
شارك ممثل سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح في أعمال قمة قادة العالم لمؤتمر "COP 28" للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ التي تنعقد يومي 1 و2 ديسمبر 2023 في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
وقد ألقى ممثل سمو أمير البلاد، وزير الخارجية كلمة في أعمال المؤتمر استهلها بالشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وحسن إعداد وتنظيم هذا المؤتمر الدولي الهام الذي توج بهذه المشاركة الدولية رفيعة المستوى.
وقال ممثل الأمير:"إن دولة الكويت وهي تشارك المجتمع الدولي جهوده الرامية إلى تقليل آثار ظاهرة تغير المناخ على كوكب الأرض تولي إدارة ملف تغير المناخ على المستوى الوطني أهمية قصوى وذلك من خلال وضع برامج وخطط كفيلة بالحد من الانبعاثات واستراتيجيات تنموية منخفضة الكربون في قطاعاتها الرئيسية.. ومنها: النفط والغاز والطاقة والنقل والصناعة واستخدام الأراضي وتعزيز الزراعة.. وتتضمن هذه الاستراتيجيات خارطة طريق لتحقيق نمو اقتصادي مستدام باستخدام حلول تقنية مبتكرة متكاملة في مجال اقتصاد الكربون الدائري".
وضاف:"ومن منطلق جهود دولة الكويت للتصدي لآثار ظاهرة تغير المناخ السلبية على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي وتأثيرها على الأمن المائي والأمن الغذائي والصحة العامة تدعم من خلال إسهامات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية حزمة من المشاريع التنموية خفيضة الكربون بالدول النامية.. حيث تم تمويل "105" دول على مستوى العالم لتنفيذ مشاريع إنمائية بقيمة إجمالية بلغت أكثر من "23" مليار دولار أمريكي منها نحو "523" مليون دولار في السنوات العشر الأخيرة خصصت للمشاريع الخضراء وانضمت دولة الكويت من خلال الهيئة العامة للاستثمار في العام 2017 إلى مبادرة الكوكب الواحد لصناديق الثروة السيادية والتي تهدف إلى ربط مخاطر التغير المناخي بالاستثمار لتحقيق أهداف الانتقال إلى اقتصاد مرن منخفض الكربون.
وتابع ممثل صاحب السمو :" كما شاركت دولة الكويت بفاعلية في برنامج آلية التنمية النظيفة ضمن بروتوكول "كيوتو" حيث قدمت "14" مشروعا للحد من الانبعاثات الكربونية.. ونتطلع إلى المشاركة الفاعلة في الآليات السوقية وغير السوقية والتعاون المشترك ضمن المادة "6" من اتفاق باريس للمناخ والتي تهدف إلى التخفيف من الانبعاثات ودعم مبادئ التنمية المستدامة،وتنفيذا لمقررات اتفاق باريس وخصوصا الفقرة "19" من المادة "4" المعنية بالاستراتيجيات طويلة الأجل فإن لدولة الكويت استراتيجيةٌ خفيضة الكربون سيتم إيداعها لدى سكرتارية الاتفاقية في القريب العاجل وتهدف إلى وصول قطاع النفط والغاز إلى الحياد الكربوني بحلول العام 2050 تمهيدا لبلوغ دولة الكويت الحياد الكربوني بحلول العام 2060 بناء على ركائز الاقتصاد الدائري للكربون.
على صعيد متصل أكد ممثل أمير البلاد التزام دولة الكويت بتنفيذ كل التزاماتها الدولية الخاصة بالتغير المناخي. وأعرب في تصريح لـ"كونا" خلال زيارته جناح دولة الكويت في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28" في مدينة إكسبو دبي عن تشرفه بتمثيل سمو أمير البلاد وسمو ولي العهد في افتتاح هذا المؤتمر الذي يعقد سنويا ويعاد فيه تسليط الضوء على أهمية موضع المناخ ومعالجة المخاطر التي تنشأ عن التغير المناخي كما أنه مناسبة سنوية مهمة لقياس مدى وفاء الدول بالتزاماتها بالاتفاقيات المتعلقة بالمناخ.
وقال إن لدى دولة الكويت التزاما واضحا وصريحا يتمثل بالحياد الكربوني في القطاع النفطي في عام 2050 وعلى مستوى الدولة ككل في عام 2060 مبينا أن هذه الأهداف أعلن عنها سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله في المؤتمر السابق في شرم الشيخ "كوب 27" ونحن في الكويت ككل ماضون باتجاه تحقيق هذه الأهداف ونسير على الطريق الصحيح.
ولفت في هذا الشأن إلى الأهمية القصوى التي ينطوي عليها موضوع المناخ وأن المسؤولية جماعية وتقع على عاتق الجميع في العالم للحافظ على هذا الكوكب وأن نفكر في الأجيال القادمة ونمنحهم كوكبا نظيفا بيئيا لضمان استمرار البشرية وكل دولة عليها التزامات ومسؤوليات لتحقيق هذه الأهداف.
من جهة أخرى التقى ممثل صاحب السمو، مع وزير الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وشمال أيرلندا ديفيد كاميرون.
وأعرب ممثل الأمير في مستهل اللقاء عن صادق تهانيه وتبريكاته بمناسبة تعيين كاميرون وزيرا للخارجية معبرا عن تطلعه للعمل سويا بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين والدفع بالتعاون الوثيق في كافة المحافل الدولية.
وتم خلال اللقاء التأكيد على متانة العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط دولة الكويت والمملكة المتحدة الصديقة ومناقشة أطر تنميتها وتطويرها في مختلف المجالات والبناء على نتائج الزيارة التاريخية التي أجراها سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله إلى العاصمة البريطانية لندن في شهر أغسطس الماضي بما يحقق الطموحات والتطلعات المشتركة للبلدين الصديقين.
كما تناول اللقاء التطورات الخطيرة في قطاع غزة والتباحث في سبل وقف الجرائم التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأشقاء الفلسطينيين وما يسببه العدوان من كارثة إنسانية دامية.
حيث شدد الشيخ سالم الصباح خلال اللقاء على موقف دولة الكويت المبدئي والثابت في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق ومساندته في حصوله على كامل حقوقه وإقامة دولته المستقلة والوصول إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.
ودعا إلى ضرورة اتخاذ خطوات جادة وحاسمة تجاه استمرار الهدنة وعدم نقضها ووقف القتال الدائر في غزة بشكل دائم وحشد الجهود الدولية المشتركة لضمان عدم اتساع رقعة الصراع وتكريس كافة الإمكانات لإيصال المساعدات الانسانية إلى قطاع غزة وعدم التعاطي مع هذه القضية المصيرية بازدواجية المعايير وإيجاد أنجع السبل لإنهاء هذا التدهور الخطير الذي يهدد أمن المنطقة ككل.