
عاشت الكويت أمس عرسها الديمقراطي إذ توجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع لاختيار 50 نائباً لتمثيلهم في مجلس الأمة 2020 بفصله التشريعي الـ16 ،من أصل 326 مرشحا.
وكانت مراكز الاقتراع قد فتحت أبوابها أمام الناخبين في الدوائر الـ 5 في تمام الساعة الثامنة صباحاً،في ظل إجراءات احترازية صحية لمواجهة فيروس «كورونا المستجد - كوفيد 19».
وشهدت مراكز الاقتراع اقبالاً كثيفا على التصويت في الفترة الصباحية ،والمسائية أيضا بالرغم من زخات المطر التي بللت طوابير المصوتين.
وتم تخصيص عدد من المدارس لاستقبال الناخبين المصابين بالفيروس ممن ينطبق عليهم العزل الصحي أما من ينطبق عليهم الحجر المنزلي فيصوتون في اللجان التابعين لها.
وقام سمو الشيخ صباح الخالد رئيس مجلس الوزراء بجولة تفقدية شملت عددا من مراكز.
وأعرب الخالد في تصريح صحفي أثناء جولته في مدرسة خباب بن الأرت الابتدائية بمنطقة الجابرية عن السعادة بما شاهده من ترتيبات وتجهيزات صحية تختلف عن الاعوام الـ60 السابقة وذلك في ظل الأزمة الصحية واشتراطاتها والاجراءات المطلوب اتباعها مشيدا بجهود وزارات الصحة والداخلية والعدل والاعلام.
وأضاف سموه «سعيد بالتقارير التي تصلني عن المشاركة في هذا الاستحقاق الدستوري واختيار من يمثل الشعب الكويتي في مجلس الأمة للعمل على استكمال مسيرة طويلة وبإذن الله نحتفل جميعا بانتهاء اليوم الانتخابي بمشاركة كبيرة عبر الالتزام بالاشتراطات الصحية».
وقال الخالد «نحن نرى الاقبال الكبير على الانتخابات ونرجو الالتزام بالاشتراطات الصحية أثناء الانتخاب والابتعاد عن مظاهر الاحتفال والتجمع بعد الإعلان عن النتائج» مشددا على ان «المكسب هو ان نظهر بلا خسائر من هذه الانتخابات ونحافظ على الصحة العامة في البلاد».
وأوضح سموه أن الاشتراطات الصحية فرضت اجراءات لا بد من الالتزام بها «وأرى ان الجميع حريص على هذه الاشتراطات الصحية لكن يجب أيضا التقيد بالاجراءات والارشادات الصحية أثناء وبعد العملية الانتخابية».
وأعرب سموه عن الثقة بحرص الناخبين والناخبات على الالتزام بالاشتراطات الصحية حتى بعد نهاية العملية الانتخابية وأن تتم مظاهر الاحتفال عبر الاتصال وليس التجمع سائلا الله العلي القدير ان يوفق الجميع لما فيه خدمة الكويت.
من جانبه أكد وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المستشار الدكتور فهد العفاسي أن عملية ادلاء الناخبين بأصواتهم في انتخابات مجلس الامة 2020 تسير بكل يسر ودون معوقات وذلك بفضل تضافر جهود جميع جهات الدولة.
وقال العفاسي لـ «كونا» عقب زيارته لمدرسة الرابية الثانوية -احدى المقار الانتخابية للدائرة الرابعة- إن جميع العاملين في وزارات العدل والداخلية والصحة وغيرها من الجهات يقومون بدور مهم في تسهيل العملية الانتخابية على المواطنين.
وذكر أن رؤساء وأعضاء اللجان الانتخابية من القضاة وأعضاء السلك القضائي المشرفين على الانتخابات «يقومون بجهود استثنائية ومقدرة» في هذه الانتخابات لانجاح العملية الانتخابية في ظل الاجراءات الصحية المتخذة بسبب انتشار جائحة «كورونا» مثمنا عملهم الوطني الكبير.
ونوه بالتفهم والتعاون الكبيرين من المواطنين في الالتزام بالاجراءات الصحية المتبعة في هذه الانتخابات التي تهدف للحفاظ على الصحة العامة للجميع مقدما شكره العميق للجميع على هذا التعاون المميز.
وأفاد العفاسي أن هذا الاقبال الكبير في الساعات الاولى من المواطنين للتصويت في الانتخابات بما فيهم من المصابين ب»كورونا» يؤكد وعي المواطن الكويتي بحقوقه الدستورية وتفاعله الايجابي مع القضايا العامة للوطن متمنيا التوفيق للجميع.
من جهته أكد وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح أهمية التزام جميع أطراف العملية الانتخابية بالإجراءات الاحترازية حفاظا على سلامتهم ولوصول العملية الانتخابية لأفضل النتائج المرجوة.
وقال الصباح لـ «كونا» عقب جولة له في لجنة مدرسة «ابن رشد» في منطقة الفيحاء المخصصة لمرضى كورونا المستجد «كوفيد 19» إنه قام بعدة جولات لمختلف المدارس مع كل من وزير الداخلية ووزير العدل وبعض قيادات وزارة الداخلية للاطمئنان على مدى الالتزام باتباع الإجراءات الصحية.
وذكر أنه لمس مدى تجاوب الجميع باتباع الإجراءات والإشتراطات الصحية على الرغم من أن بعض المدارس شهدت تزاحما في فترات محددة مشيرا إلى أن اللجان شهدت التباعد الجسدي والتزام الناخبين بارتداء الكمام.
وأضاف «نعيش اليوم في عرس ديموقراطي لذا نأمل من الجميع الالتزام والمحافظة على ارتداء الكمام والقفازات وتطهير الأيدي والتباعد الجسدي» معربا عن أمله بقيام المرشحين ممن يحالفهم النجاح بالتعبير عن فرحتهم أو شكر من لم يحالفهم الحظ بعدم التجمع نظرا للظروف الاستثانئية التي تمر بها البلاد.
وأشار إلى أنه في حال تم الالتزام بالاجراءات الصحية خلال سير العملية الانتخابية على مدار اليوم «فستمر هذه العملية بأفضل النتائج».
من جهته أكد وزير الدولة لشؤون البلدية وليد الجاسم أن الفرق الرقابية والتنفيذية في البلدية تواصل حملاتها لازالة الاعلانات المخالفة في جميع الدوائر لإنجاح العرس الديمقراطي الذي تشهده الكويت وإظهاره في أبهى صورة.
وقال الجاسم لـ «كونا» إن الكويت تشهد أجواء ديمقراطية يشارك فيها جميع أطياف المجتمع لاختيار ممثليهم داخل قبه «عبدالله السالم» وفق إجراءات احترازية وتنظيمية بمشاركة جميع الجهات الحكومية المعنية.
وأضاف أنه انطلاقا من حرص البلدية على ازالة أي مخالفات تصاحب الانتخابات فقد قامت الفرق الرقابية بإزالة جميع الاعلانات المخالفة فضلا عن توزيع الفرق الرقابية والتنفيذية في جميع الدوائر من خلال فريق يعمل على مدار الساعة.
وأوضح أنه لم يسمح للمرشحين وضع إعلاناتهم الانتخابية في أي مكان عام وذلك لارتباط الإعلان بالمقر قانونا خصوصا أن إقامة التجمعات غير مسموح بها في ظل الظروف الحالية المرتبطة بجائحة «كورونا».
ولفت الى وجود تنسيق متواصل مع كل وزارات ومؤسسات الدولة للتعامل مع أي مخالفات وإزالة أي عوائق تعطل العملية الانتخابية معربا عن سعادته بمشاركة الناخبين بهذه الاجواء الديموقراطية «إذ تسير العملية الانتخابية وفق تنظيم مميز».
وأفاد الجاسم أن هذه الانتخابات جاءت وسط ظروف استثنائية تتطلب اتخاذ كل الاشتراطات الصحية والوقائية من فيروس «كورونا» لذا تحرص البلدية وكل مؤسسات الدولة على تطبيق الاشتراطات الصحية للحد من انتشار الفيروس.
وأشار الى أن الفرق الرقابية في البلدية قامت بالتأكد من نظافة المدارس والشوارع المؤدية لها والساحات ووجود المعقمات والوسائل الوقائية أثناء عملية الاقتراع داعيا الجميع الى ضرورة الالتزام بالاشتراطات الصحية بما يحقق الاهداف المرجوة.
من ناحيته قال رئيس لجنة الاشتراطات الصحية بمجلس الوزراء المدير العام لبلدية الكويت أحمد المنفوحي إن الأجهزة الحكومية تعمل منذ شهر للاعداد لهذا العرس الديموقراطي وهناك جهات عالمية تراقب لذا حرصت الأجهزة الحكومية على أن يظهر بالشكل الذي يليق باسم الكويت.
وأضاف المنفوحي لـ«كونا» خلال تواجده في لجنة «مدرسة معن بن زائدة» بضاحية عبدالله السالم بالدائرة الثانية «نحن أمام استحقاقات قانونية ودستورية واشتراطات صحية تحتاج إلى جهد كبير تقوم به الجهات الحكومية في سبيل تطبيق القانون والدستور الذي كفل التصويت والاشتراطات الواجب اتباعها».
وأكد حرص سمو رئيس مجلس الوزراء منذ الصباح على القيام بجولة والتأكد من سير العملية الانتخابية بشكل سلس لافتا إلى أن كل الأجهزة الحكومية تعمل على إنجاح العرس الانتخابي.
وذكر «نحن في لجنة الاشتراطات سعداء بنزول ارقام الاصابة بفيروس كورونا المستجد وذلك إن دل فإنما يدل على التزام المواطنين والمقيمين وأصحاب المجمعات والرحلات بالاشتراطات الصحية».
وأوضح أن وزارة الصحة وضعت بعض الاشتراطات التي رفعتها لمجلس الوزراء وصدر فيها قرار حول الية التصويت لافتا إلى حرص وزارة الداخلية على تخصيص مدارس للمصابين ضمن اشتراطات محددة لضمان السلامة وإتاحة الفرصة للادلاء بأصواتهم.
وذكر أن كل قرارات مجلس الوزراء مبنية على رأي المنظومة الصحية لذا ما نراه اليوم من اجراءات جميعها أتت من وزارة الصحة وتطبيقها لضمان سلامة المواطنين.
وأعرب المنفوحي عن سعادته بحجم الاقبال مشيدا بالتزام الجميع بالاشتراطات الصحية والجهود الجبارة التي يقوم بها رجال وزارة الداخلية لضمان تطبيق الاشتراطات.