الكويت- مسقط -"كونا":عقدت بقصر بيان مساء أمس جلسة المباحثات الرسمية بين دولة الكويت وسلطنة عمان الشقيقة ترأس فيها سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجانب الكويتي فيما ترأس السلطان هيثم بن طارق المعظم سلطان سلطنة عمان الشقيقة الجانب العماني وبحضور الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء وعدد من كبار المسؤولين في البلدين.
وقال وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله أن جلسة المباحثات تناولت العلاقات الأخوية المتميزة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين وسبل تعزيزها وتنميتها في المجالات كافة وتوسيع أطر التعاون بينهما بما يخدم مصالحهما المشتركة وأهم القضايا ذات الاهتمام المشترك ودعم وحدة الصف ومسيرة العمل الخليجي والعربي المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
هذا وقد ساد المباحثات جو ودي عكس روح الأخوة التي تتميز بها العلاقة بين البلدين الشقيقين ورغبتهما المشتركة في المزيد من التعاون والتنسيق على مختلف الأصعدة.
وكان سمو سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد قد استقبل على أرض المطار عصر أمس أخوه السلطان هيثم بن طارق سلطان سلطنة عمان الشقيقة والذي وصل إلى البلاد والوفد المرافق في زيارة دولة تستمر ليومين.
هذا وقد قام سرب من القوة الجوية الكويتية بمرافقة طائرة السلطان فوق الاجواء الكويتية.
وتشكلت بعثة الشرف المرافقة للسلطان برئاسة سمو الشيخ صباح الخالد.
كما كان في استقبال السلطان رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء شريدة المعوشرجي ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط الدكتور عماد العتيقي ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله ووزير الخارجية عبدالله اليحيا وكبار المسؤولين بالدولة.
هذا وقد أقيمت مراسم الاستقبال الرسمية للسلطان هيثم بن طارق سلطان سلطنة عمان الشقيقة في المطار الأميري وذلك بمناسبة زيارة دولة التي يقوم بها للبلاد.
وعند الوصول إلى منصة الشرف تم عزف السلام الوطني لكلا البلدين ثم قام السلطان باستعراض طابور حرس الشرف بعدها تفضل السلطان بمصافحة عدد من كبار المسؤولين بالحكومة الكويتية كما قام صاحب السمو بمصافحة أعضاء الوفد الرسمي المرافق للسلطان.
ولدى خروج الموكب الرسمي المقل للسلطان هيثم بن طارق سلطان سلطنة عمان الشقيقة بمعية أخيه سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد من المطار الأميري اصطف على جانبي الطريق مجموعة من الاطفال ملوحين بأعلام البلدين مرددين العبارات الترحيبية بجلالته كما حلقت في الأجواء طائرتان عاموديتان تحملان علمي البلدين.
وعند وصول الموكب الرسمي إلى قصر بيان اطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة ترحيبا بقدوم السلطان واصطفت كوكبة من الخيالة وعدد من الفرق الشعبية الكويتية حيث قامت بتأدية لوحات فنية تراثية ترحيبا بقدوم السلطان.
من جانب آخر استقبل السلطان هيثم بن طارق المعظم سلطان سلطنة عمان الشقيقة مساء أمس الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء وذلك بمقر إقامة جلالته بقصر بيان.
حضر المقابلة رئيس بعثة الشرف المرافقة سمو الشيخ صباح الخالد.
ويرافق السلطان وفد رسمي يضم كلا من سمو شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، وسمو بلعرب بن هيثم آل سعيد، وخالد بن هلال البوسعيدي وزيرِ ديوان البلاط السلطاني، والفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني، وحمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية، بدر بن حمد البوسعيدي وزيرِ الخارجية والدكتور حمد بن سعيد العوفي رئيس المكتب الخاص، وعبد السلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العماني، وقيس بن محمد اليوسف وزيرِ التجارة والصناعة وترويج الاستثمار.
وكانت وكالة الأنباء العمانية ذكرت أن السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان غادر السلطنة أمس الاثنين متوجها إلى دولة الكويت في زيارة دولة.
وأوضحت الوكالة أن الزيارة تستغرق يومين ويلتقي خلالها السلطان هيثم بن طارق أخاه سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد.
وتأتي هذه الزيارة بعد زيارة دولة قام بها صاحب السمو إلى سلطنة عمان في السادس من فبراير الماضي.
وشهدت تلك الزيارة التاريخية استعراض مسيرة العلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط الكويت والسلطنة ومختلف جوانب التعاون الثنائي القائم بما يدعم تلك العلاقات ويحقق مزيدا من تطلعاتهما المشتركة نحو الازدهار والتطور والرخاء إضافة إلى السعي نحو مزيد من الشراكة لتوسعة أطر العمل لدعم وتعزيز مسيرة الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي.
على صعيد متصل أكدت شخصيات إعلامية كويتية أهمية زيارة دولة التي يقوم بها السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد المعظم - سلطان عمان إلى دولة الكويت أمس الاثنين وما تحظى به من اهتمام بالغ يعكس عمق الروابط والتعاون الوثيق بين البلدين الشقيقين.
وأوضحت تلك الشخصيات في تصريحات متفرقة لـ" كونا" أن هذه الزيارة من شأنها المساهمة في تعزيز التنسيق المستمر إزاء معظم الملفات والقضايا الإقليمية والدولية في ظل تطابق الرؤى بين القيادتين الحكيمتين.
وأكد رئيس تحرير جريدتي السياسة وآراب تايمز أحمد الجارالله أهمية زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - سلطان عمان إلى دولة الكويت لما تحمله من مضامين ودلالات خاصة في ظل ما يربط البلدين الشقيقين من علاقات رسمية وشعبية ضاربة في عمق التاريخ.
وقال الجارالله إن زيارة جلالة السلطان إلى الكويت مناسبة لتوطيد العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين وتشكل إضافة ذات قيمة عالية في سجل علاقات البلدين ومسيرة عملهما المشترك.
وأضاف أن العلاقات الكويتية – العمانية تعتبر مثالا يحتذى في الترابط الأخوي بين حكومتين وشعبين شقيقين قامت على أسس الاحترام المتبادل والتعاون الصادق وهي راسخة بجذورها عميقا في ذاكرة البلدين والشعبين وقد جمعت بينهما أواصر كثيرة رسخها حرص قيادتيهما على تعزيزها وتطويرها.
وتابع أنه "من نافلة القول ان العلاقات ستزداد رسوخا مع زيارة جلالة السلطان الى بلده الثاني كما أن دولة الكويت لا يمكنها أن تنسى مواقف السلطنة المبدئية والمشرفة تجاه قضاياها والتي تجلت بأبهى صورها إبان محنتها العام 1990 خلال الغزو العراقي حين وقفت السلطنة مع الحق الكويتي واحتضنت عددا كبيرا من مواطنيها أثناء فترة الاحتلال وقدمت لهم كل التسهيلات".
وأكد أن مسيرة علاقات البلدين على مدى عقود فيها من المواقف ما يعبر عن مدى الإيمان المشترك بالمصير الواحد والعمل على توحيد الرؤى في ما يتعلق بكل ما يهم البلدين الشقيقين.
وقال إن دولة الكويت ومنذ زمن طويل جدا تنظر إلى السلطنة على أنها ركيزة أساسية في العمل الخليجي ومسقط إحدى العواصم التي حجزت مكانها في التاريخ العالمي من خلال المبادرات في التقريب بين وجهات نظر الدول كعمل مهم في السلم الدولي والاستقرار والأمن.
وأشار الجارالله إلى تطابق الرؤى بين القيادتين حيال مجمل القضايا في المنطقة وحرصهما على المضي بمسيرة العمل الخليجي المشترك نحو آفاق أوسع بما يعود على شعوب المنطقة بالخير والاستقرار والازدهار.
وأضاف أن الزيارة بتوقيتها تأتي في سياق التطور المتنامي في العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيزا للصلات التاريخية القديمة وامتدادا للزيارات المتبادلة التي كانت تقوم بها قيادات البلدين الشقيقين.
وشدد على أن الزيارة مناسبة مهمة في رسم معالم طرق جديدة للتعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين لاسيما أن الكويت تعتبر السلطنة من أهم وجهات الاستثمارات وشكل افتتاح مصفاة الدقم نقلة نوعية في هذا الجانب وهي استكمال لحلقات متواصلة من تعزيز التعاون المشترك بين البلدين.
من جهته أكد رئيس تحرير جريدة الوسط عدنان الوزان أهمية هذه الزيارة التي تعكس عمق العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين الشقيقين قيادة وحكومة وشعبا كما تؤكد بما لا يدع مجالا للشك على مدى خصوصية تلك العلاقات المتجذرة والروابط الأخوية رسميا وشعبيا.
وقال الوزان إن الزيارة تأتي في مرحلة دقيقة تمر بها المنطقة لذا فهي تكتسب أهمية كبيرة في إطار التنسيق والتشاور والتعاون الدائم بين دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة وانطلاقا من وحدة الهدف والمصير المشترك.
وأضاف أن العلاقات الكويتية - العمانية تعد نموذجا يحتذى وشهدت تعاونا متميزا في كل المجالات على مر العقود الماضية بل وتكتسب أهمية متزايدة واهتماما متبادلا من القيادتين السياسيتين في البلدين الشقيقين.
وأشار إلى سعي القيادتين إلى دفع العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب خلال الفترة المقبلة والتعاون الاقتصادي والتجاري المشترك في العديد من المجالات التي تعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.
ولفت إلى تطابق رؤى القيادتين الحكيمتين في دولة الكويت وسلطنة عمان بشأن الكثير من القضايا الدولية والإقليمية مما يعكس مدى التنسيق المشترك تجاه الأحداث والقضايا الدولية بوجه عام والعربية على نحو خاص.
وأوضح أن التعاون الاقتصادي المشترك بين البلدين شهد مؤخرا تطورات كثيرة خصوصا على مستوى القطاع النفطي متمثلا بمشروع مصفاة الدقم الذي تم تدشينه هذا العام ويعد نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية والتجارية باعتباره أحد أضخم المشروعات المشتركة بين البلدين الشقيقين.
وذكر الوزان أن الوسط اعتادت منذ صدورها وفي تقليد سنوي اختيار أحد الشخصيات البارزة محليا أو عربيا ليتم اختيارها شخصية العام وفي عام 2019 تم اختيار جلالة السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله شخصية العام إذ خصصت الصحيفة له ملحقا خاصا تضمن مسيرته وانجازاته والعلاقة الفريدة التي جمعته بأمراء الكويت خلال فترة حكمه للسلطنة والنهضة التنموية والحضارية التي شهدتها سلطنة عمان خلال سنوات قيادته لها.
بدوره أكد نائب رئيس تحرير جريدة القبس عبدالله المضف أهمية الزيارة التي سيقوم بها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - سلطان عمان الشقيقة إلى دولة الكويت لاسيما في مثل هذا الوقت الذي تشهد فيه المنطقة العديد من التطورات الإقليمية والدولية.
وقال المضف إن هذه الزيارة تحظى بأهمية كبيرة لما تتميز بها علاقات البلدين الشقيقين قيادة وحكومة وشعبا من خصوصية في كل المستويات ومن وشائج ضاربة في عمق التاريخ.
وأضاف أن خصوصية علاقات البلدين وتميزها تجسدت في العديد من المواقف التاريخية مؤكدا أن الشعب الكويتي لن ينسى وقفة السلطنة ودعمها للكويت إبان الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت عام 1990.
وأشار إلى زيارة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه إلى السلطنة في فبراير الماضي التي شهدت دفعة وانطلاقة قوية لعلاقات الشراكة بين البلدين من خلال افتتاح مصفاة الدقم التي تبلغ طاقتها التكريرية 230 ألف برميل من النفط يوميا وتعد أحد أهم وأبرز مشاريع الاستثمار في الطاقة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وشدد على أن زيارة سلطان عمان إلى البلاد ستشكل دفعة جديدة لعلاقات البلدين نحو مزيد من مشاريع الشراكة الاقتصادية علاوة على تنسيق المواقف في الملفات الإقليمية والدولية.
