
وصف مرشح الدائرة الأولى الدكتور عبدالحميد دشتي الشعب الكويتي بأنه «قوم مكاري» الذي يلعب دور المتفرج في أوج الأزمات السياسية العاصفة التي تشهدها البلاد في الوقت الحالي.
وقال دشتي في ندوته الافتتاحية التي أقامها أمس الأول في مقره الانتخابي بمنطقة الرميثية والتي جاءت بعنوان «الفأس بالرأس» أن الشعب الكويتي لم يحرك ساكنا لصد الهجوم الغوغائي الذي يتعرض له الوطن بل ترك الكويت رهينة بيد المخربين ليعيثوا بها فسادا، مشيرا إلى أنه قد حذر مرارا وتكرارا من ما وصفه «التخريب المنظم» الذي ينتهجه نواب المعارضة لتدمير الكويت وإعادتها إلى أيام الغزو الغاشم لافتا إلى أن الغزو الناعم لنواب المعارضة انقلب إلى حراك خشن ولا يمت إلى الحراك السلمي بصلة.
وأكد دشتي ان الشعب الكويتي في الماضي كان كالجسد الواحد، كما كان أبناء الكويت سواسية لا فرق لديهم بين الشيعي أو السني أو الحضري أو البدوي، غير أن اللغة الطائفية الدخيلة على مجتمعنا هي التي مزقت أوصال الوحدة الوطنية وفرقتنا إلى مذاهب وطوائف.
وأضاف ان اعضاء كتلة العمل الشعبي الذين يتشدقون بحماية الدستور هم من داسوا على الدستور كما ان الذين أطلقوا مسيرة كرامة وطن هم أنفسهم من جرح كرامة الوطن من خلال التصرفات الهمجية والشعارات التخريبية التي تبدو في ظاهرها الرحمة ولكن في باطنها العذاب والقسوة.
وأوضح أنه في بادئ الأمر كان مؤيدا وبقوة لنظام الأصوات الأربعة ولكن بعد ما أصدر سمو الأمير مرسوما بتعديل قانون الأصوات إلى نظام الصوت الواحد لم ير بدا من تأييد هذا المرسوم لاسيما أن سموه لديه نظرة ثاقبة ويرى ما نراه نحن، مشيرا الى ان مراسيم الضرورة التي أصدرها سموه منبثقة من صلب الدستور ولو كانت عكس ذلك لأعلنت معارضتي لها.
وتطرق مرشح الدائرة الأولى لمشكلة التعليم في الكويت ولاسيما تغيير المناهج الدراسية قائلا، ان قوى الفساد والتخلف والهمجية لا يريدون أن يذكروا شيئا من التاريخ الإسلامي الصحيح، لذلك هم قاموا بحذف كل المناهج التربوية التي تسلط الضوء على مسيرة آل البيت الطاهرين واختاروا المناهج الدراسية التي يريدونها هم.
ووجه دشتي نقدا شديدا لوزير الصحة علي العبيدي وذلك بسبب منح العلاج بالخارج لغير المستحقين في حين أن المستحقين فعلا لا حول لهم ولا قوة.
من جهة أخرى شدد دشتي على حل قضية البدون بأسرع ما يمكن بلا مماطلة أو تسويف خاصة ان القضية باتت تتفاقم بشكل متسارع وأصبحت تكبر وتتدحرج ككرة الثلج موضحا أن الشعب الكويتي لا يقبل باستمرار معاناة البدون وتركها هكذا بدون حل، متمنيا من سمو الأمير أن يقوم بإصدار مرسوم ضرورة لحل هذه القضية لاسيما أن عدد المستحقين منهم هو 34 الفا بحسب ما أعلن رئيس الجهاز المركزي للمقيمين بصورة غير قانونية صالح الفضالة، كما تمنى في سياق حديثه ان يصدر سمو الأمير قانون توارث الامارة لتنظيم بيت الحكم ولوضع حل ناجع للمشكلات التي تحدث بين أبناء الاسرة.
وشن دشتي هجوما عنيفا على جماعة الإخوان المسلمين التي اختطفت البلاد العربية بذريعة الربيع العربي وهم يسعون الآن لاختطاف الكويت أيضا، ولكن نحن لسنا بحاجة إلى ربيعهم لان بلادنا في ربيع دائم طالما أن من يحكمها هم آل الصباح الكرام، داعيا أهل الكويت بالصلاة ركعتين شكرا لله لأنه حبانا بحكام من هذه الأسرة الكريمة ووطن كهذا الوطن. ومضى دشتي، ما يسمى بثورات الربيع العربي أو «الشرق الأوسط الكبير» كما أطلق عليها الرئيس الأمريكي السابق ما هي الا مخطط صهيو أمريكي الغرض منه تفتيت الوطن العربي وتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ، منوها أن عددا من قيادات الجيش السوري الحر دخلوا الكويت بأسماء مستعارة وباثباتات مزورة وهم الآن يعملون على قدم وساق داخل أراضينا وعلى الحكومة ان تلتفت إلى هذا الأمر الذي يمس أمن الوطن ويزعزع استقراره، ونسأل المولى عز وجل أن يفرج عن أهلنا في سوريا وأن يحبط المخطط الاستعماري الذي يستهدف دمشق.
واختتم حديثه متمنيا الشعب الكويتي أن يحسن الاختيار في من يمثله بهذه الانتخابات لاسيما أن الكويت تعيش أياما عصيبة في تاريخها، وسيكون الأول من ديسمبر يوما لتحديد مصير الكويت داعيا الجميع للخروج من منازلهم والذهاب الى مراكز الاقتراع من اجل مصلحة البلاد.