
جدد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم تأكيده على أهمية الاجتماعات والتنسيق المستمر بين كل الكيانات المؤسسية في الوطن العربي لاسيما الشعبية والأهلية منها، مبينا أن ذلك هو السبيل لتحقيق التواصل والتفاعل والتضامن بين الدول العربية.
ودعا الغانم الى ترتيب الأولويات، والتحرك وفق آلية تنسيق عالية، وتوحيد الخطاب قدر الإمكان، لافتا الى أن هذا لا يأتي إلا بالتشاور المستمر، والتحاور الدائم، وفتح باب النقاش والعصف الذهني بشكل متواصل.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس الغانم أمام المؤتمر الرابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية المنعقد حاليا في العاصمة المصرية القاهرة تحت عنوان "رؤية برلمانية لتحقيق الأمن والاستقرار والنهوض بالواقع العربي الراهن".
وفي مستهل كلمته أعرب الغانم عن شكره الجزيل للبرلمان العربي ، رئيسا وأعضاء على الدعوة الكريمة لعقد الاجتماع الرابع المشترك بين البرلمان العربي ورؤساء البرلمانات العربية، مضيفا "نحن في وقت أحوج ما نكون فيه، إلى تفعيل كل أشكال التنسيق والتعاون والتشاور حول القضايا الكثيرة الملحة التي تشغل الأمة".
وقال الغانم "عندما قرأت مشروع وثيقة مؤتمرنا هذا ببنوده الاثنتي عشرة، تبادر الى ذهني نفس الهاجس الذي يتردد عليّ كلما قرأت مشاريع الوثائق العربية، والمتعلق بحجم القضايا المركزية الملحة التي تعاني منها أمتنا العربية، والتي تتراوح بين ملفاتها القديمة المزمنة كالقضية الفلسطينية، وبين الأزمات السياسية المستجدة التي ما إن نغلق ملفا فيها، حتي يستجد ملف آخر، في حلقة مفرغة من المعاناة المستمرة".
وأضاف الغانم "عندما أنظر الى العناوين العريضة للأزمات السياسية والصراعات المستجدة التي وردت في مشروع الوثيقة، والواجب التعاطي معها كـ " الأزمات اليمنية والليبية والصومالية والسورية واللبنانية و السودانية "، أشعر بحزن شديد وقلق متعاظم".
واستطرد الغانم قائلا "أشعر بحزن شديد وقلق متعاظم ليس لكثرة تلك الأزمات، فهذا أمر وللأسف إعتدنا عليه، بل بسبب الحقيقة التي تمثل أمامي وأنا أرى عناوين تلك الأزمات، وهي إننا طالما فشلنا في إشاعة الاستقرار في دولنا العربية، وأضع ألف خط تحت كلمة" الاستقرار "، فإن الحديث عن باقي الملفات الواردة في الوثيقة والتي هي غاية في الأهمية، يصبح نوعا من الترف".
وأوضح الغانم "أعرف ان تلك المعادلة ملتبسة وحمالة أوجه، لكن فعلاً كيف يمكن تفعيل ملف تمكين المرأة العربية في ظروف الإحتراب ؟، وكيف يمكن أن ننجح في تثوير ملف الشباب العربي في أزمنة التصارع العسكري الأهلي ؟، وكيف يمكن أن نتحدث عن ملف الديمقراطية وحقوق الانسان، ولسان حال الكثير من البقاع العربية للأسف أن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ؟".
وأشار الغانم "هكذا تنسى الملفات المهمة ويتم إهمالها، لأن لسان حال الكثير اننا لا نملك ترف التعاطي معها في ظل إنعدام الإستقرار والأمن والطمأنينة المجتمعية في الكثير من دولنا للاسف، وهذه مفارقة محزنة جداً".
وأكد الغانم "إجتماعاتنا العربية مهمة، وتنسيقنا المستمر بين كل الكيانات المؤسسية العربية، وخاصة الشعبية والأهلية منها، مهم، لأن البديل هو أن نعيش وكأننا في جزر معزولة، ويصبح الوطن العربي بمثابة أرخبيل من الأقطار التي تفتقد الى الحد الأدنى من التواصل والتفاعل والتضامن، وهذه صيغة غير قابلة للتطبيق لأسباب استراتيجية واقتصادية وثقافية، ولأسباب تتعلق بمنطق العالم الحديث".
وذكر الغانم "إن خللاً ما، يحدث في دولة عربية ما، مهما كان بعدها الجغرافي، هو مؤثر على دولة أخرى بالتبعية، إن لم يكن اليوم، فبعد حين، فهذا هو منطق عالمنا الراهن، وعليه فإنني أؤكد على إن ما تضمنته الوثيقة من ملفات هي مهمة جدا، ولكن التنسيق بشأنها أكثر أهمية"
وقال الغانم "علينا أن نرتب الأولويات، ونتحرك وفق آلية تنسيق عالية، وأن يكون خطابنا موحداً قدر الإمكان، وهذا لا يأتي إلا بالتشاور المستمر، والتحاور الدائم، وفتح باب النقاش والعصف الذهني بشكل متواصل".
كما توجه الغانم مرة أخرى بالشكر الجزيل لجامعة الدول العربية والبرلمان العربي على استمرار عقد هذا الاجتماع المشترك، آملا ان تستمر مثل هذه الاجتماعات سواء على مستوى رؤساء البرلمانات، أو حتى على مستوى ورش العمل وجلسات النقاش ذات الطابع التقني والتفصيلي والعملي والفني".
وأعلن الغانم مجددا استعداد البرلمان الكويتي الدائم لإحتضان أي نشاط مشترك على مستوى البرلمانيين أو الأمانات العامة للبرلمانات، لبحث مختلف الملفات التي تهم كافة الدول العربية.
من جهته أكد رئيس الاتحاد الكشفي للبرلمانيين العرب النائب الدكتور عبد الله الطريجي ثبات الموقف الكويتي ورسوخه تجاه القضايا العربية خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، معربا عن فخره بنشاط البرلمان الكويتي وحضوره القوي في مختلف المحافل البرلمانية العربية والدولية.
وقال الطريجي في تصريح صحفي عقب اختتام أعمال المؤتمر الـ 32 للاتحاد البرلماني العربي الذي عقد على مدى يومين في العاصمة المصرية القاهرة، ان سمو أمير البلاد الشيخ نواف الاحمد والقيادة السياسية والبرلمان الكويتي متفقون على جميع القضايا العربية لذلك فإن الموقف ثابت في كل المؤتمرات واللقاءات.
وأضاف الطريجي "إن مشاركات الشعبة البرلمانية الكويتية تعكس هذا الدعم والثبات في المواقف تجاه مختلف القضايا العربية".
وأثنى الطريجي على الدور المؤثر الذي يقوم به رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم قائلا "نحن فخورون بأنه يوجد لدينا رئيس مجلس أمة متفهم وواع ومدرك للقضايا العربية الحساسة، ولذلك نجد النشاط الكويتي حاضرا بقوة في مختلف المحافل البرلمانية العربية والدولية".
وأشاد الطريجي بالأمانة العامة لمجلس الأمة وما تقوم به من جهود تحضيرية وتنظيمية متميزة، مشيرا إلى مايقوم به موظفي الشعبة البرلمانية من دور في التنسيق والإعداد والمتابعة لجميع الفعاليات التي تشارك فيها الشعبة.
وثمن الطريجي مخرجات المؤتمر الذي يحضره بصفة مراقب وممثل عن الجمعية العمومية للاتحاد الكشفي للبرلمانيين العرب، مبينا أن المؤتمر كان ناجحا ومتميزا وصدرت قرارته كلها بالإجماع وتمثل ماتهدف اليه الشعوب حول التضامن العربي.
وذكر الطريجي "سنخرج كاتحاد كشفي للبرلمانيين العرب بتقرير نرفعه للجمعية العمومية عن نجاح المؤتمر".
بدوره أكد أمين صندوق الشعبة البرلمانية النائب سلمان الحليلة وعضو الشعبة النائب مساعد العارضي على أهمية عقد المؤتمرات العربية في تسليط الضوء على القضايا العربية ومناقشتها وبحث سبل حلها من أجل تحقيق مصالح الشعوب.
جاء ذلك خلال مشاركة وفد الشعبة البرلمانية برئاسة رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم في أعمال المؤتمر الـ 32 للاتحاد البرلماني العربي المنعقد حاليا في العاصمة المصرية القاهرة.
وقال الحليلة في تصريح صحفي إن إقامة المؤتمرات العربية أمر في غاية الأهمية لاسيما في تناول وبحث القضايا المشتركة وتحقيق مصالح الشعوب، مؤكدا الحاجة الماسة لمثل هذه الاجتماعات لمواجهات التحديات التي تمر بها الدول العربية.
وأشاد الحليلة بكلمة الرئيس الغانم أمام المؤتمر والتي جسدت استمرار جهود الدبلوماسية البرلمانية الكويتية في توحيد الصف العربي، وتنسيق المواقف في البرلمانات الدولية تجاه القضايا العربية.
واعتبر الحليلة أن تناول الكلمة لمقومات التواد والتراحم والتعاطف بين العرب، فضلا عن تبوؤ القضية الفلسطينية كعادتها جزءا رئيسيا من الكلمة، يعكسان بصدق وإخلاص التوجهات الكويتية الرسمية بشأن المحيط العربي والقضية الفلسطينية.
من جانبه شدد العارضي في تصريح مماثل على أهمية عقد الاجتماعات والمؤتمرات للبرلمانات العربية من أجل بحث ومناقشة القضايا العربية وإيجاد الحلول المناسبة لها.
وذكر العارضي أن اجتماعات اللجان الدائمة والفرعية في المؤتمرات العربية تسهم في تسليط الضوء على أبرز القضايا التي تهم دول المنطقة، مبينا أن ذلك يساعد في تقريب وجهات النظر وتوحيد الجهود والمواقف تجاهها.
وأشاد العارضي بتفاعل وفود البرلمانات المشاركة في المؤتمر الـ 32 للاتحاد البرلماني العربي، معربا عن أمله بالخروج بنتائج إيجابية تحقق الأهداف المرجوة من عقد المؤتمر للوصول إلى التضامن العربي.