
في اطار توجيهات القيادة السياسية، بسرعة العمل على عودة الكويتيين العالقين في ايران من خلال تسيير الجسر الجوي أكدت مصادر دبلوماسية لـ “الصباح “ أنه من المقرر استمرار وصول الدفعة الثانية فجر اليوم الأحد جوا عن طريق تركمانستان على “الكويتية”، وعلى متنها نحو 300 مواطنا ومواطنة العدد الحقيقي يعلن قبل اقلاع الطائرة من هناك.
وأكدت المصادر استمرار عملية الإجلاء طالما توجد الحاجة اليها واستمرار التدفق من الكويتيين إلى دول أخرى مجاورة لايران مثل تركمانستان أو تركيا.
ولفتت المصادر الى استمرار عملية الإجلاء البرية عن طريق العراق ،ومن ثم الوصول إلى منفذ العبدلي الحدودي، مشيرة الى الاعلان عن الرقم النهائي سيكون عقب التاكد من انتهاء عملية الإجلاء.
وكان نائب وزير الخارجية الشيخ جراح الجابر قد استقبل فجر أمس - السبت - في مطار “ الكويتية” الدفعة الأولى من المواطنين الكويتيين القادمين من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، عبر جمهورية تركمانستان الصديقة.
وكانت “الكويتية “ قد نقلت حسب مصادر
لـ “ الصباح “ نحو 300 مواطن ومواطنة من الكويتيين العالقين في ايران، والذين وصلوا برا إلى تركمانستان تمهيدا لعودتهم الى الكويت.
وأكدت وزارة الخارجية أن ذلك يأتي ترجمةً لتوجيهات القيادة السياسية وحرصها على ضمان أمن وسلامة المواطنين في الخارج، واستكمالًا لخطة الإجلاء التي تنفذها الوزارة بالتنسيق مع سفاراتها المعنية. وأعربت الوزارة عن بالغ تقديرها للجهود التي بذلتها السلطات المعنية في جمهورية تركمانستان والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وما قدمته من تسهيلات لتيسير عملية الإجلاء وضمان وصول المواطنين إلى دولة الكويت بسلام. وأكدت الوزارة استمرار جهودها الحثيثة، وعلى مدار الساعة، لضمان عودة جميع المواطنين الكويتيين المتواجدين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى البلاد، ومواصلة تنسيقها مع الشركاء والأجهزة المختصة لإنجاز هذا الهدف بأعلى درجات الكفاءة والمسؤولية.
خطط الطوارئ
من جهته، أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا، السفير سميح حيات، أن وزارة الخارجية الكويتية فعّلت خطط الطوارئ المعتمدة، بتوجيهات سامية من القيادة السياسية، لضمان أمن وسلامة المواطنين الكويتيين المتواجدين في إيران، في ظل التصعيد الإقليمي الراهن.
وأوضح حيات في في مداخلة مع قناة الاخبار - الجمعة - أن الوزارة تتحرك وفق خطط معدة مسبقًا يتم تفعيلها بحسب طبيعة التحديات، مشيرًا إلى أن التنسيق جارٍ على مدار الساعة مع مجلس الوزراء والوزراء المعنيين، وأن تقارير ميدانية تُرفع باستمرار لمتابعة التطورات واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. وأضاف أن السفارات الكويتية، وعلى رأسها سفارة الدولة في طهران، تعمل بكفاءة عالية، لافتًا إلى أن الطواقم الديبلوماسية مدرّبة على التعامل مع الظروف الصعبة، بما فيها الكوارث الطبيعية والنزاعات والطوارئ الأمنية. وأشار إلى أن هناك تواصلًا مباشرًا مع وزارات الخارجية في الدول الصديقة، وتعاونًا فعّالًا مع سفراء دول مجلس التعاون في العاصمة الإيرانية. وبيّن السفير حيات أن خطة الإجلاء الراهنة تراعي استخدام الطرق البرية بسبب إغلاق الأجواء الإيرانية، مع التشديد على أن سرعة النقل لا يجب أن تكون على حساب عامل الأمان، مؤكدًا أن التنسيق يشمل كافة التفاصيل الدقيقة لضمان سلامة المواطنين أثناء تنقلهم. كما أشار إلى أن دولة الكويت منفتحة على التعاون مع الجهات الأممية والدولية لتسهيل عملية الإجلاء، بما يعكس دبلوماسية الدولة النشطة وعلاقاتها الواسعة مع مختلف دول العالم. وشدد السفير سميح حيات على أهمية التزام المواطنين الكويتيين بالتواصل مع سفارات الكويت في الخارج، وتزويدها بمعلومات دقيقة حال دخولهم أي دولة، مشيرًا إلى أن وزارة الخارجية تتابع جميع البلاغات والاتصالات عبر فرق تعمل على مدار الساعة، سواء من مقر الوزارة أو من بعثاتها الدبلوماسية. وأكد على أن الكويت لا تميز في تعاملها الإنساني، وتقدم يد العون كذلك لمواطني الدول الخليجية التي لا توجد لها بعثات دبلوماسية في طهران، التزامًا بمبادئها الإنسانية الراسخة.
وأضاف أن وحدة الدم والمصير المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي هي الركيزة الأساسية التي انطلقت منها مسيرة التضامن الخليجي، مشيرًا إلى أن تحرير الكويت قبل أكثر من 35 عامًا كان ثمرة هذا التكاتف، وسيظل رمزًا للوحدة الخليجية الحقيقية. وقال حيات: “الدم الخليجي هو من حرّر الكويت، لقد أصبح دمنا واحدًا وخليجنا واحد، ونواصل اليوم السير على هذا النهج، لأن التجربة أثبتت أن تجاوز الظروف الاستثنائية، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي، لا يتم إلا بوحدتنا”.
وأشار إلى أن مؤسسات مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمتها مراكز إدارة الكوارث، تشهد تطورًا متزايدًا وتعاونًا وثيقًا في تبادل المعلومات، لاسيما في المجالات الحساسة مثل المعلومات الذرية والإشعاعية، مؤكدًا أن هذا التعاون بات اليوم أكثر قوة وتكاملاً.
وأعرب السفير حيات عن ارتياحه لمستوى التنسيق الخليجي، مشيدًا بدور الأمين العام لمجلس التعاون، جاسم البديوي، وتواصله المستمر مع القيادات السياسية العليا في دول المجلس، فضلًا عن التنسيق اليومي بين وزارات الخارجية والجهات المعنية في دول الخليج.
واختتم تصريحه بالتأكيد على أن الجهود المشتركة بين دول مجلس التعاون ستستمر حتى تزول كافة الأخطار وتستقر المنطقة بإذن الله.