
ودعت الكويت أمس فقيدها الكبير الرمز الوطني الدكتور أحمد الخطيب، الذي توفي مساء أمس بعد رحلة عطاء طويلة.
وجرت مراسم التشييع وسط حضور رسمي وشعبي كبير، بمشاركة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم وسمو الشيخ ناصر المحمد ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله، ونواب حاليين وسابقين، وعدد كبير من القيادات والمسؤولين.
ونعى عدد من الشخصيات السياسية الراحل الكبير الدكتور أحمد الخطيب ، مستذكرين مناقب الفقيد ومآثره ، حيث كان رحمه الله واحدا من الرجال المخلصين لوطنهم .
في هذا الإطار وأكد سمو الشيخ ناصر المحمد أن الكويت فقدت بوفاة الرمز الوطني أحمد الخطيب أحد أبنائها الوطنيين.
وقال إن «الفقيد كان مخلصاً لوطنه، والكويت فقدت أحد الأبناء المخلصين لترابها».
بدوره قال رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أول أمس إن الدكتور أحمد الخطيب رحمه الله كان مدرسة استثنائية في العمل الوطني سواء من خلال عمله البرلماني منذ المجلس التأسيسي أو من خلال عمله السياسي والاجتماعي طوال 70 عاما.
وأضاف الغانم في سلسلة تغريدات عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» «وترجل الفارس الوطني عن صهوة جواده رحم الله فقيد الكويت الرمز الوطني الكبير العم الدكتور أحمد الخطيب ونعزي الشعب الكويتي وذوي الفقيد برحيل هذا العملاق الذي سطر طوال حياته مسيرة نيرة من العمل الوطني المخلص».
ودعا المولى عز وجل أن يرحم الدكتور الخطيب بواسع رحمته وأن يكتب له جنة الفردوس وأن يلهم ذويه والشعب الكويتي جميل الصبر والسلوان.
من جهته أعلن النائب النائب د. عبد الله الطريجي عن تقدمه باقتراح برغبة بإطلاق اسم المرحوم د. أحمد الخطيب على أحد الشوارع أو المرافق المهمة بدولة الكويت، جاء في مقدمته ما يلي:
نظراً للدور الكبير الذي قام به المرحوم الدكتور أحمد محمد الخطيب وتفانيه في خدمة الكويت والعمل على رفعة شأنها حيث إنه يعتبر واحدا من رجالات الكويت الذين تركوا بأعمالهم وإنجازاتهم بصمات وعلامات منيرة في تاريخ الكويت خصوصا في الدفاع عن الحريات العامة والمحافظة على المكتسبات الدستورية، فهو وبكل تأكيد يستحق تخليداً وتقديراً لوطنيته أن يطلق اسمه على أحد شوارع الكويت الرئيسة، لذا فإنني أتقدم بالاقتراح برغبة التالي:
إطلاق اسم المرحوم د. أحمد الخطيب على أحد الشوارع أو المرافق المهمة بالدولة.
على صعيد متصل أبن نواب في مجلس الأمة النائب الأسبق د. أحمد الخطيب مثمنين مسيرته الوطنية الكبيرة بدءا من مشاركته في كتابة الدستور الكويتي وتقلده منصب نائب رئيس المجلس التأسيسي.
واستذكر النواب في تغريدات على حساباتهم الشخصية عبر موقع «تويتر» العطاء الكبير للفقيد وتأثيره في الحياة السياسية بالكويت، مؤكدين أن الكويت فقدت برحيله رمزا وطنيا كبيرا.
ورأى النائب د. بدر الملا أن الدروس الوطنية والأخلاقية التي قدمها الدكتور أحمد الخطيب في ثبات الموقف الوطني ونظافة اليد ستبقى عالقة في أذهان أهل الكويت وكسب احترام خصومه قبل أصدقائه، مضيفا « رحل الفارس أحمد الخطيب بعدما أدى أمانته وستبقى ذكراه في قلوبنا».
وأكد الملا أن « الراحل رجل المواقف الثابتة»، معتبراً أن خسارة الكويت اليوم جسيمة بفقدانه.
وبين النائب شعيب المويزري أن الراحل ترك سيرةً عطرة وذكرى طيبة بروح نقية اليوم، معددا صفاته من التواضع والهدوء والحكمة في مواجهة صعوبة الأوضاع والظروف.
وأضاف إن « الراحل حمل الأمانة بإخلاص للكويت التي سكنت جوفه وملأت فؤاده».
وقال النائب د. عبدالكريم الكندري « رحم الله الرمز الوطني الكبير د. أحمد الخطيب والذي كان من أول المدافعين عن استقالتنا من مجلس 2013 اعتراضاً على شطب استجوابنا لرئيس الحكومة السابق».
من جهته أكد النائب د. عبيد الوسمي أن الكويت فقدت رمزاً من رموزها السياسية والتاريخية الذي تولى منصب نائب رئيس المجلس التأسيسي.
واعتبر النائب د. حمد المطر أنه برحيل د. أحمد الخطيب فقدت الكويت رمزاً من رموزها وعلماً من أعلامها ورجلاً كانت له وقفات وطنية يشهد لها وبها الجميع.
بدوره أكد النائب أسامة الشاهين أن الشعب والدستور والديمقراطية، فقدوا برحيل الخطيب مدافعًا مخلصًا وصلبًا ، فيما أعرب النائب د. محمد الحويلة عن بالغ الأسى لوفاة د. الخطيب قائلا «رحل اليوم جزء من تاريخ الكويت، رحل وترك خلفه بصمات ثابتة في العمل الوطني والسياسي والبرلماني».
من جهته قال النائب د. حسن جوهر «أسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان».
واعتبر النائب خالد العتيبي أنه برحيل د. أحمد الخطيب خسرت الكويت أحد عظماء رجالاتها الأوائل بالمجلس التأسيسي وواحد ممن ساهموا في صياغة دستور 62.
وأضاف «كان مدرسة وطنية وقامة عالية بحسن الخلق والحكمة وصبره اللامتناهي ، فقد خدم الكويت في المواقع كافة وجسد الوطنية الحقة بأدائه داخل المجلس وخارجه».
وشدد النائب ثامر السويط على أن « الشعب الكويتي والأمة العربية فقدوا بوفاة الدكتور أحمد الخطيب الرمز السياسي الوطني والعربي الذي تعلمنا من مسيرته الثبات والصلابة وحب الوطن والإيمان بقوته وحقه في العدالة والمساواة»، مضيفا انه «يبقى إرث الراحل منارة تهتدي بها الأجيال وتتعلم منها».
من جانبه قال النائب حمدان العازمي إن الراحل لا يختلف اثنان على إخلاصه وحبه لهذا الوطن، حيث عمل على إعلاء شأنه حتى رحل تاركا بصمات ثابتة في العمل الوطني والسياسي.
وأكد النائب مهلهل المضف أن الراحل يمثل رمزا للديمقراطية، حيث كان الطبيب الإنسان الباقي بإنجازاته وفضله الكبير والفعال في الحياة السياسية والديمقراطية، مضيفا «سنستمر على نهجك ونهج المؤسسين بتحقيق كل طموحات الشعب».
واعتبر النائب عبدالله المضف أن العمل الوطني فقد رائداً من رواده، الديمقراطية فقدت سياسياً فريداً أرسى دعائمها وفقد الدستور آخر المؤسسين الذين صاغوا مقاصده قبل مواده .
من جانبه أوضح النائب أسامة المناور أن الفقيد لم يكن على هامش الأحداث وإنما فاعل ومؤثر وصانع لها، فيما بين النائب أحمد الحمد أنه برحيل الخطيب «ترجل فارس من فرسان ديمقراطية الكويت وأحد كتبة الدستور تاركا خلفه إرثا ثريا للأجيال القادمة».
وأكد النائب مبارك الحجرف أن الكويت فقدت قامة وطنية مخلصة لم تتوان لحظة في الدفاع عن الدستور والحق بالثبات الصادق وهو مبدأ كل مخلص، مضيفا «نسأل الله أن يرحمه ببالغ رحمته وأن يرزق الكويت أمثاله من الصادقين».
من جانبه أعرب النائب د. أحمد مطيع عن خالص العزاء وصادق المواساة في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الرمز الوطني الكبير وأحد مؤسسي دستور 1962، فيما قال النائب الصيفي الصيفي «رحم الله الرمز الوطني د. أحمد الخطيب».
وبين النائب فارس العتيبي ان الراحل كان أحد صناع الدستور، ومدرسة وطنية وتاريخ يسطر لأجيال الكويت، ورمزا للنضال ومحاربة الفساد.
الجدير بالذكر أن خاض الانتخابات البرلمانية 7 مرات بالإضافة لانتخابات المجلس التأسيسي، حيث نال عضوية المجلس التأسيسي عن الدائرة الثالثة «الشويخ» وجاء في الترتيب الأول، وفاز بعضوية المجلس في عام 1963 «الفصل التشريعي الأول» عن الدائرة الثامنة وجاء في الترتيب الأول، وفاز بعضوية المجلس في انتخابات مجلس الأمة 1971 «الفصل التشريعي الثالث» عن الدائرة الثامنة «حولي» حيث حل في الترتيب الأول.
فاز بعضوية مجلس الأمة في انتخابات 1975م «الفصل التشريعي الرابع» عن الدائرة الثامنة «حولي» وجاء في الترتيب الثالث، ثم فاز بعضوية مجلس الأمة في انتخابات 1985م «الفصل التشريعي السادس» عن الدائرة، حيث جاء في الترتيب الثاني، وفاز في انتخابات عام 1992م «الفصل التشريعي السابع» عن الدائرة التاسعة وجاء في الترتيب الثاني.
وتقلّد الفقيد خلال عضويته رئاسة لجنة الشؤون الصحية والاجتماعية في 9 أدوار انعقاد ومنصب مقرر اللجنة في دور انعقاد واحد، وعضوية اللجنة في 5 أدوار انعقاد، كما نال عضوية لجنة الشؤون الخارجية في 3 أدوار انعقاد وعضوية لجنة حقوق الانسان في 4 أدوار انعقاد وعضوية لجنة الجواب علي الخطاب الاميري في دور انعقاد واحد، كما تقلد عضوية لجنة الشؤون الثقافية والاجتماعية في المجلس التأسيسي.
وقدّم الفقيد طوال مسيرته البرلمانية 29 سؤالا و57 اقتراحا بقانون و24 اقتراحا برغبة تهتم بقضايا اجتماعية وسياسية، واقتصادية، ولم يقدم ولا استجواب.
قدّم الراحل خلال عضويته مع نواب، ومنفرداً، 57 اقتراحا بقانون، من أهمها علاوة اجتماعيه للمتقاعدين، قانون المطبوعات والنشر، انشاء مجلس الدولة، انشاء هيئه عامه للتدريب المهني.
وشملت الاقتراحات تحديد الأسعار، تأميم شركات النفط الأجنبية العاملة بالكويت، انشاء دائرة بالمحكمة الكلية لنظر المنازعات الإدارية، تحديد انتاج النفط في الكويت، انشاء المؤسسة العامة للإذاعة والتليفزيون، تسجيل وتسليم وثائق السكن للمواطنات الكويتيات المتزوجات من غير كويتيين واللواتي خصصت لهن مساكن حكومية، الاحتفاظ بالبدل النقدي للأوسمة والانواط العسكرية عند ترك الخدمة، حماية المستهلك، استملاك الدولة لبيوت السكن الخاص في فيلكا وقانون الانتخاب.
شارك الفقيد مع نواب في تقديم 24 اقتراحات برغبة ابرزها انشاء مقر لمنظمه العفو الدولية بالكويت، انضمام الكويت الي اتفاقيه انشاء المنظمة العالمية للملكية الفكرية الموقعة باستوكهولم في 14 يونية 1967م، صرف رواتب ومكافآت الاطباء والممرضين غير الكويتيين الذين عملوا في المستشفيات خلال فترة الاحتلال العراقي لدولة الكويت ، وقيام المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بإعداد دراسة كامله من بحوث ميدانيه وغيرها عن اوضاع الكويتيين الذين عملوا في البحر وغيره من القطاعات ولا يتمتعون بمعاشات تقاعديه تكفل لهم حياه كريمة او تصرف لهم معاشات زهيده.
وتخصيص جوائز ماليه للأندية الفائزة ببطولات الدوري العام لفرق الدرجة الاولي، الغاء قيود السفر المفروضة على مواطني الدول العربية الراغبين في دخول الكويت ومعاملتهم بالمثل، التعاقد مع الفنيين في وزاره الصحة العامة.
وولد الراحل الخطيب وهو الشقيق الأصغر لرائد الحركة المسرحية عقاب الخطيب في مدينة الكويت عام 1927 وهو أول دكتور حاصل على شهادة الطب البشري في تاريخ الكويت كما أنه أحد مؤسسي حركة القوميين العرب ورئيس لجنة أطباء أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم.
وبدأ الراحل حياته الدراسية في مدرسة المباركية ثم انتقل إلى مدرسة «العنجري» حيث تعلم فيها القرآن الكريم ومبادئ القراءة والحساب•ليلتحق بعدها بالمدرسة الأحمدية عام 1936 ثم بالمدرسة القبلية إلى أن عاد مرة أخرى إلى المدرسة المباركية عام 1938 حيث تركها قبل أن ينهي السنة الأولى من الثانوية وذلك للسفر إلى بيروت في عام 1942 لدراسة الطب في الجامعة الأمريكية هناك.
وتخرج الفقيد عام 1952 بتخصص طب عام وجراحة وعمل مباشرة في المستشفى الأميري لمدة عام ونصف ثم ذهب في دورة إلى لندن لمدة ستة أشهر لدراسة أمراض المناطق الحارة وعاد إلى الكويت عام 1954 وعمل بالمستشفى الأميري حتى عام 1957 حيث قدم استقالته وبدأ العمل في عيادته الخاصة.
أما عن حياته السياسية فقد بدأها الدكتور أحمد الخطيب رحمه الله في بيروت حيث شكل مع زملائه في الجامعة الأمريكية حركة القوميين العرب عام 1952.
وبعد نيل الكويت استقلالها عام 1961 قرر أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح أن يؤسس نظاما ديمقراطيا ووضع دستور دائم للبلاد يكون نابعا من الشعب فتقرر حينها عمل انتخابات لاختيار ممثلين من الشعب لصياغة الدستور.
وخاض الراحل الخطيب أول انتخابات للمجلس التأسيسي عن الدائرة الثالثة وحاز على المركز الأول بحصوله على 360 صوتا ليترشح لمنصب نائب رئيس المجلس التأسيسي عام 1963.
وشارك الراحل في انتخابات مجلس الأمة الكويتي في الأعوام 1965 و1967 و1971 و1975 و1981 و1985 و1992 وقرر بعدها اعتزال العمل البرلماني في عام 1996 لإعطاء فرصة للشباب في إكمال مسيرة البناء والإصلاح.وكانت آخر تغريدة للراحل الخطيب رحمه الله على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يوم 26 فبراير الماضي حيث كتب فيها «بمناسبة العيد الوطني والتحرير .. لنستذكر دور الشعب الكويتي وشهداء الكويت في الحفاظ والتمسك بهذا الوطن والدستور الذي التف عليه كل الشعب لعودة الشرعيه للكويت. كل عام والكويت بخير».