
استقبل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد بقصر بيان مساء أمس نقيب الصحفيين العراقيين ورئيس اتحاد الصحفيين العرب مؤيد اللامي والوفد الإعلامي المرافق وذلك بمناسبة زيارتهم للبلاد.
هذا وقد قدم سموه خلال اللقاء التهنئة لأخيه الرئيس الدكتور محمد فؤاد معصوم رئيس جمهورية العراق وإلى أخيه دولة الرئيس الدكتور حيدر العبادي رئيس مجلس وزراء العراق وللشعب العراقي الشقيق بمناسبة الانتصار على ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، متطلعا سموه بأن يحقق هذا الانتصار دعما للعراق وشعبه بكافة أطيافه ومكوناته ويسهم في توحيد صفوفه.
كما أكد سموه خلال اللقاء على دعم الكويت لجمهورية العراق وللشعب العراقي والذي ينعكس في أحد صوره بانعقاد مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق والذي يمثل منصة دولية للحكومة العراقية لمواصلة جهودها في عملية إعادة الإعمار،مشيراً سموه للأهمية البالغة لانعقاد هذا المؤتمر الدولي والتي تتجسد بمشاركة العديد من الدول المانحة والمنظمات الإقليمية والدولية بالإضافة إلى مشاركة القطاع الخاص بهذا العدد الكبير من الشركات وصولا إلى هدف إعادة إعمار العراق ورفع المعاناة عن الملايين من النازحين والمتضررين من ضحايا الحرب على الإرهاب تجسيدا لرسالة الكويت الإنسانية.
كما أشاد سموه بكافة الجهود المبذولة من كلا البلدين الشقيقين في تفويت الفرصة على مثيري الفتن والتصدي لها بكافة الوسائل والسبل متمنيا سموه أن يعم الأمن والسلام والاستقرار على البلد الشقيق وعلى المنطقة.
حضر المقابلة وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح.
على صعيد متصل أوصى المشاركون في مؤتمر المنظمات غير الحكومية لدعم الوضع الانساني في العراق أمس بتنفيذ برامج إنسانية وتنموية بقيمة 335 مليون دولار في العراق ولاسيما في المناطق المتضررة جراء النزاعات المسلحة هناك.
واوضح المشاركون في بيانهم الختامي ان تلك البرامج ستتوزع على مجالات الصحة والايواء والتعليم والتأهيل وغيرها من المجالات الانسانية مؤكدين على ضرورة الاستجابة للوضع الإنساني في المناطق العراقية المتضررة جراء النزاعات المسلحة.
وشددوا على اهمية وضع آلية لمتابعة نتائج المؤتمر عبر الاجتماعات الدورية ومتابعة تنفيذ البرامج الإنسانية المعلن عن الالتزام بهھا وذلك عن طريق تزود الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بتقارير ربع سنوية عن برامجهھا الإنسانية التي ستضطلع بتنفيذها في العراق خلال السنوات القادمة.
ودعا المشاركون الى ان تضطلع المنظمات المانحة بالتنفيذ والإشراف على برامجهھا بالتعاون والتنسيق مع الجھهات المحلية العراقية تعزيزا لمبدأ الشفافية وحرصا على الاستفادة القصوى للمتضررين من البرامج الإغاثية والإنمائية.
وكانت تعهدت منظمات دولية غير حكومية وجميعات إغاثية عالمية وجمعيات نفع عام وجمعيات إغاثية كويتية أمس بتقديم تعهدات بقيمة 130ر330 مليون دولار أمريكي كبرامج إغاثية وتنموية للشعب العراقي الشقيق.
جاء ذلك في جلسة تعهدات عقدت على هامش مؤتمر المنظمات غير الحكومية لدعم الوضع الإنساني في العراق بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد.
وتعهدت الهيئة الخيرية الاسلامية الكويتية بتقديم عشرة ملايين دولار ووزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية وبيت الزكاة والامانة العامة للاوقاف 35 مليون دولار وجمعية السلام الخيرية الكويتية 15 مليون دولار والجمعية الكويتية للاغاثة عشرة ملايين دولار وجمعية النجاة الخيرية عشرة ملايين دولار وجمعية العون المباشر عشرة ملايين دولار وجمعية الاصلاح الكويتية عشرة ملايين دولار وجمعية احياء التراث الكويتية عشرة ملايين دولار وجمعية عبدالله النوري الكويتية خمسة ملايين دولار وصندوق اعانة المرضى الكويتي خمسة ملايين دولار وجمعية الهلال الاحمر الكويتي 5ر2 مليون دولار.
واعلنت اللجنة الدولة للصليب الاحمر عن تنفيذ برامج في العراق بقيمة 130 مليون دولار فيمعا تعهدت جمعية «سيسور اسلامك» الفرنسية تقديم تعهدات بمبلغ اربعة ملايين دولار وجمعية «اسلامك ريلايف» البريطانية اربعة ملايين دولار ومؤسسة «التعليم فوق الجميع» القطرية 430ر13 مليون دولار فيما أعلنت جمعية قطر الخيرية تقديم خمسة ملايين دولار.
كما أعلنت مؤسسة «هيومن أبيل» البريطانية تقديم تعهدات بمبلغ 30 مليون دولار وهيئة الاغاثة التركية عشرة ملايين دولار وهيئة الاغاثة الاسلامية العالمية التابعة لرابطة العالم الاسلامي 7ر2 مليون دولار ومنظمة «أر ام بي دي» العراقية أربعة ملايين دولار في حين أعلنت الجمعية الطبية العراقية الموحدة تقديم 1.5 مليون دولار.
وأكد وزير الاعلام محمد الجبري أمس أن استضافة الكويت للمؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق تأتي تجسيدا للفكر الانساني لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد وكقائد للعمل الانساني من اجل تثبيت دعائم الامن والاستقرار في جمهورية العراق الشقيق من خلال اعادة الاعمار في المناطق التي تم تحريرها من قوى الارهاب والظلام الفكري.
وثمن الجبري في بيان عقب افتتاح المركز الاعلامي الخاص بالمؤتمر في فندق «كورت يارد - الراية» عاليا حضور ومشاركة كل من نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد والمستشار بالديوان الاميري محمد أبو الحسن رئيس اللجنة الاعلامية العليا للمؤتمر معتبرا انه بمثابة قوة دافعة للمركز في اول يوم عمل له ودليل على اهتمام ودعم القيادة السياسية العليا بالبلاد لكل عمل وجهد وطني إعلامي يبرز الوجه الحضاري لدولة الكويت.
واشار الجبري الى الجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة الاعلام من اجل انجاز هذا المركز الاعلامي وتجهيزه بكافة وسائل الاتصال والتواصل الحديثة لتسهيل مهمة الضيوف والصحفيين ووكالات الانباء والقنوات الفضائية والاذاعية للقيام بعملها على اكمل وجه والتواصل مع مؤسساتهم الاعلامية بكل سهولة ويسر على مدار الساعة طوال أيام انعقاد المؤتمر بما يعكس قدرة الاعلام الكويتي على القيام بالتغطيات الاعلامية لكافة المؤتمرات الدولية بكل احترافية وابداع.
واعرب عن سعادته بالحضور الاعلامي العربي والاجنبي الكثيف لمتابعة اعمال مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق الذي يؤكد ثقة الاعلام العربي والاجنبي في جدية ونجاح اي مؤتمرات او فعاليات اقليمية ودولية تستضيفيها دولة الكويت مشيدا في ذات الوقت باستراتيجية قطاع الاعلام الخارجي بوزارة الاعلام من اجل ترسيخ صورة ذهنية مشرقة عن دولة الكويت لدى المؤسسات الاعلامية العربية والدولية.
وتقدم الجبري بخالص الشكر وجزيل الامتنان لكافة الكوادر الوطنية من الاعلام الرسمي والخاص العاملين على تغطية المؤتمر وتصدير صورة حقيقية عن الاعلام الكويتي بمهنيته واحترافيته وشفافيته والى كافة ضيوف دولة الكويت من الزملاء الاعلاميين الذين حرصوا على الحضور لتغطية فعاليات المؤتمر.
وبحث وزير المالية الدكتور نايف الحجرف مع نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا حافظ غانم التحضيرات الخاصة بمؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق الذي عقد أمس ويستمر حتى الـ14 من الشهر الحالي.
وقالت وزارة المالية في بيان صحافي انه تم خلال الاجتماع ايضا مناقشة بعض المشاريع والبرامج التي يعدها البنك الدولي لصالح دولة الكويت ضمن برنامج التعاون الفني.
واضافت ان الاجتماع عقد بحضور كل من مدير المكتب المحلي للبنك الدولي في دولة الكويت الدكتور فراس رعد وعدد من الخبراء العاملين في المكتب المحلي اضافة الى وكيل وزارة المالية خليفة حمادة والوكيل المساعد للشؤون الاقتصادية نبيل العبد الجليل والوكيل المساعد لشؤون الميزانية العامة صالح الصرعاوي.
وقال رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية المستشار بالديوان الأميري الدكتور عبد الله المعتوق أمس أن اقامة مؤتمر المنظمات غير الحكومية لدعم الوضع الانساني في العراق بالتزامن مع مؤتمر الكويت الدولي لاعادة إعمار العراق تأتي في إطار سياسة منهجية ثابتة تترجم إيمان دولة الكويت قيادة وشعبا بدور العمل الانساني في ترسيخ قواعد الامن والسلم الدوليين وتخفيف معاناة ضحايا الأزمات.
واضاف المعتوق في كلمة ألقاها في حفل افتتاح مؤتمر المنظمات غير الحكومية إنه باستضافة هذا المحفل الإنساني الكبير تمضي دولة الكويت في حشد الجهود لتضميد جراح المنكوبين وتقدم نموذجا رائدا للعالم في إغاثة المتضررين العراقيين من جراء النزاعات المسلحة اتساقا وانسجاما مع مبادئها وقيمها الانسانية والاخلاقية الثابتة والأصيلة التي دأبت عليها منذ القدم.
واعرب عن تطلع الهيئة مع شركائها الى ان يكون هذا المؤتمر منصة إنسانية فاعلة من أجل تفعيل وتضافر جهود المنظمات الانسانية للاطلاع على الوضع الانساني في العراق وتعزيز الشراكات الانسانية والاعلان عن البرامج المأمولة في دعم الوضع الانساني بالمناطق العراقية المتضررة والعمل على بناء قدرات المتضررين.
واكد المعتوق ان هذا المؤتمر يشكل نافذة امل جديدة وبارقة حياة امام أكثر من خمسة ملايين نازح عراقي يفتقرون الى المأوى والمأكل والمشرب والرعاية الصحية والخدمات التعليمية ويعيشون منذ ثلاث سنوات في اوضاع انسانية بالغة القسوة وظروف شديدة الوطأة والصعوبة.
واوضح انه استكمالا لجهودها في ميادين العمل الإنساني لم تتوان دولة الكويت عن تقديم العون والمساعدة للأشقاء في العراق تحت إشراف وزارة الخارجية الكويتية فقد خصصت الحكومة الكويتية مبلغ 200 مليون دولار وتم توزيع هذا المبلغ على الجمعية الكويتية للاغاثة التي تمثل مظلة للجمعيات الخيرية الكويتية وجمعية الهلال الاحمر الكويتي وبعض المنظمات الدولية وكان من حصاد ذلك إنجاز العديد من المشاريع والبرامج في مجالات تعزيز سبل العيش ودعم قطاعات الغذاء والتعليم والإيواء والصحة والمياه.
ولفت الى ان الهيئة أضطلعت بجهد خاص تجلى في تنفيذ مشاريع اغاثية بقيمة 5ر3 ملايين دولارمن بينها ثمان محطات تصفية مياه وبرامج صحية وغذائية استفاد منها أكثر من 600 ألف نازح وذلك بالتعاون مع الجمعية الطبية العراقية.
وأكد المعتوق ان دولة الكويت بانعقاد هذا المؤتمر في رحاب ارضها الطيبة تواصل المسيرة وتسجل موقفا إنسانيا متساميا وتسطر صفحة مضيئة في سجل إنجازاتها الخيرية والإنسانية الرائدة.
وبدوره قال رئيس الجمعية الكويتية للاغاثة احمد الجاسر في كلمة مماثلة أن دولة الكويت أثبتت أنها واحة للخير والسلام والتسامح فلم يعد يذكر اسمها في أي موقع من المحافل الإقليمية أو الدولية إلا مقترنا بالأعمال الخيرية وهذا دلالة كبيرة على حضورها الإنساني العالمي.
وأشار الى أنه لم يعد يذكر اسمها في كثير من المجتمعات والدول إلا مقترنا بأسماء أعلام وقيادات ورموز كويتية أفنوا حياتهم في خدمة الآخرين ونشر ثقافة العمل الخيري وهذا أمر بديهي في دولة توجتها الأمم المتحدة مركزا إنسانيا عالميا ولقبت أميرها قائدا للعمل الإنساني.
واعرب الجاسر عن شكره للمتبرعين الذين حملوا الهيئة مسؤولية إيصال أموالهم إلى مستحقيها وامله بأن تتواصل تبرعاتهم خاصة في ظل الازمات المتتابعة والمتلاحقة في العديد من دول المنطقة.
وذكر أن الجمعيات الخيرية الكويتية قد غطت باستجابتها الانسانية مختلف أنحاء العالم بالتعاون مع شركائها من المنظمات الخليجية والعربية والإسلامية والدولية.
وأوضح أن مع نجاح تجربة العمل الخيري الكويتي المشترك فقد حظيت الجمعية الكويتية للاغاثة بثقة القيادة السياسية اذ اضطلعت بمسؤولية تنفيذ جزء من تعهدات الحكومة الكويتية تجاه الشعب العراقي الشقيق من خلال حملة الكويت بجانبكم والتي شملت العديد من مشاريع تعزيز سبل العيش والإيواء والغذاء والمياه والرعاية الصحية والتعليمية وذلك بالتعاون مع وزارة الخارجية الكويتية ممثلة في سفارتها في بغداد وقنصليتها في أربيل.
وأكد أن الجمعية الكويتية للاغاثة ستمظي في مواصلة جهودها بالعراق لتنفيذ العديد من المشاريع في مجالات الإيواء والغذاء والصحة والتعليم والمياه وغيرها بقيمة 10 ملايين دولار بدءا من العام الحالي وبالتنسيق والتعاون مع وزارة الخارجية الكويتية.
وبدوره قال رئيس هيئة المستشارين في مجلس الوزراء العراقي الدكتور عبد الكريم الفيصل في كلمة مماثلة «لا يخفى عليكم ما تعرض له بلدنا العراق من احتلال لثلث أراضيه من قبل ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» الذي هجر الملايين من مواطنينا ودمر البنى التحتية والمؤسسات الخدمية وكل لفعاليات الاقتصادية في المدن التي احتلها».
واضاف «ليس بخاف على أحد ان توحيد صفوف العراقيين ودماء الشهداء من ابناءه شيبا وشبابا وكهولا مضافا إليها المساندة التي قدمت لقواتنا البطلة من الخيرين في العالم ومن دول التحالف قد قضت على هذا التنظيم الإرهابي وتم اعلان النصر النهائي عليه وتحرير جميع أراضينا من دنس الارهابيين».
واكد الفيصل أن المنظمات الانسانية والجمعيات الخيرية وجميع مؤسسات المجتمع المدني تعكس اليوم الوجه الحضاري والانساني للمجتمعات كونها تؤدي دورا حيويا في الأزمات غالبا ما تعجز عنه الحكومات ذلك أنها تمد يد العون للمنكوبين وتخفف عن معاناتهم انطلاقا من الدافع الانساني الخالص.
وبين أنه في ظل الأزمة المالية نتيجة انخفاض أسعار النفط والإنفاق الكبير على العمليات العسكرية هناك حاجة كبيرة لمواجهة الآثار التي خلفها تنظيم «داعش» اذ ما زال نصف النازحين في المخيمات والخسائر المادية الكبيرة جدا قائلا أننا «نقف على انقاض مئات الآلاف من المنازل المهدمة والمراكز الصحية والمدارس التي تم تدميرها كليا أو جزئيا مما يتطلب ايلائها أولوية قصوى من دعمكم لكي ليعود ويعيش أهلها النازحون الحياة الكريمة التي تليق بهم.
ولفت الى أن الهيئة بصدد أن نضع تحت انظاركم قواعد بيانات مبنية على مسح علمي وموضوعي دقيق تمت مراجعته من قبل البنك الدولي يبين حجم الاضرار التي طالت جميع القطاعات في المحافظات التي تضررت من عصابات داعش والتي نتوسم اليوم اعمارها بدعمكم ونياتكم الخالصة.
واكد الفيصل ان المجتمع المدني ساهم بشكل فعال في تقليل المعاناة والاضرار في العراق قائلا ان دوره اليوم محوري ورئيسي في عملية إعادة الاعمار ذلك أن إعادة الاعمار ستساهم في إعادة الحياة الكريمة للعراقيين جميعا وليس المناطق المتضررة فحسب كونها ستجدد الثقة بالعقد الاجتماعي بين مكونات المجتمع العراقي وفي كل العراق من أقصى شماله أقصى جنوبه.
من جهته قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشراكة مع الشرق الأوسط ووسط اسيا رشيد خاليكوف في كلمة مماثلة ان وتيرة وحجم النزوح جعلت من الأزمة العراقية واحدة من أكبر وأشد الأزمات في العالم مؤكدا ان «ما عاناه العراق في السنوات الماضية أدى إلى استنفاد القدرات الإنسانية لأقصى حدودها».
واضاف انه «بالرغم من انتهاء العملية العسكرية في العراق في اواخر العام الماضي إلا ان الازمة الانسانية لم تنته بعد» مشيرا الى وجود عدد كبير القتلى على مدى اربع سنوات من القتال المحتدم من السكان المدنيين العراقيين اضافة الى وجود ما يقارب ستة ملايين نازح في العراق ولا يزال منهم نحو 6ر2 مليون نازح حتى اليوم.
وذكر ان الامم المتحدة وشركاؤها في طليعة الجهات التي عملت على احتواء تلك الازمة والتي قامت بالتنسيق مع قوات الامن العراقية لضمان اجلاء المدنيين وتقديم المساعدة لإنقاذ أرواح 7ر1 مليون شخص فروا أو بقوا في منازلهم.
واشار الى وجود استراتيجية جديدة وضعتها الحكومة العراقية لمكافحة الفقر واستعادة شبكات الكهرباء والماء والصرف الصحي وإعادة إنشاء الحد الأدنى للحماية الاجتماعية الحكومية والبدء في التعامل مع الاقتصادات المحلية وفتح المدارس والمراكز الصحية وتعزيز مخيمات النازحين.
واوضح خاليكوف ان الأمم المتحدة تهدف وشركاؤها الى تقديم المساعدة الانسانية الى 4ر3 مليون شخص من الفئات الضعيفة للغاية في عام 2018 مشددا على ضرورة مواصلة الشركاء في المجال الانساني المساهمة في الاستجابة خلال العام الحالي.
ولفت الى ان هناك خطة للاستجابة الانسانية لهذا العام عبر جمع 569 مليون دولار أمريكي لدعم 4ر3 مليون شخص في حاجة ماسة للمساعدة الإنسانية عبر دعم الامن الغذائي والصحة والتعليم والمساعدات متعددة الاغراض والمأوى وخدمات قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.
وتوقع خاليكوف استمرار الاحتياجات الانسانية في العام الحالي وما بعده مؤكدا ان دعم العمليات الانسانية في العراق سيظل امرا حاسما.
واعرب عن شكره لسمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح والشعب الكويتي على دعمهم الذي لا ينتهي واستجابتهم للاوضاع الانسانية على مستوى العالم عامة ودولة العراق خاصة.
وافاد ان ذلك دليل على القيادة الانسانية لسمو الأمير ويعكس دور الكويت البارز في المساعدات الانسانية وحشد الموارد فلطالما كانت في طليعة الاستجابة الانسانية انطلاقا من مبادئ الاسلام النبيلة.
كما أعرب عن شكره للدكتور عبد الله المعتوق على جهوده المتواصلة لدعم الاستجابة الانسانية الفعالة على الصعيد العالمي وخاصة دوره في تنظيم هذا المؤتمر الهام وللهيئة الخيرية الاسلامية العالمية في الكويت على جهودها الدؤوبة لدعم الشعب العراقي.
من جانب آخر أكد مدير عام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبدالوهاب البدر أمس أن العراق تعرض لخسائر فادحة نتيجة الحرب على الارهاب مست كافة قطاعات الحياة مما تطلب التخطيط الجيد من اجل اعادة اعماره.
وقال البدر في كلمته بافتتاح اجتماع «الخبراء رفيعي المستوى لبرنامج جمهورية العراق لاعادة الاعمار ودور المؤسسات التمويلية» بحضور الشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي ان العراق تعرض لهجمة شرسة من الارهاب ادت الى نزوح اكثر من خمسة ملايين عراقي خارج منازلهم مما ادى الى خسائر فادحة.
واضاف ان الخسائر مست البنى التحتية ومرافق النقل والكهرباء والماء وتخريب المنشآت الزراعية وتدهور الخدمات الاجتماعية من تعليم وصحة وغيرها.
وشدد البدر على ضرورة مساعدة العراق ودعم اعادة اعماره لزرع الامل في صدور الشباب كل لا يقع الابناء في قبضة التطرف والارهاب.
واعرب عن سعادته لاختيار الكويت لتكون المكان الذي يفصح فيه عن رؤية العراق لاعادة الاعمار والتنمية الاقتصادية.
ولفت الى الرؤية العراقية التي تقوم على تضافر الجهود مما تبذله في سبيل بناء المقومات الاساسية للتعافي والنمو الاقتصادي مدعمة بجهود التنمية الدولية والقطاع الخاص معربا عن امله ان يكون اللقاء محطة رئيسية للحوار من اجل المساهمة في تحقيق الرؤية.
من جهته قال الامين العام لمجلس الوزراء العراقي الدكتور مهدي العلاق في كلمة مماثلة ان مؤتمر الكويت الدولي لاعادة إعمار العراق يقوم على ثلاث ركائز اساسية هي اعادة الاعمار ودعم عمليات الاستقرار والتعايش السلمي وتشجيع الاستثمار والدخول في الفرص الاستثمارية المتاحة.
واضاف ان العراق قدم وثيقة استراتيجية متكاملة تشمل دراسة ميدانية تتضمن الاضرار التي حدثت نتيجة الحرب على الارهاب والاحتياجات الحقيقية لاعادة الاعمار ما بعد الحرب.
واكد العلاق ان هذا المؤتمر يمثل تعبيرا للتضامن مع العراق في مرحلة التعافي من الحرب بعد التدمير الكبير موضحا انه على الرغم مما يمتلكه العراق من موارد كبيرة الا ان الدعم الدولي للعراق مهما من اجل اعادة اعماره «وهو امر نعتز به».
ولفت الى ان هذ المؤتمر يقف الى جانب العراق بعد نصره في الحرب على ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» معربا من جانب آخر عن شكره لدولة الكويت والشركاء الدوليين مثل البنك الدولي والامم المتحدة من اجل انجاح المؤتمر وتحقيق اهدافه.
وبدوره قال رئيس صندوق اعادة اعمار المناطق المتضررة من العميات الارهابية في العراق الدكتور مصطفى الهيتي في كلمة مماثلة ان مشروع اعادة اعمار العراق يقوم على ثلاث مباديء هي البعد الانساني والبعد الاقتصادي واعادة بناء النبية التحتية.
واضاف ان البعد الانساني يمثل احد اهم المباديء التي يقوم عليها اعادة اعمار العراق مؤكدا من جانب آخر على البعد الاقتصادي للمحافظة على عجلة دوران العملية الاقتصادية ومواجهة البطالة اضافة الى اعادة بناء البنى التحتية المدمرة.
وبين الهيتي ان 138 ألف وحدة سكنية متضررة نتيجة الحرب على الارهاب نصفها متضرر بشكل كامل مضيفا ان النازحين داخل الاراضي العراقي ينتظرون العودة الى منازلهم.
واشار الى وجود التعاون بين الصندوق الكويتي مع صندوق اعادة الاعمار العراقي لتوفير قاعدة بيانات دقيقة حول الاضرار التي حدثت ورسم خطوات هذا المؤتمر لتحقيق اهدافه مؤكدا ان حجم الاضرار الكبير في العراق يتطلب مساعدة دولية في هذا الشأن.
من جانبه قال المدير العام للصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي عبداللطيف الحمد في كلمته ان الاوضاع المأساوية التي مر بها العراق عانى منها كثيرا الشعب العراقي على مدى سنين طويلة نتيجة ما خلفه من دمار للبنية الاساسية تجاوزت قدراته على اعادة البناء والتعمير.
واوضح الحمد ان الاوضاع التي يمر بها العراق «تتطلب منا جميعا التعاون والتضامن معه» في تقديم الدعم والمساندة لاعادة البناء والاعمار مضيفا ان هذا المؤتمر يشمل فرصة لمعرفة العديد من مخططات برامج اعادة الاعمار التي يتبناها العراق ويستقطب لها الدعم والمؤازرة من المجتمع الدولي.
واعرب عن تطلع الصندوق الى التعاون مع العراق وتقديم الدعم المطلب في اطار البرامج والاولويات المحددة وبما يحقق اهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية بعد استكمال الاجراءات المطلوبة حسب القواعد وبالتنسيق مع المؤسسات والهيئات التنموية العربية والدولية.
من جانبه أكد رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري أن مؤتمر الكويت الدولي لاعادة اعمار العراق سيكون بداية نحو عراق آمن مستقر.
ودعا الجبوري في بيان صحافي عقب اجتماعه مع وزير الخارجية الفرنسي جان ايفلودريان الى حشد الدعم الدولي للاستثمار في بلاده عبر المؤتمر مشيرا الى ان بلاده متوجهة للانفتاح على المستويين الاقليمي والدولي وفق رؤية جديدة للاعداد لمرحلة البناء والاعمار.
كما دعا الى ايلاء ملف اعادة النازحين الى مناطقهم المحررة الاهتمام الاكبر من خلال اعادة اعمار مدنهم المدمرة بفعل الارهاب قائلا ان هجمات ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية «داعش « خلفت اثارا اقتصادية واجتماعية وبيئية هددت الاستقرار المجتمعي في المناطق التي كانت تحت سيطرته.
واضاف ان بلاده تتطلع الى مساعدة المجتمع الدولي في ملف اعادة اعمار وتاهيل المناطق المحررة عبر المشاركة في مؤتمر اعادة الاعمارالمنعقد في دولة الكويت والذي سيكون البداية نحو عراق امن ومستقر.
بدوره اعرب وزير الخارجية الفرنسي عن دعم بلاده للعراق وبكافة المجالات، مثمنا دور رئاسة البرلمان وجهودها في ضمان امن واستقرارالبلاد.
واكد مسؤولون عراقيون أمس اهمية اشراك القطاع الخاص في اعادة اعمار العراق ودعم مرحلة الاستقرار والانطلاق بمرحلة الاعمار بما يساهم في استقرار المنطقة كافة مشددين على ان اعادة اعمار العراق مسؤولية دولية.
واضاف مسؤولون عراقيون خلال جلسة البرنامج الاصلاحي لحكومة جمهورية العراق عقب الجلسة الافتتاحية لاجتماع الخبراء رفيعي المستوى لبرنامج جمهورية العراق لاعادة الاعمار ودور المؤسسات التمويلية ان استقرار العراق والمنطقة يساهم في استقرار طرق التجارة الدولية ومصادر الطاقة.
وقال امين عام مجلس الوزراء العراقي الدكتور مهدي العلاق ان الحكومة العراقية قامت بحزمة من الاجراءات لكي تهيئ الارضية المناسبة لاعادة الاعمار والاستثمار في العراق من خلال ستة محاور هي عراق امن ومستقر والاتقاء بالمستوى الخدمي والمعيشي واشراك القطاع الخاص في العملية التنموية وحوكمة الاستدامة المالية والاصلاح المالي والاداري وتنظيم العلاقات الاتحادية والمحلية.
واضاف ان ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية «داعش» احتل ثلث مساحة العراق وتسبب بنزوح خمسة ملايين شخص اضافة الى تعطيل الحياة في تلك المناطق التي احتلها مشيرا الى ان الحكومة استطاعت اعادة 50 بالمئة من النازحين مشددا على عزم الحكومة باتجاه دعم مرحلة الاستقرار بما يصب في مصلحة المناطق التي تحرت من «داعش» والانطلاق الى مرحلة الاعمار معتبرا ان مؤتمر الكويت الدولي لاعادة اعمار العراق انطلاقة حقيقية للنهوض باعمار العراق.
من جانبه قال وكيل وزير التخطيط العراقي ماهر جوهان ان كيفية تقديم خطة لمرحلة كاملة باطار منطقي وبشكل علمي وزمني واعادة نازحين واعمار بنى تحتية ومرافق عامة وخاصة كان تحديا لكافة الجهات المعنية في العراق وشركائه.
واضاف انه كان على الحكومة ان تعكس وجهة نظرها في رؤية واضحة بمهمة تعافي المحافظات المتضررة من العمليات الارهابية وفق معايير اجتماعية واقتصادية والعمل على تنمية هذه الرؤية باعتبارها مهمة وطنية ذات انعكاس على كافة المجتمعات العراقية مؤكدا ان ركائز الحكومة العراقية تكمن في الحوكمة وبناء مؤسساتي حقيقي وشفافية ومسائلة ولا مركزية في صنع القرار وبناء الصالحة الوطنية واعادة العقد الاجتماعي والتنمية الاجتماعية والبشرية وتنمية اقتصادية.
من جهته قال مدير عام وزارة التخطيط العراقية حسين داود ان المنصة الوطينة الرقمية لرصد ومتابعة مشاريع الاعمار والتنمية هي ادوات تخطيطية لمتابعة ومراقبة ورصد المشاريع التنموية والاعمارية والاستقرار مشيرا الى ان المنصة الرقمية ستساعد الحكومة العراقية في برامجها التنوية من خلال تقديمها لكافة البيانات المطلوبة.
واضاف ان المنصة الرقمية ستدعم الاستراتيجية التنمية الوطنية وزيادة الموائمة بين المعونات وبين اولويات البلدان المشاركة ربط بين اولويات الجهات المانحة والاولويات الحكومية اضافة الى تحقيق رفع مستوى مسائلة الجهات المانحة والقضاء على ازدواجية الجهود.
بدوره اكد مدير عام وزارة التخطيط العراقية قصي عبدالفتاح ان الحكومة شرعت بتقييم الاضرار والاحتياجات للمحافظات المتضررة من تنظيم «داعش» مبينا ان الحكومة طلبت من البنك الدولي التعاون لانجاز هذه المهمة.
ولفت الى ان اهداف تقييم الاضرار والاحتياجات مبنية على اطلاع المجتمع الدولي والاطراف الاخرى حول اثار الازمة واجراء تقييم اولي لاحتياجات التعافي واعادة الاعمار علاة على توجيه جهود التعافي نحو خلق ظروف مواتية لعودة النازحين وكسب العيش وتقديم الخدمات.
وذكر ان الاضرار الكلية لمختلف المحافظات المتضررة بلغت 7ر45 مليار دولار امريكي موضحا ان الاحتياجات الكلية لتحقيق الانعاش واعادة الاعمار 2ر88 مليار دولار.
وتحدث بدوره مسؤول ادارة مخاطر الكوارث في مجموعة البنك الدولي راجا ارشد قائلا ان الحاجات التي بحاجة الى الاعمار قدرت بناء على ما نحتاجه في ارساء الخدمات الاجتماعية بشكل اكثر استدامة للمستفيدين.
واضاف ارشد انه خلال تقدير الحاجات التي بحاجة الى اعادة الاعمار اخذنا بعين الاعتبار الاسعار الحالية لمعرفة التكاليف المطلوبة للاعمار خاصة ان تكاليف اعادة الاصول تكون اعلى من غيرها من امور مختلفة. من ناحيته اوضح رئيس صندوق اعادة اعمار المناطق المتضررة من العمليات الارهابية في العراق الدكتور مصطفى الهيتي ان من مهام الصندوق التنسيق مع الجهات المعنية لوضع اولويات المشاريع والسعي الى جلب المنح والهبات والمساعدات والقروض اضافة الى تنظيم ورعاية المؤتمرات والمعارض سعيا لجلب المنح والهبات والمساعدات.
وبين ان رؤية الصندوق تكمن في يناء الثقة بين العراقيين والدولة من جهة والعراق والمجتمع الدولي من جهة اخرى اضافة الى بناء الانسان والجدران وادامة العجلة الاقتصادية في المدن المتضررة من العمليات الارهابية.
وذكر ان الصندوق انجز في عام 2016 « 152 « مشروعا فيما انجز في عام خلال الفترة من اغسطس 2017 ولغاية ديسمبر 2017 «24» مشروعا مشيرا الى ان الصندوق يعمل كمنفذ للمشايع التي تقدم له من المحافظات المتضررة عبر المبالغ المرصودة من الموازنة.
قال مساعد الرئيس المصري للمشروعات القومية والاستراتيجية المهندس إبراهيم محلب ان المؤتمر الدولي لاعادة إعمار العراق رسالة من الكويت واميرها للعالم بضرورة دعم ومساندة الشعوب العربية التي عانت من الارهاب لايمان سموه بالعروبة.
وقال محلب في مؤتمر صحافي عقد الليلة قبل الماضية ان صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد هو قائد العمل الانساني مبينا ان هذا اللقب ليس من السهل الحصول عليه على المستوى العالمي معتبرا ان مؤتمر اعمار العراق رسالة انسانية قوية للعالم ان هناك الزام وواجب تجاه دولة دمرها الارهاب.
وأكد ان مواجهة الكويت للارهاب تخلق توازن في المنطقة كون الارهاب بلا حدود ويضرب العالم من كل اتجاه مشيرا الى انه عندما نقضي على جيب من جيوب الارهاب وهناك شعب دفع ثمنه القضاء عليه فأقل شئ فعله هو الوقوف الى جانبه.
وأشار الى ان الكويت تلعب دائما أدوار مقدرة في التمسك بالعروبة وارسال رسائل انسانية في ظل وجود شعوب تحتاج للدعم والمساندة كشعب العراق الشقيق معربا عن الأمل في تحقيق الأهداف المرجوة في الوقف الى جانب العراق الشقيق وبقوة.
ولفت الى ان زيارته الأخيره للعراق او حضور مؤتمر اعمار العراق كان بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي موضحا ان مصر قادرة على مد يد المساعدة لكل مكان محتاج للمساندة وانها تعرض خبرتها وطاقتها الفنية في تنفيذ مختلف المشاريع التنموية.
وأشار الى ان تلك الزيارة كانت للاطلاع على كم التحديات التي تواجه الشعب العراقي وان مشاركة مصر في مؤتمر اعمار العراق رسالة قوية من القيادة السياسية ان مصر تقف في صف العراق وتهنئة انهم استطاعوا اجتثاث جذور الارهاب.
وأكد محلب على عمق العلاقات الكويتية المصرية المتميزة وانها علاقة تاريخية واستراتيجية في تطور مستمر بقيادة صاحب السمو أمير البلاد والرئيس المصري لافتا الى ان هناك استثمارات كويتية قوية مرحب بها في مصر.
وأشار محلب الى دور مصر المحوري في دعم ومساندة كل الدول العربية مؤكدا انه واجب مصر تجاه اشقاءها ولها دور كبير وتستطيع العمل في العراق وسوريا واليمن طالما هناك تنمية لافتا الى اجندة مصر واضحة في عدم التدخل في وحدة الاراضي والوقوف الى جانب الشعب العراقي.
وأكد ان مشاركة مصر في اعمال العراق لن يشكل عبء عليها في ظل وجود الامكانات الفنية والتجارب التي خاضتها مصر في السنوات الماضية والتي تستطيع من خلالها تصدير الأمل للعالم أجمع وليس العراق فقط.
وقال ما حدث في مصر ليس بالأمر السهل وانما طفرة في عالم المشروعات مشيرا الى انها استطاعت على سبيل المثال اضافة 25 الف ميجا وات خلال ثلاث سنوات وسبعة آلاف كيلو متر طرق في ظل ظروف صعبة وتحديات بفضل قوة شعب يمتلك ارادة وتحمل الكثير لتحقيق ما تم تحقيه من انجازات.
وأكد ان محاربة الارهاب الذي كان يخطط لهدم الدولة لم يعطل عجلة التنمية بل ان مصر سارت بالتوازي في القضاء عليه وتحقيق التنمية الشاملة في مختلف المجالات وعلى كل الأصعدة بل انها استطاعت ان تعيد بناء الدولة من جديد وتحقق انجاز في المشاريع التنموية.
من جانبها اكدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني ان الاتحاد سيعمل مع دولة الكويت لانجاح مؤتمر الكويت الدولي لاعادة إعمار العراق الذي عقد أمس ويستمر حتى الـ14 من الشهر الحالي. واعربت موغريني في مقابلة مع «كونا» عن شكرها لسمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد على دعوتها لتمثيل الاتحاد والمشاركة برئاسة المؤتمر قائلة «نحن جميعا نتشاطر مصلحة تحقيق الاستقرار الدائم والازدهار في العراق».
واشارت الى ان الاتحاد الاوروبي سيعمل مع دولة الكويت لتأكيد دعمهما للعراق في المرحلة الحرجة التي يمر بها.
واوضحت موغريني ان حكومة العراق وجيشه وشعبه عملوا بجد من اجل هزيمة ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» وقد حان الوقت الآن لتعزيز المكاسب ضد التنظيم واحلال السلام في العراق مؤكدة استعداد الاتحاد للمساهمة بتحقيق الاستقرار واعادة بناء العراق.
واكدت ان الهزيمة الاقليمية لـ»داعش» هي نقطة تحول في تاريخ العراق ويمكن ان تعطي الامل للمنطقة بأكملها.
كما اكدت موغريني ان الاتحاد الاوروبي مؤيد رئيسي للعراق اذ تبلغ استثماراته في العراق اكثر من 650 مليون يورو «796 مليون دولار امريكي» منذ عام 2014.
واشادت بدولة الكويت باعتبارها «قوة الاعتدال والحوار في المنطقة» وقالت موغريني ان «دولة الكويت اصبحت ايضا فاعلا انسانيا مهما ليس في العراق فحسب بل في سوريا واماكن اخرى ايضا وساهمت بحل النزاعات والانعاش المبكر والاغاثة بدعم سياسي ومالي ولوجستي». واضافت ان قرار دولة الكويت الاخير بتمويل عمليات وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في سوريا جاء بالوقت المناسب بالنسبة للوكالة ولللاجئين الفلسطينيين.
واعربت موغريني عن تطلع الاتحاد للعمل مع دولة الكويت باعتبارها شريكا وصديقا في منطقة الخليج مشيرة الى ان الاتحاد كثف علاقاته مع دولة الكويت على مدى السنوات الماضية وسيستمر بذلك هذا العام. وقالت رئيسة بعثة وكالة الامم المتحدة للهجرة في الكويت ايمان عريقات أمس ان استضافة دولة الكويت للمؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق يؤكد موقعها الانساني ودورها في مساعدة الشعوب العربية. واضافت عريقات في تصريح لـ»كونا» ان مبادرة الكويت واستضافتها لهذا المؤتمر أمس وحتى الـ14 من فبراير الحالي تؤكد «تسيدها لمشهد العمل الانساني بجدارة» من خلال مبادرات سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد في الدعوة لهذا المؤتمر.
وأوضحت ان البعثة الاممية المشاركة في المؤتمر والمعرض المصاحب له ستقدم عرضا لانجازاتها وجهودها ازاء مساندة النازحين العراقيين جراء خروجهم من مناطقهم نتيجة الحرب على ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية «داعش».
واشارت عريقات الى ان العراق يواجه منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات عملية نزوح واسعة للسكان بمناطق الشمال بلغ عددهم ما يقارب خمس ملايين نسمة بسبب تلك الحرب الامر الذي نتج عنه عملية ضغط على المناطق التي تم النزوح اليها ولاسيما على بنيتها التحتية.
واكدت مساعي الامم المتحدة الى اعادة جميع النازحين الى مدنهم ومناطقهم على شكل مراحل» مما يتطلب إعادة تأهيل تلك المناطق لتصبح صالحة للسكن مشيرة الى الخدمات التي تحتاجها تلك المناطق مثل الخدمات التعليمية والصحية والبنية التحتية.
وبينت عريقات ان المساعدات التي تقدمت بها دولة الكويت ودول اخرى للنازحين العراقيين ساهمت بصورة كبيرة بتمكين البعثة الاممية من القيام بدورها ازاء النازحين مما سهل مهامها في حصول النازحين على الخدمات المتنوعة التي يحتاجونها.
وحول مؤتمر الكويت الدولي لاعادة اعمار العراق اشادت عريقات بحجم المشاركة الكبيرة في هذا المؤتمر من مختلف الدول والمنظمات الاقليمية والدولية معتبرا ان حجم المشاركة يعكس اهمية المؤتمر والحرص على العمل من اجل تحقيق أهدافه. وشددت على ان تحقيق اهداف المؤتمر تتجسد في تقديم المساعدات الى الشعب العراقي وتشجيع عملية الاستثمار من اجل إعادة اعمار العراق.
واعربت عريقات عن املها بأن يخرج المؤتمر ب»نتائج إيجابية تصب في صالح العراق وتضعه في عجلة التطور والتقدم من اجل تحقيق الامن والاستقرار فيه».
ولفتت الى اهمية وجود الجوانب الانسانية في عملية اعادة اعمار العراق «التي لا يمكن اغفالها» موضحة ان عملية إعادة اعمار العراق لا يمكن ان تتم دون ان ينعكس ذلك على البعد الإنساني خاصة على النازحين منهم.
وأكد مسؤولون اوروبيون أمس أهمية البعد الانساني في دعم عمليات اعادة اعمار العراق اذ يجب ان يكون ضمن الاولويات نتيجة ما يعانيه النازحون العراقيون من الحرب ضد ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية «داعش».
جاء ذلك في جلسة بعنوان «البعد الانساني في اعادة الاعمار» في اطار جلسات اجتماع «الخبراء رفيعي المستوى لبرنامج جمهورية العراق لاعادة الاعمار ودور المؤسسات التمويلية» استعرض فيها مسؤولون اوروبييون متخصصون في مجال العمل الانساني عددا من جوانب المساعدات الانسانية للشعب العراقي. وشددوا على ان التحديات التي تواجه العراق ليست مقتصرة على اعادة البناء واعمار المناطق المتضررة من الحرب على الارهاب وانما تمتد الى مساعدة النازحين وايجاد حلول جذرية لهم اهمها توفير التعليم والصحة والسكن الملائم لهم.
وقال مفوض الاتحاد الاوروبي للمساعدات الانسانية خريستوس ستيليانيدس في مشاركة له في الجلسة ان الاتحاد يعمل على مساعدة الشعب العراقي بكل السبل الممكنة مضيفا ان مساعدات الاتحاد الاوروبي يمكن ان تنجح بشكل فعال عن طريق العمل المشترك لتجاوز التحديات الحالية.