أكد رئيس مجلس النواب في البوسنة والهرسك شفيق جعفروفيتش أمس حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع دولة الكويت لاسيما اقتصاديا بدءا بالاستثمار المباشر وصولا إلى التسهيلات التي يقدمها الصندوق الكويتي للتنمية لمختلف القطاعات.
وقال جعفروفيتش في لقاء مع "كونا" إن العلاقات بين بلاده والكويت تمر بمراحل طيبة ومثمرة على كل الأصعدة في ظل ما تشهده من توافق سياسي لافتا إلى أن زيارته للكويت تهدف إلى استقطاب المزيد من الاستثمارات الكويتية الحكومية والخاصة.
وأضاف أن زيارته جاءت أيضا لتسهم في تحريك هذا الجانب المهم من العلاقات ومد جسور التعاون الاقتصادي الذي يصب في مصلحة الجميع موضحا أن الجانب الكويتي أبدى استعداده وترحيبه بهذا التعاون والعمل على تطويره إلى آفاق أرحب.
وذكر أن القروض التي حصلت عليها بلاده من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية أتت بشروط ميسرة وتصب في مصلحة البنية التحتية والزراعة وتعزيز قطاع السياحة وتطوير العديد من المشاريع الحيوية في البلاد.
وبين أن الاستثمارات الضخمة للقطاع الخاص الكويتي تشكل رافدا مهما للاقتصاد البوسني معربا عن تمنياته بزيادتها واستقطاب استثمارات حكومية جديدة والاستفادة مما تقدمه البوسنة من فرص وامكانيات واعدة.
وعن التجربة الديمقراطية الكويتية أفاد جعفروفيتش بأنها تسير بشكل متوازن وتقدم مستمر مشيرا إلى أن الزيارة هي الثانية له للكويت ولمجلس الأمة بعد الزيارة الأولى التي كانت عام 2005.
وفي ما يتعلق بالحرب على الإرهاب ودور مجلس النواب البوسني في مواجهة هذه الازمة العالمية أكد أن بلاده عضو في التحالف الدولي ضد الارهاب وتشارك عمليا في مكافحته.
وأضاف "اننا اتخذنا عدة اجراءات على مستوى الجهازين الحكومي والتشريعي إضافة الى تدريب عدة وكالات تعنى بمكافحة الارهاب" مبينا أن بلاده من أوائل دول أوروبا الشرقية التي أقرت قوانين لمعاقبة المنتمين للجماعات الارهابية.
وأوضح جعفروفيتش أنه بعد تلك التشريعات والقوانين التي أقرتها البوسنة والهرسك تراجعت أعداد الإرهابيين بشكل كبير وملحوظ.
أما عن تصاعد حدة التوتر بين تركيا والاتحاد الاوروبي قال إن بلاده "تسعى الى أن تصبح يوما ما جزءا من الاتحاد الاوروبي ونتمنى لتركيا كل خير وازدهار على الصعيدين السياسي والاقتصادي".
وتابع أن "طريقنا نحو عضوية الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الاطلسي (ناتو) واضح ويسير نحو خطى ثابتة ونؤمن بأن تركيا بصفتها عضوا في (ناتو) ستصبح عضوا في الاتحاد الاوروبي على الرغم من كل التحديات التي تواجهها".
وأعرب جعفروفيتش عن بالغ الشكر لدولة الكويت حكومة وشعبا على حسن الاسقبال والاستضافة داعيا من الله دوام الازدهار والتقدم للكويت.
وقد شملت زيارة رئيس مجلس النواب البوسني للبلاد التي بدأت أمس الأحد وتستمر يومين لقاء مع سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ومباحثات رسمية مع رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم إضافة إلى لقائه سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء.
يذكر أن الكويت كانت في طليعة الدول التي اعترفت بالبوسنة والهرسك بعد الاستقلال عن جمهورية يوغسلافيا السابقة وقدمت لها دعما كبيرا بعد الحرب كما كانت من أوائل الدول التي استثمرت في البوسنة بمصنع ضخم للحديد والصلب في (زانستا) كما ساهمت في إعادة بناء برجين في وسط مدينة (سراييفو).
وبلغت قيمة تمويل ومساهمات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في البوسنة نحو 25 مليون دينار كويتي (حوالي 75 مليون دولار) منذ عام 1999 حتى اليوم.
وتجمع البلدين الصديقين 14 اتفاقية للتعاون ومذكرة تفاهم في كل المجالات ويركز المستثمرون الكويتيون على الاستثمار في القطاع العقاري هناك ما يحمله من فرص واعدة للنمو في ظل القدرة على امتلاك العقار بنسبة 100 في المئة دون الحاجة لشريك محلي.
