
رحبت الرئاسة الفلسطينية أمس بالزيارة «المهمة» التي يعتزم النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح القيام بها الى رام الله اليوم مؤكدة اهميتها للتنسيق حول التحرك السياسي القادم من أجل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة لوكالة الانباء الكويتية «كونا» ان هذه الزيارة وهي الاولى من نوعها لمسؤول كويتي رفيع المستوى منذ عام 1967 «تأتي في ظرف سياسي صعب تواجهه القضية الفلسطينية الامر الذي يتطلب التنسيق والعمل المشترك مع الاشقاء العرب».
واضاف ان «العلاقات الفلسطينية - الكويتية تاريخية والدعم الكويتي متواصل للقيادة والشعب الفلسطيني على المستويات كافة».
واكد ابو ردينة تقدير القيادة الفلسطينية ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الكبير لسمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وجهوده في دعم القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة في جميع المحافل والمنابر الدولية.
واشار الى ان «القيادة الفلسطينية تتطلع لهذه الزيارة المهمة والمميزة لتعزيز اواصر الاخوة والصداقة بين فلسطين والكويت وكذلك للتنسيق حول التحرك السياسي القادم لنيل الحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».
ويبحث النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في رام الله اليوم تعزيز العلاقات الثنائية بين الكويت وفلسطين والتنسيق لمواصلة دعم القضية الفلسطينية.
ويلتقي الشيخ صباح الخالد خلال الزيارة الاولى من نوعها والتي تستمر يوما واحدا رئيس دولة فلسطين محمود عباس حيث سيسلمه رسالة خطية من صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح
ويجري الخالد مباحثات رسمية مع وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور رياض المالكي حول العلاقات الثنائية الوطيدة بين البلدين والشعبين الشقيقين والتعاون والتنسيق المشترك من أجل مواصلة دعم القضية الفلسطينية وضمان استعادة الشعب الفلسطيني الشقيق كافة حقوقه وضمان اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وفق مبادئ وقرارات الشرعية الدولية.
ومن المقرر ان يتم التوقيع خلال الزيارة على اتفاقية لانشاء لجنة مشتركة للتعاون بين حكومة دولة الكويت وحكومة دولة فلسطين ومذكرة تفاهم بشأن اقامة مشاورات سياسية بين وزارتي خارجية البلدين.
يذكر ان الزيارة تأتي في وقت تترأس فيه دولة الكويت القمة العربية واللجنة الوزارية لمتابعة تنفيذ مبادرة السلام العربية وتأتي كذلك تحضيرا لزيارة وفد عربي الى قطاع غزة تنفيذا لما تمخض عنه الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب الذي عقد اثر العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.
ويضم الوفد المرافق وكيل وزارة الخارجية خالد سليمان الجارالله ومدير إدارة مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السفير الشيخ الدكتور احمد ناصر المحمد الصباح ومدير إدارة الوطن العربي السفير عبدالحميد علي الفيلكاوي وسفير دولة الكويت لدى المملكة الأردنية الهاشمية الدكتور حمد صالح الدعيج وعددا من كبار مسؤولي وزارة الخارجية.
وعلى صعيد متصل رحب مسؤولون فلسطينيون امس بزيارة النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح الى فلسطين.
واكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل ابو يوسف لوكالة الانباء الكويتية «كونا» اهمية الزيارة التي تعد الاولى لمسؤول كويتي بهذا المستوى «لانها تاتي تزامنا مع الخطة السياسية المطروحة لتحديد سقف زمني للاحتلال الاسرائيلي من قبل مجلس الامن» لاسيما ان للكويت «دور بارز ورئيسي» في دعم القضية الفلسطينية على الساحة الدولية.
واضاف ابو يوسف ان اهمية الزيارة في شقها الثاني تاتي بعد الحرب العدوانية على قطاع غزة التي اوقعت الالاف من الضحايا كما تعزز اليات التحرك لانهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية خاصو ان دولة الكويت تراست القمة العربية السابقة.
من جهته اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الفلسطينية «فتح» عباس زكي زيارة النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الى فلسطين «رد على اي محاولات لتغييب القضية الفلسطينية».
وقال زكي ل«كونا» زيارة الشيخ صباح الخالد و»هو احد رموز سيادة الكويت حدث تاريخي وهام في هذه الظروف في الوقت الذي يحاول العالم تجاهل فلسطين باحثا عن الارهاب» معتبرا ان «الاحتلال الاسرائيلي هو اعلى اشكال الارهاب».
واعرب عن امله في ان تسهم دولة الكويت في «تحقيق المصالحة لحاجة الشعب الفلسطيني الى الوحدة مشيرا الى ان القيادة الفلسطينية في اجتماعها الاخير اكدت انها حسمت الامر بعدم العودة الى الوراء واستكمال المصالحة.
ووصف المسؤول الفلسطيني العلاقة ما بين حركة «فتح» والكويت بانها «مميزة» مشيرا الى ان فكرة انطلاق الحركة تبلورت في الكويت عام 1958 «لتكون الكويت المحطة الاولى الى جانب دمشق للاعداد لانطلاق المقاومة».