
الكويت -لندن –"كونا":وقعت دولة الكويت والمملكة المتحدة في مقر وزارة الخارجية أمس اتفاقية لتسليم المجرمين بين البلدين.
ووقع الاتفاقية عن الجانب الكويتي نائب وزير الخارجية خالد الجارالله فيما وقعها عن المملكة المتحدة وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وافريقيا توبايس الوود الذي يزور البلاد مع وفد مرافق له.
وبحث النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد مع وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية بالمملكة المتحدة توبياس إلوود سبل تعزيز العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين الصديقين.
وجرى خلال اللقاء بين الشيخ صباح الخالد وإلوود تبادل وجهات النظر حول مجمل القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وحضر اللقاء نائب وزير الخارجية خالد سليمان الجارالله و مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا وليد علي الخبيزي ومساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح ومساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب الوزير أيهم عبداللطيف العمر وعدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية.
وبحث وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله أمس مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا توبايس الوود ومبعوث المملكة المتحدة للأمن الإلكتروني كونراد برينس عددا من القضايا الثنائية ذات الاهتمام المشترك.
وقال بيان صحافي صادر عن مكتب وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ان الشيخ محمد العبدالله رحب خلال اللقاء بالوزير الوود والمبعوث برينس مشيدا بعلاقات التعاون بين البلدين الصديقين.
واقام الجارالله مأدبة غداء على شرف وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وافريقيا توبايس الوود. وحضر المادبة مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا وليد علي الخبيزي ومساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب الوزير أيهم عبداللطيف العمر وسفير المملكة المتحدة لدى دولة الكويت ماثيو جيمس لودج والوفد المرافق للوزير الزائر.
وكان وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وافريقيا توبايس الوود وأكد عمق العلاقات البريطانية - الكويتية ورغبة مسؤولي البلدين في تعزيزها ونقلها الى مستويات ارحب.
وأعرب الوود في تصريح لـ (كونا) قبيل مغادرته الليلة قبل الماضية الى الكويت في زيارة رسمية تستمر يومين عن سعادته بزيارة الكويت للمرة الثانية خلال هذا العام واصفا علاقات البلدين الصديقين ب"القوية والاستراتيجية".
وذكر في هذا الصدد انه" لدى البلدين عمل مشترك للبحث في كل المجالات سواء في مجال الاقتصاد والطاقة والصحة اضافة الى التعاون الأمني وتبادل المعلومات الاستخباراتية".
وقال ان مسؤولي البلدين سيواصلون البحث في تعزيز تعاونهما في المجال التعليمي وتقديم كل التسهيلات الممكنة للطلبة الراغبين في الدراسة بالمملكة المتحدة وجعل اجراءات السفر اكثر سهولة ويسر بالنسبة لهم.
وردا على سؤال حول التعديلات التي تعتزم وزارة الداخلية اعتمادها على نظام تأشيرات الطلبة قال الوود ان هدف هذا القرار " تنظيمي لإحصاء الطلبة الاجانب ومعرفة من يأتون لبريطانيا من اجل التحصيل العلمي الحقيقي".
وبين في هذا السياق ان أبواب المملكة المتحدة ستظل مفتوحة امام الطلبة الحقيقيين مشيرا الى ان "الطلبة الكويتيين بامكانهم التسجيل في الجامعات البريطانية بالقيام بذلك عبر اجراءات سهلة وواضحة".
وأكد الوود عمق العلاقات البريطانية - الخليجية مستذكرا مشاركة رئيسة الوزراء تيريزا ماي اخيرا في قمة قادة دول مجلس التعاون في البحرين.
وقال "لقد كان شرفا كبيرا لرئيسة الوزراء ان تحظى بدعوة لحضور اعمال القمة حيث اعلنت عن استراتيجية جديدة لدعم الشراكة والتحالف بين المملكة المتحدة ودول الخليج والبناء على القواعد المتينة التي تقوم عليها العلاقات الراهنة".
ولفت الى ان ماي بعثت برسالة واضحة مفادها الرغبة الصادقة بتعزيز التعاون الأمني والعسكري اضافة الى التعاون في مجالات اخرى متعددة وذلك في الوقت الذي تستعد بريطانيا للانسحاب من الاتحاد الاوروبي والبحث عن فرص اخرى حول العالم.
وأشار الى ان "ماي عقدت محادثات عالية المستوى مع قادة دول الخليج وان المسؤولية الان تقع على الوزراء الذين سينفذون التوصيات وينظرون في التفاصيل".
وشدد الوزير البريطاني على ان "دول مجلس التعاون أصدقاء وحلفاء لنا ونحن نقف وندعم بعضنا البعض".
وردا على سؤال حول مدى تأثر العاصمة البريطانية اقتصاديا بعد قرار الخروج من الاتحاد الاوروبي قال الوود ان "لندن ما تزال العاصمة المالية الاولى في العالم دون منازع وسيستمر قطاع الخدمات المالية لدينا يسجل نموا وازدهارا".
وأعرب الوزير الوود عن ثقته في ان لندن وبريطانيا بشكل عام ستظل سوقا استثمارية واعدة لما لها من مميزات جغرافية وقانونية وفنية يقدرها كل رجال الاعمال حول العالم وهذا لن يتغير لمجرد ان بريطانيا ليست عضوة في الاتحاد الاوروبي.
وحول موقف بريطانيا مما يجري في مدينة (حلب) السورية من قتل وتهجير لآلاف السوريين قال الوود ان الأوضاع في (حلب) خلال اليومين الماضيين كانت ولا تزال "حرجة جدا".
وأوضح ان بلاده سعت مع شركائها الدوليين لتمرير مشروع قرار دولي لممارسة مزيد من الضغوط على روسيا لحملها على السماح بدخول المساعدات الانسانية الى (حلب) والسماح ايضا للمدنيين المحاصرين بالخروج منها.
وأضاف ان "على روسيا ان تفهم انه من مصلحتها ان توقف أعمالها الوحشية وان توقف النظام السوري عن قتل شعبه فضلا عن الالتزام بوقف اطلاق النار والدفع نحو اعادة المسار السياسي الى طريقه الصحيح".
وردا على موقف بريطانيا من اعمال العنف في بعض مناطق الشرق الأوسط قال الوزير البريطاني "علينا ان ندرك ان هناك العديد من الاشخاص الذين يشعرون بالتهميش في مجتمعاتهم وهو ما يدفعهم نحو اعتناق افكار متطرفة".
وأضاف ان "هذه الأفكار تزين لهم بوعود زائفة أن قيامهم بأعمال انتحارية سيقودهم مباشرة الى الجنة" مشيرا الى ان "الدين الاسلامي الحنيف ووفقا لنصوص القرآن الكريم يحرم الانتحار".
وأوضح وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وافريقيا ان هذه الاعمال الإرهابية وقتل الأبرياء تتسبب في المشاكل والفوضى لا الحل والاستقرار.