
تحت رعاية وحضور صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وبحضور الرئيس رجب طيب اردوغان رئيس الجمهورية التركية أقيم ظهر امس حفل وضع حجر الاساس والبدء في عمليات الانشاء لمبنى الركاب الجديد بمطار الكويت الدولي.
هذا وقد وصل سموه والرئيس التركي إلى مكان الحفل حيث استقبلا بكل حفاوة وترحيب من وزير الأشغال العامة عبدالرحمن المطوع ورئيس الادارة العامة للطيران المدني الشيخ سلمان الحمود ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات ليماك القابضة نيهات أوزدامير.
وشهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم و الشيخ جابر العبدالله والشيخ فيصل السعود وسمو الشيخ ناصر المحمد وسمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ محمد الخالد ونائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح وكبار المسؤولين بالدولة وكبار القادة بالجيش والشرطة والحرس الوطني والإدارة العامة للاطفاء.
وبدأ الحفل بعزف السلامين الوطنيين وتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم تم عرض فيلم وثائقي عن تاريخ الطيران المدني في الكويت.
وقد ألقى الرئيس أردوغان كلمة قال فيها ان تواجده في دولة الكويت اليوم جاء بدعوة من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لوضع حجر الأساس لمشروع مبنى الركاب الجديد بمطار الكويت الدولي مؤكدا ان «هذا الحدث بالغ الأهمية للكويت التي تمثل معلما في المنطقة».
وأضاف ان هذا المشروع بمثابة «رمز جديد لعمق علاقات الأخوة والصداقة التي تجمع تركيا والكويت» معربا عن أمله في انجاز أعمال هذا المشروع «بأسرع وقت ممكن ليتمكن الكويتيون من الحصول على خدمات مميزة في قطاع الطيران».
وأوضح قائلا «لقد بدأنا نشاهد يوما بعد يوم ومرحلة تلو أخرى أن الكويت تحرز تقدما كبيرا ونموا وتطورا متسارعا بفضل باني هذه المشروعات وباني دولة الكويت الحديثة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح» لافتا إلى ان «المنطقة محظوظة بوجود سموه» مشيدا في الوقت ذاته بحكمة سموه.
وأعرب عن أمله في تطوير العلاقات التركية مع دول منطقة الخليج العربي وعلى رأسها الكويت لاسيما في المجالات العسكرية والاقتصادية والتجارية بغية ازدهار المنطقة مبينا ان هذا الأمر يستوجب أن تكون قنوات التواصل «مفتوحة» فضلا عن السعي لتطوير العلاقات الاقتصادية والإنسانية.
وأشار إلى الأهمية الكبرى التي توليها تركيا للتعاون مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الميادين كافة فضلا عن السعي لزيادة حجم التبادل التجاري الذي سجل نحو 4ر17 مليار دولار أمريكي العام الماضي وهو «دون مستوى الطموح مقارنة بحجم الطاقات والإمكانات التي تملكها دول المجلس وتركيا».
وأفاد ان الشركات التركية قامت على مدار 14 عاما بتنفيذ جملة من المشروعات في الكويت تقدر قيمتها بنحو 51 مليار دولار أمريكي موضحا ان اتفاقية التجارة الحرة المزمع توقيعها بين البلدين من شأنها أن تسهم في تطوير العلاقات وتفتح افاقا جديدة للتعاون.
وأشار إلى ان «العلاقات الاقتصادية الثنائية تنمو بالتوازي مع العلاقات السياسية» مؤكدا في الوقت ذاته أهمية العلاقات الثقافية والتاريخية.
وبين ان الزيارة التي قام بها صاحب السمو إلى تركيا في مارس الماضي شكلت دفعة حقيقة لمستقبل واعد في العلاقات الثنائية بين البلدين مؤكدا الأهمية الكبرى التي توليها بلاده لموضوع الاستقرار والأمن لكلا البلدين.
وذكر أن حجم التبادل التجاري بين الكويت وتركيا بلغ نحو 3ر1 مليار دولار أمريكي في عام 2016 في حين بلغ عدد الزوار الكويتيين لتركيا 180 ألفا معربا عن شكره لسمو أمير البلاد على «الاهتمام الذي يوليه سموه لتطوير العلاقات» لاسيما بعد قيام شركة تركية بتنفيذ مشروع مبنى المطار الجديد الوارد ضمن مشاريع (خطة دولة الكويت 2035) «بما يشكل مثالا واضحا على هذا الاهتمام».
وذكر انه بتدشين أعمال مشروع مبنى المطار الجديد الذي تقدر تكلفته بنحو 4ر4 مليار دولار أمريكي يكون حجم المشروعات التي تقوم شركات تركيا بتنفيذها في الكويت حوالي 5ر6 مليار دولار «وهو تطور كبير» لاسيما ان حجم مثل هذه المشروعات في عام 203 كان 500 مليون دولار أمريكي.
وأكد الرئيس التركي ان شركة ليماك من الشركات المميزة في مجال بناء وتشييد المطارات مبينا ان الشركات التركية ستبذل قصارى جهودها للاسهام في تنمية دولة الكويت في الوقت الذي يتم العمل فيه على زيادة حجم الاستثمارات الكويتية في تركيا البالغة نحو 5ر1 مليار دولار أمريكي عبر تقديم كل التسهيلات والضمانات للمستثمرين الكويتيين.
وشدد على أن «تحقيق الازدهار والأمن في العالم مرتبط باستقرار بلادنا ومنطقتنا ومرتبط بالتعاون التركي الكويتي الذي يعد بوابة مهمة لتجاوز الأزمات ومحركا للتعاون مع سائر بلدان المنطقة».
وقد ألقى وزير الأشغال العامة عبدالرحمن عبدالكريم المطوع كلمة أكد فيها أن هذا اليوم يعتبر من الأيام المشهودة بفضل لقاء صاحب السمو أمير البلاد وفخامة رئيس جمهورية تركيا لوضع حجر الأساس لمبنى الركاب الجديد رقم (2) بمطار الكويت
وبين المطوع إن وضع حجر الأساس والبدء في تنفيذ المشروع الاستراتيجي يعتبر تجسيد واقعي لتحقيق الرؤية السامية لتحويل الكويت إلى مركز اقتصادي عالمي يعتمد على منظومة متكاملة من المشاريع الحيوية التي ترسخ وتدعم عملية النمو المتوازن القائم على التنافسية والانفتاح والقدرة على التطور ومواكبة متطلبات العصر.
واوضح المطوع إن المشروع يأتي ثمرة من ثمار التعاون بين البلدين الشقيقين الكويت وتركيا والذي نأمل أن يكون لبنة ضمن لبنات أخرى من التعاون المشترك لما فيه صالح البلدين الشقيقين.
وبين وزير الاشغا ان المشروع مصمم لخدمة (25) مليون راكب سنويا وهو قابل للتوسعة المستقبلية لخدمة (25) مليون اخرين كما أن تصميم هذا المبنى يحقق أعلى مستويات الجودة العالمية فتصنيفه هو (ايه كلاس) وهو المستوى الأعلى للمطارات وهو صديق للبيئة وموفر للطاقة ويعاد فيه تدوير المياه لاستخدامها في أعمال الري والزراعة التجميلية وبه لوحات ضوئية لتوليد الطاقة الكهربائية عن طريق الأشعة الشمسية لتغذية ما مقداره (10 في المئة) من استهلاك المبنى من الطاقة وحال الانتهاء من تنفيذ هذا المشروع سيكون أحد أفضل مطارات العالم.
وأكد المطوع ان وزارة الأشغال العامة حرصت على أن يساهم هذا المشروع الحيوي الهام في خلق العديد من الوظائف المختلفة لشبابنا الكويتي ولشركاتنا الوطنية فهناك (40) مهندسا كويتيا يعملون في هذا المشروع بالاضافة إلى مجموعة من الفنيين والكوادر الإدارية والمحاسبية كما حرصت الوزارة على أن يتم نقل التكنولوجيا والمعرفة المتطورة المستخدمة في هذا المشروع إلى شبابنا وشركاتنا الوطنية خاصة في ظل ندرة مثل تلك المشاريع العملاقة تصميما وتنفيذا واشرافا. كما ألقى رئيس الإدارة العامة للطيران المدني الشيخ سلمان الحمود كلمة أكد فيها ان المشروع يعد الأكبر في خطة التنمية بطاقة استيعابية تصل الى 25 مليون مسافر سنويا والذي يعكس بكل وضوح اهتمام سموكم حفظكم الله بمنظومة مشاريع الدولة التطويرية بشكل عام وبقطاع الطيران المدني بشكل خاص
وبين الحمود إن المشروع الحيوي والهام سوف يلبي تطلعات جمهور المسافرين من حيث الأنظمة المتطورة والتقنيات المستخدمة والخدمات المتميزة والمستويات العالية للسلامة والأمن إلى جانب كونه مشروعا صديقا للبيئة
واكد الحمود ان المشروع سوف يدعم تطوير البنية الاقتصادية والسياحية للدولة ويعزز صورة ومكانة الكويت عالميا من خلال مواكبة التطور المستمر لزيادة الحركة الجوية وتوفير عدد كبير من الفرص الاستثمارية للقطاع الخاص تضمن العوائد المالية المجدية لخزينة الدولة وتخلق الفرص الوظيفية للشباب الكويتي بمختلف التخصصات.
وأوضح ان الكويت بدأت بتنفيذ خطة استراتيجية طموحة شاملة لتطوير مرافق وامكانيات مطار الكويت الدولي بعدد من المشاريع الاستراتيجية بتكلفة إجمالية تقارب المليارين ونصف المليار دينار كويتي بما يعادل ويزيد عن ثمانية مليارات دولار وتضمنت المشاريع الاستراتيجية مبنى الركاب المساند الذي من المقرر أن يتم تشغيله في عام 2018 بطاقة استيعابية أربعة ملايين ونصف المليون مسافر كما تضمنت المشاريع الاستراتيجية تنفيذ مدرج ثالث للطائرات في عام 2019 بالاضافة إلى تنفيذ برج جديد للمراقبة الجوية عام 2020 مما سيجعل الكويت مركزا إقليميا نشطا للترانزيت والشحن الجوي.
بدوره قال رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات ليماك القابضة في كلمته إنه لشرف كبير أن يتم اليوم وضع حجر الأساس لمبنى الركاب الجديد بمطار الكويت الدولي تحت رعاية وحضور سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد وفخامة رئيس الجمهورية التركية رجب أردوغان معلنين بدء الأعمال الإنشائية الثقيلة للمشروع وانطلاق مسيرة تعمير البوابة الجديدة لدولة الكويت للسنوات الست القادمة وما بعدها حتى يرى هذا المشروع النور ويكون معلما من معالم الحضارة والثقافة والرقي بروعته وبهائه».
وأضاف بالنسبة لنا إنه ليس مجرد مشروع لإنشاء مطار جديد فحسب بل إنه رابط مهم بين الكويت وتركيا وله أبعاد اقتصادية واجتماعية ستتوطد وتزدهر بفضله».
وأوضح «اننا حريصون في شركة ليماك للانشاءات على نقل المعرفة المتعلقة بها وتوفير فرص عمل جديدة للشباب الكويتيين كما نحرص على الاعتماد على الموردين المحليين لمواد الخام وذلك لاستثمار مئات الملايين من الدولارات ولتعزيز عجلة الاقتصاد المحلي وازدهار الشركات المحلية العاملة في قطاع الانشاءات والمقاولات».
وأشار الى الحرص على «تدريب وتأهيل الشباب الكويتيين من خلال تقديم مختلف المبادرات التعليمية التي نسعى إلى تحقيقها في الكويت وتمكينهم من المشاركة الفعالة في قيادة هذا المشروع الكبير» وتقدم في ختام كلمته بجزيل الشكر إلى الكويت حكومة وشعبا على «ثقتهم في شركتنا ومنحنا هذه الفرصة القديرة لنبني معا البوابة الجديدة للكويت».
وقد تفضل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية بوضع حجر الأساس إيذانا ببدء عمليات الإنشاء لمبنى الركاب الجديد بمطار الكويت الدولي.
هذا وقد تم إهداء سموه ورئيس الجمهورية التركية وسمو ولي العهد هدايا تذكارية بهذه المناسبة.
وغادر صاحب السمو والرئيس التركي مكان الحفل بمثل ما استقبلا به من حفاوة وترحيب