
أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون اوروبا السفير صادق معرفي لـ « الصباح « ، زيارة مرتقبة للممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج لويجي دي مايو، للكويت قريبا، وذلك في اطار العلاقات المتميزة بين الجانبين وسبل تطويرها في مختلف المجالات ، والعلاقات بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية - الكويت تتراس الدورة الحالية للمجلس- والاتحاد الأوروبي، اضافة الى بحث اخر المستجدات الاقليمية والدولية . مشيرا الى ان الاتصالات والاجتماعات بين الكويت والاتحاد الأوروبي مستمرة على مدار العام من خلال اللجان المشتركة في موضوع حقوق الإنسان والمجال الإنساني وغيرهما.
جاء ذلك على هامش حضور السفير معرفي كضيف شرف في الاحتفال الذي اقامته سفيرة الاتحاد الأوروبي في الكويت آن كويستنين الليلة قبل الماضية لمناسبة الذكرى ال 70 عاما على اعلان الاتحاد الأوروبي، والتزامن العام المقبل مع مرور 40 عامًا على العلاقات بين الكويت والاتحاد الأوروبي، وحضر الحفل حشد كبير من السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية وكبار المسؤولين والشخصيات والمدعويين.
وفي رده على سؤال اخر لـ « الصباح « بشأن العلاقة بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والإتحاد الأوروبي كمنظمتين أكثر ثباتا ونضجا في العالم حاليا والتعاون مستقبلا ، اكتفى السفير معرفي قائلا: نعمل سويا على انجاز كبير وهو اتفاق التجارة الحرة.
وعن المناسبة، اعرب السفير معرفي في ردوده على أسئلة الصحافيين، عن سعادته كضيف شرف ومشاركة سفيرة الاتحاد الأوروبي آن كويستنين، في هذا الاحتفال ، لافتا الى تميز والتطور الكبير في العلاقات بين الكويت والاتحاد الأوروبي ، سياسيا وعلميا وثقافيا وإنسانيا، مشيرا الى عقد القمة الأولى بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والإتحاد الأوروبي في بروكسل في 16 أكتوبر الماضي تحت عنوان « الشراكة الاستراتيجية الحرة من أجل السلام والازدهار «.
ولفت الى زيارة مرتقبة لنائب وزير الخارجية الشيخ جراح الجابر الى بروكسل الشهر المقبل لاجراء مشاورات سياسية مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي، كما تستضيف الكويت الاجتماع ال 29 للمجلس الوزاري الخليجي الأوروبي في أكتوبر المقبل، مع إقامة فعالية اقتصادية مشتركة قبل نهاية العام الحالي.
تغييرات عالمية
من جانبها القت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى الكويت آن كويستينن كلمة بمناسبة يوم أوروبا أشارت فيها إلى «اننا نحتفل اليوم بالذكرى الخامسة والسبعين لإعلان شومان، الذي مهّد الطريق في 9 مايو 1950 لولادة الاتحاد الأوروبي كمشروع سلام للقارة الأوروبية، وبعد أن كانت أوروبا ساحة لحربين عالميتين، تعلمنا في أوروبا من هذه التجربة القاسية أنه فقط من خلال التعاون وبناء مجتمعات مترابطة، يمكن لبلداننا تحقيق السلام الدائم والازدهار والتقدم.
واضافت؛ بينما يشهد العالم تغيرات سريعة وتشرذمًا متزايدًا، يواصل الاتحاد الأوروبي تعزيز الحوار والاستقرار والازدهار والتفاهم المتبادل. ويُعدّ الاتحاد الأوروبي شريكًا موثوقًا، حيث يستثمر في علاقات ذات منفعة متبادلة وقائمة على أساس الثقة والاحترام. ويدعم كلٌّ من الاتحاد الأوروبي والكويت بشكل قوي التعدديةَ وميثاق الأمم المتحدة ومبادئ التعاون الدولي.
ونحن في الاتحاد الأوروبي ندافع في هذا العالم المضطرب وغير المستقر عن النظام القائم على الأحكام والقواعد ونعمل على تعزيزه كما نرفض قانون الأقوى.
غزة وأوكرانيا
وقالت : ان التقارير الواردة من غزة مُقلقة للغاية. ويُعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه لانهيار وقف إطلاق النار ومقتل المدنيين، بمن فيهم أطفال، في الغارات الجوية الإسرائيلية. وقد طالبنا مرارًا وتكرارًا بالاستئناف الفوري لوقف إطلاق النار كما طالبنا اسرائيل برفع الحصار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية. ويعمل الاتحاد الأوروبي جنبًا إلى جنب مع شركائه العرب والخليجيين للمضي قدمًا نحو تحقيق سلام حقيقي وعادل ودائم في إطار حل الدولتين.
أما بالنسبة للوضع في أوكرانيا، فلقد مر أكثر من ثلاث سنوات على قيام روسيا بشن عدوان شامل على البلاد. وهدفنا الرئيسي، كاتحاد أوروبي، هو تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا، بما يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة حيث نشعر بالتقدير لموقف الكويت المبدئي الداعم لاستقلال أوكرانيا وسلامة أراضيها.
وتلعب الكويت بصفتها رئيسةً لمجلس التعاون الخليجي دورًا محوريًا في تعزيز شراكتنا الاستراتيجية حيث نبني على ما تحقق في القمة الأولى بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي التي عُقدت العام الماضي في بروكسل. ويسعدني أن الكويت سوف تستضيف في وقت لاحق من هذا العام الاجتماع الوزاري رفيع المستوى التاسع والعشرين بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، كما سيُعقد منتدى الأعمال التاسع المقبل بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي في الكويت.
واضافت :وتعكس هذه الفعاليات المهمة الشراكة الراسخة بيننا حيث لدي إيمان راسخ بإمكانية تعزيز التعاون في مجالات عديدة، بما في ذلك التجارة والاستثمار، والأمن الإقليمي، والبنية التحتية، والطاقة، والتنويع الاقتصادي، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية والتعاون التنموي.
و يُعدّ الاتحاد الأوروبي والكويت طرفان فاعلان في المجال الإنساني حيث يدعمان الفئات الأكثر ضعفًا حول العالم أن الزيارة الأخيرة التي قام بها المدير العام لعمليات الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية في المفوضية الأوروبية إلى الكويت تعكس حرصنا الشديد على التعاون في هذه المجالات المهمة.
ويؤمن الاتحاد الأوروبي بأن التجارة العادلة والقائمة على أساس الأحكام القواعد هي محرك قوي للازدهار العالمي. وقد أكدت قمة الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي في أكتوبر الماضي على أهدافنا المشتركة والمتمثلة في إقامة علاقات تجارية واستثمارية مزدهرة ومواتية للطرفين. ونهدف إلى المضي قدمًا في مناقشاتنا على المستوى الإقليمي بهدف التوصل إلى اتفاقية تجارة حرة بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي. وفي الوقت نفسه، فإن الاتحاد الأوروبي منفتح على تعزيز علاقاته مع دول مجلس التعاون الخليجي على المستوى الثنائي، بما في ذلك مع الكويت، والارتقاء بشراكتنا الاستراتيجية إلى مستويات جديدة.
انجازات مشتركة
وقالت : خلال العام الماضي، أنجزنا العديد من الأنشطة المشتركة في مجالات التحول الأخضر، والسلام والأمن، والطاقة المتجددة والاستدامة، وتمكين المرأة، بالإضافة إلى الشباب والأوساط الأكاديمية والثقافة وحقوق الإنسان. وقد تُوج هذا التعاون الوثيق بالزيارة رفيعة المستوى التي قام بها رئيس المجلس الأوروبي إلى الكويت في سبتمبر الماضي.
وبمناسبة اختيار الكويت كعاصمة للثقافة العربية لسنة 2025، أرغب في الاحتفاء اليوم بالروابط الثقافية المتعددة التي جمعت الكويت ودول الاتحاد الأوروبي عبر القرون حيث يسعدنا أن نعلن ان عام 2026 سيصادف الذكرى الاربعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد الأوروبي والكويت.
الشينغن
وذكرت انه يزور عشرات الآلاف من الكويتيين أوروبا سنويًا ومن أجل تعزيز هذه العلاقة المميزة بين المواطنين الكويتيين وأوروبا، اعتمد الاتحاد الأوروبي في عام 2023 قواعد تأشيرة شنغن تفضيلية للغاية للمواطنين الكويتيين، حيث سمح لهم بالحصول على تأشيرات دخول متعددة وصالحة لمدة تصل إلى خمس سنوات. ويظل تحقيق حرية السفر للمواطنين الكويتيين بدون تأشيرة من بين أهدافي.
واضافت: أن أغتنم هذه الفرصة لأتقدم بالشكر والامتنان لسمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد ، وسمو ولي العهد، الشيخ صباح الخالد، وسمو رئيس مجلس الوزراء، الشيخ أحمد العبد الله كما أتوجه بالشكر لوزير الخارجية، عبدالله اليحيا، ووزارة الخارجية على جهودهم المتميزة في تعزيز علاقاتنا.
واوضحت ان الاحتفال بيوم أوروبا ، يأتي ضمن الاحتفالات السنوية الثانية بشهر أوروبا والتي تقام بدولة الكويت حيث أتقدم بالشكر للسفراء والقائمين بالأعمال في 16 دولة من دول الاتحاد الأوروبي التي لديها تمثيل دبلوماسي بالكويت على جهودهم والتي تعكس العمل المشترك بين دول الاتحاد الأوروبي في سياق الفعاليات المقامة هذا الشهر وعلى تعاونهم طيلة العام.
كما أتقدم بخالص الشكر للشركات الراعية لفعاليتنا هذا المساء، وأدعو جميع الضيوف لزيارة أجنحة هذه الشركات في القاعة الخارجية.