
أكد وزير الخارجية عبدالله اليحيا متانة العلاقات العميقة والتاريخية بين الكويت والدول الإفريقية، مع الحرص على مواصلة تعزيز التعاون في مختلف المجالات والتشاور والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك، مشيرا الى ان الكويت تفتخر بهذا التعاون المتميز ، لاسيما في اطار مشاريع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في البنى التحتية والتنموية الحيوية في جميع أنحاء القارة السمراء.
جاء ذلك في ردود الوزير اليحيا على أسئلة الصحافيين عقب مشاركته في الاحتفال الذي اقامته سفارات الدول الأفريقية في الكويت، أمس الأول، تحت شعار “ التعاون الافريقي-الكويتي ضمن تعزيز الاستثمار الكويتي في أفريقيا من أجل شراكة استراتيجية” ، وذلك ضمن فعاليات يوم إفريقيا الذي يوافق الذكرى الـ 61 لتأسيس الاتحاد الإفريقي.
ولفت إلى حرص الكويت على مواصلة تعزيز التعاون والتنسيق مع دول القارة الافريقية قائلا أن دولة الكويت تفتخر بالتعاون المتميز لاسيما في اطار مشاريع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في البنى التحتية والتنمية الحيوية في جميع أنحاء القارة منذ تأسيسه عام 1961.
توثيق العلاقات
من جهته، ألقى عميد السلك الدبلوماسي الإفريقي سفير جمهورية القمر المتحدة د. العارف سيد حسن ، كلمة في الحفل، اكد فيها أن “ الكويت تكتب اسمها بحروف من ذهب على جبين القارة الإفريقية، مما يعمل حتما على ترسيخ وتعزيز علاقات الكويت مع الدول الأفريقية، ويعد الاحتفال بيوم أفريقيا في الكويت فرصة طيبة لتوثيق هذه العلاقات التي تتسم بالأخوة الصادقة والتعاون البنّاء بين الجانبين.
ورحب السفير حسن بحضور الحفل الذي يتم تنظيمه ضمن فعاليات يوم إفريقيا في مدينة الكويت الجميلة، منبع الضيافة والكرم، ومركز الإنسانية ، مرحبا بوزير الخارجية “ لقد عبرتم دائما عن اهتمامكم ورعايتكم بالسلك الدبلوماسي المعتمد لدى دولة الكويت، ووجودكم بيننا اليوم هو شهادة بليغة على محبتكم وتقديركم لأفريقيا وشعوبها. فاسمحوا لي أن أعبر لمعاليكم، بالإصالة عن نفسي ونيابة عن أصحاب السعادة السفراء، أعضاء السلك الدبلوماسي الإفريقي، عن عميق ارتياحنا وخالص شكرنا على تشريفكم لنا بمشاركتكم في هذه المناسبة التاريخية العزيزة على قلوب كل الأفارقة.”
تعاون مثمر
وتطرق السفير حسن إلى التعاون المثمر بين الكويت والدول الإفريقية ، والذي يتجلى من خلال توقيع اتفاقيات ثنائية وتبادل الزيارات والبعثات الدبلوماسية، وتنفيذ برامج تعليمية وثقافية، ودعم مشاريع تنموية وإنسانية، وتبادل خبرات وكفاءات، وغيرها من أوجه التعاون الثنائي، إضافةً إلى التعاون المثمر على الساحتين الإقليمية والدولية في مختلف المجالات، لاسيما السياسية والاقتصادية والثقافية ، مضيفا : كل ذلك بفضل الله، ثم بفضل الجهود المشتركة التي تبذلها القيادات والحكومات والشعوب.
وقال : أغتنم هذه المناسبة الطيبة لأرفع أسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان إلى مقام سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد ، وإلى سمو ولي العهد سمو الشيخ صباح الخالد على الجهود المتواصلة والدعم الثمين لمسار التنمية والتقدم في الدول الإفريقية، متمنيا للكويت ولشعبها الشقيق مزيدا من التقدم والازدهار في ظل القيادة الحكيمة لسمو امير البلاد .
تقدم وازدهار
تابع : إن الاحتفال بيوم إفريقيا في الكويت يُعدّ فرصة سانحة لتسليط الضوء على ما تتميز به القارة الإفريقية من تنوع ثقافي وفني يرسخ مشاعر الفخر والاعتزاز بالانتماء لها لدى جميع أبناء القارة على اختلاف الأجيال.
كما يتيح هذا اللقاء التاريخي، الذي يوافق الذكرى ال 61 لتأسيس الاتحاد الإفريقي، الفرصة لكل دولة من الدول الأفريقية المعتمدة لدى الكويت، لعرض إنجازاتها الوطنية، وإبراز إبداعات مواطنيها، وابتكارات فنانيها وجرأة رجال أعمالها، حيث أن القارة كلها تتجه بخطى ثابتة نحو التقدّم والازدهار وتواصل جهودها لمواجهة التحديات والبحث عن حلول إفريقية للقضايا الإفريقية.
وإلى جانب تنوع الثراء الثقافي الذي يمكنكم الاطلاع عليه من خلال زيارة المعرض المقام بهذه المناسبة، أود الإشارة إلى أن الاتحاد الإفريقي يسعى جاهدا لتحقيق التكامل بين الدول الإفريقية انطلاقا من تشجيع التجمعات الاقتصادية الإقليمية ووصولا إلى الإنشاء التدريجي لمنطقة التجارة الحرة للقارة الإفريقية.
فرص واعدة
واوضح السفير حسن ، ان إفريقيا تزخر اليوم بالعديد من الفرص والامكانيات يمكن أن تجعل منها قوة اقتصادية عالمية. فهي تتوفر على ثروات معدنية وطاقية مهمة، بعضها لم يستكشف بعد، وتتوفر أيضا على أراضي شاسعة خصبة يمكن أن تجعل منها مخزون غذاء عالمي. كما تتوفر على طاقات بشرية شابة، إضافةً إلى خطط طموحة وضعتها الحكومات لتوجيه الدول الأفريقية نحو التنمية المستدامة والازدهار. وقد ساهم ذلك في انضمام ثلاث دول إفريقية إلى مجموعة “بريكس”.
شركاء أقوياء
وقال : في ظل هذه الديناميكية، فإن بلداننا بحاجة إلى الاعتماد على شركاء أقوياء ذوي خبرات ناجحة في مجالات التنمية. ومن هذا المنظور نقدر ونثمن عاليا جهود الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية على تعاونه مع 51 دولة إفريقية وعلى مبادراته المتميزة لدعم الاقتصاد الافريقي من خلال الشراكة مع البنك الإفريقي للتنمية.
وننتهز فرصة الاحتفال بيوم إفريقيا لدعوة الإخوة في الكويت من رجال الأعمال والمستثمرين إلى دعم هذه الديناميكية التنموية واستكشاف الفرص والضمانات المتاحة في القارة وشركائها لتحقيق المصالح المتبادلة، وتعزيز الشراكة الرابحة بين الدول الإفريقية ودولة الكويت الشقيقة.
وختم السفير حسن كلمته بتوجيه جزيل الشكر والامتنان إلى الجهات الراعية لهذا الاحتفال وإلى الشركاء الذين قدموا مساهمات سخية لإنجاز هذه المناسبة على أكمل وجه، وفي مقدمتهم:الصندوق الكويت للتنمية الاقتصادية العربية،
شركة السويدي إلكتريك، الخطوط الجوية المصرية،الخطوط الجوية الأثيوبية، الملا للصرافة، والمزيني للصرافة.
كما “ أتوجه بالشكر إلى زملائي أعضاء لجنة التنظيم، وأعضاء اللجنة الفنية وكل من ساهم ووقف إلى جانبنا، معبّرًا لهم جميعًا عن خالص الامتنان والعرفان على جهودهم المبذولة لإنجاح هذا الاحتفال “.