
باريس - “كونا”: وصل سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه ظهر أمس إلى الجمهورية الفرنسية الصديقة وذلك في زيارة رسمية.
وكان في استقبال سموه على أرض المطار وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي وسفير دولة الكويت لدى الجمهورية الفرنسية عبدالله الشاهين ومدير امن مطارات باريس السيد ستيفان داغوين والملحق العسكري في السفارة الفرنسية لدى دولة الكويت العقيد فرانسوا ديكس وأعضاء سفارة دولة الكويت ورؤساء المكاتب الملحقة والفنية المعتمدة في العاصمة الفرنسية باريس.
هذا ويرافق سموه وفد رسمي يضم كلا من وزير الدفاع الشيخ عبدالله العلي ووزير الخارجية عبدالله اليحيا ومدير عام هيئة تشجيع الاستثمار المباشر الشيخ الدكتور مشعل الجابر وعدد من كبار المسؤولين بالدولة.
واستقبل صاحب السمو عصر أمس الرئيس التنفيذي لمستشفى غوستاف روسيه البروفيسور فابريس بارليسي والمستشار الدولي للرئيس التنفيذي السيد ريمي تيوليت وذلك في مقر إقامة سموه بالعاصمة الفرنسية باريس.
هذا وقد أكد سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد على أهمية تعزيز الشراكة بين دولة الكويت والجمهورية الفرنسية في المجالات الصحية لتعزيز القدرات الطبية وتطوير منظومة الرعاية الصحية وتحقيق نقلة نوعية في الخدمات الصحية ورفع جودة الحياة للمجتمع الكويتي وتوفير بيئة طبية متطورة تضمن أفضل سبل العلاج والرعاية، مشيدا سموه بالدور البارز لمستشفى غوستاف روسيه في مجال الأبحاث والعلاجات المتقدمة لعلاج الأورام.
حضر اللقاء وزير الصحة أحمد العوضي ومدير عام هيئة تشجيع الاستثمار المباشر الشيخ الدكتور مشعل الجابر.
وكان سمو الأمير غادر سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه أرض الوطن صباح أمس متوجها إلى الجمهورية الفرنسية الصديقة وذلك في زيارة رسمية.
وقد كان في وداع سموه على أرض المطار سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ صباح الخالد، وسمو الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الشيخ مبارك الحمود ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء شريدة المعوشرجي وكبار المسؤولين بالدولة.
هذا ويرافق سموه وفد رسمي يضم كلا من وزير الدفاع الشيخ عبدالله العلي ووزير الخارجية عبدالله اليحيا ومدير عام هيئة تشجيع الاستثمار المباشر الشيخ الدكتور مشعل الجابر وعدد من كبار المسؤولين بالدولة.
من جهتها أكدت الرئاسة الفرنسية “الإليزيه” أن زيارة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد إلى فرنسا تكتسي أهمية خاصة لاسيما وأنها الأولى لسموه إلى فرنسا منذ توليه مقاليد الحكم.
وقال قصر “الإليزيه” في بيان لـ “كونا” أمس الاحد إن زيارة سمو الأمير تجسد عمق العلاقات التاريخية وتعزز الشراكة الشاملة المتميزة بين البلدين الصديقين وتعكس إرادة مشتركة بينهما لتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وأشار إلى أن الزيارة تأتي كذلك في إطار العلاقات المتينة القائمة على الثقة والاحترام المتبادل التي يسعى الجانبان إلى تطويرها على نحو يعزز الشراكة الاستراتيجية في قطاعات متعددة تشمل الدبلوماسية والدفاع والاقتصاد والتعليم والصحة والثقافة والبحث العلمي.
وبين “الاليزيه” أن زيارة سمو الأمير مناسبة تؤكد “عمق الروابط التاريخية بين البلدين وتجدد التزامهما بتطوير هذه العلاقة بما يخدم المصالح المشتركة كما توضح رغبة البلدين في تكثيف الحوار والتنسيق الثنائي في مواجهة الأزمات الإقليمية الكبرى”.
وأضاف أن زيارة سمو الأمير إلى باريس ستشهد حضور سموه العرض العسكري الرسمي بمناسبة العيد الوطني الفرنسي “يوم الباستيل” في 14 يوليو إلى جانب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قبل أن يلتقي سموه به في قصر الإليزيه لتناول غداء عمل.
وتؤكد العلاقات الكويتية - الفرنسية عمق الصداقة التاريخية التي تجمع البلدين حيث كانت فرنسا من أوليات الدول التي دعمت استقلال الكويت وساهمت بشكل فاعل في عملية تحريرها عام 1991 مما عزز أواصر الثقة السياسية وأرسى أساسا قويا لعلاقات متنامية.
ويحرص البلدان على تعزيز هذه العلاقة عبر لقاءات رفيعة المستوى وتعاون مستمر في المحافل الدولية حيث تتطابق وجهات النظر في العديد من القضايا لا سيما احترام القانون الدولي ودعم جهود الوساطة والحوار لحل النزاعات سلميا.
وفي الجانب الاقتصادي بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 8ر2 مليار يورو “نحو 27ر3 مليارات دولار” في عام 2023 فيما تحتل فرنسا المرتبة الرابعة بين الشركاء التجاريين الأوروبيين للكويت مع نشاط واسع لشركات فرنسية في مجالات البنية التحتية والطاقة والبناء.
وفي المجال الثقافي تواصل فرنسا دعم اللغة والثقافة الفرنسية في الكويت عبر المدرسة الفرنسية والمعهد الفرنسي كما يستفيد أكثر من ألف طالب من البرامج التعليمية المشتركة في حين يشارك طلاب كويتيون في برامج أكاديمية وجامعية داخل فرنسا.
وتسهم المؤسسات الطبية الفرنسية مثل “معهد غوستاف روسي” في دعم القطاع الصحي الكويتي عبر الاستشارات الفنية والمشاريع التخصصية ما يعكس تكاملا متزايدا في مجالات التنمية والخدمات العامة.
وتعد العلاقات بين فرنسا والكويت مثالا لشراكة متينة وصداقة طويلة الأمد يحرص الجانبان على تطويرها بشكل مستمر بما يعزز التعاون الثنائي ويدعم الاستقرار في المنطقة والعالم.
بدوره، أكد سفير دولة الكويت في باريس عبد الله الشاهين أن الزيارة الرسمية لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد إلى فرنسا تكتسب أهمية سياسية ورمزية كبيرة وتعكس المكانة المرموقة التي تحظى بها دولة الكويت لدى القيادة الفرنسية.
وشدد السفير الشاهين في تصريح لـ”كونا” في هذا الصدد على أن هذه الزيارة التي تأتي تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالتزامن مع احتفالات بلاده بعيدها الوطني “يوم الباستيل” تجسد عمق الروابط التي تجمع البلدين.
ووصف الزيارة بأنها تمثل محطة مفصلية في مسار العلاقات بين البلدين كونها تفتح آفاقا جديدة لتعزيز التعاون في مجالات ذات طابع استراتيجي إضافة إلى أنها تشكل تتويجا للتنسيق الثنائي في المجالات كافة.
كما أكد السفير الشاهين عمق العلاقات الثنائية ومتانتها بين دولة الكويت وفرنسا لا سيما وأنها علاقات تاريخية متميزة تقوم على أسس راسخة من الاحترام المتبادل والتعاون المثمر في شتى المجالات.
واوضح ان العلاقات الكويتية - الفرنسية شهدت تطورا مستمرا على أمد العقود الستة الماضية مشيرا إلى أنها أرست نموذجا ناجحا للشراكة الاستراتيجية المبنية على الثقة المتبادلة والرؤى المشتركة.
وعلى الصعيد الاقتصادي ذكر السفير الشاهين أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تسجل نموا ملموسا سواء من حيث التبادل التجاري أو الاستثمارات المشتركة في ضوء الحرص المتبادل على توسيع آفاق التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والاقتصاد الأخضر بما يتماشى مع رؤية الكويت التنموية 2035.
وفي الجانب الثقافي شدد سفير دولة الكويت لدى فرنسا على أهمية التبادل الثقافي والعلمي في ترسيخ التفاهم الحضاري مشيرا في هذا الإطار إلى التعاون الوثيق مع المؤسسات التعليمية والثقافية الفرنسية في كلا البلدين. واختتم السفير الشاهين تصريحه بالتأكيد على أن سفارة دولة الكويت في باريس ستواصل بذل كافة الجهود لتعزيز العلاقات الثنائية وتنفيذ البرامج والمبادرات المشتركة بما يخدم مصالح البلدين الصديقين ويواكب تطلعات قيادتيهما.