
بغداد – «كونا»: قال رئيس وزراء العراق السابق نوري المالكي أن العراق والكويت تمكنتا بفضل المخلصين وأهل الحكمة في البلدين الشقيقين من طي صفحة الماضي المرير.
واضاف المالكي خلال لقائه وفدا صحفيا كويتيا في العاصمة بغداد الأربعاء الماضي انه عمل اثناء فترة توليه مهام منصبه بكل تصميم على حل المسائل العالقة مع دولة الكويت وعلى ايجاد اجواء اخوية لحل المشاكل لاسيما ونحن بلدان جاران تبقى بيننا روابط دم والانتماء للعشائر».
وشدد المالكي الذي يرأس ائتلاف دولة القانون أكبر القوى السياسية في العراق على دور الاعلام في البلدين لتوطيد العلاقات الثنائية قائلا ان الاعلام «يكمل الخطوات التي خطيناها على طريق الأخوة ويقوي هذه الروابط وعليه استكمال هذه الصورة الحسنة بين البلدين والشعبين وتجنب نشر المقالات التي قد تؤثر سلبا في ذلك».
ولفت الى «وجود مجموعة من الاصلاحات في مقابل تجاوزنا عددا من تراكمات الماضي» مؤكدا تأييد شعب العراق للخطوات الهادفة الى ايجاد مناخات ملائمة لتطوير العلاقات الثنائية بما يرقى الى طموح شعبي البلدين الشقيقين.
وعلى صعيد الاوضاع الحالية في عدد من الدول العربية قال المالكي ان «الامة العربية تعيش حالة مأساوية بدأت باسم الربيع العربي ومستمرة ولا تزال وقد تمتد لبعض الدول الا انه مع التصميم والارادة نستطيع حسرها واعتقد ان حل مشكلة العراق سيساعد على هدوء الوضع في المنطقة».
وشدد على ان «العراق مصمم على فتح صفحة جديدة للتعاون مع الاشقاء العرب وفي مقدمتهم دول الخليج العربي» مبينا ان «الخلافات القائمة يمكن حلها وتجاوزها بالحوار البناء».
وحول الطائفية في العراق قال المالكي «لم نكن نعرف سنة او شيعة الا من بعض السياسيين الذين يقتاتون على الطائفية وانتهت الصورة الطائفية لدى عموم الشعب الا في مخيلات بعض السياسيين المطرودين».
وعن الاقتصاد العراقي والتنمية بين المالكي ان كل الخدمات والمشاريع الاستثمارية توقفت بعد انخفاض النفط الا ان العراق الذي لا يملك مصدرا بديلا للدخل استطاع ان يقلل نسبة العاطلين عن العمل.
وذكر انه نجح في فترة توليه منصب رئاسة الوزراء في «تقديم بعثات طلابية خارجية وتمكن من تطوير اسطول طائرات الخطوط العراقية ليصل الى 70 طائرة».
في الوقت نفسه لفت الى وجود انتعاش في القطاع الخاص بالعراق والذي يطرح مشاريع كثيرة مؤكدا ان نهوضه سيرفع بعض العبء عن كاهل الدولة بيد انه تأثر هو كذلك بانحفاض أسعار النفط.
ودعا المستثمرين الكويتيين والعرب الى الاستثمار في العراق مبينا ان «الاستثمارات تعطي قوة للروابط التي نحاول دائما تقويتها».
من جانب آخر قام الوفد الصحفي الكويتي الزائر لبغداد بزيارة مقر قناة (العراقية) الفضائية الرسمية للاطلاع على طبيعة سير العمل فيها وبحث سبل تعزيز التعاون الاعلامي بجميع أنواعه بما يخدم مصلحة البلدين الشقيقين.
ووقف الوفد على كيفية آلية البثين الفضائي والأرضي للقناة حيث جال على استديوهاتها وتعرف على أقسام القناة الفنية والادارية كما تعرف على قنواتها المختلفة وطريقة ادارة القناة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد.
وقال نائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب ونائب رئيس تحرير جريدة (الأنباء) الكويتية عدنان الراشد في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) على هامش الجولة أن زيارة الوفد لبغداد تأتي في ظل ما يعيشه العراق من ظروف استثنائية ليطلع على الوضع فيها على أرض الواقع ونقل الصورة الى الاعلام والمجتمع الكويتي.
وأضاف الراشد ان «لقد لمسنا اقبال الناس في بغداد على الحياة واصرارهم على النهوض ببلدهم واعادة اعماره وبناء علاقات صداقة مع باقي شعوب المنطقة على الرغم من كل ما تشهده الساحة العراقية من تجاذبات سياسية».
وأثنى الراشد على الدور الذي تبذله نقابة الصحفيين العراقية بقيادة رئيس اتحاد الصحفيين العرب ونقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي وأعضاء مجلس النقابة والهيئة الاستشارية فيها وجميع العاملين بها على ما قدموه طوال فترة الزيارة من مجهود.
واشاد بالتعاون الكبير الذي أبدته وسائل الاعلام العراقية التي فتحت أبواب مؤسساتها للوفد الكويتي مرحبة بالزيارة وتوطيد التعاون الثنائي.
وأعرب عن خالص الشكر والامتنان لرئاسة مجلس الوزراء العراقي على حسن الاستقبال وكرم الضيافة ولوزارة الخارجية العراقية على جهودهم الجبارة في تسهيل مهمة الوفد الشعبية.
كما اعرب عن الشكر لسفير جمهورية العراق لدى دولة الكويت محمد بحر العلوم والعاملين بالسفارة العراقية على حسن تعاونهم وتسهيل اجراءات الزيارة.
وأثنى الراشد على الجهود الكريمة التي تبذلها وزارة الخارجية الكويتية دائما في تيسير أمور جميع الوفود التي تمثل الاعلام الكويتي بالخارج سواء الصحفية أو الاعلامية.
وثمن لوزارة الاعلام تعاونها الدائم مع الصحافة الكويتية والاعلام الخاص التي تعتبره جناحا مكملا لعملها في خدمة القضايا الكويتية الوطنية.
ونوه بالدور الكبير للسفير الكويتي لدى العراق غسان الزواوي وجميع أعضاء السفارة الذين بذلوا كل الجهود من أجل توفير كل ما يحتاجه أعضاء الوفد خلال زيارتهم.
وكان الوفد الذي يضم نائب المدير العام لقطاع التحرير ورئيس التحرير بوكالة الأنباء الكويتية (كونا) سعد العلي ورئيس قسم المحليات بجريدة (القبس) الكويتية ابراهيم السعيدي والمحرر ب(كونا) مبارك العنزي والصحفي في جريدة (الأنباء) الكويتية هاني الشمري قد التقى برئيس جمهورية العراق ورئيس مجلس النواب العراقي ورئيس مجلس الوزراء العراقي ووزير الخارجية وعددا من قيادت الكتل السياسية العراقية وقام بزيارة عدد من المؤسسات الاعلامية والصحفية هناك.