
رسخت دولة الكويت بصمتها الإنسانية في مساعدة اللاجئين عبر العالم والذين تحتفل منظمة الأمم المتحدة بيومهم العالمي اليوم الذي يصادف ذكرى تأسيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قبل 66 سنة.
وما يميز الجهود الكويتية في دعم اللاجئين سياستها القائمة على عدم التمييز بين الذين ينتظرون العون والإغاثة على اختلاف جنسياتهم وأعراقهم وانتماءاتهم ما أضفى على العمل الإغاثي الكويتي جانبا إنسانيا عميقا وبحتا.
وبرز حرص الكويت على دعم اللاجئين والنازحين والمنكوبين منذ استقلالها وزاد هذا الاهتمام بشكل كبير في السنوات الأخيرة حتى أصبحت البلاد سباقة إلى العمل الخيري والإغاثي وتوج بتكريم الأمم المتحدة عام 2014 سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بتسمية سموه (قائدا للعمل الإنساني) ودولة الكويت (مركزا للعمل الإنساني).
ولطالما دأبت دولة الكويت على أن تكون حاضرة في مختلف الفعاليات والمحافل الدولية التي تحمل في ثناياها تعزيز العمل الإنساني العالمي الداعم للاجئين والمنكوبين.
وشهد شهر مايو الماضي مشاركة دولة الكويت ممثلة بسمو أمير البلاد في القمة الإنسانية العالمية في إسطنبول حيث قال سموه في كلمته أمام قادة الدول المشاركة إن "الكويت عرفت منذ القدم بإيمانها المطلق بالمبادئ الإنسانية والأيادي الممدودة دائما بالخير وانتهجت سياسة تؤكد هذا النهج وتحث على تقديم المساعدات الإنسانية للشعوب والدول المحتاجة".
وأضاف سموه أن إجمالي ما قدمته الكويت من مساهمات في المجال الإنساني خلال السنوات الخمس الماضية تخطى الملياري دولار أمريكي تبوأت معها المرتبة الأولى عالميا في تقديم المساعدات بالنسبة لإجمالي الدخل القومي.
واعتبر سمو الأمير أن "القمة فرصة تاريخية غير مسبوقة لتحديد أهدافنا وتوحيد جهودنا وتنسيق عطائنا فالتحديات كبيرة والمشاكل التي تواجهها البشرية والعالم خطيرة لاسيما ونحن نجتمع برعاية الأمم المتحدة ووفق ميثاقها ودور وصلاحيات وكالاتها المتخصصة الفاعلة التي تمكننا أن نعمل في إطارها لتحقيق غاياتنا".
واستنادا إلى تلك السياسة التي تعتمدها الكويت والتي أكد عليها سمو الأمير في القمة الإنسانية العالمية واكبت البلاد العديد من الجهود الإقليمية والدولية التي عملت على تقديم العون والإغاثة للاجئين والمنكوبين على حد سواء.
وبدا جليا دور الكويت الحكومي وغير الحكومي في التخفيف عن محنة اللاجئين فلم تقتصر الجهود الإغاثية على الجانب الرسمي بل ساهمت المنظمات والهيئات الخيرية في إيصال المساعدات وبذلت العديد منها جهودا كبيرة في دعم النازحين وبرزت في هذا الصدد جمعية الهلال الأحمر الكويتي والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.
ويعتبر الاحتفال بيوم العالمي للاجئين بمنزلة تذكرة للمجتمع الدولي بضرورة المشاركة في تخفيف حجم مأساة اللاجئين والعمل على منع انتشارها وتفاقمها بدرجة تشكل خطرا على الأوضاع الاقتصادية والأمنية للدول المستضيفة للاجئين.
ويأتي احياء اليوم العالمي للاجئين هذا العام في ظل تصاعد التوتر في مختلف مناطق العالم وازدياد الصراعات ومناطق عدم الاستقرار وحدوث كوارث طبيعية والتي ساهمت مجتمعة في مضاعفة أعداد اللاجئين والمشردين حتى بلغت وفق آخر الإحصائيات التي صدرت عن الوكالات الدولية المتخصصة 60 مليون لاجئ ومشرد.