
في خضم التطورات السريعة والمتلاحقة للملف النووي الايراني اقليميا ودوليا من خلال اجتماعات إيرانية أمريكية في مسقط السبت قبل الماضي، وفي روما أمس، وزيارة وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي إلى موسكو وإجراء محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف نهاية الأسبوع الماضي، وزيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى طهران منتصف الاسبوع الماضي، خص سفير ايران لدى الكويت محمد توتونجي "الصباح" بحوار شامل، مؤكدا أن الجمهورية الإسلامية تطمح لفتح صفحة جديدة لإثبات نشاطاتها السلمية، مع تمسكها بالثوابت والمبادئ المعروفة، شريطة التزام الطرف الاخر وجديته ومصداقيته .
ورأى توتونجي: أننا بحاجة إلى مدير عام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يحد ويمنع تسييس الملف النووي الإيراني والحفاظ على مهنيته، وتمكين الوكالة خلال الأشهر المقبلة، من لعب دور أكثر أهمية في رعاية وترتيب الاستخدام السلمي للنشاط والملف النووي الايراني، مشيرا إلى نقل وزير خارجية ايران عباس عراقجي رسالة خطية من القائد خامنئي إلى القيادة الروسية تتعلق بالعلاقات الثنائية والإقليمية والتطورات الجارية.
وشدد السفير الإيراني على أن بلاده كانت دائما في مسار الحفاظ وتوسيع العلاقات العريقة والأخوية مع الدول المجاورة وخاصة الكويت ، لافتا إلى أنه لا ينبغي أن تفسر الخلافات في القضايا الهامشية كأمر جوهري، مضيفا : وعلى الرغم من أن العلاقات بين إيران والكويت بطبيعتها كانت على مر السنوات الماضية مصحوبة بصعود وهبوط، إلا أن القضايا غير القابلة للحل لا مكان لها في مسار التعاون بين البلدين، مشيرا إلى أن الاتصالات الهاتفية التي أجراها الرئيس مسعود بزشكيان مع قادة المنطقة، وفي مقدمتهم سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، تناولت أهمية حل كافة التوترات في الاقليم. ولفت إلى توطيد أوجه العلاقات بين ايران والكويت، حيث بلغ حجم التبادلات التجارية بينهما 350 مليون دولار ، كما أن توسيع توسيع التعاون الاقتصادي ديدن السفارة من خلال تقليص العراقيل الإدارية والجمركية، مشددا على أن الاقتصاد الإيراني يزخر بفرص استثمارية لا تعد ولا تحصى، مما يجعلها بيئة جاذبة للمستثمرين والتجــار الكويتيين، للتمتـع بتسهيــــلات غير مسبـــوقة تمنح حاليــــا للمستثمرين ضمن قانون تشجيع الاستثمار.
وفيما أكد السفير توتونجي تعزيز التعاون بين البلدين في مجال خفر السواحل ومراقبة الحدود البحرية، ونقل 36 سجينا ايرانيا الى طهران في رحلة واحدة ، أشار الى " وجود قيود في اصدار انواع مختلفة من التأشيرات للإيرانيين لا تليق بعلاقات الجوار ونأمل رفعها قريبا، وقد ألغينا "الفيزا" للكويتيين كبادرة حسن نية ."
ووصف السفير توتونجي الشعب الفلسطيني بالمظلوم، ويجب التصدي للجرائم الوحشية التي يمارسها العدوان الصهيوني في غزة، مؤكدا ضروره تقديم المزيد من المساعدات الفعالة للدول المضطهدة ولا سيما للشعب الفلسطيني .
وفيما يلي نص الحوار الذي حضره المستشار الإعلامي والثقافي د. سمير أرشدي ، سؤالا من "الصباح" وإجابة من سفير إيران لدى الكويت محمد توتونجي :
• أولا، شكرا جزيلا سعادة السفير على إجراء هذا الحوار مع " الصباح " ، ونبدأ بما هو حديث الساعة عن الملف النووي الإيراني، والمحادثات الإقليميـــــة والدولية التي تجرى بشأنه حاليا ؟
• محادثات بناءة ومفيدة اجراها معالي وزير الخارجية الدكتور سيد عباس عراقجي مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، بحيث تتمكن المنظمة خلال الأشهر القادمة من لعب دور اكثر اهمية في رعاية و ترتيب الاستخدام السلمي للنشاط والملف النووي الإيراني، لاسيما واننا بحاجة لمدير عام يحد ويمنع تسييس الملف الايراني والحفاظ على مهنيته.
كما أن هناك ترتيبات تشاورية مع موسكو حيث سافر معالي الوزير إلى روسيا لنقل رسالة خطية من سماحة السيد القائد الخامنئي إلى القيادة الروسية تتعلق بالعلاقات الثنائية والإقليمية والتطورات الجارية.
وتطمح الجمهورية الإسلامية لفتح صفحة جديدة لإثبات نشاطاتها السلمية مع تمسكها بالثوابت والمبادئ المعروفة المعلنة شريطة التزام الطرف الآخر وجديته ومصداقيته.
العلاقات
• فی ظل العلاقات الكــــويتية الإيــرانية المتــجـــذرة والمشهود لها بالنمو و التطور بإستمرار، الم يحن الوقت لإنهاء الملفات العالقة بين البلدين؟
- إنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت دائماً في مسار الحفاظ وتوسيع العلاقات العريقة والأخوية مع الدول المجاورة، وخاصةً دولة الكويت، وتؤمن بأنّ هذه العلاقات متجذّرة، ولا ينبغي أن تُفسَّر الخلافات في القضايا الهامشية كأمر جوهري. وعلى الرغم من أنّ العلاقات بين إيران والكويت، بطبيعتها، كانت على مرّ السنوات الماضية مصحوبة بصعود وهبوط، إلا أنّ القضايا غير القابلة للحلّ لا مكان لها في مسار التعاون بين البلدين. وتؤمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنّه من خلال الإدارة الجادة للطرفين في الحوار، ومن خلال قدرٍ من المرونة، يمكن حلّ الخلافات الفنية القائمة.
ضبط الحدود
• ما أوجه التعاون الكويتي الإيراني في مجال ضبط الحدود البحرية؟ وتبادل المحكومين؟
-خلال الأشهر الماضية، جرت تنسيقات جيدة بين مسؤولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودولة الكويت في مجال خفر السواحل ومراقبة الحدود البحرية، وقد تمّ عقد الاجتماع العاشر للجنة المشتركة لخفر السواحل، مما ساهم في تعزيز هذا التعاون ودعمه بشكل كبير. كما أنّ اتفاقيات التعاون القضائي التي تمّ توقيعها بين البلدين خلال السنوات الماضية، كان لها دور فعّال في مجال نقل السجناء الإيرانيين من الكويت إلى البلاد لقضاء ما تبقّى من مدة محكوميتهم في إيران، حيث تمّ مؤخراً نقل 36 سجيناً إلى إيران في مرحلة واحدة.
التبادلات التجارية
• كم یبلغ حجم التبادل التجاري بين البدلين و كيفية تطويره ؟
- إنّ حجم التبادلات التجارية بين البلدين حالياً يبلغ نحو350 مليون دولار ، ومن أجل تطوير هذا التعاون، تمّ إجراء الإستشارات والمتابعات اللازمة من قبل السفارة، وفي هذا الإطار تمّ بذل الجهود لتوسيع التعاون الاقتصادي مع الكويت و هذا هو ديدن السفارة لتقليص العراقيل الإدارية و الجمركية، وطالما ما حظيت المنتجات الإيرانية عالية الجودة بتسهيلات في التصدير إلى الكويت. كما شهدت الأشهر الماضية افتتاح متجرين لبيع المنتجات الإيرانية في الكويت، الأمر الذي يمكن أن يكون له تأثير ملموس على توسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين.
الاستثمارات
• ماذا عن مجالات وحجم الاستثمارات الكويتية في إيران؟
-على الرغم من الضغوط الناجمة عن العقوبات الجائرة التي يفرضها الغرب، فإنّ الاقتصاد الإيراني يزخر بفرص استثمارية لا تُعدّ ولا تُحصى ، وتوجد في إيران بيئة مناسبة للاستثمار في مجالات السياحة والفنادق، والسياحة العلاجية، وبناء وتطوير مصادر الطاقة المتجددة وغيرها، مما يجعلها وجهة جاذبة للمستثمرين والتجّار الكويتيين ، كما أنّ تسهيلات غير مسبوقة تُمنح حالياً للمستثمرين الأجانب في إيران ضمن قانون تشجيع الإستثمار الأجنبي.
الجالية
• ما التسهيلات التي تقدمها الكويت للجالية الإيرانية؟
-لطالما كانت دولة الكويت تستقبل الجالية الإيرانية، ومن المناسب هنا أن نعبّر عن شكرنا وتقديرنا لحُسن ضيافة الحكومة الكويتية لمواطني الجمهورية الإسلامية الإيرانية المقيمين في الكويت طوال السنوات الماضية. فقد استفاد الإيرانيون خلال هذه السنوات، شأنهم شأن غيرهم من الجنسيات الأجنبية الأخرى، من فرص التعليم في المراكز التعليمية الكويتية، والاستفادة من الخدمات الطبية ذات الجودة العالية، والمشاركة بحرية في إقامة المراسم الوطنية والدينية، وكذلك إمكانية المشاركة في الفعاليات الانتخابية لبلدهم. وفي المقابل، فإنّ هذه الجالية، وضمن التزامها بقوانين ولوائح دولة الكويت، تسعى دوماً إلى احترام الآداب الاجتماعية والعادات الكويتية ، ولا نذيع سراً اذا قلنا بأن الجالية الإيرانية ساهمت منذ عشرات السنين في بناء الكويت الحديثة وكان لها دور حاسم في التطور العمراني والحضاري للكويت.
التأشيرات
• وماذا عن اصدار التأشيرات الكويتية والإيرانية؟
- كما ورد في المقابلات السابقة، فقد تمّت الإشارة إلى وجود بعض القيود في ما يتعلّق بإصدار أنواع مختلفة من التأشيرات للمواطنين الإيرانيين، وهو أمر لا يليق بعلاقات الجوار بين البلدين. ومع ذلك، نأمل بأن يتم رفع هذه القيود قريباً من خلال النهج الإيجابي الذي تتبعه الحكومة الموقرة لدولة الكويت ومعالي رئيس مجلس الوزراء بالانابة الشيخ فهد اليوسف المحترم، ووزير الداخلية بالانابة المحترم، وبالتنسيق مع الجهات المعنية الأخرى في الدولة. كما بادرت الجمهورية الإسلامية لإلغاء التأشيرات للمواطنين الكويتيين المسافرين إلى ايران كبادرة حسن نية و تآخي بين الشعبين الجارين حيث يمكن للمسافرين السفر إلى ايران دون تأشيرة والبقاء لفترة 15 يوماً. كما ان اصدار التأشيرات السنوية متاح في القسم القنصلي.
دول الجوار
• كيف تقيمون علاقاتكم مع دول الجوار في خضم التحديات التي تشهدها منطقتنا؟
-ايدينا ممدودة لكل الاصدقاء فالحوار مع الجوار اولويتنا ، وقد أكد الرئيس مسعود بزشكيان على أهمية التعاون الإقليمي في مختلف المجالات وضرورة تعزيز العلاقات مع الدول الإسلامية خلال اتصالات هاتفية أجراها مع قادة دول المنطقة وفي مقدمتهم سمو امير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح مشيراً إلى أهمية حل كافة التوترات في الإقليم و الإجماع على تقديم المزيد من المساعدات الفعالة للدول المضطهدة ولاسيما الشعب الفلسطيني المظلوم والتصدي للجرائم الوحشية التي يمارسها العدوان الصهيوني في غزة.
ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تدخر جهداً لتسهيل و تسريع التعاون مع الدول الصديقة وتولي أهمية كبيرة لتمتين وتوثيق العلاقات الإيجابية والبناءة مع دول الجوار.