
حلت الذكرى الأليمة الـ34 للغزو العراقي للكويت أمس الأول الجمعة باستحضار كل التقدير والعرفان للجهود الدولية التي اصطفت مع الحق الكويتي منذ اللحظات الأولى نظرا إلى مكانة الكويت الدولية ومواقفها المشرفة وعلاقاتها المتوازنة مع دول العالم.
ومع اللحظات الأولى لوقوع العدوان العراقي على البلاد في الثاني من أغسطس العام 1990 سارعت معظم دول العالم الشقيقة والصديقة إلى إدانة هذا الغزو الهمجي والتنديد بما تضمنه من أباطيل وادعاءات زائفة لاسيما أنه يتنافى مع كل القوانين الدولية ومواثيق المنظمات العالمية.
في هذا الإطار أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة ووزيرة الدولة لشؤون الشباب د .أمثال الحويلة أن ذكرى الثاني من أغسطس نستلهم منها العزيمة والإصرار كما نستلهم من دماء الشهداء وشجاعة الأبطال قصة نصر مستدام «صنعت منا شعبا أقوى وأكثر تلاحما وتماسكا».
وقالت الحويلة في تصريح لـ «كونا» بمناسبة الذكرى الـ34 للغزو العراقي الغاشم إن هذا الوطن الذي امتدت أياديه الخيرة لتطال البعيد قبل القريب وبأثره اللامحدود استثار كل الضمائر الحية حول العالم من الأشقاء والأصدقاء لتقف صفا واحدا في محنته.
وأضافت أن تلك المرحلة شهدت تحالفا سجل في التاريخ كأكبر تحالف على مر السنين تحت مظلة الشرعية الدولية وتحت راية العدالة ليعود الحق لأصحابه.
وذكرت أن في تلك المحنة «كدنا نخسر أغلى أرض لولا عناية الله وثبات أهل الكويت وحكامها ومساندة الأشقاء» التي دفعت أبناء الكويت إلى بذل الغالي والنفيس من أجل أمن ورخاء ونماء هذا الوطن العزيز.
وأشارت إلى أن هذا الوطن أعاد بناء نفسه من جديد ويتطلع نحو المستقبل برؤية واعدة تحت ظل صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد إذ نرى في كل مشروع بنية تحتية وفي كل مدرسة ومستشفى وفي كل مبادرة تنموية تأكيدا على أننا نواصل المسير نحو مستقبل مشرق لوطن يستثمر في أبنائه وبناته ويؤمن بقدرتهم على إحداث التغيير الإيجابي.
وأعربت عن فخرها واعتزازها بما تحقق من سواعد ابناء هذا الوطن مؤكدة التزامها بمواصلة الجهود لتحقيق المزيد من أجل بناء وطن يحتضن الجميع ويصون كرامة ابنائه.
على صعيد متصل نظمت وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة معرضا لإحياء ذكرى الغزو بحضور وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة د.محمود بوشهري، حيث تم عرض صور لشهداء الوطن عامة وشهداء الوزارة خاصة وتقديم نبذة عنهم تقديرا لتضحياتهم في خدمة الوطن الغالي.
وأشاد بوشهري بتنظيم تلك الفعاليات التي تهدف إلى تذكير الأجيال الجديدة بشهداء وطنهم وبطولاتهم وكيف ضحوا بأرواحهم من أجل خدمة وطنهم، داعيا المولى عز وجل أن يتقبل شهداء الكويت الذين ضحوا بأرواحهم من أجل وطنهم في جنات النعيم.
ومن جهتها، قالت وكيل وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة بالتكليف م.مها العسعوسي انه في هذا اليوم نستذكر شهداءنا الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الكويت، وتحديدا شهداء وزارة الكهرباء والماء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل إيصال وتأمين وصول الكهرباء والمياه إلى المواطنين والمقيمين في تلك الفترة.
ولفتت إلى أن هناك 9 شهداء كانوا يعملون في قطاعات الوزارة المختلفة سواء في محطات الإنتاج أو محطات النقل والتوزيع والمياه، لتأمين خدمات الوزارة في تلك الظروف التي شهدتها الكويت.
بدوره، قال وكيل قطاع التخطيط في الوزارة م.علي شعبان إن وزارة الكهرباء والماء حرصت على إقامة هذا المعرض من أجل أن يستذكر أبناء العاملين في الوزارة هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل وطنهم.
بدوره قال وزير الإعلام والثقافة، عبدالرحمن المطيري، إنه في الذكرى الـ34 للغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت، في فجر الثاني من أغسطس 1990، والتي حلت الجمعة «نحمد الله على نعمة الأمن والأمان، ونستذكر الدروس في حب الوطن والتلاحم التي قدمها أبناء الكويت والمقيمون على أرضها الذين بذلوا الغالي والنفيس لحماية الوطن». وأضاف المطيري في تدوينة عبر حسابه في منصة «إكس»: «رحم الله شهداءنا الأبرار وحفظ الكويت وشعبها الوفي تحت ظل قيادتها الحكيمة حفظهم الله ورعاهم».
من جانبهم أكد عدد من المحافظين أن الكويتيين سطروا خلال فترة الغزو العراقي الغاشم للبلاد عام 1990 أروع معاني التضحية والوفاء في الدفاع عن أرضهم وتحريرها وأنهم مثال يحتذى به في الوقوف خلف قيادتهم.
جاء ذك في تصريحات متفرقة لمحافظي الجهراء وحولي الخميس بمناسبة الذكرى الـ34 للغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت في الثاني من شهر أغسطس عام 1990.
واستذكر المحافظون بكل فخر واعتزاز صمود الشعب الكويتي وتضحياته البطولية في مواجهة العدوان وتضحيات شهداء الكويت الأبرار الذين قدموا دماءهم الزكية فداء للوطن سائلين المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته.
وقال محافظ الجهراء حمد الحبشي إن الأشقاء الخليجيين ومعظم الدول العربية والأصدقاء في العالم سجلوا صفحة ناصعة البياض ستظل أبد الدهر محفورة في ذاكرة التاريخ الإنساني أثناء الغزو العراقي الغاشم.
وأكد الحبشي "أن المجتمع الكويتي جسد أثناء الغزو العراقي الغاشم أهم القيم التي جبل عليها بتقديم التضحية من أجل الحفاظ على الوطن بالتكاتف والتعاضد والالتفاف حول قيادته" مضيفا بأن كل فئات المجتمع دون استثناء قدمت من أبنائها العديد من الشهداء الأبرار وأن هذا التلاحم يدل على حجم الوحدة الوطنية التي جسدها الكويتيون في تلك الأيام.
ودعا المولى عز وجا بأن يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه ويرحم الشهداء الأبرار تحت ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو أمير البلاد وولي عهده الأمين.
بدوره قال محافظ حولي علي الأصفر إن ذكرى الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت تعد فرصة سنوية لاستذكار تضحيات أبناء الشعب الكويتي وتعاضدهم والتفافهم حول قيادتهم الحكيمة.
وذكر الأصفر أن أهل الكويت لن ينسوا تاريخ الثاني من أغسطس وما حدث من غدر آثم ودمار خلفه الغزو للبلاد مضيفا أن هذه الذكرى تخلد تضحيات شهداء الكويت الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن.
من ناحيته قال محافظ "مبارك الكبير" الشيخ صباح البدر إن الكويت تستذكر في هذا المناسبة "بكل ألم ومرارة" جريمة الغدر التي ارتكبها جيش النظام العراقي الغاشم فجر 2 أغسطس عام 1990.
وأكد الشيخ صباح البدر وقوف الشعب الكويتي والتفافه مع القيادة الشرعية وبذل كل البطولات والتضحيات لشهدائنا الأبرار وصمود الكويتيين ووقفة العالم من الدول الشقيقة والصديقة التي تكللت بالتحرير وعودة الحق لأهله.
ودعا المولى عز وجل أن يحفظ الكويت بقيادة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي عهده الأمين الشيخ صباح الخالد.
في السياق ذاته ومع بزوغ فجر الثاني من أغسطس 1990 ومنذ الساعات الأولى للغزو العراقي الغاشم للكويت لم تكن "كونا" بمنأى عن ممارسات قوات الاحتلال التي سارعت إلى السيطرة على مبنى الوكالة واعتقال الموجودين فيه إضافة إلى إفراغ الوكالة من جميع محتوياتها والسطو على أجهزتها ومعداتها.
وعلى الرغم مما ارتكبته قوات الغزو العراقي من جرائم وعدوان في حق المؤسسات كافة وعلى وجه التحديد "كونا" من سرقة أجهزتها ومعداتها وأرشيفها إلا أنها عجزت عن مصادرة إرادتها ودورها الوطني في التصدي له إذ استطاعت خلال فترة وجيزة استكمال رسالتها الإعلامية.
وجميع تلك الممارسات التي طالت "كونا" لم تمنعها من مواصلة العمل من خلال مكتبها في لندن لبث الأخبار وتم إعلام الوكالات العربية والعالمية بأن العاصمة البريطانية أصبحت المقر الرئيس لوكالة الأنباء الكويتية.
وعلى إثر الغزو بدأت "كونا" البث من العاصمة البريطانية لندن نظرا إلى الحضور العربي الإعلامي والعالمي المؤثر هناك حيث تحددت رسالة الوكالة بالتأكيد على الشرعية الكويتية واستقلالية الكويت دولة ذات سيادة معترف بها من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية وعودتها إلى أهلها.
وما أن استأنفت "كونا" عملها بدأت في إعادة بناء جهاز فني وبشري قادر على القيام بالعمل الإخباري وبدأت بتزويد مشتركي الوكالة بالأخبار عن طريق الفاكس وإعادة نسج شبكة المكاتب الخارجية وتوفير كوادر إدارية وفنية ومهنية للوكالة خارج الكويت.
وكان التعميم الأول الذي صدر عن إدارة الوكالة إلى جميع مكاتبها ومراسليها في الخارج هو الاستمرار في العمل وتكثيف الجهود والطاقات في هذه المرحلة لخدمة قضية الوطن.
وبعد الإعلان عن نية عقد مؤتمر شعبي كويتي في جدة في 13 أكتوبر 1990 قررت "كونا" أن تبدأ إرسالها الكامل من خلال كوادرها الوطنية من العاصمة البريطانية لندن عبر شبكتها الجديدة وليتزامن هذا الإرسال مع انعقاد المؤتمر كما أعيد بث خدمة "كونا" باللغة الإنجليزية إضافة إلى اللغة العربية بغية الانتشار الإعلامي والسياسي ومتابعة تغطية النشاط الرسمي والشعبي.
وخلال الفترة الممتدة من 3 أكتوبر 1990 إلى نوفمبر 1991 تمكنت "كونا" من بث حوالي 16110 مواد إخبارية وعقب التحرير وفي نوفمبر عام 1991 عادت الوكالة إلى مقرها الدائم في الكويت وبدأت عملية إعادة العمل التي اكتملت بحلول عام 1992.
وكان للإعلام الكويتي دور كبير وفاعل في تلك الفترة فكان صوت الحقيقة ومنبر الحق الذي فضح قوات الاحتلال وكشف ممارساته وأسهم في دعم صمود المواطنين على مدى سبعة أشهر حتى نيل الحرية وتحرير البلاد في 26 فبراير 1991.
على صعيد متصل استحضر عدد من الإعلاميين الكويتيين ممن كانت لهم وقفات وطنية راسخة إبان الغزو في لقاءات مع "كونا" أمس الأول ذكرياتهم لتلك الأيام وكيف حافظوا على استمرار بث إذاعة وتلفزيون دولة الكويت ليبقى نداء "هنا الكويت" صادحا عبر الأثير لا يتوقف.
وقال الإعلامي فريح العنزي لـ"كونا" إنه مع الساعات الأولى من صباح يوم الغزو تلقى اتصالا من مدير إذاعة دولة الكويت حينئذ عبدالرحمن الهادي طالبه فيه بالتوجه إلى معسكر "جيوان" بوزارة الدفاع بعدما سيطرت القوات العراقية على مبنى وزارة الإعلام.
وأوضح العنزي "مدير المذيعين في الإذاعة آنذاك" أنه "حينما ذهبت إلى معسكر "جيوان" دخلت من بوابته الجنوبية فيما سيطر الجنود العراقيون على البوابة الشمالية وحين وصولي وجدت غرفة كبيرة بها ميكروفون وأشرطة أغاني وطنية فقط ولم تكن هناك أي أجهزة لمتابعة الأخبار من وكالات الأنباء العالمية أو غيرها لنتعرف عما يحدث في داخل البلاد أو خارجها".
وأضاف "تحدثت وقتها مع وكيل الإذاعة آنذاك الدكتور عبدالعزيز المنصور حول ما هو المطلوب بثه؟ ليوجهني بدوره إلى التركيز والتأكيد على الشرعية الكويتية بقيادة أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد وولي العهد آنذاك الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله - طيب الله ثراهما - وأن الكويت دولة مستقلة مع إيصال رسائل "نخوة" للوطن العربي والتذكير بأعمال الكويت الخيرة".
وأوضح أن اعتداءات القوات العراقية الغازية اشتدت على المعسكر حتى وصلت إلى غرفة البث الإذاعي و"اضطررنا لإيقاف البث من هذا الاستديو ونقله إلى محطة الإرسال في منطقة "كبد" فيما بقينا هناك حتى يوم الجمعة 3 أغسطس لصعوبة الخروج من المعسكر حتى استطعنا التسلل لخارجه سالمين".
واستدرك قائلا "توجهت بعد ذلك إلى منطقة "الخفجي" في المملكة العربية السعودية لأنضم إلى عدد من الزملاء حيث استؤنف بث الإذاعة لفترة قصيرة انتقلنا بعدها إلى محطة إرسال في منطقة "أبو حدرية" شرقي المملكة وعملنا فيها لفترة ثم انتقلنا إلى محطة أكبر في "الدمام" فيما طلب مني بعد ذلك الانضمام إلى مجموعة من قوات التحالف أنشأت حينها إذاعة أطلق عليها اسم "صوت الخليج" تبث رسائل موجهة للجنود العراقيين واستمر عملي هناك حتى تحرير دولة الكويت".
من جهته قال الإعلامي يوسف مصطفى لـ"كونا" إنه مع الساعات الأولى للثاني من أغسطس 1990 تلقى اتصالا هاتفيا من المخرج منصور المنصور رحمه الله أخطره خلاله بدخول قوات الغدر العراقية أراضي دولة الكويت فيما تلقى اتصالا آخر من وكيل الإذاعة حينئذ الدكتور عبدالعزيز المنصور الذي طالبه بالتوجه إلى "افتح يا سمسم" في إشارة إلى الاستوديو الموجود في منطقة الدسمة حيث كان يسجل برنامجا يحمل الاسم نفسه واستطرد قائلا "ثم ودعت أهلي الذين لم ألتق بهم إلا بعد تحرير دولة الكويت من براثن الغزاة. ولدى وصول جميع الزملاء كان الإرسال قد انقطع من استديو معسكر "جيوان" في حوالي التاسعة صباحا وأخذنا البث لنحض الكويتيين على الثبات ونستصرخ النخوة في وجدان العرب والمنظمات العالمية".
وأشار مصطفى إلى أنه "بعد رصد العراقيين محطة البث في جزيرة "فيلكا" طلب منا إخلاء استديو "الدسمة" وقمنا بعدها بالعديد من المحاولات منها انتقالنا إلى منزل الشيخ محمد اليوسف الصباح كونه من هواة اللاسلكي حيث عملنا على استخدام ما يملكه من أدوات الاتصال اللاسلكية وقمنا بالبث لكنه لا يصل إلا للمناطق القريبة حولنا مثل "بيان" و"الرميثية" و"سلوى"".
وزاد مصطفى قائلا "بعد عدة أيام تم تجهيز سيارتين لتخرجنا أنا والزملاء إلى منطقة "الخفجي" في المملكة العربية السعودية برا وقمنا باستخدام محطة إرسال في "الخفجي" يصل بثها إلى المنطقة الجنوبية من دولة الكويت وذلك لمدة ثلاثة أيام انتقلنا بعدها إلى محطة إرسال "راس الزور" في "أبو حدرية" واستمررنا في العمل فيها لمدة ليست بالقصيرة".
وأضاف مصطفى "بعد ذلك تم تجهيز إذاعة محلية في منطقة "الدمام" قمنا بالبث منها رغم محاولات الجيش العراقي التشويش على إرسالنا حتى تم إنشاء المركز الإعلامي الكويتي في القاهرة الذي قام بإمدادنا بمواد إعلامية وأرشيف لنستخدمه في عملنا ثم انتقلنا بعد ذلك للعمل من العاصمة السعودية الرياض حيث اتفقت دول الخليج على منح الكويت مساحة لبث رسائل إعلامية عبر قنواتها الرسمية وقمنا كمجموعة إعلاميين كويتيين ببث رسائل وأخبار وبرامج إعلامية لخدمة قضيتنا العادلة حتى من الله علينا بالتحرير وعودة الشرعية الكويتية.
بدوره استذكر الإعلامي علي حسن تلك الفترة وقال لـ"كونا" أخذنا على أنفسنا عهدا ألا ينقطع نداء "هنا الكويت" حتى مع الغزو العراقي الغاشم مبينا أن "توجيهات القيادة التي كانت على اتصال دائم معنا خاصة حينما كنا نعمل في محطة إرسال "راس الزور" بمنطقة "ابو حدرية" بأن تكون رسالتنا راقية كما هو الخطاب الإعلامي الكويتي وأن يكون خطابا رسميا موجها للداخل والخارج".
وأوضح حسن أنه مع عمل الإعلاميين الكويتيين من الاستديو في "الدمام" السعودية "جاءتنا التوجيهات بتقديم البرامج التي كانت تتميز بها إذاعة دولة الكويت مثل "جهينة" و"صباح الخير" و"مساء الخير" و"نجوم القمة" وغيرها رغم محدودية ساعات البث لكن كنا نقدم كل ما نستطيع ليستمر الإعلام الكويتي صادحا بالحق".
من جانبها طرحت مجلة الكويت الثقافية الصادرة عن وزارة الإعلام الكويتية عددها الجديد "أغسطس 2024" استحضرت من خلاله الغزو العراقي الغاشم للبلاد في فجر الثاني من أغسطس 1990 والذي حلت ذكراه الـ34 يوم الجمعة.
وأعدت مجلة الكويت ملفا خاصا عن هذه الذكرى الأليمة والأحداث التي سبقتها لتتناول من خلاله المقاومة الباسلة التي أبداها أبناء الكويت في وجه المحتل الغاصب ودفاعهم عن أرضهم كما عرجت على ردود الأفعال للدول الشقيقة والصديقة المساندة للحق الكويتي حتى استعادته وتحرير الأرض من براثن المحتل الغادر.
وتناول العدد الجديد من المجلة أيضا المواقف المشرفة لدولة الكويت دعما لمقاومة الأشقاء في الجزائر للاحتلال الفرنسي حتى تحرير الأراضي الجزائرية.
وفي الشأن الثقافي حط العدد رحاله عند السيرة الشعبية متناولا هذا النوع من الأدب في التراث العربي وما تختزنه نصوصه من تاريخ وجغرافيا وروابط اجتماعية.
واستشرف العدد الجديد كذلك الفرص والتحديات التي تواجه صناعة الإعلام في ضوء التطور التكنولوجي والمتغيرات الحالية.
وتطرق العدد الجديد من مجلة الكويت إلى الدراما الكويتية مستعرضا أثر الدراما في السلوك الإنساني وتاريخها محليا فضلا عن دور أجهزة الدولة في دعم الدراما وإعادتها إلى تألقها القديم.
وضم كذلك مجموعة من الموضوعات والمقالات الأدبية والثقافية.
من ناحيته أصدر المنبر الديمقراطي الكويتي بياناً في ذكرى الغزو الغاشم، جاء فيه: تمر علينا اليوم الذكرى الرابعة والثلاثون للغزو العراقي الغاشم للكويت الواقع في فجر 2 أغسطس 1990 وهو الحدث الذي شكل نقطة تحول كبيرة في تاريخ الكويت والعالم الحديث.
وفي هذا المقام، فإننا في المنبر الديمقراطي الكويتي نستذكر بفخر وألم واعتزاز وحسرة تضحيات شهداء وشهيدات الكويت الذين دفعوا أرواحهم ثمنا لاستمرار الكويت وبقاءها، ملتمسين لذويهم الصبر والسلوان على فقدهم العزيز الذي لا يعوضه أمرا، كما لا يفوتنا استذكار تضحيات الأسرى والجرحى، وأولئك الأبطال الذين رابطوا واحتجوا وقاوموا الاحتلال العراقي داخل الكويت وكافة من عمل من الخارج لحشد الرأي العام العالمي نحو تحرير الكويت، وتكللت كافة هذه الجهود بالنجاح في 26 فبراير 1991، بمساعدة الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي. ومن الأمثلة العديدة لملاحم البطولة التي سطرها الكويتيون أبان الغزو العراقى الغاشم، نستذكر بشكل خاص:
أولا، الأسير الشهيد النائب الوطني السابق فيصل الصانع الذي رفض الانصياع إلى السلطة العراقية وأبى إلا وأن يتمسك بالشرعية الكويتية الممثلة بسمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد وولي عهده الراحل الشيخ سعد العبدالله رحمهما الله طبقا للمادة الرابعة من الدستور الكويتي، وقدم حياته ثمنا وفداء لهذا الموقف البطولي؛ ثانيا، الشهيد مبارك النوت، ذلك الشخص السياسي الاقتصادي اللامع، الذي لطالما وقف خصما سياسيا للحكومة الكويتية قبل الغزو العراقي الغاشم وقاد المجتمعين بدواوين الأثنين الرافضين لتعطيل الدستور بالأهازيج والصيحات الوطنية الطالبة بإعادة الحياة الديمقراطية والبرلمانية والدستورية إلى الكويت، ومن ثم قدم حياته ثمنا للشرعية الكويتية لرفضه أمر القوات العراقية بإنزال صورة سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد رحمه الله من أعلى حائط مكتبه في جمعية العارضية التعاونية.
وثالثا، المسيرة النسائية التي خرجت دونما إذن أو تصريح أو إخطار في الأسبوع الأول من الغزو العراقي الغاشم ضد آلة العدوان العراقية آنذاك، كاسرة بذلك مسعى الغازى لفرض الخوف الهيمنة على نفوس الكويتيين، وأثبتت قوة وعزم المرأة الكويتية ومقاومتها الباسلة للطغيان وصولا إلى استخدام الجيش العراقي الغاشم للرصاص الحي لفض المسيرة. إننا نستقي من هذه الملاحم البطولية أن الكويتيون لن يحيدوا أبداً عن ثوابتهم ومبادئهم الدستورية، مهما كانت الظروف والمحن وبغض النظر عن الواقع المفروض عليهم، مؤمنين بالحرية والديمقراطية والمشاركة الشعبية فى القرار منهجا للحياة العامة ونبراساً يهتدون به لمعالجة كل التحديات والتهديدات الداخلية والخارجية، وأكبر دليل على ذلك الاجتماع والإجماع الشعبي الكبير للكويتيين في مؤتمر جدة الحاصل في 13—15 أكتوبر 1990، وبه أرسل الشعب الكويتي رسالته الحاسمة للعالم أجمع أنه متمسكا بدستوره المبني على ركيزتين أساسيتين: المادة الرابعة "الكويت إمارة وراثية في ذرية مبارك الصباح" والمادة السادسة "نظام الحكم في الكويت ديمقراطى، السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعاً وتكون ممارسة السيادة على الوجه المبين بهذا الدستور".
ومن المفيد إعادة ذكر بعض ما قاله المغفور له عبدالعزيز الصقر في مؤتمر جدة: "حضرة صاحب السمو الأمير، سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أيها الشعب: لقاؤنا هذا إذن ليس مهرجان شجب وتنديد، ولا مظاهرة دعم وتأييد، فهذه أمور تجاوزنا فيها القول إلى العمل، وسخرنا فيها لهيب العاطفة لشحذ الفكر والعقل، وتوافدنا إلى جدة لحوار جدي وجديد نضع منطلقات الرئيسية لبناء كويت الغد المحررة. ومن هذ المفهوم لمبررات هذا اللقاء وهدفه، اسمحوا لي أن أبين ما أعتقد أنه من أهم ثوابت التي ينبغى الالتزام بها في إعادة البيت الكويتي:
أولا: المشاركة الشعبية القائمة على حرية الحوار، وأغلبية القرار، ورقابة التنفيذ، ولا أخالنى اليوم في حاجة إلى توضيح مبررات هذا المنطلق الأول، والأهم مقتضياته، وكل ما يجري على ساحتنا الوطنية والعربية يقدم البراهين والشواهد، فاجتياح النظام العراقي للكويت هو في التحليل النهائي أحد الإفرازات المأساوية للحكم العراقي المطلق، الذي لا يقيم للإنسان وزنا، ولا يعرف للحرية قيمة، والفشل العربي من منع العدوان بداية، وفي ردعه ورده تاليا، وفي الوصول إلى مخرج عربي من الأزمة بعد ذلك يعزى أولا وقبل كل شيء إلى إنكار دور الشعوب، والتنكر لمصالحها، وفي الجهة المقابلة أثبتت التجربة الكويتية أن أصحاب الرأي الآخر عندما يلتزمون بأصول العمل السياسي، ويعملون بدافع الخدمة العامة، والولاء الكامل للوطن، وشرعيته الوطنية، ومن منطلق القناعة الفكرية المحررة من كل تبعية، فإن هؤلاء لا يمكن أن يقفوا إلا في صف الوطن، ودرعا لشرعيتهم وحريتهم، والمشاركة الشعبية التى ندعو إليها في الكويت لا تحتاج إلى تنظير وتأطير، فهي واضحة المعالم والأسس والمؤسسات في دستور البلاد الذي تفضلتم سموكم بالاشارة إليه، ويمكن أن تؤدي دورها السياسى، والاجتماعي، والاقتصادي من دون تجاوز، وترسم حدود كل طرف من أطرافها دون ازدواجية بمجرد الالتزام الصادق، والتطبيق الواعي لدستور عام 1962 م بكامل مواده وبنوده، خاصة أن استرشاد هذا الدستور بتجارب الدول الأخرى قد عزز هويته الكويتية الصادقة، فجاء بمثابة عباءة سياسية كويتية النسيج والنموذج، تنسجم مع مقاسات المجتمع الكويتي، وتتفق مع مناخه السياسي والاجتماعي، وتلبي احتياجات نموه وتطوره، والوثيقة الدستورية التي أضحت منذ لحظة المصادقة عليها، وإصدارها بمثابة عهد وميثاق بين الشعب وقيادته السياسية، وقد اكتسبت بالتأكيد تكريسا تاريخياً جديداً بعد أن مهرها شهداء الكويت بدم التضحية والفداء حين تمسك الشعب بالشرعية، معربا عن وفائه النبيل بعهده، واحترامه الأصيل لميثاقه." إننا في المنبر الديمقراطي الكويتي في هذه الذكرى الأليمة نؤكد اعتزازنا بتضحيات وصمود الشعب الكويتي في الداخل والخارج المؤكدة لاستمرار مسيرتنا الشعبية بالتمسك بقيم الحرية والاستقلال الوطني المتمثلين في دستور 1962 الممهور بدم التضحية والفداء من قبل شهداء الكويت، وساعون للالتزام الصادق به والتطبيق الواعي له بكامل بنوده ومواده. رحم الله شهداء الكويت وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.
بدوره أشاد القائم بالأعمال في سفارة الجمهورية العربية السورية الشقيقة لدى الكويت تميم مدني بصمود الكويتيين والتفافهم خلف قيادتهم منذ الساعات الأولى للغزو العراقي للكويت صبيحة الثاني من أغسطس عام 1990، وبمقاومة المحتل وعدم التعاون معه حتى تم التحرير.
وأكد المستشار مدني أن مثل هذه الأزمات والأحداث تظهر مدى وطنية وانتماء الإنسان لوطنه وتعلقه بأرضه ودفاعه عنها مهما كان حجم القوة المعتدية، وذلك كان من أهم العوامل التي ساهمت في صمودهم ضد المحتلين، فهم نجحوا في حشد الرأي العام الخليجي والعربي والعالمي معهم، واكتسبوا ثقة معظم دول وشعوب العالم التي شاركت في التحالف الدولي لدحر المحتل وإنهاء مغامرة صدام حسين آنذاك التي جرت العراق والكويت والمنطقة بل والعالم إلى الكثير من المآسي والأزمات المتتالية بسبب التقدير الخاطئ والاعتداء الغادر.
وأكد القائم بالأعمال السوري أن ذكرى الغزو العراقي للكويت ورغم مرور 34 عاما عليها إلا أنها لا تزال راسخة في أذهان وقلوب الكويتيين وجميع العرب والمسلمين، بل والعالم أجمع بأن حق الشعوب في التحرر سيتحقق مهما كانت قوة وبطش المحتل، وأن هناك من يناصرون الحق ويقفون معه، مستذكرا موقف الجمهورية العربية السورية ورفضها للغزو ومشاركة قواتها المسلحة في حرب تحرير الكويت بعد استنفاد كل النصائح والسبل الديبلوماسية لانسحاب القوات العراقية وتعنت نظام صدام حسين ومكابرته التي جرت الويلات على المنطقة وأحدثت شرخا كبيرا وصدعا عميقا في العلاقات العربية الأخوية، سائلا الله تعالى أن يحفظ الكويت وشعبها من أي مكروه وأن يديم عليها نعمتي الأمان والازدهار في ظل قيادتها الحكيمة. من ناحيته وبمناسبة الذكرى الـ 34 للغزو العراقي الغاشم للكويت، أصدر السكرتير العام لاتحاد عمال الكويت ناصر فلاح العازمي بيانا قال فيه: «في الثاني من أغسطس من كل عام تعود إلى الذاكرة الأحداث الحزينة والأليمة والمآسي الإنسانية الكبيرة التي عاشها شعب الكويت جراء الغزو العراقي الإجرامي الغاشم الذي قاده المقبور صدام حسين ضد بلادنا الحبيبة وما رافقه من قتل وتشريد ودمار وخراب واعتقالات، أودت بحياة العديد من القتلى والجرحى والمفقودين ولا تزال الأسر الكويتية تعاني من آثارها».
وفي هذه المناسبة، يستذكر الاتحاد العام لعمال الكويت والاتحادات المهنية والنقابات العمالية والحركة النقابية العمالية الكويتية والطبقة العاملة في الكويت، شهداء الكويت الأبرار وجميع الأسرى والمفقودين الأبطال، ويفخرون بأبطال التحرير الأحياء منهم والراحلين، الذين عملوا على تحرير الكويت من براثن الاحتلال، وفي مقدمتهم: سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد وسمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله، وسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وسمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، طيب الله ثراهم، كما يحيون بكل فخر واعتزاز صلابة وإرادة شعب الكويت في مقاومة العدوان الغاشم وتصديه لقوى الشر، والحركة النقابية الكويتية والطبقة العاملة الذين كانت لهم مواقف مشهودة في هذا المجال، حيث كان لهم دور وطني كبير كمدافع قوي عن قضايا الكويت في أصعب الظروف في المحافل العربية والدولية خلال الغزو الهمجي، حيث شهدت لها كافة المنظمات والاتحادات العالمية.
كما لا يفوتنا أن نستذكر الدور الكبير الذي لعبه أبطالنا رجال الإطفاء في إخماد الحرائق النفطية، كما نستذكر بكل إجلال وتقدير مواقف الأشقاء والأصدقاء الذين وقفوا معنا في تلك المحنة ودعموا الحق والحرية لشعبنا الكويتي، وشاركوه ما قدمه من تضحيات عظيمة في سبيل تحرير الوطن الغالي ودحر العدوان الغاشم وتخليص أرض الكويت الطاهرة.
إن الاتحاد العام لعمال الكويت والطبقة العاملة والحركة النقابية بأسرها، يؤكدون في هذا اليوم التاريخي وقوفهم والتفافهم بكل قوة مع القيادة السياسية الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، وسمو ولي العهد الأمين الشيخ صباح الخالد، حفظه الله، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، داعين الشعب الكويتي بكل طبقاته ومكوناته إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية، وصيانة الجبهة الداخلية وتماسكها، والحذر واليقظة والتحلي بالوقوف صفا واحدا من أجل مواجهة التداعيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتحديات الخطيرة.
عاشت الكويت حرة أبية، والمجد والخلود للوطن والرحمة والمغفرة للشهداء الأبرار.