أكد مركز «اتجاهات» للدراسات والبحوث الذي يرأسه خالد المضاحكة وجود مجموعة من الرسائل الأساسية التي تضمنها خطاب سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد على خلفية اختيار الأمم المتحدة له كقائد إنساني، وتتمثل هذه الرسائل التي حددها تقرير» اتجاهات» بخمسة ممثلة بتكريم الوطن، وتواصل الإغاثة، والمساعدات الغير مشروطة، والمسارات المترابطة، والأدوار المشتركة.
تكريم الوطن
وبحسب «اتجاهات» فإن أول رسالة من خطاب سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، جاءت لتؤكد أن تكريم الأمم المتحدة كان تكريم للكويت، وليس للحفاوة بأمير الكويت. وفقا لرؤية سموه، فإن الفائز بهذه الجائزة هو الكويت وليس أمير الكويت فقط، على نحو يعكس إنكار متناه للذات من جانب سموه، إذ يحتل الوطن «الكويت» أهمية مركزية في فكر سمو الأمير تفوق ما عداها، فدولة الكويت، وفقاً لرؤية وفكر سموه، هي التي تستحق التكريم. وهنا، قال الأمير في خطابه الأخير «هذا حدث غير مسبوق في سجل وطننا العزيز الحافل دائما بالإنجازات وكذلك في سجل الأمم المتحدة بمناسبة تسميتها لدولة الكويت مركزا إنسانيا عالميا، وذلك تقديرا واعترافا بالدور الإنساني النبيل الذي يقوم به وطننا شعبا وحكومة».
وأشار سمو الأمير في الخطاب إلى أن «ما حظينا به من تكريم من أعلى هيئة دولية تمثل دول العالم يعبر بجلاء عما تكنه هذه المنظمة والمجتمع الدولي لدولة الكويت وشعبها الكريم من تقدير خاص لدورها المشرف والفعال في مجال الإغاثة والأعمال الإنسانية».
تواصل الإغاثة
أما ثاني رسالة وجهها سموه في خطابه حسب «اتجاهات» فهي تكمن في التواصل الجيلي لمسيرة الكويت في الإغاثة الإنسانية، بمعنى أن أعمال البر والخير والنجدة والإغاثة للتخفيف من معاناة المنكوبين وفقاً لتصور سمو الأمير ليست قاصرة على أدوار سموه، على نحو يعكس رفضه لمسألة الشخصانية، وهي أن يتلازم حسن الأداء مع بداية عهد جديد في الحكم البداية «من نقطة الصفر»، لكن في الحالة الكويتية فإن الدعم الإغاثي الإنساني مرتبط بخطوات متراكمة من قبل قادة سابقين يكمل مسيرتهم قادة لاحقين.
وفي هذا السياق، قال سمو الأمير في خطابه «إن أعمال الخير والبر والإحسان فضائل سامية غرست في نفوس أهل الكويت منذ القدم ونمت واتسعت وامتدت وسار على نهجها الآباء والأجداد فكانوا سباقين دائما لإغاثة كل منكوب ومساعدة كل محتاج وتجد آياديهم وعطائهم المعهود ممتد عند كل كارثة أو نائبة فسطروا بذلك صفحات مضيئة في مجالات الخير والإحسان».
مساعدات غير مشروطة
ويؤكد «اتجاهات» أن الرسالة الثالثة هي أن المساعدات الإغاثية الكويتية غير مشروطة، على عكس المساعدات التي تتدفق من بعض الدول والمؤسسات الدولية والإقليمية، الرسمية وغير الرسمية، والتي تكون مشروطة بأبعاد محددة واعتبارات معينة، فإن المساعدات التي تقدم من الكويت، سواء من المؤسسات الرسمية أو الجمعيات الخيرية لا تضع شروط لمنحها، بحيث لا توجد أبعاد سياسية من ورائها.
وفي هذا الإطار، قال سموه «دأبت دولة الكويت عبر تاريخها في تقديم شتى أنواع المساعدات والإعانات والإسهام في حشد الجهود الدولية لمساعدة الشعوب المنكوبة لتخفيف معاناتها وآلامها. ولم تكن مساعداتها الإنسانية مشروطة أو مرتبطة بهدف سوى ابتغاء مرضاة المولى عز وجل ولغايات سامية ونبيلة».
أدوار مشتركة
أما الرسالة الرابعة فيوضح «اتجاهات» أنها تشمل المسؤولية التضامنية بين الجهات الكويتية المتعددة، أي أن المسؤولية الإغاثية في الكويت قائمة على الأدوار المشتركة بين الدولة والمجتمع، وهو مرهون بمدى ازدياد الثقة بين تلك الفئات، فقد أشار سمو الأمير في خطابه إلى «وزارات الدولة ومؤسساتها وجمعيات النفع العام ومؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام الرسمية والخاصة»، بل هناك إشارة للوسائل الإعلامية العربية والأجنبية لدورها في تسليط الضوء على الدور الإغاثي الكويتي.
مسارات مترابطة
استدامة التطور في المجالات المختلفة هي الرسالة الخامسة حسب «اتجاهات»، أي أن الإنجاز الذي حققته الكويت في مجال ريادة الأعمال الإنسانية على المستويين الإقليمي والدولي، مرتبط بالأساس بالتطور الذي تم إنجازه في الداخل، على الرغم من عدم كفايته وتطلع الكويتيين للمزيد من النمو والنماء، والأمن والأمان، لاسيما بعد المتاهة الانتقالية التي تعرضت لها العديد من الدول العربية في أعقاب الثورات منذ نهاية العام 2010. لذا، يسأل سمو الامير المولى «أن يحفظ وطننا العزيز ويديم عليه نعمة الأمن والأمان والرخاء وأن يوفق الجميع لخدمته ورفع رايته في مختلف المحافل الدولية لتظل رايته دائما خفاقة».