
أكد سفير فرنسا لدى الكويت اوليفييه غوفان، ان العلاقات بين البلدين الصديقين تمضى قدما بخطوات تتطور يوما بعد يوم لفتح آفاق جديدة وأرحب في مختلف اوجه التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليم والبحث العلمي والصحة وغيرها، وذلك تنفيذًا للإرادة السياسية لقيادتي البلدين .
جاء ذلك في حوار للسفير غوفان خص به “ الصباح “ تناول فيه العديد من المواضيع الكويتية- الفرنسية ، وسبل توطيد علاقات الصداقة العميقة والتاريخية بين البلدين، اضافة الى التنسيق والتشاور في القضايا ذات الاهتمام المشترك في المحافل والمنظمات الدولية.
التزام
وجدد السفير غوفان تأكيد فرنسا الدائم والقوي بالالتزام السياسي والدفاعي مع الكويت. مضيفا :” أؤكد لكم ان التعاون بين البلدين في مجال الدفاع جيد جدا ، مشيرا الى وقوف فرنسا جنبا إلى جنب مع الكويت خلال حرب التحرير العام 1991، “ ومن هذه الصداقة بنينا مع بعض علاقة عسكرية متينة جدًا.
وفي رده على سؤال لـ “الصباح “ بشان التعاون السياسي بين البلدين ، اشار السفير غوفان الى النتائج المثمرة والايجابية لزيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو للكويت منذ اقل من شهر واحد - في 24 أبريل الماضي- حيث استقبله سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، ورئيس مجلس الوزراء بالانابة الشيخ فهد اليوسف، كما اجرى محادثات مهمة للغاية مع وزير الخارجية عبدالله اليحيا، تطرقت الى كيفية
تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين ، اضافة الى بحث المستجدات الاقليمية والدولية.
تعاون مستقبلي
وفي رده على سؤال اخر بشأن آفاق التعاون في المستقبل القريب بين البلدين، اكد السفير غوفان ان فرنسا تنتظر الزيارة المرتقبة لسمو امير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الى باريس صيف العام الحالي، تلبية لدعوة رسمية من رئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون، ونأمل أن تتم هذه الزيارة التاريخية في اقرب فرصة، لانها بالتأكيد تتوج العلاقات بين البلدين وتدفع بها الى مرحلة متقدمة جدًا في مختلف المجالات.
واضاف السفير غوفان: ولا ننسى انه في العام المقبل تحل الذكرى ال 65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا والكويت، وسيتم الاحتفال من خلال تعزيز الشراكة بين البلدين من خلال مشاريع طموحة ومبتكرة والتوقيع على مذكرات تفاهم في مجالات الكفاءة في مجالات الكفاءة والانتقال الطاقي واتفاق حكومي بشأن المعلومات المصنفة في مجال الدفاع.
ولفت السفير غوفان الى استعداد فرنسا من خلال شركاتها التي تتميز بالكفاءة والسمعة الدولية الطيبة، للمشاركة بفاعلية في تنفيذ مشاريع البنية التحتية ، اضافة الى تعزيز الاستثمارات المتبادلة في المجالات الابتكارية، مما يؤدي الى فوائد للبلدين، وذلك من خلال برنامج استثماري مشترك يتم الاتفاق عليه لاحقا ، علاوة على تطوير التعاون في مجالات الطاقة والرعاية الصحية والبنية التحتية والاغذية الزراعية والسلع الفاخرة.
تقدم العلاقات
وتابع: هذا يعطيكم فكرة عن مدى سرعة وجودة تقدم العلاقات الثنائية المتميزة بين فرنسا والكويت، والغد المشرق في تاريخها امتدادا لما سبق من السنوات الماضية.
بيان واضح وقوي
وسألت “ الصباح “ السفير غوفان عن البيان المشترك الذي اصدرته فرنسا وبريطانيا وكندا ، أمس الأول، بشأن المستجدات المأساوية في قطاع غزة ، فاجاب:
شكرًا لك على سؤالك، لأن فرنسا، مع المملكة المتحدة وكندا ودول حليفة أخرى ودول متشابهة في الرأي، أصدرت بيانا واضحا للغاية أمس - أمس الأول- بشأن غزة ، وخاصة بشأن الحاجة المطلقة لوقف القتال، والتوصل إلى وقف إطلاق النار، وتمكين إيصال المساعدات الإنسانية، ووقف جميع أعمال العنف غير المتناسبة ضد المدنيين في غزة.
واضاف: الوضع في غزة الآن مُريع، إنه وضعٌ مُريع ، وفرنسا، كغيرها من الدول، تبذل قصارى جهدها لإنهاء هذا الوضع ، وأؤكد لكم أن المسألة سياسيةٌ فقط ، لن يُحلَّ الوضع بقتل الناس، بل بحلٍّ سياسي. وهذا ما تسعى فرنسا إلى تحقيقه.
مؤتمر نيويورك
واردف : “في 17 يونيو “حزيران” المقبل، سيُعقد المؤتمرٌ الدوليٌّ في نيويورك ، وتشارك في رئاسته فرنسا والمملكة العربية السعودية، ويُركِّز بشكلٍ خاص على تنفيذ حل الدولتين، لانه الوحيد الكفيل بضمان سلام دائم.
واشار الى أن البيان الفرنسي البريطاني الكندي ، اكد “ لن نقف مكتوفي الأيدي ازاء الأعمال المشينة لحكومة نتنياهو في غزة، ولدينا إجراءات حاسمة، ولايمكن احتمال الوضع الحالي . والعنف الاعمى من جانب الحكومة الإسرائيلية، وحظر دخول المساعدات حولا القطاع الى مقبرة. وفي الوقت نفسه على حماس الافراج عن جميع الرهائن المحتجزين لديها. “
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، في حديث لاذاعة فراس انتر : “ مصممون على الاعتراف بدولة فلسطين“.
الذكاء الاصطناعي
من جهة أخرى، استضاف مقر إقامة السفير الفرنسي في الكويت الليلة قبل الماضية ، أمسية مميزة مكرسة للابتكار والرؤى المستقبلية، تحت عنوان: “الذكاء الاصطناعي: محفز لنجاح المرأة”. وقد جمع الحدث متحدثين وضيوفا من مختلف القطاعات لتسليط الضوء على الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي وكيف تسهم النساء في توجيه تطبيقاته في مجالات التمويل والموضة والاستثمار.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد السفير أوليفييه غوفان، التزام فرنسا بتعزيز التعاون التكنولوجي الشامل والأخلاقي، مُشيرا إلى قمة عمل الذكاء الاصطناعي التي عُقدت في باريس في وقت سابق من هذا العام.
مشاركة كويتية فعالة
وأشاد السفير غوفان بالمشاركة الفاعلة لوزير الاتصالات الكويتي والوفد المرافق له، قائلاً:
“تعكس هذه المشاركة التزام دولة الكويت بالقضايا الاستراتيجية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وتفتح آفاقا لتعاون متين بين فرنسا والكويت في هذا المجال”.
وأضاف: “يأتي هذا الحدث في توقيت بالغ الأهمية، إذ يتزامن مع الاحتفال بـيوم المرأة الكويتية في 16 مايو. وبهذه المناسبة، يسعدني أن أوجّه أصدق التحيات إلى جميع النساء الكويتيات، تقديرا لما قدمنه من إنجازات بارزة وإسهامات ملموسة في شتى الميادين.
وقال : إن هذا اللقاء فرصة لتكريم مساهماتهن وتسليط الضوء على دورهن المتنامي في تشكيل مستقبل الابتكار، لا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تُعدّ قيم الشمول والتنوع ركيزة أساسية لتحقيق تقدم مسؤول ومستدام.“
وقد تميزت الأمسية بثلاثة متحدثين ملهمين هم : كبيرة علماء البيانات في بنك بوبيان د. جنان بن سلامة، حيث استعرضت كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لفهم العملاء وخدمتهم بشكل أفضل في مجال التمويل الإسلامي.
وتحدثت المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لمجموعة “LBM” الطاف هندي المطيري، عن دور الذكاء الاصطناعي في دعم الإبداع وتعزيز الحضور في عالم الموضة.
وشرح الرئيس التنفيذي لشركة المركز المالي الكويتي “MARKAZ” علي خليل ، كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في الاستراتيجيات المالية وقرارات الاستثمار.
دعم الابتكار
وأعقب الحدث حفل استقبال أتاح فرصا للتبادل غير للرسمي بين المتحدثين والمهنيين وممثلي مجتمع الأعمال.
ومن خلال هذه المبادرة، جددت السفارة الفرنسية التزامها المشترك بدعم الابتكار، وتمكين الأصوات النسائية الصاعدة، وتعزيز التعاون البناء بين فرنسا والكويت في القطاعات الحيوية المستقبلية.