
قبل ايام قليلة من مغادرته البلاد لانتهاء فترة عمله ، خص سفير الصين تشانغ جيانوي “الصباح” بحوار صحافي وضع خلاله النقاط على الحروف على العلاقات الثنائية بين البلدين خلال تمثيل بلاده في الكويت، استهله برفع الشكر الى مقام سمو امير البلاد الشيخ مشعل الاحمد لاهتمام سموه البالغ بتطوير العلاقات الكويتية الصينية، والى سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، والحكومة على الاهتمام الرسمي لتنفيذ اتفاقيات المشاريع الكبرى التي تم الاتفاق عليها خلال زيارة سمو امير البلاد الشيخ مشعل الاحمد الى الصين و”دعمي لانجاح مهمتي.”
واكد السفير جيانوي ان محادثات سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد ورئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ على هامش قمة رابطة “آسيان” والصين ودول مجلس “التعاون “ التي عقدت في كالالمبور الاسبوع الماضي ، اثمرت عن تعزيز الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين، وتسريع تنفيذ مشاريع التعاون الكبرى ، وتعميق التعاون القائم على المنفعة المتبادلة، ودفع العلاقات الثنائية بين البلدين نحو اتجاه أعمق واكثر فاعلية.
واشار السفير جيانوي الى القوة الاقتصادية للاطراف الثلاثة لمواجهة الاضطرابات والفوضى الاقتصادية العالمية ، والصين اكبر شريك تجاري لدول “آسيان “ودول مجلس “التعاون”، إضافةالى المشاركة في مبادرة الحزام والطريق ، فكل هذه الاطرف لها محطات مهمة في هذه المبادرة.
ولفت الى وجود العديد من الفرص السانحة للتعاون الكويتي الصيني في مجالات عدة مث الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا المتقدمة وغيرها من المجالات ،وهذا سيتم مستقبلا .
وحول ما اذا كانت حدة التوتر قد خفت في العلاقات الصينية الأمريكية قال : “ نحن ندعو الى حل المشكلات من خلال التشار والتباحث وفقا لمبادئ الاحترام والمصالح المتبادلة وايدينا مفتوحة امام التفاوض ، واذا كان هناك أي طرف يثير الحرب التجارية، فنحن على استعداد للمواجهة حتى النهاية، مستدركا ولكن كل الاطراف ستكون خاسرة في هذه الحرب.
وفيما يلي تفاصيل الحوار سؤالا من “ الصباح “ واجابة من سفير الصين في الكويت تشانغ جيانوي.
•بداية كل الشكر والتقدير لسعادتكم لاجراء هذا الحوار قبل أيام قليلة من مغادرتكم الكويت لانتهاء فترة عملكم التي سعدت شخصيا خلالها بالتعاون المثمر معكم ، وسؤالي عن انطباعكم بشأن تجربتكم الدبلوماسية في الكويت؟
-تجربتي الدبلوماسية في الكويت فريدة ورائعة وجميلة، واستفدت كثيرا خلال هذه الفترة ، وأنا مسرور جدا للتعرف على أصدقائي الكويتيين ، وهم كثر ، كما أنني مسرور جدا بالتعاون مع الجهات المعنية في الكويت لتنفيذ الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها خلال زيارة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد خلال زيارته للصين، وأشعر بالعاطفة والمودة والصداقة بين شعب الكويت ،
فهو بين شعب منفتح واجتماعي ومحب للثقافة الصينية، ويكن المحبة والصداقة تجاه الشعب الصيني.
ولذلك أستمتعت بفترة عملي في الكويت ، خصوصا ان الوقت يسير بسرعة جدا هنا ، وسأتذكر طوال حياتي فترتي الدبلوماسية في الكويت وأصدقائي مهما كنت في أي مكان .
تطور العلاقات
•خلال فترة عملكم ، ازدهرت العلاقات الكويتية الصينية كثيرا ، فهل من تفاصيل؟
-العلاقات الصينية الكويتية استراتيجية وتتقدم وتتطور بسلاسة، و لمناسبة قرب عودتي إلى الصين ، يجب أن أتوجه بالشكر الى مقام سمو امير البلاد الشيخ مشعل الاحمد على اهتمام سموه البالغ لتطوير العلاقات الصينية الكويتية ،والى سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد و والحكومة الكويتية والأصدقاء من كل الفئات الاجتماعية الكويتية على اهتمامهم بالعلاقات الصينية الكويتية، وعلى دعمي والتعاون الوثيقين لانجاح عملي ، مع التفاؤل بمستقبل افضل للتعاون الصيني الكويتي ، حيث توجد الكثير من الفرص السانحة للتعاون الثنائي بين البلدين الصديقين.
مشاريع مستقبلية
•الكثير من الاتفاقيات التي تمت خلال زيارة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الى الصين، تم البدء في تنفيذها مثل مشروع ميناء مبارك الكبير والطاقة المتجددة وغيرها، وذلك وذلك من خلال زيارة الوفود الصينية المتخصصة للكويت، هل من زيارات قريبة للتشاور بشأن تنفيذ مشاريع جديدة؟
-مهمتنا الرئيسية في هذه المرحلة ، تسريع تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين البلدين ، من خلال زيارات الوفود المهمة من الصين أو من الكويت، بهدف تسريع تنفيذ هذه الاتفاقيات.
وأعتقد انه يوجد المجال الواسع وإلامكانية الكبيرة لتوسيع التعاون بين البلدين في مشاريع اخرى مثل : الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا المتقدمة وغيرها
•هل سنشهد التوقيع على اتفاقيات جديدة قريبا؟
-لا أعتقد أننا سنكون في تشاور قريبا مع الجانب الكويتي حول اتفاقيات جديدة ، وأن كان المجال كبيرا لتوسيع التعاون بين البلدين.
القمة الثلاثية
كيف ترون الاجتماعات الكويتية الصينية الثنائية، وكذلك قمة دول آسيان ودول مجلس التعاون والصين في كوالالمبور الأسبوع الماضي؟
-نعم ، نتذكر لقاء رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، وسمو الشيخ صباح الخالد ولي عهد الكويت، دولة الرئاسة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ، على هامش قمة رابطة آسيان والصين ومجلس التعاون التي عقدت في كوالالمبور في 26 مايو 2025.
ومن نتائج هذا الاجتماع تعزيز الثقة السياسية المتبادلة بين الكويت و الصين، وتسريع تنفيذ مشاريع التعاون الكبرى وتعميق التعاون القائم على المنفعة المتبادلة، ودفع العلاقات الثنائية بين البلدين نحو اتجاه أعمق وأكثر فاعلية.
أعتقد أنه يوجد المجال الواسع وإلامكانية الكبيرة لتوسيع التعاون بين البلدين،خصوصا في مجموعة الاقتصاد المهمة ، وكذلك دول مجلس التعاون مهمة جدا في مواجهة الاضطرابات والفوضى الاقتصادية العالمية، وهذا يعزز التعاون بين الصين ودول “ آسيان “ ودول مجلس التعاون الخليجي، للمناقشة والتباحث حول القضايا الدولية والتعزيز الاقتصادي بين الأطراف الثلاثة.
وتربط الصين ودول “آسيان “ ودول مجلس التعاون، علاقات استراتيجية، كما ان الصين اكبر شريك تجاري ل “ آسيان” و” الخليجي “، مع وجود آفاق أرحب للتعاون في مجالات عدة.
ونأمل في بناء مجتمع بمستقبل مشرق وخاصة في اطار المشاركة في مبادرة الحزام والطريق، فكل هذه الأطراف لها محطات مهمة في هذه المبادرة.
الحرب التجارية
•هل خفت حدة التوتر بين الصين والولايات المتحدة ؟
-العلاقات الصينية الأمريكية ، أهم علاقات صناعية في العالم ، وخاصة نحن نرغب في الحافظ على علاقات التعاون الطبيعية مع الولايات المتحدة ،ويجب الالتزام بمبدأ المساواة والاحترام المتبادل ، هناك تباحث بين مسؤولين من الصين والولايات المتحدة في جنيف، وتم التوصل إلى توافق لحد ما ، ولكن يجب استمرار الجهود لحل بعض المشكلات، وخاصة أن السلطة الأمريكية فرضت الرسوم الجمركية بلا أسباب وبصورة سافرة .
وكما قلت منذ البداية، حرب التجارة بين الدول لا تنفع اي شخص لا يوجد فائز وكل الأطراف ستكون خاسرة في حرب التجارة ، ولذلك نحن ندعو إلى حل المشكلات من خلال التشاور والتباحث وفقاً لمبادئ الإحترام والمصالح المتبادلة، نحن ايدينا مفتوحة أمام أي تباحث أو تفاوض، وإذا كان هناك أي طرف يثير الحرب التجارية، فنحن على استعداد للمواجهة حتى النهاية.