اشاد الناشط السياسي راكان خالد بن حثلين بالاجراءات التي اتخذها وزير التربية والتعليم العالي د. نايف الحجرف بحق المتسببين بتسريب الاختبارات الدراسية، مؤكدا في الوقت ذاته ان هذه الاجراءات ليست كافية لأن «الشق عود»، مطالبا الوزير بالمزيد والمزيد من الخطوات لاصلاح الوضع في الوزارة والضرب بيد من حديد على كل متقاعس ومتجاوز.
وقال بن حثلين في تصريح صحافي ان ما شهدناه في الايام الماضية مهزلة يندى لها الجبين، ولا تسيء للجسم التربوي فحسب بل تسيء الى سمعة الكويت في المحافل العلمية والتربوية، مستغربا ان تصل الجرأة بالطلبة الى درجة التباهي بالغش وتصوير انفسهم وهم يمارسون الغش في الاختبارات ويقومون بنشر هذا الوضع على وسائل التواصل الاجتماعي دون اكتراث.
وبين بن حثلين ان هذا الوضع لم يكن ليحصل لولا شعور الطلبة بأن الوزارة لا يوجد فيها حسيب ولا رقيب، ولاطمئنانهم الى ان الواسطة ستتدخل لتغطية مساوئهم واستدراكهم من اي عقوبات تترتب على ما قاموا به وبالتالي فمن امن العقوبة اساء الادب، مشددا على ضرورة ابعاد المؤسسات التعليمية والتربوية عن السياسة والمحسوبيات.
واكد بن حثلين ان ما يحصل هو نتيجة تراكمات استمرت على مدى سنوات طويلة غابت خلالها عمليات المحاسبة والتقييم الجدي للقائمين على المؤسسات التعليمية وهذه هي النتيجة، متمنيا ان يكون الوزير الحجرف هو الرجل الذي يعيد وضع القطاع التعليمي والتربوي في الكويت الى عصره الذهبي.
وشدد على ضرورة اعادة النظر في اسلوب اختيار المعلمين، واجراء تقييم جدي لمستوياتهم قبل التعاقد معهم، بدلا من استجلاب المعلمين عديمي الخبرة وتحويل ابنائنا الى حقل تجارب بين ايديهم، مبينا اهمية تغيير البرامج التعليمية المملة والانتقال الى التعليم بوسائل مبتكرة تكون مشجعة لابنائنا الطلبة واكثر تشويقا وتحفيزا على الدراسة.
وكشف عن ان الكثير من المدرسين يتعمدون الا يمنحوا الطلبه افضل ما عندهم اثناء الحصص الدراسية العادية حتى يضطر الطلبة الى اللجوء الى طلب مساعدتهم في خارج اوقات الدوام الرسمي من خلال الدروس الخصوصية، مؤكدا ان هذا الامر يتحمل مسؤوليته الموجهون الذين يفترض ان تكون لهم جولات تفقدية على المدارس يستطلعون خلال اوضاع الطلبة ويقيمون عمل المدرسين على حسب مستويات الطلبة لديهم، ورفع تقارير دورية بأداء المعلمين حتى يكافأ المجد ويعاقب المسيء.
كما طالب بإعادة النظر بالمناهج بشكل عام، واستئصال كل الامور التي لا تتناسب مع متطلبات المرحلة المقبلة، مشيرا الى ان افرازات المناهج الرديئة وسوء الادارة في المؤسسات التعليمية باتت واضحة وتنعكس على سلوكيات ابنائنا في المجتمع، معتبرا ان التعليم امام ان يكون وسيلة للنهوض بفكر وادبيات النشء واما ان يكون مرتعا للسلوكيات المنحرفة التي ينهل منها الطلبة.
وحمل اولياء امور الطلبة جزءاً كبيراً من المسؤولية بعدم متابعة اوضاع ابنائهم عبر الزيارات الدورية الى المدارس واستطلاع اراء المعلمين والجهاز الاداري، وكذلك عدم متابعة سلوكيات ابنائهم الطلبة ووضعهم النفسي الذي يمكن ان يتبين من خلاله ما اذا كانوا يعانون من اي مشاكل في مدارسهم، مؤكدا على ضرورة مبادرة اولياء الامور بغرس المفاهيم التربوية لدى الابناء وحب العمل والتعلم، حتى يقبلوا الى المدارس راغبين وليسوا مرغمين.