
أكد سمو الشيخ أحمد النواف رئيس مجلس الوزراء حرص دولة الكويت واهتمامها بدعم الحركة الفكرية والثقافية ورعاية المبدعين والموهوبين بما يعكس وجهها الحضاري وعزمها على إثراء الحياة الثقافية في محيطها الخليجي والعربي.
وأعرب سموه في تصريح صحفي خلال رعايته وحضورح حفل ختام مهرجان القرين الثقافي بدورته الثامنة والعشرين في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي الذي أقيم مساء أمس الأول، أعرب عن خالص تهنئته للفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية لعام 2022 وتقديره الكبير لأعمالهم الإبداعية المتميزة التي أثرت الحركة الثقافية والفكرية والفنية والأدبية في البلاد.
وأشاد سمو رئيس مجلس الوزراء بالجهود التي بذلها العاملون في وزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وعملهم الدؤوب لإنجاح هذا المهرجان معربا عن اعتزازه البالغ بالأوبريت الوطني "سدرة اللؤلؤ" الذي يسجل لحقبة هامة ومتميزة من تاريخ الكويت المجيد.
وألقى وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري كلمة بهذه المناسبة أكد فيها أن دولة الكويت أيقنت بأن العالم يتجه نحو تغيير ثقافي واجتماعي من أهم تجلياته البحث عن الأفكار الجديدة واستثمارها في بناء مجتمع معرفي مشيرا إلى أنها ذهبت باتجاه تكريم أبنائها من المبدعين في كل مجال وحثهم على مزيد من الجد والعطاء.
وقال المطيري "يسعدني الترحيب بكم في هذه الأمسية العامرة بكل ألوان الطيف الثقافي والتي ترتدي حلة التكريم والتقدير لكوكبة من المبدعين الذين أثروا المشهد الثقافي في الكويت وخارجها" .وأوضح أن دولة الكويت عملت في اتجاهين الأول أنها يممت وجهها نحو الخارج لتكريم نخبة المثقفين الذين يبنون الحضارات بأفكارهم ويرسخون القيم بنتاج عقولهم ويقومون المجتمعات بما لديهم من وعي وخبرات متراكمة تكرس المنظومة من المبادئ لا يختلف عليها أحد مثل احترام الآخر والحق في التعبير والمساواة وإعلاء شأن الإنسان إلى غيرها من القيم والثوابت.
وأضاف "ولهذا اعتمد منهجا لتكريم هؤلاء المؤثرين والمبدعين فكانت أهم الفعاليات لهذا المهرجان الثقافي هي تكريم إحدى الشخصيات التي أثرت الثقافة وأعطتها أبعادا إنسانية وأطلقت العنان لأفاقها الإبداعية الخلاقة".
وعبر عن سعادته "بأن تكون شخصية مهرجان القرين الثقافي في دورته الحالية أخا كريما وفارسا للكلمة أحد رواد الحداثة في القصيدة الشعبية الحديثة الشاعر المجدد صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود".
أما عن الاتجاه الآخر الذي ذهبت إليه دولة الكويت فأوضح الوزير المطيري أنه تكريم أبنائها من المبدعين في كل مجال وحثهم على مزيد من الجد والعطاء فتثني على جهودهم وتشيد بعطاءاتهم وتنزلهم المنزلة التي يستحقونها احتفاء وتكريما.
وقال إن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يعد نافذة الكويت الثقافية على العالم والناظر والمدقق في رزنامة الأنشطة والفعاليات التي صاحبت مهرجان القرين هذا العام.
وأكد حرص المجلس على تطبيق الاستراتيجية الثقافية في دعم مجالات الفنون والثقافة والاقتصاد والتنمية المجتمعية عبر رؤية تنموية ثقافية مستدامة وبيئة محفزة للإبداع.
وأشاد الوزير المطيري بجهود القائمين على الأوبريت الفني التاريخي "سدرة اللؤلؤ" المصاحب لفعاليات اختتام المهرجان مؤكدا أن التاريخ يعد مرآة الشعوب يعكس ماضيها ويصف حاضرها وتبني على هدي منه مستقبلها وهو ذاكرة الأمم ومستودع تجاربها.
وبين أن الكويت مرت بحقب زمنية عدة تحكي مراحل عظيمة وتسطر صفحات خالدة من البذل والعطاء لأهلها منذ النشأة وحتى وقتنا الحاضر.
وذكر أن هذه الصفحات الناصعة كانت محط إعجاب كل من مر بهذه البلاد وأنه من الأهمية بمكان العناية بتاريخ بلادنا وتدوينه ونقله إلى الأجيال اللاحقة نقلا صحيحا ليكون نبراسا هاديا وذاكرة لأهم أيامها وأحداثها. واضاف "ولتحقيق ذلك على أرض الواقع حرصنا على إنتاج هذا العمل الفني التاريخي الوطني تحت عنوان "سدرة اللؤلؤ " الذي يحكي تاريخ الكويت وحضارتها منذ عصور ما قبل الميلاد مرورا بمرحلة التأسيس وحتى وقتنا الحاضر".
بدوره قال المستشار في الديوان الأميري محمد أبوالحسن الفائز بجائزة الدولة التقديرية في مجال الخدمات الثقافية في كلمة ألقاها نيابة عن المكرمين الفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية لعام 2022 "إنه لشرف عظيم لي أن أقف أمامكم متحدثا في هذا الحفل الكريم باسمي وباسم الأخوان والأخوات الكرام الذين تم اختيارهم لنيل جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية". وأشار أبو الحسن الى جهود حكومة الكويت ودعمها اللامحدود لجميع أوجه النشاط الثقافي والفني والأدبي في البلاد وحرصها على استمرار الرقي والتطور لدولة الكويت وشعبها.
وثمن "هذا التقدير العظيم الذي نراه شكلا ومضمونا والذي سيجعل الطموح أكثر إلحاحا والإبداع أكثر تدفقا وصولا لنيل مثل هذه الجائزة التقديرية والتشجيعية". يذكر أن الحاصلين على جوائز الدولة التقديرية لعام 2022 هم الدكتور مرسل العجمي في مجال الدراسات الأدبية والنقدية واللغوية والفنان محمد الشيخ الفارسي في مجال الفنون التشكيلية ومحمد أبو الحسن في مجال الخدمات الثقافية.
ونال جائزة الدولة "التشجيعية" في مجال الفنون الفنان عبدالله العتيبي عن عمله "انتظار" في مجال الفنون التشكيلية والتطبيقية "الرسم" والفنان عبدالله بهمن عن دوره بمسلسل "الناموس" في مجال التمثيل التلفزيوني والسينمائي والمخرج علي البلوشي عن مسرحيته "الطابور السادس" في مجال الإخراج المسرحي.
وفي مجال الآداب فقد حصل على جائزة الشعر عائشة العبدالله عن ديوانها "واقفة على قلبها كنخلة" وحصل أحمد الزمان على جائزة الرواية عن رواية "آدم ينحت وجه العالم" كما فازت الدكتورة سعاد العنزي بجائزة الدراسات اللغوية الأدبية والنقدية عن عملها "نساء في غرفة فرجينيا وولف".
وفي مجال تطبيقات الأجهزة الذكية فقد فاز بجائزة تطبيقاتها محمد السريع عن تطبيق "إيفينتات".
وقام سمو الرئيس بتكريم شخصية المهرجان لهذه الدورة صاحب السمو الملكي الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن آل سعود تسلمها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن بدر بن عبدالمحسن آل سعود بالإضافة إلى تكريم سموه للفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية لعام 2022.
وشهد الحفل تقديم عرض فني وطني بعنوان "سدرة اللؤلؤ" "الكويت كما رآها الآخرون عبر الأزمنة" تضمن لوحات درامية وغنائية توثق لأهم الأحداث في تاريخ دولة الكويت كما رواها الرحالة والمؤرخون شارك في بطولته نخبة من فناني الدراما والمسرح والغناء الكويتيين.