
عواصم – «كونا» : تنطلق، اليوم الأحد، أعمال القمة الخليجية في دورتها الـ45 التي تستضيفها الكويت، بحضور قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية تحت شعار» المستقبل خليجي».
وفي هذا الإطار، أكد وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري حرص دولة الكويت على تنظيم قمة المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي الـ45 التي تعقد اليوم الأحد بما يليق بمكانة الكويت الإقليمية والعلاقات التاريخية المتجذرة بين دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال الوزير المطيري في تصريح للصحفيين «إننا حريصون على تقديم أفضل تنظيم واستقبال يعكسان الروابط المتينة والعلاقات الأخوية الممتدة بين دول مجلس التعاون الخليجي».
وأضاف أن هذه القمة «تعتبر فرصة لتأكيد إيماننا بالمصير الواحد والعمل المشترك لتحقيق مستقبل مزدهر مليء بالنجاحات والإنجازات التي تمثل الأهداف السامية لمجلس التعاون».
وأوضح أن العلاقات بين دولة الكويت وأشقائها في مجلس التعاون الخليجي عميقة وضاربة في أعماق التاريخ مشددا على أن هذه العلاقات أصبحت نموذجا يحتذى في التعاون الإقليمي.
وذكر أن «ما يميز علاقاتنا الخليجية هي الخصوصية التي مكنت من إحداث نقلة نوعية في مختلف المجالات مع تحويل التاريخ المشترك إلى عمل موحد يخدم القضايا المصيرية ويعزز مسيرة مجلس التعاون».
وبين الوزير المطيري أن المركز مجهز لاستقبال أكثر من 80 إعلاميا وصحافيا وضيفا لتغطية القمة الخليجية وأعمالها حيث يضم المركز استوديوهات حديثة ومساحات عمل مزودة بأجهزة كمبيوتر وقاعات للندوات والجلسات الحوارية إضافة إلى شاشات عرض كبيرة وخدمات إنترنت متطورة.
وأشار إلى أن المركز يشمل معرضا إعلاميا مصاحبا مكونا من سبعة أجنحة منها ستة مخصصة للدول الأعضاء وجناح للأمانة العامة حيث يهدف المعرض إلى تسليط الضوء على مسيرة دول مجلس التعاون وإنجازاتها التاريخية وأهم القضايا المشتركة التي تهم شعوب المنطقة.
من جانبه أجرى وزير الدولة لشؤون البلدية وزير الدولة لشؤون الإسكان عبداللطيف المشاري جولة تفقدية لمواقع إقامة المؤتمر للوقوف على جاهزيتها واستعداداتها.
وبينت «البلدية» في بيان صحفي أنه رافق الوزير المشاري في جولته المدير العام لبلدية الكويت بالتكليف منال العصفور حيث تفقدا المواقع بمشاركة عدد من الجهات الرسمية.
من جهته أكد سفير دولة الكويت لدى السعودية الشيخ صباح الناصر أن استضافة دولة الكويت للقمة الخليجية تعكس التزامها الراسخ بدعم مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتعزيز وحدة الصف الخليجي.
وأكد الناصر في تصريح لـ»كونا» أن القمة التي تنطلق غدا «اليوم» تأتي في وقت حساس يتطلب المزيد من التنسيق والتعاون بين الدول الأعضاء لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية مشددا على أهمية تكريس الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق تطلعات شعوب دول الخليج نحو مزيد من التقدم والازدهار.
وأعرب عن ثقته بأن القمة ستشهد قرارات مهمة تعزز التكامل الخليجي في مختلف المجالات مؤكدا أن الكويت بقيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه ومعاونة سمو ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح حفظه الله ستواصل دورها البناء في دعم العمل الخليجي المشترك وتحقيق تطلعات شعوب المنطقة.
وختم الناصر تصريحه بتأكيد أهمية تضافر الجهود الخليجية في ظل الظروف الراهنة لتعزيز التضامن وتحقيق المصالح المشتركة لدول مجلس التعاون.
من جهته قال سفير دولة الكويت لدى مملكة البحرين الشيخ ثامر الجابر إن القمة الخليجية المرتقبة بالكويت تؤكد ما وصلت إليه منظومة دول مجلس التعاون الخليجي من أهمية متزايدة ومكانة دولية بارزة مشيرا الى انها تمهيد لمرحلة مهمة نحو تكامل خليجي أكثر شمولا وإشراقا.
وشدد الجابر في تصريح أدلى به الجابر لـ «كونا» على ما تحظى به القمة من أهمية خاصة أنها تنعقد وسط ما تشهده المنطقة من تطورات في القضايا الإقليمية والدولية مشيرا إلى انها «بكل تأكيد ستكون محل اهتمام قادة دول مجلس الخليجي».
وأشاد بما شهده مجلس التعاون خلال أربعة عقود منذ انشائه عام 1981 وما أنجزه نحو مستقبل لخدمة المصالح المشتركة بين شعوب المجلس ومنها على سبيل المثال وليس الحصر قيام السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي الموحد ومبدأ مساواة طلاب دول المجلس بالتعليم والصحة وتملك العقار لجميع مواطني دول المجلس ومعاهدة الدفاع المشترك مؤكدا انه مدعاة «فخر واعتزاز».
وأضاف انه «ليس هذا هو طموح قادتنا وشعوبنا الخليجية فقط» لافتا الى ان «مقوماتنا الخليجية تدفعنا للعمل نحو تحقيق ما هو أكثر وأفضل وتمثل القمة فرصة طيبة لتوحيد رؤى دول الخليج لتعزيز عمل مجلس التعاون المشترك الذي عزز خلال مسيرته الهوية الخليجية ودفع بعجلة التنمية بمواقفه السياسية والاقتصادية والاجتماعية الثابتة والمتوازنة ما يؤكد حرص قادة دول المجلس على النهوض بالشعوب الخليجية للوصول إلى التكامل وترسيخ مفهوم المواطنة الخليجية المنشودة لما يجمعنا من تاريخ وجغرافيا وعادات وتقاليد ومصير مشترك سيبقينا دائما بإذن الله اخوة متحدين متعاونين خليجنا واحد وشعبنا واحد».
ونوه بما وصلت إليه منظومة دول مجلس التعاون الخليجي من أهمية متزايدة ومكانة دولية بارزة من خلال الحوارات الاستراتيجية مع الدول والمنظمات الإقليمية في قارات العالم كحواراتها مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين ودول آسيان والاتحاد الأفريقي.
ولفت الى ان «هذا يعكس ثقة دول العالم بمجلس التعاون الخليجي لما يملكه من اتزان ووسيط نزيه في دعم القضايا العربية والإسلامية والدولية لتحقيق الأمن والاستقرار إضافة إلى ما تملكه دولنا الخليجية من ثقل اقتصادي فحجم الصناديق السيادية لدول الخليج مجتمعة تمثل ما يقارب 4ر4 تريليون دولار وحجم الناتج المحلي للدول الست أكثر من 1ر2 تريليون دولار وحجم التبادل التجاري بين دول المجلس يصل إلى 5ر1 تريليون دولار».
واشار إلى أن «دول المجلس الأولى عالميا في إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي كما تعتبر دولنا الخليجية مثالا للعمل الإنساني في تقديم العون والمساعدة في الحروب والكوارث للمحتاجين والمتضررين في الدول العربية والإسلامية والعالم أجمع وسيبقى خليجنا منبعا للخير والسلام والأمان».
واضاف «لا شك أن القمة الخليجية المرتقبة تمثل عرسا خليجيا ولقاء قادتنا مكنون جوهر قوتنا وستضيف قصة نجاح إضافية لمسيرة مجلس التعاون الخليجي في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد المفدى وإخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي حفظهم الله ورعاهم المتمسكين بكل ما من شأنه رفعة وتقدم ووحدة بيتنا الخليجي».
من ناحيته، قال سفير دولة الكويت لدى قطر خالد المطيري إن استضافة دولة الكويت للقمة الخليجية استمرار للمسيرة المباركة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأضاف السفير المطيري أن الوحدة التاريخية والثقافية والاجتماعية التي تجمع شعوب دول الخليج تمثل مصدر إلهام للوحدة وتوثيقا لعرى الأخوة بين الشعوب الخليجية.
وأشار إلى حرص قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على دعمهم الثابت في تعزيز مسيرة المجلس والحفاظ على وحدته وتماسك البيت الخليجي كونه منظومة قوية ومتكاملة لا غنى عنها في مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة.
وأشاد بما شهده مجلس التعاون خلال أربعة عقود منذ إنشائه عام 1981 وما أنجزه نحو مستقبل أفضل لخدمة المصالح المشتركة مشيرا إلى خطواته الراسخة والمدروسة لتحقيق أهدافه وطموحاته ومصالح دوله وشعوبه.
وبين أن مجلس التعاون أصبح مركزا ومحطة مهمة لمختلف دول العالم حيث نجح مجلس التعاون الخليجي خلال العقود الأربعة الماضية في تعزيز مكانته الإقليمية وتأكيد حضوره على الساحة الدولية وبات شريكا فاعلا وموثوقا به لترسيخ الأمن والاستقرار حول العالم.
ودعا السفير المطيري في ختام تصريحه المولى عز وجل ان يستمر مجلس التعاون بالمضي في مسيرته المباركة نحو مزيد من التقدم والازدهار المشترك وان تكون القمة الخليجية في دولة الكويت عرسا خليجيا يجمع قادة وشعوب دول مجلس التعاون.
على صعيد متصل، أكدت شخصيات سياسية وأكاديمية كويتية أهمية الدور المحوري الذي تؤديه القمم الخليجية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية والاضطرابات المتسارعة التي تلقي بظلالها على الأمن والاستقرار الإقليمي.
وقالت هذه الشخصيات في تصريحات متفرقة لـ «كونا» إن مؤتمر القمة للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بدورته الـ 45 التي تستضيفها دولة الكويت اليوم الأحد يعد فرصة لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك في مواجهة التحديات المشتركة لاسيما الاقتصادية والسياسية والأمنية إلى جانب تعزيز مكانة المجلس على المستويين الإقليمي والدولي.
وأوضحت أن القمة تأتي لتؤكد أهمية تعزيز العمل الخليجي المشترك وتكريس التعاون في مواجهة المتغيرات التي تتطلب مواقف موحدة وسياسات مدروسة لضمان استدامة الأمن والتنمية في المنطقة.
وقال الأمين العام السابق لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبدالله بشارة إن انعقاد هذه القمة يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة والعالم اضطرابات خطيرة يصعب التكهن بمصيرها.
وأكد أن القيادة الحكيمة لدول مجلس التعاون على دراية ومتابعة للتطورات الإقليمية والدولية التي تفرض على دول المجلس اتخاذ القرارات اللازمة والمناسبة وتبني الدبلوماسية الفعالة.
وأضاف أن بعد أكثر من 40 عاما على انشاء مجلس التعاون ما زال الإطار التعاوني القائم يحتاج إلى تعزيز وتطوير في جميع المسارات لاسيما في الجوانب الدفاعية والأمنية والدبلوماسية والاقتصادية.
من جانبه قال أستاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت الدكتور محمد الرميحي إن مجلس التعاون أنقذ على مدى 43 عاما المنطقة من منعطفات خطيرة منها الحرب العراقية - الإيرانية واحتلال وتحرير الكويت إلى جانب «الربيع العربي» وجائحة كورونا.
وأكد الرميحي أن حكمة قادة دول مجلس التعاون جنبت عبر القمم الخليجية دول المنطقة الانزلاق إلى حروب وصراعات لافتا في الوقت ذاته إلى ما أنجزه مجلس التعاون طوال مسيرته من ملفات اقتصادية كبيرة ومهمة منها قمة مجلس التعاون مع الاتحاد الأوروبي والتي تعد اعترافا دوليا بقيمة المجلس وإنجازاته.
وأوضح أن القمة تعقد في رحاب الكويت لإكمال مسيرة أسست الأمن والاستقرار في المنطقة وجنبتها مخاطر محيطة بها في ظروف استثنائية.
بدوره قال استاذ الانثربولوجيا والاجتماع في جامعة الكويت والقائم بأعمال مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية الدكتور يعقوب الكندري إن الكويت دأبت على تحقيق التوازن عبر دبلوماسيتها ووساطتها في الأزمات مما يجعل هذه القمة تعقد في بلد لطالما كان منصة لتعزيز التعاون وتحقيق التضامن التوازن.
وذكر الكندري أن دول المجلس تواجه تحديات إقليمية ودولية تستوجب التنسيق المشترك وفي مقدمتها القضية الفلسطينية واعتداء الاحتلال الاسرائيلي على غزة ولبنان.
وأعرب عن الأمل في أن تركز توصيات القمة الخليجية على الوضع الاقتصادي لتحقيق المزيد من الإنجازات والحفاظ على الدور الريادي لدول مجلس التعاون.