
أكد محافظ الأحمدي الشيخ فواز خالد الحمد الصباح، اهمية توفير سبل الدعم اللازم للحفاظ علي المعالم التاريخية والتراثية والحضارية التي تحتضنها مدينة الاحمدي، داعياً مختلف القطاعات الحكومية الى الاضطلاع بمهامها في هذا الصدد.
وخلال اجتماعه، بصفته رئيس لجنة المحافظة على الهوية التراثية لمدينة الأحمدي، مع نائب الرئيس اللواء م. جاسم علي المنصوري، بحضور أمين السر ومدير ادارة العلاقات الحكومية بالمحافظة حامد الابراهيم، واعضاء اللجنة منيف العجمي، وحسن القطان، وحامد الطوالة، نوه الخالد إلي ان اللجنة تبذل جهوداً حثيثة من اجل الإهتمام بالارث الحضاري والتاريخي للاحمدي، آملا ان تسهم تلك الجهود في تحقيق الهدف الذي تسعى اليه، وهو تسجيل الأحمدي كمدينة تراثية تابعة لليونسكو.
من جهته أوضح نائب رئيس اللجنة، اللواء م. جاسم المنصوري، أن الاجتماع الذي ترأسه محافظ الاحمدي شهد مناقشة بعض المشاكل التي تعرقل جهود اللجنة ، وبحث سبل تفعيل عملها وتحويله الى عمل مؤسسي، مؤكدا أنه نتيجة القصور الذي شاب عمل اللجنة، فوجئنا الاسبوع الماضي بهدم احد اهم معالم النهضة القديمة في الاحمدي وهي مدرسة الاحمدي للبنين التي ازيلت عن وجه الارض ، ما ادى الى محو تاريخ 60 عاما من التعليم والنهضة في منطقة الاحمدي .
وطالب المنصوري بإعادة النظر في سياسة الهدم المتبعة لاحلال الجديد محل القديم بغض النظر عن تاريخه وشهادته على عصر النهضة، مخاطبا المسؤولين في بلدية الكويت وادارة املاك الدولة والمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب بضرورة حصر المباني التاريخية التي يجب الحفاظ عليها وعدم المساس بها، بقوة القانون، لافتا الى أن اي مبنى مر على انشائه اكثر من 40 عاما ، لا يصدر قرار بازالته الا بعد موافقة المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب، مشددا على ضرورة تفعيل هذا القرار.
واوضح ان الكويت لم يبق بها الا اثر بسيط جدا من مبانيها التاريخية فلم يعد هناك الا القليل من الدواوين والمساجد التي تشهد على حياة الرعيل الاول خلال فترة زمنية هامة من تاريخ الكويت، مشيرا الى ان المحافظ وعد بلقاء سمو رئيس مجلس الوزراء ووزير الاعلام لطرح الموضوع وبحث الية معينة لاتخاذ قرار ملزم، لا يمكن لأحد تغييره سواء داخل الاحمدي او خارجها، وذلك للحفاظ على ما تبقى ، وبناء على هذه التوجيهات سوف تجتمع اللجنة لوضع
واضاف : لدينا قاعدة بيانات تضم عددا من الوثائق والخرائط من بينها اقدم خريطة لمدينة الاحمدي في 1958 ، ولم نجدها في شركة النفط حيث ضاعت منذ الغزو، ولكننا وجدناها في المكتبة الوطنية الاسترالية ، وراسلناهم حيث استطعنا شراء عدد من الوثائق الخاصة بالاحمدي وذلك عبر شركة نفط الكويت ، التي بدورها قدمت لنا ارشيف ضخم من الصور التاريخية .
ونوه الى ان اللجنة قامت بزيارات شبه ميدانية يومية في بداية عملها ، وتم حصر كافة المباني وتواريخ انشائها ومعالمها ، مما يؤكد الجهد الكبير الذي بذله فريق عمل اللجنة ، والذي اثمر عن انجاز فيلم وثائقي بعنوان النفط والرعيل الاول والذي يوثق بداية العمل في النفط منذ الثلاثينات كما يشمل لقاءات مع عدد من الاباء والاجداد الذين عايشوا تلك الفترة ، لافتا الى انه جار الان الاعداد لعمل فيلم اخر حول المناطق المتاخمة للأحمدي والتي تأثرت ايضا باكتشاف النفط ، حتى يمكن اجراء توثيق متكامل للأحمدي والمناطق المحيطة بها وليس الاحمدي فقط.
واكد المنصوري ان الاجتماع مع المحافظ الخالد ، انتهى الى ضرورة تحويل عمل اللجنة الى عمل مؤسسي ترعاه الدولة، وليس مجرد عمل تطوعي، حتى يمكن انجاز الهدف الرئيسي وهو توثيق تاريخ الاحمدي والحفاظ على ارثها التاريخي.
يذكر ان اللجنة يترأسها محافظ الأحمدي وتضم ممثلين عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب، وشركة نفط الكويت، ومتطوعين من أهالي مدينة الأحمدي.