
شهدت الكويت أمس عرساً ديمقراطيا، وتوافد الناخبون والناخبات إلى مقار اللجان للإدلاء بأصواتهم، لاختيار من يمثلهم في البرلمان.
ويختار الناخبون الذين يحق لهم التصويت وعددهم 834733 ناخبا وناخبة 50 نائبا من بين 200 مرشح في عملية اقتراع تجرى وفقا لنظام الدوائر الخمس والصوت الواحد.
وعقب إغلاق باب الاقتراع وانتهاء عملية التصويت تبدأ عملية فرز الأصوات تمهيدا لإعلان النتائج الرسمية وتسمية الفائزين بعضوية المجلس لأربع سنوات مقبلة.
وتفقد رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ الدكتور محمد الصباح عددا من مراكز اقتراع انتخابات مجلس الأمة 2024.
من جهته أكد رئيس المجلس الأعلى للقضاء المستشار عادل بورسلي، أمس الخميس، ان جميع أبناء الكويت يتسابقون لمراكز الاقتراع لأداء واجبهم الوطني، مبينا ان أبواب اللجان الانتخابية في المدارس لم تغلق أثناء فترة الإفطار، لافتا الى أن هناك تعليمات واضحة بهذا الشأن وان ابواب المدارس مقر مراكز الاقتراع في الدوائر الانتخابية الخمس ستظل مفتوحة حتى الساعة 12 ليلا.
وقال المستشار بورسلي في تصريح لـ "كونا" عقب تفقده سير العملية الانتخابية في "مدرسة عمره بن حزم" بالدائرة الانتخابية الثانية ان هذا التوافد من جموع الناخبين والناخبات ما هو إلا تلبية لنداء سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الجابر في الكلمة الذي ألقاه قبل عدة أيام بمناسبة العشر الاواخر للشهر الفضيل والذي دعا فيها سموه الناخبين والناخبات الى المشاركة ووجه معاني سامية وتوجيهات سديدة لصناعة مستقبل يليق بهذا الوطن.
بدوره استهل نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية بالوكالة الشيخ فهد اليوسف جولته التفقدية للجان الانتخابية أمس الخميس في مدرسة ثانوية سالم المبارك بمنطقة الرقة وذلك للتأكد من ضمان سير العملية الانتخابية بأفضل وجه ممكن خلال فترة التصويت لانتخابات مجلس الامة 2024.
ووجه الشيخ فهد اليوسف خلال جولته بضرورة توفير كل سبل التسهيلات وتذليل العوائق للناخبين قدر الإمكان للوصول للجان الانتخابية دون عناء بالتعاون مع أبنائه من رجال الداخلية.
وفي الدائرة الأولى لم يتوان ناخبو الدائرة الأولى عن القيام بواجبهم في اختيار من يمثلهم تحت قبة عبدالله السالم، ورغم مشاق الصيام في تلك الانتخابات التي صادفت أيام العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، إلا أن إصرارهم على المشاركة ومنح صوتهم لمن يستحقه كان بمثابة أولوية لديهم، حيث اصطف الناخبون أمام مراكز الاقتراع قبيل فتح باب التصويت لتأدية واجبهم الوطني.
وبدأ الناخبون والناخبات في منتصف نهار أمس، وعلى الرغم من الشمس وارتفاع درجات الحرارة، بدأوا في التوافد على اللجان لاختيار 41 مرشحاً يتنافسون على مقاعد هذه الدائرة ، آملين في اختيار من يرونه مناسباً لتمثيلهم في مجلس الأمة.
وشهدت الساعات الأولى من فتح باب الاقتراع حضوراً متفاوتاً لبعض المجاميع الانتخابية أمام مقار اللجان الموزعة على مناطق الدائرة، وإن كان يطغى على المشهد خلال تلك الفترة حضور كبار السن، انطلاقاً من دوافعهم الوطنية الصادقة.
وعلى الرغم من حالة الهدوء التي عادة تتسم بها الدائرة باستثناء بعض مناطقها الساخنة كالرميثية ومشرف وبيان، خاض المرشحون المستقلون في الدائرة الأولى من غير المنتمين لتيارات وتكتلات سياسية أو ممن يجدون دعماً قبلياً، معركة حامية الوطيس لحجز مقعد لهم في قاعة عبدالله السالم.
وشهدت عملية الاقتراع في مدرسة المغيرة بن نوفل في منطقة سلوى مشاركة واسعة من قبل الشباب وكبار السن، كما كان لافتاً الحضور النسائي ومشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة، ممن خرجوا لاختيار برلمان قادر على مواجهة التحديات.
وقد غمرت الفرحة أوساط المرشحين الذين كان لهم حضور شبه مركز في منطقة سلوى نظراً للعدد الكبير من الناخبين والقيام بتلقي التهاني والتبريكات منهم على توفيقهم وثقة الناخبين بهم التي ستوصلهم إلى قاعة عبدالله السالم ممثلين للأمة.
وشهدت عملية الاقتراع التنظيم الأمني والحضور الطبي من قبل وزارة الصحة إضافة للوجود الإعلامي وتميزت كثافة الحضور في مدرسة المغيرة بن نوفل بالمنطقة بحضور نشط لعدد من المرشحين الذين توزع مندوبوهم أمام اللجان وعلى الطرقات يطلبون من الناخبين بوضوح انتخاب من يمثلونهم من المرشحين حتى أن بعض هؤلاء المناديب ينتظر الناخبين على الطرقات والتلويح لهم بصور وأسماء المرشحين.
أما في مشرف وبيان فقد حرصت ناخبات الدائرة الأولى في منطقتي مشرف وبيان على الحضور لمراكز الاقتراع المخصصة لهن للإدلاء بأصواتهن ليؤكدن حرص المرأة على الحفاظ على مكتسباتها الدستورية، فكان حضورهن مشرّفاً رغم أن إقبالهن كان خفيفاً في البداية إلا أن وتيرته ازدادت مع الساعات الأخيرة في عملية الاقتراع. على صعيد متصل تصدر الحضور النسائي في انتخابات مجلس الأمة 2024 أمس الخميس المشهد الديمقراطي الكويتي حيث حضرت المرأة الكويتية ومن مختلف الفئات العمرية في الاستحقاق الوطني ترشحا وانتخابا وكذلك للمساهمة في تنظيم وتأمين سير عملية الاقتراع.
وعلى امتداد الدوائر الانتخابية واللجان حضر العنصر النسائي بشكل فاعل وأساسي سواء بالحضور للإدلاء بأصواتهن أو التواجد في الجهات والمؤسسات الأمنية والطبية والخدمية والتطوعية فضلا عن التواجد القضائي في الإشراف على سير العملية الانتخابية.
وجاءت المشاركة النسائية لتعكس اهتمام المرأة الكويتية بالعملية السياسية والديمقراطية في الكويت ودورها الفاعل والمؤثر.