
تحت شعار «نحو الاستقرار والتنمية» دشن مرشح الدائرة الانتخابية الثالثة الاعلامي يوسف الجاسم حملته الانتخابية، داعيا الى حوار وطني يشارك فيه كل الاطياف والتيارات السياسية والجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني، دون اقصاء لأحد، بهدف الخروج من الأزمة الحالية.
وقال يوسف الجاسم خلال ندوته الانتخابية الاولى التي اقامها بصالة الميلم مساء امس الاول، والتي شهدت حضورا حاشدا من ناخبي وناخبات الدائرة الثالثة: «أزعم أنني مارست وجوهاً كثيره من أوجه النشاط السياسي والعام إقتصادياً وإعلامياً ومجتمعياً على مدى أربعة عقود أو تكاد، وبرغم تجاربي الطويلة خاصة في ميادين الكلمة والإعلام، أصدقكم أنني ما أعتليت منبراً في يوم وشق على إختيار بدء الموضوع مثل وقوفي أمامكم اليوم وأنا مثقل بحيره إختيار الأفكار التي تتزاحم في رأسي وتتسابق إلى لساني، نظراً لعمق المراره وضيق العبارة، أما عمق المرارة فلأن في ذاكرة الكويت والكويتين رهق كبير وفي أجواء المنطقة عصف ونذير، وفي الحديث عن الإصلاح والتغيير ماء يملئ الفم».
وتساءل الجاسم أما آن لهذا الوطن أن يستقر؟ بعد ان أصبحنا في ساحات معاركَ مفتوحةٍ لا مجال فيها لهدنةٍ بين المتقاتلين وليس فيها سلح محرم، ونجحنا فيها بامتياز بإفشاء اللغة المتوحشة فيما بيننا بدلا من إفشاء السلام وتميّزنا بالسعي لأن يلغي كلّ منا الآخر، وأحسنّا إضاعة فرص التنمية وأجدنا فيها التباكي على لبننا المسكوب.
وأكد الجاسم: «ان قرار ترشحه لمجلس الأمة في الانتخابات البرلمانية المقبلة ينطلق من تلك الاعتبارات مجتمعة لكونها تشكل الإطار الذي ينبغي أن يأت في سياقه قرار هام مثل هذا قرار يتعلق بتمثيل المواطنين في سلطة شعبية نص عليها نظامنا الدستوري، وهي تمثل ركناً أساسياً في هذا النظام، وأداة ووسيلة المواطن للمشاركة في الحكم من المنظور السياسي، والمساهمة في بناء أمن واستقرار وطنه ودفع عجلة التنمية الشاملة إلى الأمام».
وبين ان قرار الترشح في جانبه الشخصي ينطلق من قناعة وثقة بإمكانياتي للعمل والعطاء لوطن طالما لم يبخل علينا بالعطاء، واستحق منا جميعاً الوفاء، وبنيت ذلك على مبدأ راسخ أتمسك به وهو أن عضوية مجلس الأمة أو أي منصب أو مسؤولية عامة هي تكليف وطني لا تشريف، وهي أمانة يتوجها رضى الله سبحانه وتعالى، ورضا والدتي ووالدي رحمهما الله اللذان اتبارك دائماً بدعائهما لي بالتوفيق، ويحكمها الضمير وهدفها ورائدها مصلحة الوطن أولاً وآخراً، وذلك كله يمثل قناعة رئيسية بالنسبة لي.
ونوه الجاسم انه اتخذ قرار ترشحه، من منطلق ما أمضاه من شطرٍ طويل من حياته العملية أمتد لأكثر من أربعين عاماً، وذلك من خلال مسؤولياتي ونشاطاتي التي توليتها ومارستها سياسيا وإداريا واقتصاديا واجتماعيا والمنشورة في سيرتي الذاتية الموزعة عليكم، ثم بشكل خاص خبرتي وتجربتي الطويلة في ميادين الإعلام الهادف والرصين، المرتبط أساسا بالشأن والهم العام الوطني والذي بني على هدف التنوير بموجبات ومفاعيل المواطنة وترسيخ مبادئ الديمقراطية قولاً وممارسة، وتولدت من تلك التجارب إرتباطاتي الوثيقة بالشأن العام وقضايا الوطن».
وقال «إن ممارستنا للديمقراطية عبر مسيرة طويلة للعمل الوطني، حققت إنجازات هامة على صعيد بناء المجتمع المدني ودولة المؤسسات والدستور، وتعزيز الحريات وأسهم في تحقيق مستويات من التقدم في تعزيز قيم الديمقراطية تمثلت بشكل أساسي في الانفتاح بين الحاكم والمحكوم،والتسامح، والتحاور والتشاور عبر مؤسساتنا السياسية والمجتمعية، وتجلى ذلك بالانجاز الأهم في نظامنا السياسي وهو صدور دستور 1962».
ودعا الجاسم الى « الاعتراف بأن مسيرتنا الديمقراطية منذ صدور دستور 1962 وبدء العمل بالحياة النيابية واجهت ولا تزال تواجه تحديات تتطلب اليقظة والحذر والمعالجة والإصلاح، حيث شابها الوهن واعترضتها العثرات التي كشفت عنها الممارسة السياسية بشقيها الحكومي والبرلماني، وتجلت بشكل خاص خلال السنوات والأشهر القليلة الماضية».
فبعد ثلاث وعشرون عاماً منذ أن تحررنا من ربقةِ الاحتلال.. ونحن نعيش حالةً من الاحتقانِ المتواصل والمتراكم، صراعاً وصخباً وتجاذباً وتطاحناً بين السلطةِ والحكومةِ من جهةٍ والقوى السياسيةِ وممثلي الشعب من جهةٍ ثانية، وبين النواب أنفسهم والكتل السياسية لبعضها بعضاً، من جهةٍ ثالثة، وبين الكتابِ والمتحاورين،
وتمنى الجاسم على من قرر مقاطعة الانتخابات مراجعة قراره، والإقدام على المشاركة في صنع القرار وتحقيق الإصلاح المطلوب عبر الوسائل الدستورية والمؤسسية لا عبر أية وسيلة أخرى، خاصة بعد أن حسم القضاء مسألة الخلاف حول دستورية مرسوم الصوت الواحد، في حكم تاريخي أصبح عنواناً للحقيقة، ويعد العمل بموجبه هو الاحترام الناجز للقضاء ومرجعيته في دولة القانون للفصل في المنازعات حول مختلف القضايا التي تثور بين الأفراد والسلطات.
وقال الجاسم: علينا أن لا نيأس فالأوطان لا يبنيها اليائسون أوالمرتجفون، بل هي تنهض على سواعد وأكتاف أبنائها وبناتها ذوي الهمة والحالمين بغدٍ أفضل.
وقدم الجاسم 22 محورا ينطلق منهم برنامجه الانتخابي، ابرزها الاحتكام إلى الدستور وشرعيته واحترام القضاء وتطبيق أحكامه في حل المنازعات، والحفاظ على المكتسبات الدستورية وترسيخ مبادئ العدل، وتشكيل الحكومات وتولية القيادات على أسس الكفاءة لا الولاء، أو الترضيات أو المحاصصات، وتهذيب لغة الخطاب والتعبير عن الرأي وفقا للقانون واحترام الرأي الآخر دون إقصاء أو تخوين، وتعزيز الوحدة الوطنية ونبذ كافة أشكال الكراهية والازدراء من أي فئة للفئات الأخرى ومعالجة مسببات الإحتقان السياسي.
ودعا الى إنصهار مكونات المجتمع تحت راية الدوله وتسخير طاقاتها لخدمة الوطن، ومعالجة ضعف الإنجاز التنموي، وتنفيذ سيل دراسات الإصلاح الإقتصادي المتراكمة تحت يد الحكومة والتي أنفق على إعدادها الملايين لجهات داخلية وخارجية، ونبذ كافة أشكال التطرف والغلو وعلاج أسباب توتر السلوكيات العامه والقضاء على ظواهرالعنف المتصاعدة.
وأكد انه سيتصدى بكل حزم للفساد وتجفيف منابعه ومحاسبة المفسدين، بعد أن لم نر مسؤولاً واحداً تم عزله أو إعفائه من وظيفته بسبب تقصير هنا أو سوء إدارة هناك، وسيسعى الى القضاء على البيروقراطية والتخلف الإداري، ورفع كفاءة أداء الخدمات الحكومية وتقديمها بصورة حضارية للمواطن والمقيم على حد سواء، والذي يأن من سوء تلك الإدارة وتخلفها وترهلها وغرقها في بحار من البيروقراطية والتعقيد والفساد الذي تنوء بحمله الجمال أو «البعارين»!!.
وشدد الجاسم على أهمية إشراك الشباب في رسم خطط التنمية بفاعلية وتنفيذ رؤاهم نحو التطوير، والارتقاء بالتعليم والبحث العلمي وتطويرهما لمحاكاة متطلبات العصر، وعلاج معضلات الرعاية السكنية خاصة لفئة الشباب الذين أصبح حصولهم على مأوى لهم وأسرهم الصغيرة أشبه بضرب من ضروب المستحيل في بلد من أغنى دول العالم.
واستطرد قائلا: إن الكويت بلد صغير بحجمه، ولكنه كبير بإرادة شعبه، وعلينا أن لا نفقد الأمل بحل معضلاتنا طالما توافرت لنا الإرادة القاطعة والإدارة الحازمة التي هي من سمات الحكم الرشيد وطالما دعمنا الشراكة الوطنية في صناعة القرار، خاصة وأن ما جرى حولنا من تفجرات «الربيع العربي» إنطلق من المطالبة ببعض ما تمتعنا به من حريات وديمقراطية ودستور ودولة مدنية، ورخاء سياسي واقتصادي واجتماعي قل مثيله في العالم كله، وهو ما تحاول بعض الشعوب أن تناله اليوم، بعد أن نلناه نحن في الكويت منذ خمسين عاماً بصدور دستور 1962.
واضاف: إننا نتطلع لأن تستند «الانتخابات النيابية» القادمة وما ستفرزه لنا من مجلس قادم إلى معايير للإختيار قائمة على مراعاة مصلحة الوطن لا المصالح الذاتية لأي مرشح لهذا الشرف الرفيع وهو تمثيل الأمة لا إزدرائها ومحاولة شراء ضمائر بعض الناخبين التي ستكون عصية على الشراء، فالشعب الكويتي حر المنبع.
ودعا بعد تشكيل المجلس القادم لإقامة حوار وطني يشمل كافة الأطراف للوقوف بجرأة وأمانة وصدق على مواطن الخلل، وسبر أغوار مسبباته ومنطلقاته، والنأي بأنفسنا عن جلد الذات، والإنهماك في البحث عن الحلول وسبل الخروج من دوائر الأزمات، كما أتطلع وبشغف أيضاً إلى أن تكون مرحلة ما بعد الانتخابات مرحلة للإنجاز والعمل والعطاء وليست مرحلة للبكاء على الأطلال.
وتمنى في نهاية حديثه ان يحظى بشرف تكليفكم لي بتمثيلكم والشعب الكويتي بأسره في مجلس الأمة القادم، لعلي أتمكن في نيابتي عنكم من التصدي لمتلازمة الإخفاق التنموي والإحتقان وعدم الاستقرار السياسي، محذرا من ظاهرة شراء الاصوات المنتشرة بشكل مخجل في هذه الانتخابات.
من جهته، قال وزير الاعلام الاسبق محمد السنعوسي انه تشرف بحضور هذه المناسبة الجميلة، وهي خوض الاعلامي يوسف الجاسم الانتخابات، الذي اتمنى ان نحتفل بوجوده في قاعة عبدالله السالم.
واضاف السنعوسي ان الجاسم يهتم بالاستقرار والتنمية، ولديه القدرة على طرح المواضيع التي تحققهما بايجابية وعملية، مشيرا الى ان يتميز بالجانب الايجابي من خلال خبرته الطويلة وبقدراته في التشخيص وايجاد الحلول للازمات المختلفة.
وأكد السنعوسي ان الجانب الانساني موجود لدى يوسف الجاسم، متمنيا التوفيق والنجاح، لاسيما واننا بحاجة الى ان يكون لنا صوت يشعر بالمسؤولية الوطنية.
من ناحيتها، قالت وزيرة التربية والتعليم العالي السابقة موضي الحمود نتمنى من الله ان يجعل شهر رمضان شهر خير وبركة علينا جميعا، مبدية اسفها لما يحدث في سوريا ومصر وتونس والعراق، ان يجمع الله كلمتهم، مؤكدة ان الله هيأ للكويت الامان لاهلها الاخيار وحكامها واتفقوا على شيء ارسى لنا استقرار الوطن، وهو دستور 62، هذا الدستور وفر لنا ارضية صلبة من الحريات، وكان ولا يزال مرجعا لنا وامانا للمواطنين وهو نهج حياة لهذا الوطن.
واشارت الحمود الى ان الوطن مر بأزمات كثيرة، ولكن وجدنا كمجموعة تنادت الى انه لايمكن التسليم أو اليأس من الازمات، فتداعت 18 شخصية من أبناء الكويت باسم مبادرة التوافق الوطني، لدعم الجانب الايجابي لابناء هذا الوطن، الذي يزخر بكثير من المخلصين والوطنيين، مشيرة الى انه بادرت هذه المجموعة بالتمسك بالدستور واحترام المؤسسات الدستورية والتصدي للفساد والدفع بعجلة التنمية، متسائلة اين يقع مرشحنا من هذه المجموعة؟
وقالت الحمود ان يوسف الجاسم واحد من مجموعة التوافق الوطني الذي عمل بجدية، املة ان تكون محورا لبرنامجه الانتخابي.
بدوره، قال وزير التجارة والصناعة السابق عبدالوهاب الهارون، ان علاقته مع يوسف الجاسم علاقة قديمة جدا، فقد شاركنا في اكثر من عمل وطني، وانه الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والحريص على العمل الوطني، فيوسف الجاسم الذي بذل نفسه للمهمات الانسانية من خلال برامجه من دعم قضية المعاقية والقضية الطلابية والاسرية والشبابية ومكافحة الفساد والتمسك بالدستور والكثير من القضايا التي تدل على انه يشع بالوطنية.
وأكد الهارون ان يوسف الجاسم كان له علاقات عربية وخليجية وخاصة في مصر مع المثقفين والكتاب والمؤلفين واستثمر هذه العلاقة في سبيل تحرير الكويت وكان له دور كبير في اقرار حقوق المرأة السياسية، فكان يطالب ونحن كنا نواب داخل المجلس باقرار تلك الحقوق المستحقة للمرأة، وعندما تحقق هذا الامر تعاملنا لتأسيس فريق أو لجنة اطلقنا عليها «متطوعون من أجل الكويت»، وكان هدفها دعم المرأة للوصول الى المجلس حتى استطعنا ايصال اربع نساء الى المجلس.