
اكد عميد السلك الدبلوماسي سفير طاجيكستان لدى البلاد د. زبيد الله زبيدوف ،ان الكويت تحتل مكانة مرموقة في العالم لسياستها الخارجية الحكيمة والمتوازنة والمعتدلة ووساطتها لحل النزاعات ، اضافة الى وصول مساعداتها الإنسانية والإغــاثيـة للمحتاجين والمتضررين في مختلف دول العالم.
واشاد السفير د. زبيدوف في تصريح لـ " الصباح " بما تقدمه الكويت ممثلة بوزارة الخارجية للسفراء ورؤوساء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية المعتمدين لدى البلاد، من تسهيلات وتعاون مقدر لاداء اعمالهم
بسهولة ويسر ، مشيرا الى انهم يقدرون هذا التعاون المثمر لما في مصلحة دولهم مع الكويت، متنميا استمرار هذا النهج المتميز.
من جهة أخرى، تفاعل الطقس برذاذ المطر و "الجو بديع"، مع حفل الاستقبال الذي أقامه عميد السلك الدبلوماسي سفير طاجيكستان في الكويت د. زبيد الله زبيدوف ، الخميس الماضي في مقر سفارته ، بمناسبة شهر رمضان المبارك وعيد النوروز ، بحضور مسؤولين من وزارة الخارجية وحشد كبير من السفراء والمدعويين.
واستهل السفير زبيدوف تصريحه ، بأن رفع باسم جمهورية طاجيكستان، أسمى آيات الشكر والتقدير لدولة الكويت حكومةً وشعبًا "على ما لمسناه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة خلال زياراتنا للدواوين الكويتية خلال شهر رمضان الكريم ، وهو ما يعكس عُمق التقاليد العريقة وقيم الأخوة والتضامن الراسخة في وجدان هذا البلد المعطاء."
واضاف: إنّ اجتماعنا اليوم في رحاب هذه الأمسية الرمضانية المباركة، يمثل محطةً مضيئةً نؤكد من خلالها التآخي والتلاحم الإنساني الذي يجمعنا، ويُعلي من شأن القيم المشتركة في ديننا وثقافتنا وأخلاقنا.
فنحن نعيش في ظلال هذا الشهر الفضيل، شهر الرحمة والغفران والتقوى. إنّ رمضان لا يقتصر على الصيام والعبادات فحسب، بل هو مدرسةٌ متكاملةٌ لتجسيد فضائل السخاء والبذل والتواصل مع كافة الشرائح الاجتماعية. وفيه تتجلى أسمى صور التواصل الإنساني، حيث نتشارك موائد الإفطار والسحور، ونتسابق في ميادين الخير والعطاء، فتتلاقى الشعوب في وحدة القلوب والمبادئ. وإنّ حرص شعب الكويت على إحياء هذه المعاني الراقية، يعكس جوهر ثقافتهم المُضيافة وحرصهم على تعزيز علاقاتهم الأخوية مع مختلف الدول والشعوب.
وتابع: اما عيد النوروز فهو يومٌ دوليٌ تحتفل به الأمم المتحدة،
واقتران شهر رمضان المبارك بعيد النوروز يزيد من بهجة اللقاء، ويمنحه أبعادًا روحانيةً وثقافيةً فريدة. فالنوروز هو عيد حلول موسم الربيع في العديد من المجتمعات الزراعية حيث بداية موسم الحصاد تقليديا ، ويُحتفى به دوليًا في 21 مارس من كل عام، وفق ما أقرّته الأمم المتحدة تكريمًا لتاريخه العريق وأبعاده الإنسانية. إنّ هذا العيد يرمز للتجدد والأمل ووحدة الشعوب؛ إذ تحتفل به دولٌ عدة مثل طاجيكيستان , إيران، أفغانستان، أوزبكستان، تركمانستان، أذربيجان، كازاخستان، قيرغيزستان، العراق و تركيا، إضافةً إلى مجتمعات واسعة في باكستان والهند.
واردف : ويُعَدّ النوروز إرثًا ثقافيًا غنيًا احتضنته الأمم المتحدة ضمن قائمتها للتراث الثقافي غير المادي، نظرًا لما ينطوي عليه من قيم التسامح والتقارب والسلام.
وتطرق السفير د. زبيدوف الى مرور ثلاثين عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية طاجيكستان ودولة الكويت قائلا:
إنّ حلول الشهر الكريم وعيد الربيع "النوروز" يتزامن مع احتفاء بلدينا بالذكرى الثلاثين لانطلاقة علاقاتهما الدبلوماسية ، 30 عامًا من التعاون والصداقة والعمل المشترك في شتّى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. ففي تلك الأعوام، بنينا جسور الثقة والاحترام المتبادل، وتوسعت رقعة التفاهم في المحافل الإقليمية والدولية، فضلًا عن تعزيز الشراكات التجارية والاستثمارية. وها نحن اليوم، إذ نحتفل بهذا الإنجاز، نتطلع قُدمًا إلى ترسيخ مزيد من علاقات التكامل، وإلى تكثيف جهودنا لتحقيق الاستقرار والسلام والرفاه لشعبينا الصديقين. وقال : لمناسبة اقتراب العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك وانقضاء أيامه العطرة، يسرّني أن أتقدم بأصدق التهاني وأسمى آيات التبريكات إلى مقام سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد والحكومة الكويتية الرشيدة و شعبها الكريم المضياف ، سائلًا الله عزّ وجلّ أن يعيد عليهم هذه الأيام المباركة بالمسرّات ومزيدٍ من التقدم والازدهار. كما نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل من الجميع صيامهم وقيامهم وأعمالهم الصالحة، وأن يجعل عيد الفطر السعيد مناسبةً لمواصلة نشر مبادئ التسامح والتعاون والرحمة في كل أرجاء المعمورة.
واضاف : إنّ احتفاءنا الجماعي بهذه المناسبات المشرقة يشير إلى الدور المحوري الذي تلعبه المبادئ الإنسانية السامية في دعم عجلة السلام والتنمية في العالم ، فالقيم التي نستلهمها من رمضان و عيد الربيع "النوروز" على حدّ سواء، تحثنا على التلاحم ووحدة الصف وتجسيد التضامن الفعلي في مواجهة التحديات المشتركة. لذا نؤكد حرصنا على مواصلة التعاون الوثيق بين جمهورية طاجيكستان ودولة الكويت في المحافل الإقليمية والدولية، والارتقاء بمستوى التنسيق لتحقيق الاستقرار والأمن والتنمية المستدامة.
واختتم السفير د. زبيدوف قائلا ولا يفوتني في ختام هذا التصريح، أن أجدد عميق تقديري لدولة الكويت حكومتا و شعبا على تشريفهم لنا بالأمسية الكريمة، وعلى ما نجده من دفء الترحاب وحفاوة اللقاء في مختلف المناسبات، وهو سلوكٌ أصيلٌ يعكس نمط الحياة الكريمة التي ينعم بها الشعب الكويتي الشقيق، إنّ هذه الأمسية الرمضانية وما تحمل من معانٍ عريقة تزيدنا يقينًا بقوة الإرادة المشتركة لترسيخ علاقاتنا الثنائية، واستشراف آفاقٍ جديدةٍ من التعاون النافع.
ونسأل الله تعالى أن يديم على بلدينا نعمة الأمن والأمان، وأن يحقق لشعبينا كل خير وازدهار، وأن تُكلَّل مساعينا بالنجاح والتوفيق. وكل عامٍ وأنتم بخير، ورمضان كريم، وعيد نوروز مبارك، ودامت الصداقة الطاجيكية الكويتية بألف خير.