
الرياض –"كونا": قال ممثل سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد ،سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد أن المنطقة والعالم يمران بأوضاع غاية في الحساسية الأمر الذي يدعونا إلى أخذ الحيطة والحذر وإلى بذل مزيد من الجهود في تعزيز مسيرة عملنا الخليجي المشترك باعتبار أن مجلس التعاون يبقى أهم كيان إقليمي استطاع أن يحقق الكثير من المكتسبات لصالح دوله وشعوبه.
وأكد سموه خلال إلقاء كلمة الكويت في اجتماع الدورة الـ 43 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار دولنا باعتبار أن أمن دول المجلس كل لا يتجزأ،انطلاقا من حرص دول المجلس على صون أمن واستقرار المنطقة والعالم أجمع.
وشدد سموه على أهمية مد جسور التعاون والتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة والاتحادات الدولية المؤثرة للاستفادة من إمكانات تلك الدول وخبراتها الهائلة بما يعزز قدراتنا التنموية ويحفظ أوطاننا وشعوبنا ويجنبها ما نراه من توترات وقلاقل في منطقتنا.
وفيما يلي نص كلمة الكويت في اجتماع الدورة الـ 43 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية :" يطيب لي أن أنقل لكم تحيات أمير دولة الكويت حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه معربا عن الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الأخ العزيز الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة وإلى قيادة وحكومة المملكة للاعداد المميز لاجتماع الدورة الثالثة والأربعين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وعلى الجهود الكبيرة المقدرة خلال توليها رئاسة المجلس الأعلى في دورته السابقة.
كما نعرب عن تمنياتنا لجلالة السلطان الأخ العزيز هيثم بن طارق – سلطان سلطنة عمان الشقيقة رئيس الدورة الثالثة والأربعين للمجلس الأعلى بالتوفيق والسداد خلال ترؤسه لأعمال الدورة الحالية متطلعين إلى تحقيق مزيد من الإنجازات والمكتسبات لصالح دولنا وشعوبنا.
ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر لمعالي الدكتور نايف فلاح الحجرف – الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمناء المساعدين وإلى كافة العاملين في جهاز الأمانة العامة على جهودهم المخلصة في تنظيم أعمال دورتنا هذه.
أصحاب الجلالة والسمو:يأتي انعقاد اجتماعنا اليوم في ظل أوضاع غاية في الحساسية بالمنطقة والعالم.. الأمر الذي يدعونا إلى أخذ الحيطة والحذر وإلى بذل مزيد من الجهود في تعزيز مسيرة عملنا الخليجي المشترك باعتبار أن مجلس التعاون يبقى أهم كيان إقليمي استطاع أن يحقق الكثير من المكتسبات لصالح دوله وشعوبه وما انتظام آلية انعقاد القمم واللجان الوزارية الخليجية إلا رسالة عزم وإصرار على استمرار وتطوير عمل هذه المسيرة المباركة مجددين التأكيد على أن وجود هذا الكيان ضرورة ثابتة وبقاءه حقيقة راسخة.
أصحاب الجلالة والسمو:إن مسيرة عملنا الخليجي المشترك حافلة بالإنجازات الكبيرة التي ارتقت بهذا الكيان إلى مصاف الاتحادات الإقليمية الأكثر نجاحا وفعالية وقد استطعنا من خلاله تلبية العديد من آمال أبناء دول المجلس إلى الوصول للمواطنة الخليجية وتحقيق المنافع الاستراتيجية والاقتصادية لدول المجلس والتي هي مبعث تقدير وفخر وما زال أمامنا بذل مزيد من الجهود من أجل تحقيق الإنجازات التي تمكننا من مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتغيرة.
أصحاب الجلالة والسمو: من منطلق الحرص على ثوابت مجلس التعاون - كما ورد في النظام الأساسي له فإننا نؤكد حرصنا الدائم على كل ما من شأنه الحفاظ على أمن واستقرار دولنا باعتبار أن أمن دول المجلس كل لا يتجزأ.
وانطلاقا من حرص دول المجلس على صون أمن واستقرار المنطقة والعالم أجمع النابع من التزامنا بالثوابت الأساسية التي تحكمها العلاقات والمواثيق الدولية.. فإننا نؤكد أهمية مد جسور التعاون والتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة والاتحادات الدولية المؤثرة للاستفادة من إمكانات تلك الدول وخبراتها الهائلة بما يعزز قدراتنا التنموية ويحفظ أوطاننا وشعوبنا ويجنبها ما نراه من توترات وقلاقل في منطقتنا.
أصحاب الجلالة والسمو:وفي هذا المقام يسرنا أن نهنئ دولة قطر الشقيقة على نجاحها في استضافة بطولة كأس العالم "فيفا – قطر 2022" التي تميزت بالإبداع إعدادا وتنظيما أبهرا العالم كافة فخورين بما بذلته الجهات المعنية فيها تحت قيادة حضرة صاحب السمو الأخ العزيز الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة "حفظه الله ورعاه" راجين للأشقاء مزيدا من النجاح ودوام التميز.
وفي الختام،،،أدعو الله - العلي القدير - في هذه المناسبة أن يسدد إلى طريق الخير خطانا وأن يوفقنا جميعا لتعزيز مسيرة هذا الصرح الخليجي الشامخ الذي بني على أسس وحدة المصير والأهداف والمصالح والتاريخ المشترك عبر تعزيز التكامل والتنسيق في كافة المجالات بما يخدم أوطاننا ومجتمعاتنا ويعود بالنفع والخير على دولنا وشعوبنا.
ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أكرر الشكر لأخي العزيز خادم الحرمين الشريفين راجيا لاجتماعنا هذا التوفيق والنجاح.
وكان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان قد افتتح أعمال الدورة الـ43 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بكلمة قال فيها إن المجلس أقر في دورته الـ36 في عام 2015 رؤية خادم الحرمين الشريفين بشأن تعزيز العمل الخليجي المشترك.
وأوضح الأمير محمد بن سلمان أن هذه الرؤية أسهمت في تعزيز الدور الاستراتيجي لدول مجلس التعاون إقليميا وعالميا وتسريع وتيرة مسيرة المجلس في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والامنية والعسكرية والسياسية بما في ذلك تعيين القيادات العسكرية مثل القيادة العسكرية الموحدة والشرطة الخليجية في ضوء تطورات مهمة خلال السنوات السبع الماضية التي واكبت تنفيذ الرؤى التنموية الطموحة التي تتبناها دول مجلس التعاون وخطة التحول الاقتصادي.
وأضاف أن المملكة العربية السعودية تعتزم تقديم الرؤية الثانية لخادم الحرمين الشريفين بما يعكس تلك التطورات ويأخذ بعين الاعتبار المستجدات الجيوسياسية التي تأثرت بها المنطقة إضافة إلى الدروس المستفادة من التجارب لمواجهة جائحة فيروس "كورونا المستجد - كوفيد 19" والدور المتنامي لمنظومة مجلس التعاون في القضايا الإقليمية والدولية والنمو الاقتصادي المتسارع والتنمية الاجتماعية والثقافية التي تمر بها دولنا وما يتطلب كل ذلك من تطور مستمر وقدرات استراتيجية لدول مجلس التعاون في جميع المجالات.
وأعرب الأمير محمد بن سلمان عن الثقة بأن "التعاون الوثيق بين دولنا سيؤدي إلى سرعة تحقيق الاهداف المنشودة".
وقال إن الدول الخليجية "تؤكد ضرورة وجود حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفق القرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولة مستقلة على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية".
وأكد دعم السعودية "الكامل" للجهود الأممية الرامية للوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية تماشيا مع مبادرة المملكة بإنهاء هذه الأزمة وفق المرجعيات الثلاث.
وأضاف "كما تؤكد المملكة ضرورة التزام إيران بالمبادئ والمواثيق الدولية والوفاء بالتزاماتها النووية والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمحافظة على مبدأ حسن الجوار".
واستذكر ما قام به رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الراحل الشيخ خليفة بن زايد رحمه الله من أعمال جليلة لدولة الإمارات وجهود الخير في تعزيز مسيرة عمل المجلس سائلا المولى له الرحمة والمغفرة ولرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد التوفيق والسداد.
كما هنأ أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على "النجاح المميز" باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022.
ثم انطلقت بعد ذلك القمة الخليجية- الصينية إذ ألقى ممثل سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد ،سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد كلمة دولة الكويت في القمة الخليجية- الصينية المنعقدة في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية الشقيقة هذا نصها:يطيب لي بداية أن أنقل لكم تحيات أمير دولة الكويت حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح "حفظه الله ورعاه" وتمنيات سموه لكم بالتوفيق والنجاح معربا عن سعادتنا لمشاركة إخواننا أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في اجتماع القمة الخليجية – الصينية مع فخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة.
كما نعرب عن شكرنا وتقديرنا لخادم الحرمين الشريفين الأخ العزيز الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإلى قيادة وحكومة المملكة العربية السعودية الشقيقة لما لمسناه من حفاوة استقبال وكرم ضيافة وإعداد مميز لهذا الاجتماع الهام.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو:يأتي اجتماعنا اليوم استكمالا لما تم تحقيقه من خلال الحوار البناء مع جمهورية الصين الشعبية الصديقة والذي يعكس جليا مدى الاهتمام بتطوير وتعزيز وشائج العلاقات الصديقة التي تربطنا بها والحرص عليها.. سعيا لبلوغ أهدافنا ومصالحنا المشتركة وتطويرها في كافة المجالات وترجمة لطموحات وتوجيهات القيادات الحكيمة في دول مجلس التعاون وجمهورية الصين الشعبية الصديقة حيث رسخ الحوار مع جمهورية الصين منهجا أساسيا وركنا قويا في تعزيز العلاقات التاريخية التي تجمعنا والتي رسمت مستقبلا أكثر أمانا وإشراقا لشعوب دول الخليج العربية والصين مما يعد مؤشرا واضحا على العزم المشترك لمواصلة وتوسيع مجالات التعاون المشترك.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو:يعد الجانب الاقتصادي محورا أساسيا في تعزيز أواصر التعاون بين دول المجلس وجمهورية الصين ورافدا مهما لترسيخ مبدأ الشراكة الاقتصادية وتسعى دول المجلس إلى زيادة هذا التعاون وصولا إلى مستويات أرفع واستكشاف مجالات أوسع دعما للعلاقات المتينة بين الجانبين.
ومن الجدير الإشارة إلى مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون وجمهورية الصين والتي انطلقت في أبريل 2005 والإشادة بالجهود المبذولة من الفرق الفنية المشتركة للتوصل إلى الاتفاق النهائي بهذا الشأن.. الأمر الذي سينقل علاقتنا مع الصديقة الصين إلى رحاب أوسع يعود على دولنا وشعوبنا والمنطقة والعالم أجمع بالخير والرخاء.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو:إننا نؤكد أن هناك تطابقا في الرؤى بين دول مجلس التعاون وجمهورية الصين من خلال التوافق على حل القضايا الإقليمية والدولية بالإضافة إلى الاهتمام المتبادل بتعزيز التعاون في كافة المجالات المختلفة الحيوية والهامة.
وفي الختام،،، لا يسعني إلا أن أكرر الشكر لأخي العزيز خادم الحرمين الشريفين وإخواني أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس ولفخامة الصديق الرئيس شي جين بينغ – رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة راجيا للجميع التوفيق والسداد ولاجتماعنا هذا تحقيق النجاح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،".
وكانت "قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية"قد شهدت كلمة افتتاحية لولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان قال فيها "إننا نجتمع اليوم في ظل تحديات عديدة تواجه المنطقة والعالم في ظروف استثنائية تحتم علينا تفعيل العمل الجماعي المشترك لمواجهة هذه التحديات وانطلاقا من الأهداف السامية والغايات التي بني عليها مجلس التعاون لدول الخليج العربية واستنادا إلى عمق العلاقة والصداقة التاريخية التي تربطنا مع الصين".
وأكد أن هذه القمة تؤسس "لانطلاق تاريخي جديد" للعلاقة بين الصين والسعودية بهدف لتعميق التعاون مع الصين في جميع المجالات وتنسيق وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية مؤكدا أن دول مجلس التعاون تعتبر الصين شريكا رئيسا مهما لها.
وأكد أن هذه الشراكة كان لها ثمار إيجابية انعكست على "مصالحنا المشتركة وأمن منطقتنا واستقرارها".
وبين الأمير محمد بن سلمان أن النمو الاقتصادي المتسارع والتطور التقني الكبير الذي وصلت إليه الصين تحت قيادة الرئيس شي جين بينغ "قصة نجاح تتجلى في مكانة الصين الرائدة الاقتصادية العالمية" مؤكدا أن "دولنا تولي أهمية قصوى لرفع مستوى الشراكة الاقتصادية مع الصين" مؤكدا أنها تبذل جهودا في تعظيم مكاسب هذه الشراكة.
وقال إن دول مجلس التعاون تتطلع لتبادل الخبرات وخلق شراكات متنوعة في ظل الخطط التنموية الطموحة لدول المجلس مشيدا بالتطور المتسارع في العلاقة الخليجية الصينية والتنوع الواضح في مجالات التعاون الاستراتيجي بين الجانبين كالتجارة والاستثمار والطاقة والتعليم والبحث العلمي والبيئة والصحة كما عبر عن تطلع دول المجلس إلى رفع مستوى هذا التعاون إلى آفاق أرحب.
وأشار إلى "الارتفاع الملحوظ" في حجم التبادلات التجارية بين دول مجلس التعاون والصين خلال السنوات الماضية "التي نتوقع أن تستمر في النمو" بعد الانتهاء من المفاوضات الخاصة بإقامة منطقة تجارية حرة بين الجانبين وذلك لتسهيل التجارة وحوكمة المصالح التجارية المتبادلة بما يتيح الاستفادة القصوى من فرص الاستثمار الواعدة وتعميق توسع مجالات الشراكة بين الجانبين.
وأكد الأمير محمد بن سلمان أن دول المجلس تثمن الشراكة الاستراتيجية بينها وبين الصين وتشيد بخطط العمل المشترك للمدة من 2023 إلى 2027 وأهميتها في تعزيز الإطار الاستراتيجي للتعاون بين الجانبين.
وأكد اهتمام دول المجلس بالعمل جنبا إلى جنب مع الصين لاستكشاف سبل عملية لمواجهة التحديات العالمية بما في ذلك الأمن الغذائي وتحسين تكامل سلاسل الإمداد العالمية وأمن الطاقة.
وقال الأمير محمد بن سلمان إن دول مجلس التعاون الخليجي تؤكد استمرار دورها بصفتها "مصدرا موثوقا لتلبية احتياجات العالم والصين للطاقة" مضيفا أن دول المجلس تثمن سعي الصين لطرح مبادرات تعنى بتنشيط مسار التعاون وتعزيز العمل الدولي متعدد الأطراف على رأسها مبادرة أصدقاء التنمية العالمية.
وأضاف "أننا نشارك التفكير مع أصدقائنا في الصين حول أهمية إعادة توجيه تركيز المجتمع الدولي نحو التعاون والتنمية ومجابهة التحديات المشتركة التي تواجه الإنسانية".
وبين أن دول المجلس تستمر في بذل جميع الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة كما تدعم الحلول السياسية والحوار لجميع التوترات والنزاعات الإقليمية والدولية من منطلق المسار الكفيل لتحقيق السلام والأمن والازدهار كما أن هذه الغايات لن تتحقق إلا بخروج الميليشيات المرتزقة من جميع الأراضي العربية ووقف التدخلات الخارجية في شأنها.
وتقدم الأمير محمد بالشكر للصين بقيادة الرئيس بينغ على السعي المستمر لتعميق العلاقات الصينية الخليجية.
من جهته أكد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة أن القمم "السعودية - الخليجية - العربية – الصينية" في الرياض تعكس حرص دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية والصين على تكثيف التعاون والتنسيق المشترك في مختلف المجالات "بما يعود بالنفع والخير على دولنا والعالم أجمع".
وقال الملك حمد بن عيسى إننا إذ نجدد تقديرنا للجهود المباركة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لنعرب عن امتناننا لمبادرته لاستضافة هذه القمم الثلاث وللدور الاستراتيجي المهم الذي تقوم به المملكة العربية السعودية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأعرب الملك حمد عن بالغ التقدير والامتنان لخادم الحرمين الشريفين على دعوته له للمشاركة في قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورتها الـ 43 و"قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية" و"قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية" لتعزيز التنسيق والتشاور المتواصل لتقوية العلاقات بين الدول الخليجية والعربية والصين "لكل ما فيه خير بلداننا وشعوبنا".
من ناحيته أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والصين تنتميان إلى "حضارة واحدة وهي الحضارة الشرقية" مشيدا بالدعم المتبادل بين الجانبين خاصة في ظل الظروف العالمية غير المستقرة خلال السنوات الماضية.
وقال الرئيس شي جين بينغ في كلمته بافتتاح "قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية" إن التواصل الودي بين الصين ودول الخليج العربية يعود إلى قرابة ألفي عام مشيرا إلى تواصل شعوب الجانبين بشكل "مكثف ومستمر" عبر طريق الحرير القديم.
وأضاف أن الصين حرصت على التواصل بشكل فوري مع مجلس التعاون لدول الخليج العربية فور تأسيسه في عام 1981 وعلى مدى الـ 40 عاما الماضية كتب الجانبان فصولا مثمرة من التعاون الإيجابي في شتى المجالات الإنسانية والتنموية.
وأوضح الرئيس الصيني "أننا نقف على مفترق طرق في تاريخ العلاقة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي يرسم علاقات سياسية واقتصادية استراتيجية" كما يعمل على ترسيخ الثقة المتبادلة وتبادل الدعم الثابت في المصالح الحيوية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وبما يحقق المصالح المشتركة للدول النامية الأخرى".
وشدد الرئيس الصيني على ضرورة تعزيز المواءمة بين استراتيجيات الجانبين التنموية وتفعيل مزايا التكامل بين الخطط ودعم خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.
وأكد مواصلة بلاده دعمها الثابت لدول مجلس التعاون الخليجي في الحفاظ على أمنها واستقرارها ودعم دول المنطقة في حل الخلافات عبر الحوار والطرق الدبلوماسية.
وأكد عزم بلاده خلال الفترة من الثلاث إلى الخمس سنوات المقبلة تكريس جهودها من أجل التعاون مع دول المجلس في المجالات ذات الأولوية وأولها إنشاء معادلة جديدة في التعاون الشامل في مجال الطاقة من خلال مواصلة الصين استيرادها للنفط الخام وزيادة استيراد الغاز الطبيعي على نحو مستقر وبكميات كبيرة من دول الخليج العربية إضافة إلى مجالات التدوير والخدمات الهندسية وغيرها.
وأشار إلى إنشاء المنتدى الصيني الخليجي للاستخدامات السلمية للطاقة النووية والمشاركة في إنشاء مركز التميز الصيني الخليجي للأمن النووي وتدريب 300 كادر متخصص في الاستخدامات السلمية للطاقة والتكنولوجية النووية في دول مجلس التعاون الخليجي.
وبين أن ثاني ركيزة من ركائز العلاقات الثنائية بين الجانبين هي الدفع باتجاه تقدم جديد في محالات التعاون في الشؤون المالية والاستثمار مشيرا إلى حرص بلاده على دخول شركات مجلس التعاون إلى الأسواق الصينية وإنشاء مجلس الاستثمار الخليجي المشترك وتعزيز التعاون الاستثماري في مجالين هما الاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء.
كما أكد ثالث محور من محاور التعاون بين الجانبين والمتمثل في مجالات التعاون التكنولوجي في مجالات جديدة من خلال إنشاء مراكز بيانات ضخمة والحوسبة السحابية وتعزيز التعاون في مجالات الجيل الخامس والسادس من الاتصالات وإنشاء الحاضنات ومراكز ريادة الأعمال وتجارة الاقتصاد الرقمي في التجارة العالمية وبناء شبكات الاتصالات وغيرها.
واشار إلى رابع محور تسعى الصين إلى تعزيزه في علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي وهو التعاون في مجالات استكشاف الفضاء من خلال إطلاق سلسلة من مشاريع التعاون في مجالات الأقمار الصناعية والاستشعار عن بعد والاتصالات والتطبيقات الفضائية إضافة إلى تدريب رواد الفضاء الخليجيين للدخول إلى محطة الفضاء الصينية للعمل المشترك مع رواد الفضاء الصينيين.
وبين أخيرا أن خامس محور هو خلق نقاط بارزة جديدة في التعاون اللغوي والثقافي من خلال التعاون مع 300 جامعة وأكاديمية وإنشاء مراكز اختبارية في دول مجلس التعاون الخليجي لتعليم اللغة الصينية وتوفير ثلاثة آلاف طالب للمشاركة في المخيمات الشتوية أو الصيفية لتعليم اللغة الصينية في الخليج إضافة إلى إنشاء مكتبة الصين ودول الخليج العربية.
وأكد الرئيس الصيني الثقة المتبادلة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي على مر العقود الماضية ودعمهما لسيادة واستقرار الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية مشيرا إلى تمسك الصين بمبدأ المساواة في علاقاتها مع جميع الدول والدرجة العالية من التكامل في العلاقة بين الجانبين. "
على صعيد متصل أكد قادة دول محلس التعاون لدول الخليج العربية والرئيس الصيني ضرورة دعم معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقة الخليج وضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني حفاظا على الأمن والاستقرار إقليميا ودوليا مشددين على دعوة إيران للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وشدد القادة بحسب البيان الختامي لـ"قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية" على ضرورة أن تقوم العلاقات بين دول الخليج العربية وإيران على اتباع مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام استقلال الدول وسيادتها وسلامة أراضيها وحل الخلافات بالطرق السلمية وفقا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وعدم اللجوء إلى استخدام القوة أو التهديد بها والحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وأكد القادة أهمية الحوار الشامل بمشاركة دول المنطقة لمعالجة الملف النووي الإيراني والأنشطة الإقليمية المزعزعة للاستقرار والتصدي لدعم الجماعات الإرهابية والطائفية والتنظيمات المسلحة غير الشرعية ومنع انتشار الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وضمان سلامة الملاحة الدولية والمنشآت النفطية والالتزام بالقرارات الأممية والشرعية الدولية.
كما أكدوا دعمهم لكافة الجهود السلمية بما فيها مبادرة ومساعي الإمارات للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وذلك من خلال المفاوضات الثنائية وفقا لقواعد القانون الدولي ولحل هذه القضية وفقا للشرعية الدولية. ودعا القادة العراق إلى أهمية احترام سيادة دولة الكويت وحرمة أراضيها والالتزام بقرارات مجلس الأمن لاسيما القرار رقم 833 والاتفاقيات المبرمة بين البلدين والمودعة لدى الأمم المتحدة وإلى استكمال ترسيم الحدود البحرية مع دولة الكويت.
وأكدوا ضرورة التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967وعاصمتها القدس الشرقية ووقف الاستيطان وكافة الإجراءات الأحادية واحترام الوضع التاريخي القائم في مدينة القدس ومقدساتها.
وأشار القادة الى دعمهم لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن برئاسة الرئيس الدكتور رشاد العليمي معبرين عن أملهم في التوصل إلى حل سياسي وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن 2216.
ودعوا جميع الأطراف اليمنية إلى البدء الفوري في المفاوضات المباشرة برعاية الأمم المتحدة وإلى الالتزام باستمرار الهدنة ودعم الحاجات الإنسانية والإغاثية والتنموية للشعب اليمني مدينين كافة الهجمات الإرهابية التي تشنها الميلشيات الحوثية على الأهداف المدنية في السعودية والإمارات والداخل اليمني وفي الممرات المائية وطرق الملاحة الدولية داعين كافة الدول إلى التعاون لمكافحة هذه الأعمال والتقيد بحظر السلاح المنصوص عليه في قراري مجلس الأمن 2216 و2624. وأكد القادة دعمهم الكامل لسيادة العراق وأمنه واستقراره ونمائه ورفاهه ولجهوده في مكافحة الإرهاب مشددين على ضرورة تكثيف الجهود للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية يحفظ وحدة سوريا وسيادتها بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254 ووقوفهم مع الشعب اللبناني ودعمهم المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره وللقوات المسلحة اللبنانية في حماية حدوده ومقاومة تهديدات المجموعات المتطرفة والإرهابية.
كما أكدوا دعمهم للجهود الساعية لحل الأزمة الليبية وفق قرارات مجلس الأمن وتشجيع كافة الأطراف الليبية على عقد الانتخابات وتوحيد مؤسسات الدولة تحت إشراف الأمم المتحدة وخروج جميع المقاتلين الأجانب والمرتزقة.
وشددوا على أهمية تعزيز الأمن والاستقرار في أفغانستان وتكثيف الجهود في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني ودعوتهم لسلطة الأمر الواقع في أفغانستان إلى تنفيذ التزاماتها بضمان الحقوق والمصالح والحريات الأساسية لجميع أبناء الشعب الأفغاني وتشكيل حكومة شاملة وضمان عدم استخدام الأراضي الأفغانية من قبل أي جماعات إرهابية أو استغلال الأراضي الأفغانية لتصدير المخدرات.
وأكد القادة مواقفهم الداعمة لكافة الجهود الدولية الرامية إلى التهدئة وإيجاد حل سياسي لإنهاء الأزمة في أوكرانيا وفقا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة بما يحقق حماية الأرواح والممتلكات ويحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. وناقشوا القضايا الإقليمية والدولية حيث توافقت الرؤى حول أهمية تضافر كافة الجهود لتحقيق السلام والأمن والاستقرار والازدهار في جميع أنحاء العالم وأولوية استتباب السلم والأمن الدوليين من خلال الاحترام المتبادل والتعاون بين الدول لتحقيق التنمية والتقدم والالتزام بمبادئ القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة وحسن الجوار والحفاظ على النظام الدولي القائم على احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها. ثم انطلقت أعمال قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية بالعاصمة السعودية بهدف تعزيز التعاون بين الجانبين.
وأكد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الامير محمد بن سلمان في كلمته في افتتاح القمة ان "القمة العربية الصينية الأولى تهدف لرفع مستوى التعامل المشترك بين الدول الاعضاء بجامعة الدول العربية والصين بما يخدم المصالح المشتركة لدولنا".
واضاف ان "العلاقة التاريخية بين الدول العربية والصين قائمة على الاحترام المتبادل والصداقة والتعاون في العديد من المجالات حيث تولي دولنا أهمية قصوى لدعم مسيرة تطور التنمية من أجل تطوير اقتصاداتها ورفاهية شعوبها وننظر في المنطقة العربية ببالغ الاهتمام بما حققته الصين من نمو مطرد وتقدم تقني متسارع جعلها ضمن الاقتصاديات الرائدة عالميا".
وأكد الأمير محمد ان انعقاد هذه القمة يؤسس لمرحلة جديدة للارتقاء بالعلاقة بين دولنا وتعزيز الشراكة في المجالات ذات الاهتمام المشترك من أجل تحقيقها للمستقبل الذي تطمح له شعوبنا من أجل أن تنعم الأجيال القادمة بالرخاء المنشود لذا علينا مواصلة تعزيز التعاون في المجالات التجارية والاستثمارية والمالية بين الدول العربية والصين في إطارها الثنائي والمتعدد وتطوير التنسيق السياسي على الساحة الدولية تجاه القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأشار الى ان المملكة تعمل على تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات التي تواجه عالمنا ودعم العمل الدولي متعدد الأطراف في إطار مبادئ الأمم متحدة بما يسهم في تحقيق مستقبل واعد لشعوبنا والاجيال القادمة. وقال "إننا لمدركون لحجم التحدي الذي يمثله التغير المناخي ونؤمن بضرورة إيجاد حلول أكثر استدامة وشمولية في إطار منهج متوازن يسعى لتخفيف الآثار السلبية مع المحافظة على مستويات نمو الاقتصاد العالمي حيث اننا نهدف إلى الوصول إلى حد الصفر الكربوني دون التأثير على نمو سلاسل الإمداد".
وذكر ان المملكة تثمن تعاون شراكاتها الدولية مع الدول العربية والصين في اطار مبادرة "الشرق الاوسط الاخضر" مؤكدا الاستعداد للتفاعل الإيجابي مع المبادرات التي تعزز عملنا البيئي المشترك مع مراعاة المصالح التنموية للدول وتفاوت الامكانيات بينها.
وأوضح انه في ظل تنامي التحديات الدولية الاخرى ومن ذلك الامن الغذائي وامن الطاقة تأتي أهمية التفاعل مع المبادرات الجادة والساعية لتنشيط طرق التعاون والعمل الجماعي مثمنا دور الصين بطرح عدد من المبادرات القيمة ومن أهمها مبادرة "أصدقاء التنمية العالمية" التي تتوافق في جوانب عديدة مع اولويات المملكة تجاه دعم التنمية المستدامة وتعزيز الامن الغذائي.
وشدد على ان التنمية الاقليمية والدولية تتطلب جهودا بيئية وسياسية واجتماعية مستقرة وآمنة وتكثيف جهود المجتمع الدولي لمعالجة القضايا الاقليمية والدولية لافتا الى ان المملكة تستمر في بذل جميع الجهود لتعزيز الامن والاستقرار بالمنطقة وتدعم الحلول السياسية والحوار لحل النزاعات الاقليمية والدولية.
وأكد الامير محمد ضرورة وجود حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في اقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية معربا عن التقدير لموقف الصين الداعم لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية.
واشار الى ان المملكة تدعم الجهود الرامية للوصول الى حل سياسي شامل في اليمن لإنهاء الازمة اليمنية وفق المرجعات الثلاث مشيدا بدعم الصين لمبادرات السعودية تجاه اليمن.
وذكر ان المملكة تؤكد اهمية مضاعفة الجهود الرامية لإيجاد حلول سياسية لإنهاء الازمة في كل من سوريا وليبيا بما يكفل تحقيق الامن والاستقرار والازدهار فيهما وعودتهما الى دائرة العمل العربي المشترك.
وجدد الأمير محمد تأكيد أهمية مواصلة التعاون العربي الصيني بما يخدم أهدافنا المشتركة وتطلعات شعوبنا والقيام بدور فعال على الساحة الدولية وان تساهم نتائج هذه القمة في تحقيق اثار ايجابية مستهدفة جميع المجالات على المستوى الاقليمي والدولي مقدرين للأمين العام لجامعة الدول العربية ومنسوبي الجامعة ما يبذلونه من جهود في هذا الاطار. من جهته أشاد الرئيس الصيني شي جين بينغ بعقد قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية التي وصفها بأنها حدث تاريخي وفريد من نوعه فيما أكد موقف بلاده بشأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أكد الرئيس الصيني في كلمته بافتتاح القمة دعم بلاده لنيل فلسطين العضوية الكاملة في الامم المتحدة فيما شدد على ضرورة مواصلة تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني.
وقال ان القضية الفلسطينية تضع الضمير الاخلاقي للبشرية على المحك وهي إحدى أهم ركائز الامن والسلام في الشرق الاوسط رافضا ان تستمر معاناة الشعب الفلسطيني الى أجل غير مسمى.
واضاف انه يجب على المجتمع الدولي ان يرسخ الايمان بحل الدولتين والتمسك بمبدأ الاراضي مقابل السلام ودفع عملية مفاوضات السلام بين الجانبين للوصول للحل "العاجل والعادل "للقضية الفلسطينية.
واعتبر الرئيس الصيني ان إقامة هذه القمة تعد حدثا تاريخيا وفريدا من نوعه لافتا الى العلاقات الصينية - العربية المتجذرة في التاريخ منذ عهد طريق الحرير القديم.
واوضح ان الصين والدول العربية تربطهما علاقات قوية وثقافة تحتوي على الكثير من المبادئ المتطابقة الى حد كبير ساعين الى تحقيق نهضة الامتين العربية والصينية في شتى المجالات.
واكد ضرورة تعزيز شراكة عربية - صينية شاملة " قوية ولا تنقطع " في مختلف المجالات منطلقة من مبادئ العدل والمساواة وتبادل الاحترام والمنافع والخبرات التي تحتاج لها شعوب الجانبين.
وذكر انه خلال السنوات العشر الماضية تجاوز حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية 300 مليار دولار امريكي وبلغ حجم الاستثمار المباشر بين الجانبين 27 مليار دولار امريكي اضافة الى تنفيذ 200 مشروع في سبيل تنفيذ مشروع طريق الحرير التجاري. وبين ان العالم في الوقت الحالي دخل في مرحلة جديدة وتغير عميق بدت فيها شعوب المنطقة العربية اكثر تطلعا للسلام والاستقرار والتنمية مشيرا الى تعزيز بلاده لدعم سعي شعوب المنطقة الى الوصول لمرحلة العدالة والمساواة التي تضمن لها ترسيخ سبل التنمية.
وشدد شي جين بينغ على ضرورة تمسك الدول العربية باستقلالها وسيادتها وصيانة مصالحها المشتركة وسلامة اراضيها مشيرا الى دعم الصين لاستكشاف الدول العربية الطرق التنموية التي تتماشى مع ظروفها المحلية.
واكد ايضا ضرورة تعزيز المواءمة بين استراتيجيات الجانبين التنموية وتفعيل مزايا التكامل بين الخطط ودعم اجندة الامم المتحدة " 2030 تنمية مستدامة ".
واعرب عن استعداد بلاده لتعزيز التعاون الاقتصادي مع جميع الدول العربية وفتح آفاق جديدة في مجالات الاقتصاد الرقمي والطيران واستكشاف الفضاء والاستخدامات السلمية للطاقة النووية وتأمين الغذاء اضافة الى مجالات العلاج والصحة.
كما اكد دعم الصين للدول العربية في إيجاد حلول سلمية لمشاكلها وقضاياها السياسية ب"الحكمة العربية" ومبادرة الامن العربي داعيا الى الحفاظ على سلامة المنطقة من التدخلات الخارجية.
ولفت الى ان الصين انتهجت خطوطا عريضة في علاقات مع الدول العربية من خلال تنفيذ الاعمال الثمانية المشتركة في السنوات القريبة القادمة وهي تحقيق التنمية والامن الغذائي والتنمية الخضراء والصحة والابتكار وامن الطاقة والحوار بين الحضارات وتعليم الشباب والامن والاستقرار في المنطقة.