
نيويورك – كونا: عقد مجلس الامن الدولي أمس الأول جلسة طارئة علنية دعت لها دولة الكويت لبحث التداعيات في قطاع غزة وذلك على خلفية مقتل 17 فلسطينيا واصابة اكثر من 1400 برصاص الجيش الاسرائيلي اثناء مظاهرة سلمية شارك فيها الالاف لإحياء يوم الارض للمطالبة بعودة اللاجئين الى اراضيهم المحتلة.
ودانت دولة الكويت بأشد العبارات الممارسات الاسرائيلية التي جرت اثر احداث يوم أمس الأول واسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 15 فلسطينيا مع وجود أكثر من 1400 مصاب أو جريح.
وقال مندوب الكويت الدائم لدى الامم المتحدة السفير منصور العتيبي "يجب ان نكون واضحين ما جرى اليوم هو تعبير بتظاهر سلمي عن حقوق مشروعة قام به شعب اعزل وقوبل باستهداف مباشر للمدنيين في انتهاك سافر للقانون الدولي لحقوق الانسان ويجب محاسبة مرتكبي هذه الجريمة".
واضاف "لا يمكن للشعب الفلسطيني ان يبقى استثناء للالتزامات الدولية والالتزامات بموجب القانون الدولي بما في ذلك الالتزام بحماية المدنيين من الفظائع والمخالفات الجسيمة وعلى اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال تنفيذ التزاماتها وفقا لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 الخاصة بحماية المدنيين".
وتابع العتيبي قائلا "نؤيد بشدة توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني في الارض المحتلة للتصدي لممارسات وسياسات سلطة الاحتلال الاسرائيلي القمعية".
واكد ان "هناك اهمية كبيرة لعدم فصل ما جرى اليوم عن السياق العام فغزة ما زالت محاصرة منذ اكثر من 10 سنوات وقد اكدت العديد من التقارير الدولية سوء وتدهور الاوضاع الانسانية في قطاع غزة وبعض ممن شاركوا اليوم هم لاجئون تأثروا بخفض مساهمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "اونروا" ما جرى اليوم هو نتيجة لاستمرار احتلال لأكثر من 50 عاما".
وقال "لذلك سنقوم كخطوة اولية بتوزيع بيان صحفي لكي يتم النظر فيه واعتماده من مجلس الامن وبالفعل كما قال وكيل الامين العام فان هذه الاحداث هي تذكير مؤلم بالحاجة الى تحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الاوسط".
واوضح العتيبي قائلا "قبل اربعة ايام كنا استمعنا في مجلس الامن الى احاطة من منسق عملية السلام في الشرق الاوسط حول حالة تنفيذ القرار 2334 والتي تطرق فيها الى المظاهرة التي جرت اليوم في غزة وكما تعودنا في مثل تلك المناسبات التي يخرج فيها الشعب الفلسطيني الاعزل وبشكل سلمي للتأكيد على حقوقه في دولته المستقلة نرى سياسة البطش والقمع الاسرائيلية حاضرة".
واضاف "لقد خرج اليوم عشرات الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة في مظاهرة سلمية كما جرت العادة في 30 مارس من كل عام لإحياء ذكرى يوم الارض للتعبير عن تمسكه بأرضه وهويته الوطنية والتأكيد على حقوقه السياسية المشروعة غير قابلة للتصرف".
وبين ان هذه الحقوق اكدت عليها المعاهدات والقوانين والاعراف الدولية في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من خمسين عاما واستمرار توسع الانشطة الاستيطانية الاسرائيلية غير القانونية وغير الشرعية للأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك في القدس في انتهاك صريح لقرارات مجلس الامن ذات الصلة والقرار رقم 2334. وفي ختام كلمته جدد العتيبي تأكيد دولة الكويت على ضرورة إلزام اسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال على احترام وتنفيذ قرارات مجلس الامن ذات الصلة كما اكد ان السلام العادل والشامل هو خيار استراتيجي وشرط تحقيقه هو انهاء الاحتلال الاسرائيلي لكامل الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف.
وقال ان من هذه الحقوق حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية.
وعقب الجلسة اعرب كل من السفير الفلسطيني رياض منصور وسفير الجامعة العربية ماجد عبدالعزيز لدى الامم المتحدة في تصريحات صحفية عن شكرهما لدولة الكويت وللسفير العتيبي على سرعة الاستجابة والجهود التي قام بها في مجلس الامن والدعوة لعقد جلسة طارئة لمناقشة التداعيات في غزة مثمنين الدعم الكويتي الكبير ووقوفها الدائم تجاه الحق الفلسطيني.
وكانت دولة الكويت أكدت في وقت سابق يوم أمس الأول أن الترهيب والإستخدام المفرط للقوة لن يؤدي إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال.
جاء ذلك في تصريح خاص لـ"كونا" أدلى به مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي تعليقا على التطورات في قطاع غزة.
وأوضح السفير العتيبي أن دولة الكويت طلبت عقد جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي لمناقشة التطورات في غزة وذلك على خلفية استشهاد 15 فلسطينيا وإصابة أكثر من 1400 آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء مظاهرة سلمية شارك فيها الالاف لإحياء ذكرى "يوم الأرض".
وقال ان دولة الكويت قدمت هذا الطلب لكي يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته ويحمل السلطة القائمة بالإحتلال وهي السلطة الإسرائيلية المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية عن مقتل وإصابة عدد من المتظاهرين الفلسطينيين وللتأكيد على أن الترهيب والإستخدام المفرط للقوة لن يؤدي إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال. وأضاف السفير العتيبي "أننا ندين ونستنكر بأشد العبارات هذه الأعمال الإجرامية المخالفة لقرارات الشرعية الدولية وللقانون الإنساني الدولي من قبل السلطة القائمة بالإحتلال بحق مدنيين أبرياء كانوا يتظاهرون بشكل سلمي". وذكر أن عدم التزام إسرائيل بمسؤولياتها الدولية بوصفها قوة قائمة بالاحتلال بموجب اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 وعدم التزامها بقرارات الأمم المتحدة ينم عن عدم اكتراث بما يقرره المجتمع الدولي وهو السبب الرئيسي في تفاقم المآسي الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الأعزل وهو ما زاد من التوترات في المنطقة.
وشدد السفير العتيبي على ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
من جانب آخر اكد السفير العتيبي أن دولة الكويت وخلال عضويتها في مجلس الأمن لن تدخر جهدا في الدفاع عن القضايا العربية خاصة القضية الفلسطينية وأن الكويت تعهدت قبل أن تتسلم مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن مطلع هذا العام ببذل كل المساعي والجهود لدعم القضية الفلسطينية بإعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى فضلا عن كونها تمثل إحدى أعمدة سياسة الكويت الخارجية.