
أكد ممثل سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، سمو الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء حرص الكويت على توطيد علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي تنفيذا للتوجيهات الحكيمة لصاحب السمو.
ونبه ممثل الأمير الذي وصل أمس والوفد المرافق لسموه إلى مملكة بلجيكا الصديقة على رأس وفد دولة الكويت المشارك في القمة المشتركة الأولى بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي المقرر عقدها في العاصمة بروكسل اليوم، نبه على أهمية القمة المشتركة الأولى بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي في بناء شراكة استراتيجية قائمة على رؤى وأهداف مستقبلية مشتركة في مختلف المجالات لتحقيق تنمية وازدهار دول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي.
وقال سموه إن هذه القمة تضيف أبعادا جديدة للعلاقات المتميزة التي تربط مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالاتحاد الأوروبي عبر الإرتقاء بها إلى آفاق أرحب وتوسيع أطر التعاون بينهما بما يخدم المصالح والتطلعات المشتركة لبلداننا وشعوبنا.
وأعرب سمو رئيس مجلس الوزراء عن اعتزازه بالعلاقات التاريخية والوطيدة التي تجمع دولة الكويت والاتحاد الأوروبي مؤكدا الحرص على تعزيز التعاون الثنائي وتطويره في كافة المستويات تنفيذا للتوجيهات الحكيمة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي وسفير دولة الكويت لدى مملكة بلجيكا ورئيس بعثتيها لدى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي «ناتو» نواف نافع العنزي وأعضاء السفارة.
وكان ممثل صاحب السمو قد غادر أمس والوفد المرافق له أمس إلى بلجيكا لترؤس وفد دولة الكويت المشارك في القمة المشتركة الأولى بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي المقرر عقدها في العاصمة بروكسل.
وكان في وداع سموه على أرض مطار الكويت الدولي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء شريدة المعوشرجي ورئيس ديوان رئيس مجلس الوزراء عبدالعزيز الدخيل.
وتجسيدا للالتزام بتطوير شراكة أوثق في ضوء التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة تعقد دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم الأربعاء أول قمة على مستوى رؤساء الدول والحكومات منذ تدشين العلاقات الرسمية بين الجانبين في 1989 بمشاركة 33 رئيس دولة ورئيس وزراء.
وتمثل القمة التي سيرأسها بشكل مشترك أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بصفته الرئيس الدوري لمجلس التعاون الخليجي ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل محطة مهمة في مسار الشراكة الاستراتيجية بين دول المجلس والاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى كونها فرصة لإرساء الأسس لمزيد من الترابط الاستراتيجي بين الجانبين.
وينظر الاتحاد الأوروبي إلى القمة التي ستعقد بمشاركة ممثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، سمو الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء على رأس وفد دولة الكويت باعتبارها فرصة للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب مع «الشركاء الاستراتيجيين في ظل هذه الظروف الجيوسياسية الصعبة».
ويعتزم الاتحاد الأوروبي اغتنام القمة ليطرح على طاولة المناقشات قضايا التعاون في العديد من الملفات بينها الاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة والمناخ بالإضافة إلى التحديات العالمية المشتركة والتواصل المتبادل بين شعوب الخليج والاتحاد الأوروبي.
كما من المقرر أن تتناول ملفات تعزيز أطر الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ومناقشة التطورات الإقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة وتبادل وجهات النظر حيالها وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في فلسطين على خلفية الحرب الدموية التي دخلت عامها الثاني في قطاع غزة والانتهاكات المتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلية في الضفة الغربية.
ووصف وزير الخارجية عبدالله اليحيا هذه القمة بأنها محطة تاريخية مهمة في مسار الشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي وتعكس التزام الجانبين بتعزيز العلاقات في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة.
وأضاف أن الكويت ستعمل خلال هذه القمة على تعزيز دورها كشريك دولي في تعزيز التنمية المستدامة مشيرا إلى أن ممثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه سيلقي كلمة يؤكد من خلالها أهمية تضافر الجهود الدولية لتعزيز أمن واستقرار المنطقة وكذلك استعراض رؤية الكويت تجاه أفق توسيع مجالات التعاون بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن سموه سيعقد عددا من اللقاءات الثنائية مع رؤساء الوفود المشاركة لمناقشة عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك.
ورغم أن هذه القمة هي الأولى من نوعها فإن علاقات الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي قديمة حيث تستند إلى اتفاقية تعاون وقعت عام 1989 شكلت إطارا يحدد حوارا منتظما حول التعاون بين الطرفين في مجالات العلاقات الاقتصادية وتغير المناخ والطاقة والبيئة والبحث العلمي.
ووفق مجلس التعاون الخليجي فقد نصت الاتفاقية الإطارية للتعاون بين دول المجلس والاتحاد الأوربي على تشكيل مجلس مشترك يضم وزراء خارجية الطرفين يجتمع سنويا بشكل دوري.
وأقر وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي خلال اجتماع مشترك عقد في بروكسل في فبراير 2022 برنامج تعاون مشترك للفترة 2022-2027 تم تحديثه في أكتوبر 2023.
ويستعرض البرنامج الذي تم إقراره أنشطة مشتركة تشمل عددا من القطاعات منها التجارة والاستثمار وتغير المناخ والانتقال الأخضر والمستدام ومبادرات التواصل بين الشعوب بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب.
وكانت المفوضية الأوروبية ومكتب الممثل السامي للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي أصدرا في مايو 2022 بيانا مشتركا بعنوان «شراكة استراتيجية مع الخليج» لإرساء خارطة طريق عملية أمام الاتحاد الأوروبي لتطوير علاقات أوثق مع دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي الشهر نفسه تم تعيين لويجي دي مايو كأول ممثل خاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج العربي بهدف إرساء شراكة أقوى وأكثر شمولا واستراتيجية للاتحاد الأوروبي مع دول منطقة الخليج.
وتأتي القمة تتويجا لعقود من التعاون المتواصل بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين نحو 204.3 مليار دولار بلغت منها صادرات مجلس التعاون الى الاتحاد الأوروبي نحو 106.3 مليار دولار.
وتشير بيانات أوروبية إلى أن واردات الوقود من دول مجلس التعاون الخليجي شكلت أكثر من 75 بالمئة من واردات الاتحاد الأوروبي في 2023 لتتضاعف هذه الواردات ثلاث مرات منذ عام 2020 نتيجة تحول حاد في مصادر الإمداد للاتحاد الأوروبي بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا.
وفي هذا الإطار قال سفير دولة الكويت لدى مملكة بلجيكا ورئيس بعثتيها لدى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي «ناتو» نواف العنزي إن القمة الخليجية - الأوروبية التي ستنعقد في بروكسل اليوم الأربعاء تأتي ضمن إطار مسار طويل من التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي.
واعتبر السفير العنزي في تصريح لـ»كونا» أن هذه القمة الخليجية - الأوروبية الأولى تعتبر خطوة إضافية نحو تعزيز التعاون الاستراتيجي بين اثنتين من أبرز الكتل المؤثرة في النظام الدولي.
وأوضح أن ذلك «ينعكس من خلال قوة اقتصادية تقدر بأكثر من 20 بالمئة من الناتج الإجمالي العالمي حيث بلغ معدل التبادل التجاري 170 مليار يورو» 185.35 مليار دولار» لعام 2023» وفقا لما ذكرته وثيقة «الشراكة الاستراتيجية مع الخليج».
وأكد السفير العنزي أن دولة الكويت تتطلع للمشاركة بفعالية في القمة برئاسة ممثل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه سمو الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.
وأضاف أن هذه القمة تؤكد «الأهمية الاستراتيجية المرتبطة بتعزيز العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي نظرا لدورها المتنامي وتأثيرها المتعاظم على الساحة الدولية فضلا عن كون انعقاد القمة الأولى يعكس حرص الجانبين على تدعيم الشراكة الاستراتيجية فيما بينهما على أرفع المستويات ويخلق قنوات تواصل بما يهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم».
وأشار إلى أنه من المقرر أن يصدر عن القمة بيان ختامي يرسم ملامح الطريق مستقبلا ويتناول عددا من الموضوعات تشمل التجارة والاستثمار والحوار بشأن التحول في مجال الطاقة والتغير المناخي ومحاربة الإرهاب والتنسيق في مجال المساعدات الإنسانية وتعزيز التعاون في مجالات الأمن الإقليمي.
وأضاف السفير العنزي أن البيان سيؤكد كذلك على أهمية تعزيز الحوار السياسي وتحقيق التنمية المستدامة بين الجانبين إلى جانب تناول التطورات الجيوسياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي.