقتراح من قبل بعض الاعضاء بقفل باب النقاش والانتقال الى باقي بنود جدول الاعمال.
ومن الجدير بالذكر ان استجوابات المنيس كان لها الأثر البالغ،حيثقامتالحكومةبعداستجوابه الاولبزيادةالأجورلمواكبةالزيادةفيأسعارالسلعوالموادالغذائيةوبدأالتفكيرفينظامالبطاقةالتموينيةللمرةالأولىمنذالاستقلال.
علامات بارزة:
يفيد تقرير «اتجاهات» ان هناك علامتين بارزتين في حياة المنيس البرلمانية، هما مشاركته في الاستجواب الخامس والاول له المقدم إلى وزير التجارة والصناعة 1974. وفي الاستجواب السادس عشر المقدم إلى نائب رئيس الوزراء ووزير المالية 1997. كما كان هناك حادثان لهما دلالتهما في حياته، وهما طلب رفع الحصانة عنه كعضو مجلس مرتين لتقديمه للعدالة بسبب ما كانت تنشره جريدة الطليعــة التي تولى رئاسة تحريرهــا ما بين 1965 و1985. وكان الحدثان في الفصل التشريعي الثالث 1971 – 1975 خلال دورالانعقادالأول، وفي الفصل التشريعي السادس 1985 - 1986 خلال دورالانعقاد الثاني. وفي المرتين كان سامي المنيس يرجو زملاءه أعضاء مجلس الأمة الموافقة على رفع الحصانة عنه والتفريق بين وضعه عضواً في مجلس الأمة ورئيساً لتحرير جريدة الطليعة، لكن الحصانة لم ترفع ولم يقدم للمحاكمة.
انجازات:
طوال مسيرته البرلمانية والسياسية تنوعت انجازات المنيس حسب «اتجاهات» على عدة مستويات منها ما هو سياسي من خلال المشاركة في وضع دستور الكويت وإرساء قواعد المجتمع المدني، ودوره في إرساء دولة المؤسسات والقانون. وعلى المستوى الاقتصادي والاجتماعي، حيث دافع بشراسة عن الثروة النفطية، بدفع مجلس الأمة إلى إفشال اتفاقية تنفيق العوائد النفطية، مواجهاً بذلك شركات النفط الاستعمارية في السيطرة واستغلال ثروة الوطن على حد اعتقاده. بالإضافة الى جهوده النيابية اللاحقة المتمثلة في إنجاز موضوع المشاركة النفطية ومن ثم تأميم النفط. وقد كان له جهود حثيثة في انشاء النقابات العمالية للدفاع عن حقوق العمال وتحقيق مطالبهم المشروعة، حيث ساهم في توجيه الحركة النقابية العمالية وإعداد كوادرها.
سمات وملامح:
يشير تقرير «اتجاهات» ان ساميالمنيستميز اداءه البرلماني والسياسي بعدة ملامح وسمات تدل على ذهنية جادة ورجل لديه رؤية واضحة ومتماسكة تجاه العمل البرلماني ومعالجة القضايا العالقة المحلية والاقليمية والدولية، ومن أبرز سماته، البعد الوطني والثبات على المبدأ، بالإضافة الى فهمه الدقيق لطبيعة تأثير ما يحدث في الاقليم على الداخل الكويتي، حيث ساند قضاياالتحررالعالميالتيسادتالعالمفيالخمسيناتوالستينات،مؤكداًبالقول»إنتجربتنافيالعملالسياسيتؤكدأنهلايمكنالنظرإلىبلادنابشكلمعزولعمايدورفيالمنطقة». وقد كانت قضاياالأمةالعربيةحاضرةفيوجدانه،كما كان داعماً للقضيةالفلسطينية،وحريصاًعلىمتابعةقضاياالخليجالعربي،وحذر من خطورة إيرانعلى استقرار الاوضاع في الخليج، وتميز ايضاً بحرصه على تفعيل المبادئ الدستورية، ودعوته الدائمة للجميع بعدم المساس بالنهج والأطر الدستورية.