
أعرب سفير هولندا في البلاد لورينس ويستهوف، عن بالغ التقدير لقيادة وشعب الكويت على الصداقة الوثيقة بين البلدين، شاكرا وزارة الخارجية الكويتية على دعمها المستمر للعلاقات القوية والمليئة بالإمكانيات ، والحرص المشترك على تطوير اوجه التعاون في مختلف المجالات .
جاء ذلك في كلمة القاها السفير ويستهوف في الاحتفال الذي أقامه الليلة قبل الماضية بحضور مساعد وزير الخارجية لشؤون اوروبا صادق معرفي ، لمناسبة اليوم الوطني الهولندي وهو يوم ذكرى ميلاد الملك فيليم ألكسندر ، حيث في هذا اليوم، تنظم كل مدينة أو قرية في البلاد نوع من الفعاليات الاحتفالية ، و يرتدي الناس الملابس البرتقالية وترفرف الأعلام الهولندية على كل منزل خاص أو مبنى حكومي. ووفقًا للتقليد، يقوم الملك فيليم ألكسندر وأسرته بزيارة إحدى تلك المدن للمشاركة في الاحتفالات المحلية، ويختارون كل عام مكانًا مختلفًا للزيارة. ومن خلال ذلك، تسعى العائلة المالكة إلى التأكيد على روابطها الوثيقة مع الشعب الهولندي في جميع أنحاء البلاد.
واضاف : لقد استمرت هذه الروابط بين العائلة المالكة والمواطنين لأكثر من 500 عام. وهي ما جعلتنا ما نحن عليه اليوم: بلد يتمتع بدرجة عالية من التماسك، وبلد الابداع والابتكار والتميز في مجالات الزراعة باستخدام التقنية المتقدمة والتجارة والطاقة.
اطلالة بحرية
وتابع : مثل الكويت، فإن بلدي يطل على البحر. وعلى مر القرون، أبحرنا في جميع الاتجاهات التي حملتنا إليها الرياح. اكتشفنا آفاقًا جديدة، وبلدانًا وشعوبًا. ففي عام 1650، بدأنا التجارة بالصوف والمنسوجات والتوابل مع تجار اللؤلؤ بين البصرة والبحرين. وكان هناك فترة زمنية، حوالي عام 1750، كانت فيه هولندا الشريك التجاري الأوروبي الأكثر نشاطًا في منطقة الخليج.
التجارة
واردف : لقد وسّعت التجارة آفاقنا. فقد جلبت لنا منتجات لم نكن قادرين على إنتاجها بأنفسنا. كما عرفتنا على ثقافات مختلفة تمامًا عن ثقافتنا. وأدرك أجدادنا أهمية الروابط الجيدة – ليس فقط لأغراض التجارة، بل أيضًا بشكل عام. فتعزيز الروابط بين الشعوب يؤدي إلى فهم أعمق، وهو أفضل ترياق لحالة عدم الاستقرار العالمي.
وبوصفنا دولتين صغيرتين نسبيًا تحيط بهما قوى أكبر، اعتمدت كل من الكويت وهولندا على الدبلوماسية، والقوة الناعمة، والتعاون الاقتصادي لخدمة مصالحنا الوطنية.
وتتمسك كلا من بلدينا بمبدأ القوانين الدولية القائمة على النظام. وفي مناسبات عديدة، وقفت الكويت وهولندا جنبًا إلى جنب في الدعوة لاحترام مبادئ السيادة، وسلامة الأراضي، وعدم انتهاك الحدود المعترف بها دوليًا والدفاع عن تلك المباديء. وكان ذلك أيضًا في عامي 1990/1991، عندما انضمت البحرية الملكية الهولندية إلى التحالف الدولي لتحرير الكويت.
الدبلوماسية
واشار الى انه خلال أكثر من 60 عامًا من العلاقات الدبلوماسية، واصلت الكويت وهولندا التأكيد على مبادئهما ومصالحهما المشتركة، وعلى التزامهما بالنظام متعدد الأطراف. وللأسف، فإن هذه المبادئ لم تعد بديهية كما ينبغي لها ان تكون. لم تعد فنون الدبلوماسية تحظى دائمًا بالتقدير الكافي، ولم يعد طريق الحلول التفاوضية هو الخيار المفضل دائمًا.
لذا، فإن الدول مثل الكويت وهولندا، التي تعتز بالنظام متعدد الأطراف وتعتمد عليه، يجب أن تواصل الدفاع عن نظام دولي يتيح لبلداننا الازدهار، ويمنح شعوبنا وشركاتنا الحرية والرخاء.
الاقتصاد
وقال : لقد عززت التجارة والأعمال العلاقات بين الكويت وهولندا من خلال دعم النمو الاقتصادي وبناء الثقة. والرعاية السخية لهذه الأمسية دليل حي على مدى الترابط بين بلدينا. ولكن يجب علينا دائمًا البحث عن فرص جديدة. فهناك قضايا مثل الأمن الغذائي وتغير المناخ تتطلب شراكات جديدة. وعلاوة على ذلك، فإن بلدينا لا يرتبطان فقط من خلال التجارة والأعمال، بل أيضًا من خلال القيم المشتركة مثل الانفتاح والالتزام ببناء مستقبل أفضل.