
أعربت حكومة إندونيسيا على لسان سفيرتها في البلاد لينا ماريانا عن تقديرها لدعم حكومة دولة الكويت، بقيادة سمو امير البلاد الشيخ مشعل الأحمد ، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، في تنمية التعاون واستثمار الإمكانات المتاحة لما فيه خير ورفاه الشعبين الصديقين.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقدته السفيرة ماريانا في مقر السفارة الإندونيسية نهاية الأسبوع الماضي، لمناسبة الذكرى الـ 80 لاستقلال بلادها ، بحضور اركان السفارة كما تم عرض فيديو لمدة طويلة عن إندونيسيا تناول التقدم والازدهار في جميع المجالات.
العلاقات السياسية
وتطرقت السفيرة ماريانا الى العلاقات الثنائية بين إندونيسيا والكويت، فقالت : سياسيًا ، شهدت العلاقات الثنائية تحسنًا ملحوظًا خلال العام الماضي، حيث تم تنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة عام 2023 بين المحكمة العليا في جمهورية إندونيسيا والمحكمة الدستورية العليا في دولة الكويت، من خلال زيارات متبادلة رفيعة المستوى بين عامي 2023 و2025. كما يجري التحضير لعقد أول مشاورات سياسية بين البلدين هذا العام في جاكرتا، لبحث آفاق التعاون في مختلف المجالات. وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، تتبنى الدولتان مواقف متقاربة إزاء العديد من القضايا.
الاقتصاد والاستثمار
اضافت : اقتصاديًا وتجاريًا واستثماريًا ،بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2024 نحو 547.5 مليون دولار أمريكي، مقارنة بـ 440.8 مليون دولار عام 2020، بنسبة نمو بلغت 6.65 في المئة خلال خمس سنوات.
وقد بلغت صادرات إندونيسيا للكويت 218.3 مليون دولار، بينما بلغت وارداتها من الكويت 329.2 مليون دولار أغلبها من النفط والغاز، ليسجل الميزان التجاري عجزًا قدره 110.9 مليون دولار. وخلال النصف الأول من 2025، بلغ التبادل التجاري 297.8 مليون دولار بزيادة 18 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي.
أما الاستثمارات الكويتية في إندونيسيا فقد بلغت قيمتها في 2024 نحو مليون دولار موزعة على 17 مشروعًا، فيما بلغت في الربع الأول من 2025 نحو 80 ألف دولار. وتحتل الكويت المرتبة 87 من بين 154 دولة مستثمرة في إندونيسيا.
كما تجري مفاوضات بين إندونيسيا ومجلس التعاون الخليجي، الذي تعد الكويت عضوًا فيه، لإبرام اتفاقية تجارة حرة منذ سبتمبر 2024. وتدعو إندونيسيا إلى الإسراع في معالجة الملفات العالقة مثل اتفاق النقل الجوي، وتسيير رحلات مباشرة، والتعاون الصحي، والاعتراف المتبادل بشهادات الحلال.
الثقافة والتعليم
تابعت :ثقافيًا وتعليميًا، انطلاقًا من الجذور التاريخية المشتركة كأمم بحرية وبهوية إسلامية، تتطلع إندونيسيا لتعزيز التعاون الثقافي والتعليمي مع الكويت، وتشجع الكويتيين على التعرف أكثر على ثقافتها من خلال برامج حكومية متعددة. كما تثمن المنح الدراسية الكويتية في برامج البكالوريوس واللغة العربية، وتأمل بزيادتها مستقبلًا.
السياحة
وذكرت انه ارتفع عدد السياح القادمين من الكويت إلى إندونيسيا بعد جائحة «كورونا» حيث بلغ في نهاية 2024 نحو 5090 سائحًا.
واجتماعيًا، تقدر إندونيسيا مساهمات الكويت في المجال الإنساني والإغاثي، بما في ذلك بناء وتشغيل مدارس في المناطق الريفية بدعم من الجمعيات الخيرية الكويتية. ومن أبرز الأمثلة، مجمع سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد في غاروت – جاوة الغربية، الذي افتتح في 21 فبراير 2024 على مساحة 46,621 مترًا مربعًا، خُصصت مرحلته الأولى «35,000 م²» للبنين.
الاستقلال
وعن استقلال بلادها ، اوضحت السفيرة ماريانا، تحتفل جمهورية إندونيسيا، بالذكرى الثمانين لاستقلالها في 17 أغسطس 2025. وقد حددت الحكومة الإندونيسية شعار هذه الذكرى: «متحدون ذوو سيادة، شعب مزدهر، إندونيسيا متقدمة» (Bersatu Berdaulat, Rakyat Sejahtera, Indonesia Maju)، وهو ما يعكس روح الشعب الإندونيسي في التوحد على فهم مشترك كأمة واحدة، وجسر تطلعات بعضهم البعض، والمضي قدمًا معًا نحو مستقبل وطني مشرق. وقد تم اختيار هذا الشعار ليتماشى مع الرؤية الوطنية الكبرى ويجسد مسار نضال الأمة. ويطمح الإندونيسيون لأن يكونوا أمة موحدة وفق شعار الدولة القومي «بِهِنِّيكا تونغَّال إيكَا» «الوحدة في التنوع»، أي التعددية ضمن الوحدة.
القطاعات التنموية
وقالت : هذا العام هو الأول لـ«حكومة العلمين الأحمر والأبيض – كابينيه مِراه بوتيه» برئاسة الرئيس برابوو سوبيانتو ونائب الرئيس غيربران راكابومينغ راكا. وخلال عامه الأول في الحكم، قام الرئيس برابوو سوبيانتو بعدة خطوات لتعزيز القطاعات التنموية ذات الاهتمام العام، من خلال استثمار الموارد الوطنية والتعاون مع الدول الشقيقة على المستويات الثنائية والإقليمية والمتعددة الأطراف.
وفي فترته الأولى، أطلق الرئيس برابوو سوبيانتو الخطة الوطنية متوسطة المدى 2025-2029، والتي تمثل المرحلة الأولى من الخطة الوطنية طويلة المدى 2025-2045، باعتبارها الأساس الأول لتحقيق رؤية “إندونيسيا الذهبية 2045”.
وتحدد الخطة الوطنية متوسطة المدى الخطوات الاستراتيجية لتحقيق رؤية الرئيس للفترة 2025-2029 تحت شعار: «مع إندونيسيا المتقدمة، نحو إندونيسيا الذهبية 2045»، والتي تشمل ثمانية أولويات وطنية متوسطة المدى تُجسِّد «المهام الثمانية» أو أستا تشيتا للرئيس.
3 أهداف
اوضحت السفيرة ماريانا ان الأهداف الرئيسية الثلاثة للخطة تتمثل في: خفض معدلات الفقر، تحسين جودة الموارد البشرية، وتحقيق نمو اقتصادي مرتفع ومستدام، إلى جانب أهداف في السياسة الخارجية وحماية البيئة.
أما في السياسة الخارجية، فقد اختارت إندونيسيا نهج عدم الانحياز إيمانًا منها بضرورة تطور العالم نحو نظام متعدد الأقطاب، وأن زمن الهيمنة الأحادية قد انتهى. ولهذا، تبني إندونيسيا علاقاتها وتعاونها مع جميع الدول الصديقة لتحقيق الخير والرفاه للمجتمع الدولي، دون الانحياز لأي تكتل أو دولة، بل نصرةً للحق والعدالة والسيادة.
رفض الاحتلال
وفي هذا السياق، تؤكد إندونيسيا رفضها لاحتلال أي دولة من قبل أخرى، استنادًا إلى ديباجة الدستور الإندونيسي: “إن الاستقلال هو حق لجميع الشعوب، ولذلك يجب إلغاء الاستعمار في العالم لأنه لا يتفق مع الإنسانية والعدالة…”.
صندوق الثروة السيادي
وقالت : في 24 فبراير 2025، أطلقت الحكومة الإندونيسية صندوق الثروة السيادي «دانانتارا» «Daya Anaga Nusantara Indonesia» برأسمال مُدار يبلغ 1000 مليار دولار أمريكي، مع حد أدنى للاستثمار يبلغ 100 مليون دولار أمريكي. وتتوفر لإندونيسيا هذا العام سيولة استثمارية قدرها 18 مليار دولار أمريكي، وتدعو المستثمرين الكويتيين للاستثمار في القطاعات الثمانية ذات الأولوية، وهي: المعادن والطاقة و والطاقة المتجددة والبتروكيماويات و البنية التحتية الرقمية والرعاية الصحية و الخدمات المالية والبنية التحتية والمرافق و المناطق الصناعية والعقارات والأغذية والزراعة.
الناتج المحلي
وذكرت ان معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي لإندونيسيا بلغ في الربع الثاني من هذا العام 5.12 في المئة، مدفوعًا بزيادة الاستثمارات وإنفاق الأسر، وهو ما يمثل تحسنًا عن الربع السابق البالغ 4.87 في المئة.