
أكد وزير الصحة د. أحمد العوضي، أن الكويت خطت خطوات ملموسة لتعزيز منظومة الأمن الغذائي وسلامة الأغذية بدءا بإطلاق استراتيجية الامن الوطني الغذائي وتحديث لائحة الأغذية المستوردة ولائحة المقاصف المدرسية.
جاء ذلك في كلمة افتتاحية ألقاها الوزير العوضي امس، الثلاثاء، للقمة السنوية الرابعة لسلامة الغذاء والتغذية التي تنظمها وزارة الصحة ووزارة الزراعة الأمريكية والهيئة العامة للغذاء والتغذية وسفارة الولايات المتحدة لدى البلاد ، وأقيمت في مقر وزارة الخارجية الكويتية ،وتستمر يومين بمشاركة واسعة من ممثلي الجهات المعنية في دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال الوزير العوضي إن الهيئة العامة للغذاء والتغذية تقوم بحملات تفتيشية ورقابة دورية على المنشآت في مختلف محافظات الكويت لترسيخ ثقافة الوقاية وضمان الالتزام بأعلى معايير السلامة.
وأفاد بأن ضمان حصول الجميع على غذاء آمن وكاف والارتقاء بمنظومة التغذية وسلامتها يمثلان حجر زاوية في مسيرة تحقيق التنمية المستدامة وطنيا ودوليا.
وأوضح أن وضع صحة الإنسان وكرامته في صميم السياسات والبرامج الوطنية والدولية يأتي توازيا وخطة التنمية العالمية المستدامة 2030 التي تبنتها الأمم المتحدة وتحديدا القضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية وتعزيز الزراعة المستدامة لبناء عالم أكثر عدلا واستدامة وإنصافا للأجيال القادمة.
وذكر أن القمة تأتي تأكيدا لتقارب الرؤى والحرص على تعزيز أمن الغذاء وصحة الإنسان حول العالم في تعبير صادق والتزام مشترك وإدراك جماعي لأهمية سلامة الغذاء والتغذية باعتبار ذلك ركيزة أساسية للبناء الصحي والاقتصادي والاجتماعي.
وبين أن التجارب العملية والدراسات العلمية تظهر أن الإهمال في سلامة الغذاء والتغذية لا يقاس بالأرقام فحسب بل بحجم المعاناة الإنسانية ، إذ تظهر تقارير منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 600 مليون إنسان يصاب بالأمراض سنويا بسبب تلوث الأغذية وأن تلك الأمراض تؤدي الى وفاة أكثر من 420 ألفا سنويا بينهم 125 ألفا دون السن الخامسة أو حوالي 30 في المئة فيما يشكل الاطفال نسبة 9 في المئة من تعداد السكان في العالم.
وقال د. العوضي إن هذه النسب تؤكد الحاجة الماسة لتعزيز نظم سلامة الأغذية على المستويات الوطنية والدولية وتكثيف الجهود التوعوية لضمان توفير غذاء آمن للجميع خصوصا الأطفال الذين هم أكثر عرضة للمخاطر الصحية الناتجة من الأغذية الملوثة.
ولفت إلى أن الاستثمار الخليجي في الإنسان وتأهيل كوادر خبيرة في مجالات التفتيش الغذائي والتحليل المخبري من شأنهما الدفع بعجلة الامن الغذائي الوطني باستثمار “لا يقدر بثمن” من أجل ضمان مستقبل صحي وآمن مستدام.
وأشاد الوزير العوضي بالتعاون الدولي في هذا الشأن لاسيما الهيئات المعنية في منظومة الأمم المتحدة والولايات المتحدة وشركاء آخرين في دعم مسيرة تطوير الأنظمة في الحفاظ على الامن الغذائي وسلامته.
بدورها، القت السفيرة
الأميركية في الكويت كارين ساساهارا، كلمة بداتها “ اشكر وزارة الخارجية على دعمها الرائع في استضافة هذا الحدث، وكذلك وزير الصحة د. العوضي لحضوره قمة سلامة الأغذية والتغذية في دول مجلس التعاون الخليجي لعام 2025. هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استضافة القمة في الكويت ولا يمكن أن يكون التوقيت أفضل.”
واضافت : تتمتع الولايات المتحدة والكويت بعلاقة تجارية قوية ومتنامية، معززة بتعاوننا الوثيق عبر القطاعين الاقتصادي والتجاري. ويشمل ذلك تجارتنا الثنائية في الزراعة والمنتجات الزراعية، التي وصلت إلى 275 مليون دولار في العام الماضي و3.6 مليار دولار في التجارة بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي.
وقام فريق سفارتنا بإشراك الوكالات الحكومية الكويتية والمزارعين الكويتيين لمناقشة تحديات الأمن الغذائي في البلاد وكيف يمكن للتكنولوجيات والمنتجات الزراعية الأمريكية أن تكون جزءا من حلول الكويت.
واضافت : الزراعة والغذاء أكثر من مجرد صناعات - إنها جسور تربط الناس والأمم، ومحركات تدفع الفرص الاقتصادية والازدهار المشترك. وتهدف هذه القمة إلى تعميق التفاهم وتبادل أفضل الممارسات في مجال الأمن الغذائي وسلامة الأغذية والتغذية بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي.
وهذا العام، أضفنا الأمن الغذائي إلى جدول الأعمال، لأن سياسة سلامة الأغذية الفعالة أساسية للأمن الغذائي. إنه يحمي الصحة العامة مع ضمان إمدادات غذائية مستقرة ومستدامة وموثوقة. وتابعت : هدفنا المشترك هو ضمان الحصول على طعام آمن ومغذي للجميع.
ويغذي المزارعون الأمريكيون العالم ويغذيونه، حيث بلغ إجمالي الصادرات الزراعية 191 مليار دولار في عام 2024. من خلال برامج المساعدات الغذائية الخاصة بنا، نبني أسواقا وشراكات تخدم مصالحنا الاستراتيجية. لكن مزارعينا يبحثون أيضا عن شركاء - على استعداد لتوسيع الصادرات وتبادل الخبرات وبناء سلاسل إمداد مرنة.
واردفت : في حين أن المساعدة الأجنبية يمكن أن توفر الإغاثة على المدى القصير، فإن الاستثمارات طويلة الأجل في التكنولوجيا الحيوية والبذور والأسمدة والابتكارات الأخرى ضرورية. ويجب على البلدان أيضا إلقاء نظرة فاحصة على الحواجز التجارية التي تؤثر على الحركة العالمية للأغذية والمنتجات الزراعية. وستغذي التجارة المفتوحة والاستثمار الذكي في التقنيات الجديدة والناشئة أشخاصا أكثر من المساعدات الغذائية قصيرة الأجل وحدها.
واكدت ان سلامة الأغذية أساسية لتحقيق الأمن الغذائي. ونحن ملتزمون بحماية الصحة العامة من خلال الأساليب القائمة على العلم التي تمنع الأمراض المنقولة بالغذاء، والحد من الأمراض المزمنة المرتبطة بالنظام الغذائي، وضمان سلامة المكونات الغذائية والمواد الكيميائية. وتستخدم حكومة الولايات المتحدة نظاما تنظيميا ديناميكيا متعدد الطبقات، يركز على الوقاية من المخاطر والتخفيف من حدتها. وتعد إمداداتنا الغذائية من بين الأكثر أمانا في العالم بفضل الشراكات القوية والصرامة العلمية والاستجابة المنسقة لتفشي المرض ووضع القواعد الشفافة. نحن نستثمر في البحث والابتكار لزيادة تحسين السلامة، وندعم السياسات العلمية والشفافة التي ترحب بالمدخلات من جميع أنحاء مجتمع سلامة الأغذية.
وذكرت أن هذه القمة توضح كيف تؤدي الشراكة إلى تأثير أكبر مما يمكن لأي طرف تحقيقه بمفرده.
واشارت الى انه في كل من الكويت وداخل منطقة مجلس التعاون الخليجي الأوسع، تستمر تحديات السمنة والسكري والأمراض المزمنة. وتكافح الولايات المتحدة هذه القضايا وتعمل على حلها من خلال تحسين الجودة الغذائية لإمداداتنا الغذائية، وفهم الأسباب الجذرية، وتشجيع التعاون الصناعي.
ونحن نعلم أننا لا نستطيع حل هذه القضايا بدون القطاع الخاص. لهذا السبب ندعم زيادة المشاركة من الصناعة لجعل الطعام أكثر أمانا وصحة - في الداخل والخارج. ونريد أيضا مساعدة شركات الأغذية والزراعة الأمريكية على بناء شراكات عالمية تعزز التغذية والمرونة. ولفتت الى ان قمة سلامة الأغذية والتغذية ، تمثل فرصة لتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والكويت وتعزيز التعاون الإقليمي الأوسع نطاقا.
وقالت : أود أن أشكر وزارة الصحة الكويتية ووزارة الخارجية والهيئة العامة للأغذية والتغذية على تعاونهم مع الولايات المتحدةووزارة الزراعة. وأود أيضا أن أعرب عن امتناني للمتحدثين الضيوف الدوليين وخبراء الموضوع وجميع المشاركين من الكويت والبحرين وعمان والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة. وشكر خاص أيضا للقطاع الخاص على دعمه الحيوي - وخاصة لجنة الأغذية والمشروبات التابعة لغرفة التجارة الأمريكية في دبي. وتشجعني مشاركتكم المتزايدة، التي تعميق العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي.
وختمت السفيرة ساساهارا: أنا متحمسه لما تمثله هذه القمة وللفرصة التي توفرها لتعزيز شراكاتنا في مجال سلامة الأغذية والتغذية. وأتطلع إلى المناقشات المهمة المقبلة والخبرة التي سيتم مشاركتها على مدار هذا الحدث.
يذكر أن القمة التي تختتم اليوم، الأربعاء،يشارك في حلقاتها النقاشية خبراء في مجال أمن الغذاء والصحة والزراعة من الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي لبحث موضوعات تتعلق بالسياسات الوطنية والاستراتيجيات وسبل تطويرها في المجال.