
أكد وزير الصحة الأسبق الدكتور محمد الهيفي، أن الكويت تعد من أفضل الدول على مستوى العالم، في ناحية الخدمات الصحية التي تقدمها الدولة لمواطنيها، وتوفير الكوادر الطبية المتخصصة، والأدوية والعلاجات اللازمة للمرضى، مشيرا إلى أن الدولة استطاعت توسيع نطاق خدماتها الصحية، لتشمل جميع مناطق البلاد، بما في ذلك المناطق والمدن الإسكانية الجديدة.
وأوضح الهيفي في حوار أجرته معه قناة "الصباح"، ضمن برنامجها اليومي "العهد الجديد"، أن الحفاظ على هذا المستوى المتطور، يستلزم أيضا التوسع في إنشاء كليات جديدة للطب، معتبرا أن وجود كلية طب وحيدة في البلاد، أمر مشتغرب وغير طبيعي، ولا يتوافق مع ما تتمتع به الكويت من مستوى مالي واقتصادي، يؤهلها لاحتضان العديد من كليات الطب.
وقال وزير الصحة الأسبق إن مجلس الوزراء ينبغي أن ينظر إلى هذا الموضوع، بالجدية والاهتمام المطلوبين، لإتاحة المجال أمام الراغبين من القطاع الخاص، في إنشاء كليات خاصة للطب، لافتا إلى أن ذلك يعد من ناحية تخفيفا للأعباء عن الدولة، ومن ناحية أخرى، يمكننا من زيادة أعداد المقبولين في كليات الطب، باعتبار أن الكلية الوحيدة في جامعة الكويت لها طاقة استيعابية محدودة، مما يدفع بالآلاف من طلبة الكويت إلى الالتحاق بجامعات أجنبية، مع ما في ذلك من معاناة للاغتراب بالنسبة لهم، وزيادة الكلفة المالية لأسرهم، بالإضافة إلى ما تتكبده الدولة نفسها، بتحملها تكاليف البعثات الخارجية.
أضاف د. الهيفي أن الكويت يجب أن تحذو حذو دول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة، في هذا الشأن، من خلال إنشاء كليات خاصة للطب، بالتعاون مع الجامعات الدولية المرموقة، وهو ما سيسهم بدور كبير في التقدم الطبي لدينا، خصوصا أن تأسيس هذه الكليات سيكون مقترنا بإقامة مستشفيات جامعية كبيرة، وهو ما يصب في النهاية في مصلحة المواطن والمقيم، بتوفير أفضل وأرقى أشكال الرعاية الصحية لهما.
وعلى صعيد قضية العلاج بالخارج، أوضح الهيفي أن العلاج بالخارج من حق المواطن، ولا يستطيع أحد أن يطالب بوقفه، لكن ما نطالب به وندعو إليه هو تقنينه، بحيث يذهب إلى مستحقيه بالفعل، بعيدا عن الوساطات التي أفسدت فكرته، وشوشت على المستحقين الفعليين له.
أضاف أن ما يعتقده البعض بشأن وجود أمراض معينة، تستحق العلاج بالخارج، هو تصور غير صحيح، على الإطلاق، والصحيح هو أن هناك "حالات" ولست أمراضا، ينبغي إرسالها إلى الخارج، مشيرا في هذا الصدد إلى مرض السرطان على سبيل المثال، فليس كل المصابين به، من الضروري إرسالهم للخرج، كما هو شائع ومعمول به، حيث يمكن علاج الكثير من حالاته داخل البلاد.
واستطرد وزير الصحة الأسبق بالقول: إن لدينا مركزا مهما لعلاج السرطان، هو مركز حسين مكي جمعة – جزى الله مؤسسه خير الجزاء – لكن المركز لم يعد كافيا لاستيعاب جميع المرضى، لافتا في الوقت نفسه أن هناك مستشفى متخصصا في علاج السرطان، سعته 600 سرير، كان يقترض الانتهاء من إنشائه في العام 2020 أو 2021، ولا أحد يعرف سببا لعدم اكتماله حتى الآن. وشدد على ضرورة أن يخرج وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي، ليكشف للمواطنين، عما إذا كانت هناك معوقات أو عراقيل، تحول دون اكتمال هذا المشروع الحيوي وشديد الأهمية.