
اصدر عدد من دواوين الكويت بياناً دعت فيه ابناء الشعب الى التوجه لصناديق الاقتراع بكثافة لاختيار ممثلين في البرلمان المقبل.
وقال البيان ان دواوين الكويت ترفض رفضاً قاطعاً المساس بمسند الامارة كما ترفض السلوكيات الغريبة على البلاد والتي تهدد وحدة الصف واللحمة الوطنية.
وشددوا على ان الديمقراطية لم تكن في يوم من الايام صكاً ملكياً لاحد بعينه.
وبين ان الحياة لن تتوقف على مشاركة احد او مقاطعة احد فالكيوت اكبر من الجميع وان الزخم الكبير للترشح اكد ان البلاد تزخر بالخبرات والكفاءات والطاقات.
وفيما يلي نص البيان:
شهدت الكويت في ماضيها القديم والقريب محنا وشدائد كثيرة ولكنها تمكنت من تجاوزها بعونه من الله عز وجل أولا، وبأصالة اهلها ثانيا والتفاهم حول نظام حكمهم الذي اختاروه ابا عن جد، وما توارثوه من سمع وطاعة لشرعيتهم، استطاعوا خلالها تنظيم شؤون حياتهم بعقد دستوري تفردوا به عن غيرهم، يحدد شكل وطبيعة العلاقة بحكامهم ومالهم من حقوق وما عليهم من واجبات، فكان لهم من دستورهم منعة كل طامع فيهم بغدر او متربص بهم بشر، فازدادوا تعلقا بوطنهم وتحلقا حول نظامهم.
ولكننا نشعر ونحن نتقدم بالتهنئة من مقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وسمو ولي عهده الامين ومن الشعب الكويتي الكريم في الذكرى الخمسين لتأسيس الدستور، بغضة وألم لما تتعرض له الكويت اليوم من ظلم وجود على يد بعض ابنائها، ومن سلوكيات دخلية على المجتمع الكويت، لا تقل خطورة في تباعاتها عما واجهته البلاد من محن وشدائد وما رافق تلك السلوكيات من تجرؤ مرفوض على مسند الامارة، وتهديد خطير وغير مسبوق لوحدة الصف وسلامة الوطن واستقراره، الأمر الذي كشف عن مواقف معكوسة ومعايير هوائية ومزدوجة في تفسير الدستور والدفاع عنه، وانها لا تعدو عن كونها شعارات «شعبوية» للذهاب بالبلاد الى فوضى شاملة قد تؤسس «للاهوت سياسي جديد» قوامه تقديس الافراد، ونطاقه الممتد بالغوغائية وتكريس ديكتاتورية حكم الشارع، لتحييد اركان الدولة ومؤسساتها التشريعية والقانونية عن اداء واجباتها وفرض حكم الامر الواقع على غرار بلدان اخرى.
لم تكن ممارسة الديمقراطية، ولا ميسرة التطوير والتنمية في يوم صكا لاحد بعينه ولن تتوقف الحياة عن هذا أو ذاك، او تنتهي بمقاطعة هذه الجهة او تلك العملية الانتخابية، وما الزخم غير المسبوق للترشح للانتخابات الحالية الا اصدق رسالة وابلغ دليل ، فالكويت تزخر بالكفاءات والطاقات الخيرة، والنفوس المخلصة القادرة على حمل لواء المسؤولية والتعامل مع كل ما ينتظرها من ملفات وقضايا بالغة الاهمية والحساسية والتي يعول عليها في ان ترسم الشكل العام لحاضر البلاد ومستقبلها.
من اجل هذا كله نتوجه غلى عموم رجال الكويت وحرائرها وشبابها وشاباتها، ونستنهض فيهم وطنيتهم وندعوهم الى التوجه بكثافة الى صناديق الاقتراع لممارسة حقهم الديمقراطيفي اختيار ممثليهم الى قبة البرلمان، واضعين مصلحة الكويت فوق اي مصلحة او اعتبار، وان يستحضروا عند حسم اختياراتهم مثلث المسؤولية الربانية التي استودعها الله في كل منا بقوله عز وجل «ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا» فلنحسن اداء امانة اختيارتنا لكي تحسن اختيارتنا الينا ولوطننا ولأبنائنا.. والله ولي التوفيق.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.