أعلنت جهة الإشراف على مشروع تطوير طريق جمال عبد الناصر – اضخم مشاريع البنية التحتية في الكويت – اليوم عن تقدم سير الأعمال الإنشائية في المشروع عقب مرحلة الإعادة الشاملة للتصميمات والرسوم الهندسية التي وجب تقديمها بناء على قرار توظيف تقنية بديلة لتركيب وحدات الجسور والتي تعرف بأسم «سبان باي سبان – Span by Span» او تركيب البحور القطعية الكاملة بالتوالي والتي من خلالها سيتم تشييد مجموع حوالي 20 كم طوليا من الطرق العلوية بالإتجاهين بكفائة اكثر من حيث الوقت والتكلفة. الأعمال الإنشائية – والتي تشمل صب الخوازيق، والقواعد والاعمدة - جارية بالمشروع اليوم في الموقع وخارجة، اي في ساحة الصب المسبق لوحدات الجسور بالدوحة، بشكل متوازي لضمان اكبر معدل لنسبة الإنجاز مع الفعالية الكاملة والكفائة العالية.
في تصريح من وزارة الأشغال العامة بالكويت، ممثلة بمدير إدارة الطرق، المهندس عبدالعزيز الصباح، قال: «بفضل تعيين الجهود المشتركة بين الوزارة وتآلف مجموعة لويس برجر العالمية والمكتب العربي للإستشارات الهندسية، تمكنا اليوم من التقدم في سير الأعمال الإنشائية بالمشروع بعد مرحلة دراسة وإعادة شاملة لأعمال التصميم وتجهيز المخططات والرسومات الهندسية الازمة وفقا لإقتراح توظيف التقنية الجديدة لبناء الطرق العلوية والمعروفة بسبان باي سبان او تركيب البحور القطعية الكاملة بالتوالي – والتي تطلبت ايضا إعادة تنسيقات مع مكاتب التصميم العالمية والرائدة في هذا المجال».
و أضاف الصباح: «عن أعمال التأسيسات الخرسانية، فأنه قد تم إستكمال 311 خازوقا عاملا من أصل حوالي 6000 خازوقا عاملا في المرحلة الثانية للمشروع وجاري العمل على 14 خازوق اختبار من جميع المراحل، كما تم صب 4 قواعد وتجهيزهم لصب وتركيب الأعمدة. وقد تمكنا ايضا من إنتاج اول مجموعة من وحدات الجسور التي يتم تصنيعها في ساحة الصب المسبق لقطع الجسور. أما عن أعمال الطرق ونقل المرافق، فقد تم فتح 4 تحويلات مرورية لتاريخه بغية استكمال الأعمال الإنشائية المطلوبة. يسعدنا بأن نرى هذه المشروع العملاق يتجسد رغم كل التحديات ونشهد بتلك الخطوات الرئيسية الى تدفعة الى الأمام» , أوضح المهندس الصباح أنه نظرا لتصاعد حالة التكدس المروري الذي بات فيه طريق جمال عبد الناصر في الاونة الاخيرة، والجوانب الاخرى المقيدة لمواقع العمل، أصبح من الصعب إستكمال الاعمال الإنشائية وضمان سرعة الإنجاز دون إحداث اضطراب عال لحركة المرور، حتى مع فتح التحويلات. لذلك فكان من الحتمي ايجاد وتوظيف تقنيات جديدة للبناء تتوافق مع الظروف القائمة للطريق والتي كانت مختلفة نسبيا من وقت المناقصة. يشتمل البديل على تقنية مطورة لتشييد الطرق العلوية والمنحدرات تسمى بـ«سبان باي سبان وهي تركيب البحور الكاملة بين عمودين للجسور والمكونة من قطع مسبوقة الصب والإجهاد، بحر تلو الاخر. وفضلت هذه التقنية عن غيرها لما تقدمه من إقتصاد في الوقت والتكلفة ولا تحتاج لمساحة عمل كبيرة, وفي ملخص عن العناصر الإنشائية قيد الإنشاء بالمشروع، قال المهندس عبدالعزيز: «قاعدة العمود هى مكعب خرساني سميك مسلح بحوالي مئة طن من الحديد، وتترسخ فيها الخوازيق الخرسانية العميقة التي توفر التأسيس القوي. يتم صب وتسليح الأعمدة الخرسانية على قاعدة العمود ليتم تركيب وحدات الجسور الرئيسية عليها. تنقل الأحمال من الجسور الي الأعمدة ثم القواعد ثم الى خوازيق التأسيس العميقة. كل هذه العناصر الخرسانية يتم عزلها بمواد متطورة لتتحمل العوامل القاصية من الجو والتربة».