
أكد ووزير التعليم العالي ووزير المجالس النيابية والشؤون القانونية الأسبق بجمهورية مصر العربية د. مفيد شهاب أن الكويت بالنسبة له أكثر من أن تكون وطنه الثاني ، مشيرا إلى أنه قضى في الكويت 6 سنوات كانت أجمل أيام حياته .
جاء ذلك في محاضرة ألقاها بقاعة المؤتمرات بالجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا ، وحضرها رئيس مجلس أمناء الجامعة د. بركات الهديبان ورئيس الجامعة د. محمد ترو وعدد كبير من أساتذة الجامعة وطلبتها قال فيها إن العلاقات التي تربط الكويت ومصر أخوية وتاريخية، مبنية على المحبة والود والاحترام المتبادل، وهذه العلاقات لم تشبها شائبة إلى اليوم ولله الحمد.
وأضاف شهاب إن الكويت دولة جميلة تبني نفسها ، فهي تتقدم وتزدهر مع الاحتفاظ بطابعها العروبي ، منوها أنه عاش بها وشاهدها وهي تنمو وتزدهر وتتقدم ، منوها إلى أن الـ6 سنوات التي قضاها في الكويت لم يشعر أبدا بغربة ، بل شعرت دوما أنني بين أهلي .
وتابع : عملت مديرا لدائرة الصندوق العربي الذي يقدم قروضا للدول العربية ، مبينا أن الكويت بلاد تتمتع بحرية جميلة ، ومعارضة جميلة أيضا تبني ولا تهدم .
وأردف شهاب أنه كان أحد أفراد مجموعة الدفاع عن الكويت إبان الغزو الصدامي لها ، هذا العدوان الذي صدم العالم ، وجعلنا نتألم جميعا ، وجعلنا أيضا نتسآل كيف لدولة عربية منضمة لجامعة الدول العربية أن تغزو دولة أخرى ، وكان لزاما وقتها أن يدعو الرئيس الراحل حسني مبارك إلى انعقاد قمة عربية طارئة ، لاقت وقتها اعتراضا من بعض الدول إلا أننا استطعنا بمساندة السعودية والأشقاء الرافضين للغزو أن نخرج من هذه القمة بمشروع قانون يدين الغزو العراقي ، ونطالب فيه بالانسحاب الفوري من أرض الكويت.
وبين شهاب أنه وقتها كان المستشار القانوني للرئيس مبارك ، وانعقدت القمة في 10 أغسطس ، وخرجنا بقرار الإدانة ، موضحا أن القرار كان وقتها مهما جدا ، فمجلس الأمن الدولي قال وقتها إنه لا يستطيع إدانة العدوان إلا لو العرب أدانوه أولا ، وكان لا بد أن نساعد مجلس الأمن ، فوضعت مصر والسعودية وسوريا وبقية الأشقاء كل الجهود لتمرير القرار، الذي لاقى من بعض الدول العربية اعتراضا وقتها كما قلنا .
وأضاف شهاب أن التصويت على القرار جاء 12 موافقة مقابل 9 ، وقتها قالوا المعترضون على القرار أن القرار لا بد أن يخرج بالإجماع أي بموافقة جميع الدول ، وعندها جاء بي الرئيس مبارك لأشرح للمعترضين أن القرار صحيح مئة بالمئة .
وشرح د. شهاب ما جرى في قضية طابا المصرية ، وكيف كان الوفد المصري مصرا على إرجاع كل شبر من الأرض المصرية بسيناء ، مشيرا إلى أن ذلك تطلب جهدا كبيرا بذل بكل حب من أجل الوطن العزيز .
وعرج د. شهاب إلى أن بداية القصة كانت العدوان الغاشم على الأراضي المصرية ، واحتلال سيناء من قبل العدو الإسرائيلي ، فاليهود احتلوا فلسطين عام 1948 ، ثم ضربوا سيناء عام 1967 واحتلوها كاملة غدرا وعدوانا ، وقتها أراد الرئيس عبدالناصر أن يتنحى عن الحكم ، وأن يرجع إلى صفوف الشعب ، ولكن الشعب أراده أن يكمل المسيرة ، وجاء بعده الرئيس السادات ليحقق نصر أكتوبر المجيد ، وينتصر على اسرائيل ، ويجبرها على توقيع اتفاقية سلام ، في مقابل استرجاع الأرض كاملة على 3 مراحل ، إلا أن إسرائيل وقفت عند طابا المصرية ، ولم تنسحب منها ، بل ادعت أنها لها .
وأضاف شهاب أن طابا نقطة حدودية قريبة جدا من ميناء إيلات الإسرائيلي ، وهو في في الأصل منطقة تسمى أم الرشراش اغتصبتها إسرائيل من الأردن .
وأشار إلى أن الرئيس مبارك كلفه بملف طابا ونخبة من الأساتذة في كل المجالات ، فدرسنا الملف ، واقتنعنا أننا أصحاب حق ، وعلى الرغم من أننا أصحاب حق إلا أن لا بد وأن نعترف أن الإسرائيلي مفاوض ماهر ، فهو مراوغ وكاذب .
وقال شهاب انتهى الحال بنا إلا أن نقبل بمحكمة مكونة من 5 أفراد واحد مصري وآخر إسرائيلي ، وقاض نرويجي ، وقاض آخر فرنسي ، وثالث ألماني ، وبدأنا نعرض الملف على المحكمين ، وحكمت المحكمة لنا بتاريخ 29/ 9/ 1988 بأحقيتنا في أرض طابا بأغلبية 4 ضد 1 .
وشدد شهاب على أن الدروس المستفادة من قصة استرجاع أرض طابا أنه ما ضاع حق وراءه مطالب ، كذلك من الدروس المستفادة أنه ليس كافيا أن تكون صاحب حق ، لكن لا بد أن تكون كذلك قادرا على استرجاع هذا الحق ، كذلك لا بد أن تعتمد على الخبراء والمختصين كل في مجاله ، كذلك ضرورة العمل بروح الفريق الواحد .
وأخيرا نصح د. شهاب الشباب قائلا : حافظوا على بلدكم ، فالإنسان ليس له إلا وطنه ، وخدمة البلاد ليس شرطا أن تكون بحمل السلاح ، ولكن أيضا بالعمل بإخلاص كل في مجاله .